مشاهدة النسخة كاملة : قصة عجيبة..



زيد الخير
24-11-2010, 20:25
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


قصة تميم الداري رضي الله عنه و المسيخ الدجال

عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت: سمعت نداء المنادي منادي رسول الله صلى الله عليه و سلم ينادي: الصلاة جامعة، فخرجت إلى المسجد فصليت مع رسول الله صلى الله عليه و سلم فكنت في صف النساء التي تلي ظهور القوم، فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم صلاته، جلس على المنبر وهو يضحك فقال : ( ليلزم كل إنسان مصلاه ، ثم قال : أتدرون لم جمعتكم ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم ، قال : إني والله ما جمعتكم لرغبة ولا لرهبة ، ولكن جمعتكم لأن تميماً الداري كان رجلا نصرانيا فجاء فبايع وأسلم ، وحدثني حديثاً وافق الذي كنت أحدثكم عن مسيح الدجال ، حدثني أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلاً من لخم وجذام ، فلعب بهم الموج شهراً في البحر ، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حتى مغرب الشمس ، فجلسوا في أقرب السفينة فدخلوا الجزيرة ، فلقيتهم دابة أهلب كثير الشعر ، لا يدرون ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقالوا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة ، قالوا : وما الجساسة ؟ قالت : أيها القوم انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير ، فإنه إلى خبركم بالأشواق ، قال : لما سمت لنا رجلاً فرقنا منها أن تكون شيطانة ، قال : فانطلقنا سراعاً حتى دخلنا الدير ، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خَلْقاً ، وأشده وثاقاً ، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد ، قلنا : ويلك ، ما أنت ؟ قال : قد قدرتم على خبري ، فأخبروني ما أنتم ؟ قالوا : نحن أناس من العرب ركبنا في سفينة بحرية ، فصادفنا البحر حين اغتلم ، فلعب بنا الموج شهراً ، ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه ، فجلسنا في أقربها ، فدخلنا الجزيرة فلقيتنا دابة أهلب كثير الشعر لا يدرى ما قبله من دبره من كثرة الشعر ، فقلنا : ويلك ما أنت ؟ فقالت : أنا الجساسة ، قلنا : وما الجساسة ؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير فإنه إلى خبركم بالأشواق ، فأقبلنا إليك سراعاً وفزعنا منها ، ولم نأمن أن تكون شيطانة ، فقال : أخبروني عن نخل بيسان ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ، قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر ؟ قلنا له : نعم ، قال : أما إنه يوشك أن لا تثمر ، قال : أخبروني عن بحيرة الطبرية ، قلنا : عن أي شأنها تستخبر ، قال : هل فيها ماء ؟ قالوا : هي كثيرة الماء ، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب ، قال : أخبروني عن عين زغر ، قالوا : عن أي شأنها تستخبر ، قال : هل في العين ماء ، وهل يزرع أهلها بماء العين ، قلنا له : نعم ، هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها ، قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل ؟ قالوا : قد خرج من مكة ونزل يثرب ، قال : أقاتله العرب ؟ قلنا : نعم ، قال : كيف صنع بهم ، فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه ، قال لهم : قد كان ذلك ، قلنا : نعم ، قال : أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه ، وإني مخبركم عني ، إني أنا المسيح ، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج فأخرج ، فأسير في الأرض فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة غير مكة وطيبة ، فهما محرمتان علي كلتاهما ، كلما أردت أن أدخل واحدة أو واحدا منهما استقبلني ملك بيده السيف صلتاً يصدني عنها ، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها ، قالت - أي فاطمة - : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطعن بمخصرته في المنبر ، هذه طيبة هذه طيبة هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك ؟ فقال الناس : نعم ، فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن المدينة ومكة ، ألا إنه في بحر الشأم أو بحر اليمن ، لا بل من قبل المشرق ، ما هو من قبل المشرق ما هو من قبل المشرق ما هو ، وأومأ بيده إلى المشرق ) ، قالت فحفظت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-

الحديث أخرجه الإمام مسلم و ابن حبان
و قد ذكر العلماء مجموعة من الفوائد في هذا الحديث منها:
-أولا: ذهب جماعة من الصحابة و الأئمة إلى أن الجساسة هي الدابة التي ذكرها الله تعالى في قوله:" وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ"(سورة النمل،82)، فكان ذلك دليلا آخر على أن خوارق آخر الزمان، قد يحدث بعضها قبله.
-ثانيا: ثبت بهذا الخبر العجيب أن الحيوان قد يخبر بالمغيبات عن الانسان، فإن الجساسة دلت تميما و أصحابه على مكان الدجال، و أخبرتهم أنه مشتاق إليهم.
-ثالثا: إن الدجال حي موجود، و قد يكشفه الله تعالى لمن يشاء من عباده، و لا يشترط فيهم الاسلام، فإن تميما أسلم بعد هذه القصة.
-رابعا: إن الله تعالى يؤيد دينه بالفاجر و الكافر، فالدجال كان سببا في إسلام تميم.
-خامسا: إن الله تعالى قد يطلع شياطين الجن و الانس على بعض المغيبات، فالدجال على علم بكثير من الأمور التي ستحدث له في المستقبل، و قد طابق ذلك كثيرا من الأحاديث الصحاح، بل و يكفي إقرار المصطفى له فيما أخبر.
-سادسا: إن الشياطين الانسية و الجنية قد تخبر الناس بشيء من الغيوب التي يطلعها الله عليها، فالدجال أخبر جماعة تميم بعدم إثمار نخل المدينة، و بجفاف بحيرة طبرية، و بقرب خروجه، و بأنه سيطوف الأرض في أربعين ليلة، و أن الملائكة ستمنعه من اقتحام الحرمين.

krit01
25-11-2010, 12:23
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيرا اخي الكريم
نور الله صدرا بنوره

المداح
25-11-2010, 17:05
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبحان الله،

قصة عجيبة و رهيبة في نفس الوقت،

كلما قرأتها أخذتني إلى نهايتها و كأنني لم أقرأها قط

بارك الله فيك سيدي زيد الخير على هذا الخير