مشاهدة النسخة كاملة : قالو : الجماعة المحظورة !!!



عادل محسن
03-06-2011, 02:21
الجماعة المحظورة!!!


أنس عبد الهادي : 2011/06/02

أما البطل فهو الوحش الكاسر المسمى (جماعة العدل والإحسان).

أما البطلة فهي شابة في ربيع العمر، اسمها حركة 20 فبراير، وهي فتانة لدرجة أنها تثير الشهوة في النفوس المريضة.

أما الذي سيلعب الدور الثالث في الحكاية فهو شخص نبيل، يكره الظلم ويسعى إلى إحقاق ما هو حق، واسمه الأمن المغربي أو لنقل المخزن!!

أما سيناريو هذا الفيلم فخذوه ها هو:

عندما انتهى البطل من سرد أحلامه التي يراها في منامه المبارك، وبعدما فقع رؤوسنا بشرحها وتدليلها بشكل لا يطاق، وبعدما سكت عن الجانب المهم من الأحلام، ربما لكي لا يخدش الحياء. قرر أخيرا أن يتفرغ لما هو أهم بدل التخريف والهذيان، وهو قتل الرغبة الجامحة في معاشرة امرأة حسناء تحول الشيب شبابا وتحيى الميت من العظام! فلم تكن هذه الفاتنة سوى حركة العشرين من فبراير.

الذي حدث هو أن صاحبنا عندما رأى هذه الطرية تتمايل بشعرها الطليق وأثدائها المنتفخة لم يتمالك نفسه بعدما خرت قواه، فلم يجد نفسه إلا وهو يقوم باغتصابها.

ما الذي سيحدث بعد ذلك يا ترى؟

العنصر الثالث وهو المخزن قلنا إنه يكره الظلم فمن الطبيعي أنه سيتدخل لإنقاذ هذه البريئة!!

هذا هو سيناريو الفيلم الذي تقذفه في وجوهنا بدون حياء كل من الجهات الرسمية، والإعلام الرسمي، والإعلام المستقل الغارق في الرسمية حتى الأذنين، والمدجج بحفنة من المنافقين.

هذا الفيلم لو عرض في مهرجان سينمائي في موريتانيا أو في الصومال! لاكتشف الجمهور هناك أن الفيلم هو من صنع مخرج تفوح منه رائحة الغباء وربما يكون إدريس الروخ!! أما لو عرض في مهرجان (كان) فاعتقد بان كاتب السيناريو سيرجم بالأحذية.

لماذا؟

لأن المتتبع للأحداث سيدرك أن المخزن أو المنقذ، وبدل أن يضرب الجاني أخذ يشفي الغل في جسد الضحية، وبذلك تعادل الاثنان في مقدار الكبت تجاه الأجساد الطرية، وهذا ما يتناقض مع منطق أي تدخل لحماية أي مظلوم من ظالم، وبالتالي ينسف كل مقومات إنتاج فيلم جيد ينال احترام الجمهور.

ربما رواية المخزن ستتسرب إلى أذهاننا بدون اعتراض لو أن التدخل الأمني كان في حق جماعة العدل والإحسان، لكن والحال يقول بأن هراوات رجال الأمن قد نخرت أجساد المتظاهرين الأبرياء، فلا يمكن إلا أن نجزم بأن الدولة اقترفت اكبر رذيلة، فأرادت أن تتستر عليها بأغرب عذر، فكان العذر أقبح من الرذيلة.

والرذيلة الأرعن هي ما سيحكيه لنا السيد الناصري عبر القنوات الفضائية عندما قال: لقد تدخل الأمن المغربي بعنف بعدما اكتشف اختراق حركة 20 فبراير من طرف جماعة العدل والإحسان المحظورة وبعض اليساريين المتطرفين...

محظورة؟! هل تنقض الوضوء مثلا؟! فإذا كانت هذه الجماعة المنتشرة بشكل جارف (محظورة)، فماذا سنقول عن حزب السيد الناصري المكون من ستة أشخاص أهو (مكروه)؟ هذا موضوع سنرجع له لاحقا. لكن ماذا عن عملية الاختراق الصاروخي الذي يتحدث عنه الناطق الرسمي باسم الحكومة ؟ألهذه الدرجة تخاف الدولة على هذه العذراء أن تخترق من طرف المحششين والسكرانين... والإسلاميين؟!

أعتقد أن حركة 20 فبراير هي كيان منفتح على الجميع، لأنها ولدت من رحم الجميع: انتماءات مختلفة وكيانات مختلفة وأفكار متنوعة، تتوحد في هدف واحد، هو قول شيء ما للدولة. فهل ستستمعين أيتها الدولة؟ يبدوا أن الجواب هو: لا. فهذه الأخيرة وبدل أن الإنصات غرقت في فكرة الاختراق العظيم، مع أن الجسم الذي تدعي اختراقه لا تعترف به كشيء ملموس على الأرض.

لا أحد يخترق الحركة لأنها تحتوي الجميع ولا تقصي أحدا هذا ما يجب ان يفهمه السيد الناصري وحكومته أو لنقل: الدولة (ما دمنا نؤمن بأن الحكومة مجمدة إلى إشعار آخر)، سواء تحدثنا عن اليساريين أو الإسلاميين او حتى عن بائعي الأحذية!! أما إذا استمر المخزن في هذا اللغو المفرط، فما على المغاربة إلا توقع يوم أغبر يطلع علينا فيه وزير الداخلية بإشراقته البهية ليقول لنا: إن حركة 20 فبراير تم اختراقها من طرف الفقراء والمعدمين لذلك ضربناهم!

جماعة العدل والإحسان أو اليساريون المتطرفون أو...هم أجزاء من النسيج الوطني أردنا أم أبينا، لهم أفكارهم ومشروعهم ولكل الحق في التعبير عن نواياه، والشعب بعد ذلك سيحكم على أبنائه، وأي إقصاء لأي طرف لن يزيد الوضع سوى اختناقا وبلبلة. فلننظر إلى ما حصل ويحصل في مصر، فهل تكون دولتنا العزيزة ذكية وتستفيد من العبرة هذه المرة؟

جماعة الإخوان المسلمين هناك كانت محظورة مع أنها تشكل أكبر قاعدة جماهيرية في البلاد، لكن النظام المصري أبى إلا أن يمارس الحظر على من يشكلون الأغلبية، فانقلب السحر على الساحر، فأصبح حزب مبارك محظورا قبل أن يتم تفتيته... فمن يصدق أن جماعة الإخوان المسلمين التي كان أعضائها يجتمعون في الظلام كالخفافيش،هي المرشحة لممارسة الحكم في المستقبل؟

نفس الشيء: جماعة العدل والإحسان محظورة مع أن لها أعدادا هائلة من المنتمين والمتعاطفين عبر جميع ربوع المملكة، وتأبى الدولة إلا أن تمارس الحظر على كيان قائم بذاته ومنظم بشكل يفوق الأحزاب التي تدعي أنها تمارس الحكم. كل ذلك في زمن يعد فيه إقصاء الآخر كالضربة على الظهر فإذا لم تقسمه فإنها تقويه. وبما أن ظهر الجماعة لم ينشطر بعد، فما علينا إلا أن نفهم بأن إقصاءها بهذا الشكل يزيدها قوة.

صحيح أن (الإخوان المسلمون) في مصر ليست هي (العدل والإحسان) في المغرب، باعتبار الخطاب الديني والسياسي المعتمد من كلتا الجماعتين، وصحيح أن حسن البنا ليس هو عبد السلام ياسين، باعتبار أن الأول كان منظرا جيدا بينما الثاني لا زال يؤمن بالأحلام والكوابيس.

لكن ذلك لا يمنع من كون أعضاء جماعة العدل والإحسان هم مغاربة في المقام الأول، ويجب التعامل معهم على هذا الأساس وبدون إقصاء، ولنحاول استيعابهم إن أمكن .