مشاهدة النسخة كاملة : رسوم تحركنا أم نحركها؟؟؟



maha2009
10-12-2010, 22:11
أطفالنا بين براثن الإعلام يتلاعب بهم كيف شاء ومتى شاء، ولعل أكثر ما يستولي على عقولهم – خصوصا فئة الصغار منهم – ما يعرف بالرسوم المتحركة، ففيها متعة لهم لا تضاهى وأحلام تستقطب مشاعرهم الغضة الطرية، فتنتقل بهم إلى عوالم من الخيال المحال بعيدا عن الواقع المدرك المحسوس الملموس.

فيا ترى أصابع من تلك التي تنسج هذه الحكايات؟

الجواب قطعا ليست بلاد المسلمين ولا ثقافتهم ولا تربيتهم ولا أخلاقهم...

من يعبث بفكر أطفالنا هم شرذمة تمكنوا من أسباب التقنية المتطورة إضافة إلى المال عصب الحياة، فسخروه لتدمير أجيال المستقبل عبر تمرير رسائل وإشارات تتكرر أمام أنظار صغارنا حتى يألفوها، بل تصبح عنوان البطولة والقوة، فيتنافسوا في تقمص فعلها ضاربين وجه الحائط كل ما اجتهد الآباء في تلقينهم إياه وتأديبهم به.

حين ترى بطل المسلسل الكرطوني يضع في فمه سيجارتين أو ثلاثة دفعة واحدة، ففي ذلك رسالة واضحة كون التدخين من مستلزمات القوة والبطولة... مما يدفع الصغار إلى التهافت من أجل تقليدهم عساهم يمنحون قوة مثل قوتهم.

ولما تجد أن العنف والاقتتال وإسالة الدماء وإحداث الدمار ووعد بالتخريب والسيطرة يحتل المساحة الكبرى في جل المسلسلات الكرطونية، فهذا لا يولد في صغارنا سوى شرارات من ذلك المرئي المسموع يوميا.

بل إن الأدهى والأمر حين تكون الرسالة المرئية تعبر بوضوح لا تلعثم فيه عن موقف جنسي يخدش حياء الطفل الفطري، فتلتبس لديه المفاهيم، ولا يلبث مليا حتى يستأنس بها، وتزداد متعته برؤيتها، فتقتنص براءته وتطمس فطرته، إلى أن تصبح هما يوميا ملحا لديه يبحث كيف يَُصَرفُه.

من يصحح هذه الأخطاء؟ من يصلح ما تفسده الرسوم المتحركة؟

ما دمنا ما زلنا متخلفين عن الركب الإنساني الفاعل، وصناعة ما ينفع العباد والبلاد -وأطفالنا منهم-، وما دمنا عاجزين عن ابتكار وإنتاج بديل عن تلك الحضارة الدوابية، وما دمنا... فأقل ما يمكن فعله هو مجالسة صغارنا أثناء حصص مشاهدة تلك الرسوم الكرطونية، والتعليق على ما يصح وما لا يصح، وتقويم ما يتم عرضه من عقائد فاسدة من مثل عبادة الأصنام في بعض المشاهد والتوجه للرهبان في الكنائس في العديد من اللقطات.

في هذه المرحلة من العمر المبكر، أطفالنا يحملون صفحة بيضاء تنتظر ما يطبع عليها من آداب وقيم من لدن الوالدين وصحبة طيبة لهما قبل أن ينفلتوا إلى أحضان الرفقة السيئة.

كذا وجب التواصل مع صبياننا بالحوار الطيب الهادئ المقنع الذي يفتح القلوب ويلامس النفوس ويقنع العقول.

أيضا يستحب ملء أوقات فراغ الأطفال بما يعود عليهم بالنفع في دنياهم والصلاح في أخراهم من مثل حفظ القرآن الكريم وممارسة الرياضة والقراءة الحرة والأعمال اليدوية أو نحوها مما ينمي مهارات الطفل.

فلذات أكبادنا ينازعنا فيهم أهواء وأطماع لا تريد لجيل الغد أن يعرف معنى الرجولة المبكرة والقيادة المبادرة، فلنكن لهم أصحابا نربيهم باللين والحكمة، وننبههم بالنصيحة والمودة.

ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما

خادمة الحبيب
13-12-2010, 11:58
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أكرمك المولى أختي مها على الموضوع القيم و جزاك الله كل خير