مشاهدة النسخة كاملة : ملحمة النبي صلى الله عليه وسلم



مسك المرشد
23-10-2010, 23:28
بسم الله الرحمن الرحيم



ملحمة النبي




عمر أبو ريشة
أي نـجوى مـخضلة iiالـنعماء رددتـهـا حـناجر iiالـصحراء
سمعتها قريش فانتفضت iiغضبى وضـجـت مـشبوبة الأهـواء
ومـشت في حمى الضلال iiإلى الـكعبة مـشي الطريدة iiالبلهاء
وارتـمت خـشعة عـلى اللات والعزى وهزت ركنيهما بالدعاء
وبـدت تـنحر الـقرابين iiنحرا فـي هـوى كـل دمية iiصماء
وانـثنت تضرب الرمال iiاختيالا بـخـطى جـاهـلية iiعـمياء
عـربدي يا قريش وانغمسي iiما شـئت فـي حمأة المنى iiالنكراء
لـن تزيلي ما خطه الله iiللأرض ومـا صـاغه لـها مـن iiهناء
شـاء ان يـنبت النبوة في القفر ويـلقي بـالوحي مـن iiسـيناء
فـسلي الربع ما لغربة عبد iiالله تـطوى جـراحها فـي iiالعزاء
مـا لأقـيال هاشم يخلغ iiالبشر عـلـيها مـطـارف iiالـخيلاء
انـظريها حـول الـيتيم iiفراشا هـزجا حـول دافـق iiالـلالاء
وأبـو طالب على مذبح iiالأصنام يـزجي لـه ضـحايا iiالـفداء
هـو ذا احمد فيا منكب iiالغبراء زاحــم مـنـاكب iiالـجوزاء
بـسم الـطفل للحياة وفي iiجنبيه ســر الـوديـعة iiالـعصماء
هـب مـن مـهده ودب iiغريبَ الـدار فـي ظـل خيمة iiدكناء
تـتبارى حـليمةٌ خـلفه iiتـعدو وفـي ثـغرها افـترار iiرضاء
عـرفت فيه طلعة اليمن iiوالخير إذا اجـدبـت ربــى iiالـبيداء
وتـجلى لـها الـفراق فاغضت فـي ذهـول واجـهشت بالبكاء
عــاد لـلـربع أيـن iiآمـنةٌ والحب والشوق في مجال iiاللقاء
ما ارتوت منه مقلة طالما iiشقت عـلـيه سـتـائر iiالـظـلماء
يـا اعـتداد الأيتام باليتم iiكفكف بـعـده كـل دمـعة iiخـرساء
أحـمد شـب يـا قريش iiفتيهي في الغوايات واسرحي في الشقاء
وانفضي الكف من فتى ما iiتردى بــرداء الأجــداد iiوالآبـاء
أنـت سـميته الأمين iiوضمخت بـذكـراه نــدوة iiالـشـعراء
فـدعي عـمه فـما كان iiيغريه بـما فـي يـديك مـن iiإغراء
جاءه متعب الخطى شارد iiالآمال مـابـيـن خـيـبة ورجــاء
قال هون عنك الأسى يابن iiعبد الله واحـقن لـنا كـريم iiالدماء
لا تـسفه دنـيا قـريش iiتبوئك مــن الـمـلك ذروة iiالـعلياء
فـبكى أحمد وما كان من iiيبكي ولـكـنـها دمــوع الإبــاء
فـلـوى جـيده وسـار iiوئـيدا ثـابت الـعزم مـثقل iiالأعـباء
وأتـى طـوده الـموشح iiبالنور وأغـفى فـي ظـل غار iiحراء
وبـجفنية مـن جـلال iiأمـانيه طـيـوف عـلـوية iiالإسـراء
وإذا هـاتف يـصيح بـه iiاقرأ فـيـدوي الـوجود iiبـالأصداء
وإذا فـي خـشوعه ذلك iiالأمي يـتـلـو رسـالـة الإيـحـاء
وإذا الأرض والـسـماء iiشـفاه تـتـغنى بـسـيد iiالأنـبـياء
جـمعت شـملها قريش iiوسلت لـلأذى كـل صـعدة iiسـمراء
وأرادت أن تنقذ البغي من iiأحمد فــي جـنـح لـيـلة iiلـيلاء
ودرى سـرها الـرهيب iiعـلي فـاشتهى لـو يكون كبش iiالفداء
قـال : يـا خاتم النبيين iiأمست مـكـة دار طـغـمة iiسـفهاء
أنـا بـاق هـنا ولـست أبالي مـا ألاقـي من كيدها في iiالبقاء
سـيروني على فراشك iiوالسيف أمـامـي وكـل دنـيا ورائـي
حـسبي الله فـي دروب رضاه أن يــرى فـيّ أول الـشهداء
فـتـلقاه أحـمد بـاسم الـثغر عـليما بـما انطوى في iiالخفاء
أمـر الـوحي ان يـحث iiخطاه فـي الـدجى لـلمدينة iiالزهراء
وسـرى واقـتفى سراه أبو iiبكر وغـابا عـن أعـين iiالـرقباء
وأقـاما في الغار والملأ iiالعلوي يـرنـو إلـيـهما iiبـالـرعاء
وقـفت دونـه قـريش حيارى وتـنزهت جـريحة iiالـكبرياء
وانـثنت والرياح تجار iiوالرمل نـثير فـي الأوجـة iiالـربداء
هـللي يـا ربـا المدينة iiواهمي بـسـخي الأظـلال والأنـداء
واقـذفـيها الله أكـبـر iiحـتى يـنتشي كـل كـوكب و iiضاء
واجمعي الأوفياء إن رسول iiالله آت لـصـحـبة iiالأوفــيـاء
وأطـلّ النبي فيضا من iiالرحمة يـروي الـظماء تـلو الـظماء