مشاهدة النسخة كاملة : اقترب للناس حسابهم ..



زيد الخير
23-12-2010, 21:17
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


اقترب للناس حسابهم
صاح بالصحابة واعظ ‏ «‏اِقتَرَبَ لِلناسِ حِسابُهُم‏» ‏ فجزعت للخوف قلوب فجرت للحزن عيون ‏ «‏فَسالَت أَودِيَةُ بِقَدَرِها‏» ‏‏.‏

رمى ‏ «‏ الصديق ‏» ‏ ماله حتى ثوبه على ‏ «‏ المدكر ‏» ‏ وتخلل بالعبا وقال ‏ «‏ عمر ‏» ‏‏:‏ ليتني كنت نبة وقال عثمان‏:‏ ليتني إذا مت لا أبعث‏.‏

صاح ‏ «‏ علي ‏» ‏ بالدنيا‏:‏ طلقتك ثلاثا لا رجعة لي فيك وقد كانت تكفي واحدة لكنه كيلا يتصور الهوى جواز المراجعة وطبعه الكريم يأنف من المحلل‏.‏

وقال‏:‏ ‏ «‏ أبو الدرداء ‏» ‏‏:‏ ليتني كنت شجرة تعضد‏.‏

أنت تسمع القرآن لكن لا كما سمعوه‏.‏

لَو يَسمَعونَ كَما سَمِعتُ كَلامَها خَرَّوا لِعِزَّةَ رُكَّعاً وَسُجوداً إقدام العارفين على التعبد قد ألفت أقدامها الصفوف تعتمد على سنابك الخوف فإذا أثر النصب راوحت بين أرجل الرجاء‏.‏

انقسم القوم عند الموت فبعضهم صابر الخوف حتى انقضى نحبه‏.‏

‏ «‏ كعمر ‏» ‏ كان يقول عند الرحيل‏:‏ الويل لعمر إن لم يغفر له‏.‏

ومنهم من أقلقه عطش الحذر فتبرد بماء الرجا ‏ «‏ كبلال ‏» ‏ كانت زوجته عند الموت تقول‏:‏ واكرباه وهو يقول‏:‏ واطرباه غدا ألقى الأحبة محمدا وصحبه علم بلال أن الإمام لا ينسى المؤذن فمزج الموت براحة الرجاء‏.‏

بَشَّرَها دَليلُها وَقالا غَداً تَرينَ الطَلحَ وَالجِبالا قال ‏ «‏ سليمان التيمي ‏» ‏ لولده عند الموت‏:‏ اقرأ علي أحاديث الرخص لألقى الله تعالى وأنا حسن الظن به‏.‏

إلى متى تتعب الرواحل ولا بد لها من مناخ‏:‏ رِفقاَ بِها يا أَيُها الزاجِرُ قَد لاحَ سَلعٌ وَبَدا حاجِرُ وَاذكُر أَحاديثَ لَيالي مِنى لا عًدِمَ المَذكورُ وَالذاكِرُ يا مخنث العزم‏:‏ أين أنت والطريق نصب فيه ‏ «‏ آدم ‏» ‏ وناح لأجله ‏ «‏ نوح ‏» ‏ ورمي في النار ‏ «‏ الخليل ‏» ‏ واضطجع للذبح ‏ «‏ اسحاق ‏» ‏ وبيع ‏ «‏ يوسف ‏» ‏ بدراهم بخس ونشر بالمناشير ‏ «‏ زكريا ‏» ‏ وذبح الحصور ‏ «‏ يحيى ‏» ‏ وضني بالبلاء ‏ «‏ أيوب ‏» ‏ وزاد على القدر بكاء ‏ «‏ داود ‏» ‏ وتنغص في الملك عيش ‏ «‏ سليمان ‏» ‏ وتخير بأرني ‏ «‏ موسى ‏» ‏ وهام مع الوحوش ‏ «‏ عيسى ‏» ‏ وعالج الفقر ‏ «‏ محمد ‏» ‏‏.‏

فَيا دَارَها بالحُزنِ إِنَّ مَزارَها قَريبٌ وَلَكِن دَونَ ذَلِكَ أَهوالُ أول قدم في الطريق بذل الروح‏.‏

هذه الجادة فأين السالك هذا قميص ‏ «‏ يوسف ‏» ‏ فأين يعقوب هذا طور سينا فأين ‏ «‏ موسى ‏» ‏ يا جنيد احضر يا ‏ «‏ شبلي ‏» ‏ اسمع‏.‏

بِدمِ المُحِبِ يُباعُ وَصلُهُمُ فَمَن ذا الَّذي يَبتاعُ بالسِّعرِ.


من كتاب اللطائف لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن الجوزي

المداح
27-12-2010, 09:35
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك أخي الحبيب و أحسن الله إليك،

رقائق تطرب الروح و تجعلها تهتز فرحا بالله (وبحسن الظن به سبحانه)

سلمت يداك سيدي زيد الخير؛

ملاحظة : المرجو تصحيح :واضطجع للذبح ‏ «‏ اسحاق ‏» ب «‏ إسماعيل»