مشاهدة النسخة كاملة : ماذا لو كان المغرب بلا جماعة العدل والإحسان؟



عادل محسن
11-05-2011, 02:57
ماذا لو كان المغرب بلا جماعة العدل والإحسان؟


بقلم: عزالدين سليماني

يقال إن الأشياء تعرف بضدها، وكم من نعمة لم تدرك قيمتها وفضلها إلا بعد فقدها لا قدر الله، فالمؤمن الموفق هو الذي يقيد النعم بشكر الله تعالى عليها قولا وفعلا، سرا وجهرا.

اختارت مشيئئة الله تعالى المغرب الأقصى ليكون موطن جماعة العدل والإحسان، استطاعت أن ترسم لنفسها منهجا تربويا وفكريا وحركيا يميزها عن باقي التنظيمات والحركات الأخرى، لكن السؤال المطروح ماهي القيمة المضافة التي جاءت بها هذه الجماعة لموطنها الذي نشأت و ترعرت فيه حتى اشتد عودها، وصارت مهابة الجانب ؟

وإذا كانت كذلك فما الذي يبرر الحصار المخزني عليها و الهجمة المتواصلة عليها التي وإن خبت أحيانا سرعان ما تعود لتكون أقوى وأشرس؟
من خلال تصفح أدبيات الجماعة مقروءة كانت أو مرئية، أو حتى من خلال مواقعها الإلكترونية وتصريحات قياديها يتضح للدارس أنها صاحبة مشروع مجتمعي شامل ومتكامل.

يقدم مقترحات سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية.. سعت الجماعة للتعريف به لدى جميع مكونات الدولة بدءا من رسالة الإسلام أو الطوفان مرورا بمذكرة إلى من يهمه الامر وصولا إلى وثيقة جميعا من أجل الخلاص...و التي واكبت من خلالها التغيرات والتقلبات التي عرفها المغرب، ليكون تأثيرها واضحا فيه رغم التعتيم الإعلامي، وسنقارب هنا نماذج من مستويات فعل المشروع الفكري الجماعة في هذا البلد الحبيب:

على المستوى السياسي:
رغم أن هذا المستوى يأتي في المرتبة الثانية في سلم أولويات المشروع المجتمعي للجماعة، إلا إنه الأكثر شيوعا وتداولا إعلاميا ، وذلك لمواقفها السياسية واختياراتها والتي تجعلها في دائرة التنظيمات الممانعة الواقعة بين خيار المشاركة والتطبيع مع السلطة و بين المعارضة الجذرية المطلقة. ولعل هذا الاختيار يجد سندا له في عدم توفر الشروط الضرورية لقيام مؤسسات تعبر عن تمثيلية حقيقية لإرادة الأمة من جهة، ومن جهة أخرى في مبدأ نبذ العنف والإيمان بالاختلاف وعدم إقصاء الآخر تحت أي مبرر، وكل ذلك نابع من فهم رصين لنصوص الشرع وتجارب الواقع التي ترتب أي نجاح في التدبير والتسيير على إسهام ومشاركة الجميع بدون استثناء.

و لنتصور الحقل السياسي المغربي دون هذا الفاعل، فهو فضلا عن كونه نظاما مغلقا تغيب فيه تعددية حقيقية،و تتحكم فيه السلطة المتفردة. فتبقى المكونات الاخرى منفذة ومبررة لأي خطوة يقدم عليها المخزن،مبتعدة بذلك عن وظيفة المعارضة الحقيقية أو الانتقاد البناء.وهكذا يبقى صوت العدل والإحسان في هذا المجال ظاهرة صحية في المشهد السياسي المغربي تستحق التنويه، رغم الثمن الذي أدته ولا زالت على هذا المبدأ.

على المستوى الفكري:
بعد أحداث 11شتنبر في الولايات المتحدة الأمريكية،التي اعتبرت حدثا فاصلا بين مرحلتين،

مرحلة ما قبل 11 شتنبر: حيث كان العنف الممارس من طرف بعض الحركات والتنظيمات الإسلامية مبررا أو موظفا لخدمة مصالح معينة.

ما بعد 11 شتنير: عرفت انخراط الجميع في محاربة ما يسمى ب"الإرهاب"، وتولدت قناعات لدى الأغلبية بإدانة جميع أشكال العنف، و عدم قبوله تحت أي مبرر.

لكن بالنظر إلى تاريخ الجماعة و مكتوباتها يتضح سلوكها للخط السلمي الذي لاينفي الآخر نفيا، ويقبل بالقوانين الجاري بها العمل ويتبنى الأشكال الحضارية في التدافع مع الخصوم.

لقد كان لهذا الاختيار دور مهم في إشاعة ثقافة الاحتجاج السلمي( المسيرات، الوقفات، العرائض، الاعتصامات...) لدى قطاعات واسعة من الشباب باعتبار الانتشار الواسع للجماعة واتساع دائرة المتعاطفين معها، ومن ثم الإسهام في محاصرة التطرف وعقيدة العنف من أجل التغيير.

على المستوى القيمي والأخلاقي:
عرف المغرب في العقدين الأخيرين انتكاسة أخلاقية خطيرة مردها إلى سياسة واضحة المعالم تروم التطبيع مع الرذيلة ، والتي اتخذت أشكالا عدة بدءا من الواجهة الإعلامية بتشجيع البرامج والمسابقات الهابطة ،مرورا بالمهرجانات المشبوهة ، وصولا إلى السياحة التي تضحي بالقيم والأخلاق في مقابل الربح المادي، صاحب ذلك إفراغ المناهج التعليمية من كل ما قد يحصن النشء من هذه الآفات.

وبالموازاة مع ذلك حوصرت كل الأصوات الغيورة على قيم الأمة إما بالتهميش والإقصاء أو بالإغراء والاحتواء.

وقد نالت الجماعة النصيب الأوفر من أشكال الحصار والتضييق في هذا المجال، خصوصا وأن منهجها الدعوي ي يقدم بدائل شرعية تسعى للرقي بالذوق العام للناس وخاصة الشباب منهم.

وهكذا بعد النجاح (الكمي والنوعي) المنقطع النظير الذي عرفته المخيمات الشاطئية التي أطرها أعضاء العدل والإحسان قوبلت بالحصار المطلق، كما لم تسلم الفرق الغنائية والنشيد من التضييق و الإقصاء من المشاركة في المهرجانات وحرمت من الظهور في وسائل الإعلام. كما عمدت الدولة إلى إقصاء وطرد الوعاظ والخطباء المنتسبين للجماعة أو المتعاطفين معها بالنظر إلى خطابهم التربوي الذي يتواصلون به مع الشعب.

إذن يمكن القول هنا: لقد فوت المسئولون على هذا البلد فرصا تاريخية كان يمكن للدولة أن تستفيد من القوة الاقتراحية التي تمثلها مبادرات الجماعة وأنشطتها للحد من هذا التدهور الأخلاقي في المغرب الذي يكتوي بناره الجميع.

على مستوى قضايا الأمة:
يحفل تاريخ الجماعة بالتفاعل مع القضايا الكبرى للأمة الإسلامية، وأبدعت لذلك أشكالا تضامنية جديدة ، إلا أن هذه التعبئة الشاملة لقيادتها وأعضائها في هذا الأمر ناجمة عن أمرين اثنين، أولهما: القرار السياسي،بل الأكثر من ذلك تعتبر الجماعة نصرة قضايا الأمة عقيدة وواجبا دينيا أكدته نصوص الكتاب والسنة المشرفة.

ثانيهما: قاعدة عددية ملتحمة بقيادتها ومستعدة لتنزيل قراراتها على أرض الواقع. ومن دون هذين الشرطين أو أحدهما يبقى شعار التضامن مفرغا من محتواه أو في أحسن الأحوال مسخرا لخدمة حسابات ضيقة أو مصالح أرضية محدودة .

لقد نظمت الجماعة العديد من التظاهرات و المسيرات المليونية المركزية، والآلاف من الوقفات المسجدية المحلية في مختلف ربوع الوطن الحبيب، و كانت متنفسا للمغاربة للتعبير عن تخندقهم في صف واحد مع شعوب فلسطين والعراق وأفغانستان. إضافة إلى مشاركتها مع باقي القوى الحية الوطنية و الدولية في أي نشاط يسهم في رفع المعاناة عنهم .

و كانت النتيجة أنها استطاعت أن ترسم عن المغرب صورة مغايرة لتلك الصورة النمطية التي رسخت في الأذهان وهي أن المغرب الأقصى مفصول ومعزول عن هموم الأمة و قضاياها. كما بوأتها مناصب قيادية في كل المؤتمرات والمؤسسات الدولية التي تعنى بهذا الشأن.

لكن هل وعى المسؤولون هذا الأمر؟ وهل يمكن تصور أي نشاط تضامني مع قضايا الأمة بدون جماعة العدل والإحسان؟

نكتفي بهذا القدر ونقول في الختام :إن يد الجماعة لن تكون إلا ممدودة و مساهمة في كل ما يخدم المصالح الحقيقية لهذه البلاد، لكن وبدون إرادة حقيقية للتغيير، واستمرار العقلية المستبدة الإقصائية سوف يفوت القائمون على شؤون هذا البلد فرصا مهمة للاستفادة من القوة الاقتراحية للجماعة وقيمتها المضافة التي لن تكون مشاركتها إلا حاسمة في إنقاذ البلد من الهاوية.


2011/05/08

سعاد بادو
13-05-2011, 10:55
غير بعدو منا قادرين على روسنا

توفيق
13-05-2011, 11:04
غير بعدو منا قادرين على روسنا

ردودك غير جميلة..للأسف الشديد

عادل محسن
13-05-2011, 16:09
غير بعدو منا قادرين على روسنا

شكون نتوما اختي مليكة اشنو درتو لينا الكاتب راه برهن على امور قامت بها العدل والاحسان
ايوا برهني اش دار لينا المخزن الي لاهم له الا اللم والخزن