مشاهدة النسخة كاملة : أنا الشعب الحاكم والمحكوم.. أنا الذي " يريد.. "



عادل محسن
20-06-2011, 00:04
أنا الشعب الحاكم والمحكوم.. أنا الذي " يريد.. "



أنا الشباب الذي يصارع ضد الفساد والاستبداد، ومن أجل مغرب الحرية والكرامة والعدالة، أنا أب الحركة التي تضافرت فيها الجهود شبابا وشيبا، رجالا ونساء، كبارا وأطفالا.. وانخرطت فيها مختلف التيارات يمينا ويسارا، وذابت فيها الحساسيات تحت يافطة واحدة "الشعب يريد.."... أنا الشعب، وكفى فخرا وعزا أني أنا الأبي، الشعب الذي أطاح بابن علي زين الهاربين في تونس، والذي قهر فرعون مصر، والذي يصارع باستماتة وقوة مجنون ليبيا، والذي يدافع بصمود وشموخ العبد الطالح في اليمن، والذي يبشر الزرافة شبيهة الأسد في سوريا بخاتمة هي من السوء والسواد أحلك من سابقاتها، والبقية تأتي...

في كل محطة أشد الرحال وأعقد العزم وأجدد الهمة وأنطلق راشدا إلى ساحة الميدان، شعاري دائما "الشعب يريد.." ذلك أنني أحب الحياة في وطن كريم، وطن لا أكون فيه الرعية المنقاد بفعل أمر، ولا المفعول به في تدبير مخزني من أعلاه إلى أدناه لم يكن يوما يمثلني ولم أمنحه قطعا صوتي، أريد فقط أن أكون الفاعل المرفوع، أختار من يحكمني ويدبر أمري، وأمشي مرفوع الرأس عزيزا كريما لا أهان ولا أدان من أذناب المتسلطين، أريد أن أقول بحرية وأعبر عن رأيي بأريحية، أريد أن أكون الحاكم وإن لم أجلس على كرسي ولم أسمى بمسمى معين، والمحكوم بعدل وإنصاف، فأنا الشعب الذي هو الحاكم والمحكوم.

مطالبي (أنا الشعب) في حركة 20 فبراير
هذا صوتي الذي ألفتَها في كل محطة، شعاراتي التي سمعتها في كل صرخة، أضعها بين يديك يا من تريد أن تعرف مطالبي، وتتساءل في حيرة وقلق شديد عن سقفها، وترجو أن يبشرك أحدهم بها.. أما زلت تصر على إقصائي وسماع غيري؟، أم هي تقاليدك العمياء في جس نبض الأحياء، لا بأس أيها السائل، هاك مطالبي سمعتها بصوت واحد في الميدان، وها أنا ذا أرددها لك ولا أمل بل أزيدها التفصيل:

1-"الشعب يريد دستورا جديد.. الشعب يرفض دستور العبيد.." و "19 يطلع برا"...
لأنني بحثت في الدستور فلم أجد اسمي مواطنا حرا كريما، ولا صفتي شعبا حاكما، ووجدت أني الرعية العمياء التي يطلب إليها الطاعة والوفاء، ووجدت غيري فيه منعما ومقدسا، فإني أطالب بتغييره وسأطالب ما دام كذلك إلى أن يُرد لي الاعتبار، لأني أريده دستورا ديمقراطيا يقطع مع كل أشكال الاستبداد والاستفراد، ويحفظ الكرامة والعدالة السياسية والاجتماعية، ويضمن الحقوق ويعزز الحريات، وينص على فصل واضح وحقيقي للسلط، وعلى استقلال ونزاهة القضاء...

2-"الشعب يريد إسقاط الفساد.." و "سبحان الله سبحان الله لا مقدس إلا الله"...
لأن الدين أفرغ من مقاصده التي جاء من أجلها، وحوله النظام المخزني إلى طقوس ومسميات فارغة، وبمؤسسات لا تكاد تعرف المنكر فتنكره ولا المعروف فتأمر به، فتقبل بنشر الفساد والرذيلة والمخدرات، واستغلال الدين لحصار دعوة القيم والفضيلة والرحمة والرفق، دعوة النصرة والصدع بكلمة الحق ومواجهة الظلم، وكل الأخلاق والقيم الإيجابية البانية للفرد والأسرة والمجتمع.. فإني أطالب بإسقاط الفساد، ووضع يد التنفيذ والتدبير الديني في مواضعها الشرعية.

3-"ماجيدي.. ديكاج .. الهمة.. ديكاج ... ديكاج..." و "تكاد تكاد ولا خوي البلاد"...
لأني لا سلطة لي على الموارد الأساسية للاقتصاد الوطني وعلى المال العام، الذي يستغله بشكل فاحش الفاسدون المنعمون بالحصانة ومحيطهم، مقابل الفقر والبؤس والحرمان الذي أكتوي به، فإني أطالب بفصل كامل بين الثروة والسلطة، بين الإدارة والتجارة، وأطالب برد الثروات المنهوبة، وتقسيم عادل للخيرات، وأطالب بمتابعة المفسدين وفضحهم ومحاكمتهم...

4-"علاش جينا واحتجينا.. المعيشة غالية علينا.." و "هذا مغرب الله كريم لا صحة لا تعليم.."...
لأنني غارق في أزمة الغلاء المهول للأسعار وتدني الخدمات في غياب الشغل وطفح البطالة وعشوائية السكن ورداءة التغطية الصحية وفشل التعليم وفساد الإدارة وفشو الفوارق الفظيعة في الأجور.. فإني أطالب بالشروع فورا في تدبير عقلاني يوجد الحلول الحقيقية والجذرية لهذه الأزمات والمشاكل، حلولا أجد فيها أنا الشعب المقهور كرامتي وأنعم فيها بحريتي وأكون فيها المرغوب فيه لا المغضوب عليه...

5-"حرية.. كرامة..." و "بالوحدة والتضامن اللي بغيناه يكون يكون"...
لأني لا أتمتع بالحريات العامة، وعلى رأسها حرية التعبير والرأي ومنها حرية الصحافة والإعلام، وحرية التأسيس والتنظيم والفعل المجتمعي والعمل الجمعوي.. وأجد بالمقابل الاعتقال والمحاكمة والمتابعة وما يصاحبها من اختطافات وتعذيب وإهانات وحط للكرامة، فإني أتضامن مع أبنائي ضحايا الكلمة والرأي، وأطالب بوحدة مجتمعية تؤسس لمبادئ العمل السياسي الشريف الكفيل بالقضاء على كل أشكال القمع والترهيب، الرامية إلى بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي شعاراته الأساسية الحرية والاستقلال والعدل والكرامة والديمقراطية.

هذا غيض من فيض شعاراتي، ولكنها تجمع في طياتها مختلف همومي، التي هي أم مطالبي وأهمها، فمتى تحققت واستجاب لها من يريد حكمي، فأنا المرحب المكرم، لا يهمني في ذلك الاسم، فلست من هواة الألقاب، ولا مشاحة في الاصطلاح كما يقول الفقهاء.

قبل تعليقك ولعنك تأمل ملحظين
أولا: إذا أحسست من نفسك أني جافيت الصواب، واعتقدت أني أخطأت التوصيف، وأقول ما ليس حقيقة، فاعلم أني لست أتحدث باسمك حتى تقيم الدنيا ولا تقعدها وترغد وتزبد في السب والشتم والتقول، لأني أعرف أنك صوتت ومن حقك ذلك ولم يمنعك منه أحد، أو ترغب في الشكل فأقمت فيه سنين ذوات العدد، أو تحب الفساد وتنسب نفسك إليه ولا أستغرب ذلك منك، لكن اعلم كذلك أنك استثناء من الأصل، وأن الاستثناء من الأصل شذوذ لا يقاس عليه، فلست من الشعب بل من حاشية من وجه إليهم كلامي بالنقد، ورفعت شعاراتي ضده مطالبة إياه بالرحيل.

ثانيا: وهو من تفصيل الأول؛ إذا قلت أنك من الشعب وتصر على الانتساب والتموقع في دائرته، ولكنك مع ذلك لا تجد أن ما طرحته مطالبك ومعك غيرك، فيلزمك إذاك الإثبات، وأن تخرج للشارع لأراك، فمن قال قولك خرج محتشما لا يكاد يبين، أو حمل "الشاقور" مهددا و"السيف" متوعدا تحت حماية "الأمن الوطني" فانقلب فعله عليه، أو من جيئت بهم يد خطت لهم الشعار لتطالب من ليس المقصود بالرحيل، فاخرج يا هذا لأراك...


بقلم عبد الصمد المساتي
عضو رابطة الكتاب والأدباء العرب
2011/06/11