مشاهدة النسخة كاملة : خبر حصري ذ : ندية ياسين تتلقى تهديدات بالقتل



عادل محسن
14-06-2011, 00:27
عندما يريد المخزن الإجهاز على امرأة تزعجه


بقلم: ندية ياسين
بقلم: ندية ياسين


أمس، ذهب زوجي لزيارة ابنتنا الكبرى، وعند خروجه وجد على الواجهة الأمامية للسيارة ظرفا عالقا تحت ماسحات الزجاج. ظرف أصفر مبتذل من النوع الرخيص المتوفر في كل دكاكين الأحياء. لكم تلقيت العشرات من هذا النوع تحت باب منزلي في عام 2005، سنة محاكمتي، من نفس المرسل ولا شك! خمنوا من هو؟

تلك التي وصلتني قبل عدة سنوات كانت تحمل تهديدات صريحة بالقتل، أما هذا الأخير فقد كان أكثر جبنا ونذالة، ويثبت أن العدو استوفى كل مناوراته مع شخصي المتواضع. سلاحه الآن هو القذف والتشويش، وحدوث هذا أمام منزل ابنتي يمثل رسالة غدر أخرى تضع أولادي في مركز هذا المستنقع الآسن.

كما كان منتظرا فالرسالة غير مُوَقّعَة وتُذَكِّرنا بالأيام الخوالي للمخزن، الوفي دائما وأبدا، لممارسات عفا عليها الزمن. كل ما أشارت إليه الرسالة هو أن المرسل اللطيف "أخ في الله"، بلغ به لطفه أن حاول زرع الشك في نفس زوجي عن طريق إرسال صورة له لا تمثل، على الرغم من التلاعب الجلي بها، أية إدانة لي لأنني أتكلم فيها بكل جدية مع شخص غريب في الشارع العام . لاشيء يذكر لولا التعليق الخبيث وراء الصورة: "ما خفي كان أعظم"، والذي يمثل بالتأكيد، إنذارا بوجود وثائق أخرى مفبركة...

قبل بضع سنوات، استقبلت في منزلي صحفية مزعومة، جاءت تُبَلِّغني يومها تحذيرات مقَنَّعَة في هذا الاتجاه، بالحديث عن ما يمكن أن تقوم به الشرطة المغربية في ما يتعلق بشرف المرأة. ولما أجبتها بأنه بإمكانهم أن يفعلوا ما بوسعهم، فنحن فوق كل شبهة، ذَكَّرتني بأن أجهزة المخابرات تتوفر على تقنيين من الطراز الرفيع، متخصصين في إعداد الوثائق المزورة؛ قلت لها أني لا أكثرت لذلك وأنني أثق في ذكاء الشعب المغربي، وقد برهن على ذلك منذ 20 فبراير.

أما زوجي ، فهو ليس بساذج، بل إنه يدرك جيدا جبن المخزن وخسته لأنه ذاقها ولا يزال...

أريد أن أُطَمْئِن من يهاجمونني حتى أوفر عليهم الكثير من الجهد في هذا المجال، وأدعوهم ليركزوا اهتمامهم على ما ينهال عليهم من مصائب من كل مكان: لقد وصلت رسالتهم وهذا جوابي:

1. إن لجوء المخزن إلى مثل هذه الأساليب الدنيئة لهو أكبر دليل على أنه يلعب آخر أوراقه قبل أن يلفظ آخر أنفاسه. فبعد ابتذال ورقة الفزاعة الإسلامية التي أصبحت متجاوزة، وتصريحاتنا الأخيرة التي تؤكد نضجنا وحسن نيتنا، وشعبيتنا المتزايدة، حُشر المحزن في آخر جبهاته: زاوية الإفك والتشهير والعار.
2. إن هذا الأسلوب قد أصبح متجاوزا، فابحثوا عن غيره!
3. لم يعد القذف أكثر الأسلحة فتكا بل أصبح أكثرها إثارة للسخرية.
4. لا تراهنوا على هذه الواجهة فرهانكم فاشل لا محالة، وسينقلب عليكم سحركم.
5. لكم أجبرت نفسي مؤخرا على تهدئة قناعاتي لأساير سقف مطالب شباب حركة 20 من فبراير، وحتى أكون أكثر براغماتية؛ لكنني الآن اقتنعت بضرورة العودة إلى توجهاتي القديمة، فذلك أدعى لأن أحال على محاكمة تجري في وضح النهار عوض أن أتعرض لمثل هذه الضربات الدنيئة والسافلة.
6. إن ما فعلتكم هذه بشارة كبرى لنا، تثبت أنه لم يعد بإمكانكم ابتكار شيء تواجهون به قوة مواقفنا غير الضغط النفسي.
7. يلزمكم الآن قذف أمة بأكملها، وهو ما تقومون به فعلا بشكل من الأشكال.

ربما بقيت لكم الجريمة، بعد كمال الشهيد، على من يكون الدور؟


موقع nadiayassine.net:الإثنين 13 يونيو 2011

عادل محسن
19-06-2011, 23:13
مرة أخرى...مع نادية ياسين


ذ. إسماعيل العلوي


من المؤكد أن الزملاء الصحافيين علي أنوزلا، وأحمد نجيم، وعلي المرابط، ونور الدين لشهب، وحزب العدالة والتنمية لا ينتمون إلى العدل والإحسان، ومن المؤكد أيضا أن كل من يدافع عن قيم الحرية والعدالة ويطالب بالمسؤولية من الجميع وللجميع فهو ليس بالضرورة ينتمي أو ينحاز إلى العدل والإحسان أو إلى نادية ياسين، أو إلى والدها الشيخ الأستاذ عبد السلام ياسين.

هذا مدخل لابد منه، لنؤكد على أن شجبنا لما تعرضت له ذ نادية ياسين من حرب قذرة، ليس نابعا ولا منطلقا من انتصارنا للأشخاص -مع كامل احترامنا لمواقفهم وتاريخهم-، وإنما محركه الحقيقي والأساس هو الانتصار إلى القيم النبيلة التي تناضل الإنسانية جمعاء من أجل ترسيخها.

إن من حقنا كمغاربة أن نتمتع بحقنا في المعلومة والخبر، وأن يكفل لنا الحق في معرفة من يؤثثون مشهدنا السياسي، ومن حق الصحافة أن تفرض الرقابة على الشخصيات العمومية، لكن بالمقابل يقع على الدولة والمجتمع واجب المحافظة لهم على خصوصيتهم وضمان حياتهم الخاصة، فكوني وزيرا أو موظفا عاما أو فنانا أو سياسيا أو رياضيا لا يعطي هذا الحق أو المبرر لأي شخص، أن يدخل غرفة نومي ويفتش في ملابسي الداخلية ويصورني مع زوجتي، إما لابتزازي أو من أجل الإثارة المجانية والسبق الصحفي، لأن هناك ارتباطا وثيقا بين الحرية والمسؤولية فأنا مع الحرية إلى أقصى مدى لكن مع المسؤولية إلى أقصى مدى أيضا و لست مع الفضائحية والمجانية، وهنا لا نتحدث عن التستر أو إخفاء جرائم يجرمها القانون أو ترفضها الأخلاق والآداب العامة، ولكي تجرم ينبغي أن تمر عبر القانون وتحترم مساطره وأن لا تعالج بأساليب عصابات مافيوزية قذرة كالمراقبة والتجسس على الأشخاص والمكالمات والحياة الخاصة للأفراد خارج القانون ومؤسسات الدولة الشرعية.

فحرية الصحافة وحرية الوصول إلى المعلومة ومصادر الخبر وكشف الحقيقة، يقابلهما التزام قانوني وأخلاقي ومهني يقتضي احترام حياة الناس الخاصة، لكن بعض الناس سامحهم الله يراهنون على الخلط ويعجبهم استغلال الفراغ القانوني ولا ينتعشون إلا في المياه العكرة.

كنا سنكون سعداء، لو حركت المسطرة القانونية ضد الأشخاص المتورطين في هذه "الفضائح الأخلاقية" المزعومة وقدموا للعدالة، وتم التحقيق في الوقائع والملابسات لأن الأمور ستجري في وضح النهار، وكنا سنشعر بالفخر لو أن صحافيا شريفا -وما أكثرهم- وانطلاقا من واجبه الإعلامي تحرك في هذه القضية، وفضح تفاصيلها وملابساتها، لكن للأسف أن يتحرك شخص معروف بارتباطاته الأمنية المشبوهة، ويعالج القضية بأسلوب فج فضائحي تلفيقي فهذا يطرح أكثر من علامة استفهام "فالكلام صفة المتكلم" كما يقول المتكلمون.

إن المرفوض في هذه القضية وبكل وضوح أن توظف إمكانات الدولة المادية والبشرية لإعدام الخصوم السياسيين بشكل أقل ما يقال عنه أنه خسيس ووضيع، إن المرفوض أن يعود بنا الحرس القديم وأعداء الحرية وأعداء مغرب 20فبراير إلى سنوات الجمر والرصاص، حين كان أسلوب الاغتيال المادي والمعنوي هو السائد لتصفية الخصوم السياسيين وكم أتمنى أن تعودوا لمذكرات محمد البوخاري لتقرؤوا التفاصيل كيف صفا العهد البائد خصومه من اليسار.

فالقضية في اعتقادي أكبر من نادية ياسين أو ياسمينة بادو أو رشيد نيني أو فلان أو علان. القضية قضية مبدأ وسلوك ينبغي أن يؤطر حياتنا السياسية وممارستنا الصحافية، وأن نتعلم كيف ندير خلافاتنا السياسية.مثلا: العدل والإحسان خارج "إجماعكم المقدس" فليكن، النهج والطليعة يرفضان دخول بيت "الطاعة المخزني" فليكن، نادية ياسين تتمرد وتحلم بجمهورية تحقق أحلامها في العدالة والكرامة فليكن، رشيد نيني يحارب "طواحين الفساد" كدونكشوت فليكن، أليس في الوطن متسع للجميع أم أن قانون بوش الابن "من ليس معنا فهو ضدنا" صار هو الفيصل. ففي المغربي إما أن تكون مخزنيا أو لا تكون. أتريدون أن تجعلوا منا دراهم متشابهة في دار سكتكم الشريفة؟ أظن هذا لن يكون.

إن العقل والمنطق والخوف على مستقبل المغرب يقتضي من كل الشرفاء أن يتصدوا لهذا الطوفان من الإسفاف وأستميحكم عذرا إن قلت من "التبرهيش" فأنا لم أجد عبارة تؤدي المعنى أكثر منها -لقصوري لا لقصور اللغة العربية- لنتفرغ إلى بناء المغرب مغرب الحرية والديمقراطية للجميع، بدون تمييز ولا تصنيف ولا إقصاء، فالوطن فوق الجميع وقبل الجميع وبعد الجميع تزول الأنظمة والحاكمون والمحكومون ويبقى الوطن.

فليحيا الوطن