مشاهدة النسخة كاملة : الموضة والحجاب..



ibnadam
31-05-2006, 00:05
بدنو حلول فصل الصيف والقيظ، تلجأ الكثير من الفتيات والنساء في مجتمعنا إلى التخفف من ملابسهن بشكل مثير، متبعات "الموضة" السائدة في مثل هذا الفصل وغيره أيضا، وهي موضة الأزياء الفاضحة التي اقتحمت مجالنا البصري بعنف شديد في كل مكان اتجهنا إليه: في الشوارع والحافلات والمدارس والثانويات والجامعات والملاعب والشواطئ، حتى أن أعيننا ألفت هاته المشاهد واستأنست بها، ولم تعد تنكرها إلا عين تخشى الله تعالى الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور..


ولقد أصل القرآن الكريم لهذه الظاهرة المشينة في سورة الأعراف، حيث قال سبحانه: (يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون، يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوءاتهما، إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم، إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها، قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون)..
ويفسر الشهيد سيد قطب ـ رحمه الله رحمة واسعة ـ هذه الآيات الكريمات بقوله في "الظلال": هناك تلازم بين شرع الله اللباس لستر العورات والزينة, وبين التقوى.. كلاهما لباس؛ هذا يستر عورات القلب ويزينه، وذاك يستر عورات الجسم ويزينه، وهما متلازمان.. فعن شعور التقوى لله والحياء منه، ينبثق الشعور باستقباح عري الجسد والحياء منه. ومن لا يستحي من الله ولا يتقيه لا يهمه أن يتعرى وأن يدعو إلى العري: العري من الحياء والتقوى, والعري من اللباس وكشف السوأة!".. ويضيف قطب مفسرا: " إن ستر الجسد حياء ليس مجرد اصطلاح وعرف بيئي ـ كما تزعم الأبواق المسلطة على حياء الناس وعفتهم لتدمير إنسانيتهم, ـ إنما هي فطرة خلقها الله في الإنسان; ثم هي شريعة أنزلها الله للبشر، وأقدرهم على تنفيذها بما سخر لهم في الأرض من مقدرات وأرزاق. والله يذكر بني آدم بنعمته عليهم في تشريع اللباس والستر, صيانة لإنسانيتهم من أن تتدهور إلى عرف البهائم!..".
وما أحوج الناس ليتدبروا معاني هذا التفسير الصائب لسيد قطب، حيث أن هاته الموضة المنتشرة حاليا تهدف فعلا إلى تعرية المرأة خاصة، وسلبها خصائصها الفطرية ونزع لباس الحياء والتقوى عنها..
والموضة نتيجة طبيعية للغزو الفكري والإعلامي الرهيب الذي تعاني منه مجتمعاتنا الإسلامية، كما أنه نتيجة منطقية للتقليد الأعمى لأصناف اللباس الكاشف الذي ترتديه نساء الغرب، ويعتبرنه أمرا عاديا يدخل في نطاق الحريات الشخصية والفردية. ولقد صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: "لتتبعن سنن الذين من قبلكم شبرا بشبر أو ذراعا بذراع حتى لو سلكوا جحر ضب لسلكتموه قالوا: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟".
والغريب أن هذه "الموضات" المنتشرة كالفطر في أوساط الفتيات الشابات والنساء من مختلف الأعمار امتد مجالها واتسع إلى أن شمل لباس الحجاب الذي فرضه الله تعالى على المرأة، فصرنا نرى، للأسف الكبير، غطاء يسمونه ـ تجاوزا ـ حجابا، لا يكاد يغطي رأس المرأة، بل يزيدها بهاء وحسنا، ويضفي عليها رونقا وجمالا، سيما إذا كان رداء مزركشا منسق الخطوط ومنظم الألوان، وصارت الشابة "المتحجبة" ترتدي سروال "جينز" يضيق على بدنها ويصف تضاريس جسدها، مع الاعتناء بوجهها وتزيينه بالمساحيق الظاهرة وتنميص الحاجبين... وأضحت الموضة الحالية للحجاب تستوجب أن يكشف ويرف أكثر مما يغطي ويستر، حتى أن بعض الظرفاء يسمونه: حجاب "شوفوني"، وآخرون يطلقون عليه اسم: "الحجاب المتبرج".. وهو ليس بحجاب كامل، فاللباس الذي ارتضاه الشرع الحنيف للمرأة المسلمة حدده الله عز وجل في القرآن الكريم، وضبط صفاتِه علماءُ الأمة وفقهاؤها الأجلاء في الشروط التالية:
أن يكون صفيقا (سميكا) لا يشف، وأن لا يكون مبخرا مطيبا، وأن يكون فضفاضا غير ضيق،
وأن لا يشبه لباس الرجال، وأن لا يكون لباس شهرة، وأن لا يكون زينة في نفسه بأن يكون فيه مثلا من الألوان الجذابة والزينة المبالغ فيها ما يلفت نظر الرجال ويثير غرائزهم.. ورحم الله الشيخ الألباني الذي قال: "المقصود من الأمر بالحجاب إنما هو ستر زينة المرأة، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه زينة...".

imane2006
31-05-2006, 17:18
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا على هذا الموضوع الجيد
وأسال الله أن يهدي الجميع الى الخير ان شاء الله

اللهم يا مقلب القلوب تبث قلوبنا على دينك

المختار
31-05-2006, 17:32
جزاك الله خيرا مشاركة قيمة

loulwa
31-05-2006, 22:02
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيك للموضوع القيم والهادف
جزاك الله خير الجزاء وجعله فى ميزان حسناتك
اللهم تقبل منا ومنك صالح الأعمال