مشاهدة النسخة كاملة : مصر.. "مليونية الثورة أولا" أذابت الخلافات وقربت القوى!



قابض على الجمر
09-07-2011, 16:38
إسلام أون لاين- القاهرة



طالب المشاركون في مليونية "الثورة أولاً" من الأحزاب والقوى والحركات السياسية؛ اليوم الجمعة 8-7-2011؛ المجلس الأعلى للقوات المسلحة وحكومة عصام شرف؛ بالإسراع بتحقيق مطالب وأهداف ثورة 25 يناير، منددين بتأخر العدالة وغياب الأمن وتخبط القرارات المتعلقة بالمستقبل السياسي والاقتصادي للبلاد، ومطالبين بإعادة هيكلة وزارة الداخلية وتطهيرها، واستقلال القضاء وتطهيره من الممارسات والإجراءات التي تبطئ وتؤثر على سير العدالة.

وأدى المتظاهرون بميدان التحرير صلاتي الجمعة والعصر؛ جمع تقديم، كما أدوا صلاة الغائب على شهداء الثورات العربية الذين سقطوا في سوريا واليمن وليبيا، وردد المصلون بعد الصلاة "إيد واحدة"، وبعدها تعالى هتاف المتظاهرين مرددين: "ثورة ثورة حتى النصر، ثورة في كل شوارع مصر"، و"حرية حرية"، و"الشعب يريد تطهير البلاد"، و"عَلِّي وعَلِّي وعَلِّي الصوت، عمر الثورة ما هتموت".



ثمار مليونية "الثورة أولا"!



وفي تعليقه على المظاهرة؛ قال الناشط السياسي الدكتور أحمد أبو بركة؛ عضو مجلس أمناء الثورة: "عدد المشاركين تجاوز المليون، بل وقارب المليونين، وشارك فيها جميع الأحزاب والقوى والحركات السياسية وإن قاطعها البعض القليل"؛ معتبرًا أن "قرار المستشار محمود السبروت بإحالة 25 من رموز النظام المخلوع إلى محكمة الجنايات متهمين في قضية قتل المتظاهرين يوم الأربعاء الدامي 2 فبراير، أو ما عُرف إعلاميًا بموقعة الجمل؛ هو أحد ثمار هذه المليونية".

وحول ما تردد من أن المتظاهرين منعوا الإخوان من نصب مسرحهم، أوضح أبو بركة؛ النائب السابق في البرلمان؛ والمستشار القانوني لحزب الحرية والعدالة؛ في تصريحات خاصة لـ"إسلام أون لاين": "في كل جمعة مبذ بداية الثورة نحن الذين نقوم على إنشاء المنصة الرئيسية للقوى السياسية، ومساء أمس الخميس اعترض عدد من الموجودين بالميدان شباب الإخوان أثناء نصبهم للمنصة، وقد تعامل الإخوان مع الأمر بحس وطني عال، ولم ينساقوا أو يستدرجوا لأمور فرعية، ونصبوا منصتهم في مكان آخر أمام مبنى مجمع التحرير".

وحدد أبو بركة هدف هذه المليونية في "التأكيد على إنجاز أهداف الثورة، وفي مقدمتها: إنجاز محاكمات رموز الفساد من النظام السابق، وإجراء المحاكمات العاجلة والعادلة والناجزة والحاسمة والسريعة لكل بقايا النظام البائد، وفي مقمتهم الرئيس المخلوع"؛ مشيرًا إلى أن "الحكومة الحالية لا تزال تعمل بطاقم حكومة مبارك، في معظم الوزارات والهيئات، وتنفذ سياسات النظام القديم".

وأشار أبو بركة إلى أنه "ما لم تنجز حكومة الدكتور عصام شرف الأهداف الرئيسية والمهام الأساسية التي قامت من أجلها الثورة، فلترحل ولتحل محلها حكومة ثورية"؛ معتبرًا أن "غالبية رموز النظام السابق ما زالت في أماكنها؛ ومنهم على سبيل المثال: رؤساء الجامعات، وعمداء الكليات، وقيادات الجهاز الأمني؛ بأشخاصها، وأساليبها وطرق عملها".

وذكر أبو بركة من فوائد مليونية "الثورة أولا" أنها: "قربت وجهات النظر بين القوى السياسية، وأذابت المسائل الخلافية التي كانت موجودة خلال الأسبوعين الماضيين؛ كما ألغت مطالبات البعض بـ"الدستور أولا"، فلا صوت يعلو فوق صوت الثورة، والقطيعة مع النظام القديم".



استبيان.. والقبض على بلطجية!



وألقى أعضاء اللجان الشعبية المسئولة عن تأمين ميدان التحرير؛ القبض على القبض على 3 من البلطجية، كانوا يحملون سيوفًا وأسلحة بيضاء ومواد مخدرة، وقادوهم إلى مجمع التحرير، وقاموا بتقييدهم في أعمدة الإنارة، وعلقوا بجوارهم الأسلحة التي كانوا يحملونها؛ فيما ألقوا القبض على أمين شرطة في زي مدني، وضبطوا 4 طلقات خرطوش داخل الميدان، وكمية كبيرة من السلاح الأبيض.

وأجرى نشطاء سياسيون من شباب الثورة استبيانًا استطلعوا خلاله آراء المشاركين فى المظاهرات في تقييم أداء الحكومة والمجلس العسكري؛ شمل الاستبيان 3 أسئلة رئيسة؛ الأول: حول تقييم أداء المجلس العسكرى خلال الفترة منذ بداية الثورة حتى الآن، مع وجود ثلاث اختيارات هي: (الأداء يتحسن، يسوء، لم يتغير)؛ والثاني يتعلق بأسباب نزول المواطن لميدان التحرير اليوم؛ من بين اختيارت: (حق الشهداء/العدالة الاجتماعية/ الدستور/ تطهير الداخلية)، والثالث حول تقييم المواطن لجمعة الثورة أولا من بين اختيارات (ضعيف/ مقبول/ جيد/ ممتاز)؛ مع طلب كتابة بعض البيانات الشخصية ليتمكن شباب الثورة من التواصل معه.

وشارك في المليونية غالبية الأحزاب والقوى السياسية وفي مقدمتهم: جماعة الإخوان المسلمين، وأحزاب الحرية والعدالة، والمصري الديمقراطي الاجتماعي، والوعي، والمصريين الأحرار، والتحالف الشعبي الاشتراكي، والتيار المصري، وشباب التغيير في حزب التجمع، والجبهة، والكرامة؛ فضلا عن حركات ائتلاف ثورة اللوتس، وائتلاف شباب الثورة، والتحرك الإيجابي، واتحاد شباب ماسبيرو، والمصري الحر، وبداية، وتحالف حركات توعية مصر، والجبهة القومية للعدالة والديمقراطية، ومواطنون مصريون، ورابطة الشباب التقدمي، والكتلة الليبرالية، ومشاركة، وحملة دعم البرادعي والصحوة.



السلفية تشارك و"الجماعة" تقاطع!



من جهتهتم؛ شارك السلفيون في المليونية؛ حيث أعلنت رابطة شباب الدعوة السلفية عن مشاركتها في مليونية "الإصرار"، وطالبوا جميع القوى السياسية بالمشاركة دون رفع مطالب فئوية؛ وقال بيان صادر عن الرابطة: "نعلن مشاركتنا في المظاهرات السلمية يوم الجمعة 8 يوليو وندعو الجميع للمشاركة مع ترك أي رأي سياسي أو مطلب فئوي ونرفض المطالبة بإنشاء مجلس مدني أو الدستور أولا أو حتى الانتخابات أولا أو أي طلب آخر حتى لا تستغل هذه المطالب من خلال المندسين للإيقاع بين المتظاهرين".

وأكد البيان أن محاكمة رموز الفساد اتسمت بعدم الشفافية، إضافة إلى التباطؤ في محاكمة الرئيس السابق وأسرته والتأجيل المستمر والطويل للمحاكمات في حين تصدر أحكام عسكرية على المدنيين في أقل من أسبوع، فضلا عن التباطؤ في تطهير الإعلام والصحافة وغيرهما؛ مبدية استياءها مما وصفته بـ"استقواء الداخلية" واعتداءات الأمن المركزي على المتظاهرين واقتحام منازل المواطنين واعتقالهم، وإهمال حقوق أسر الشهداء ومصابي الثورة وإجبارهم على قبول التعويضات المادية لتغيير أقوالهم أمام النيابة.

ورفضت الرابطة إصدار أحكام بإخلاء سبيل متهمين شهد الشعب كله على فسادهم وتعمدهم إفساد البلاد وأضافت: "لو لم يكن هناك دليل جنائي ضدهم فهم مدانون سياسيا لتضليل وإفساد حياة شعب بأكمله"، وهو الأمر الذي اعتبرته الرابطة بمثابة انحراف بالثورة.

فيما قاطعت الجماعة الإسلامية المليونية؛ وتمسكت بموقفها من عدم المشاركة فى مليونية 8 يوليو، وذلك بعد مشاورات بين مجلس الشورى؛ وأصدرت الجماعة الإسلامية بياناً على صفحتها الرسمية على الموقع الاجتماعي "الفيس بوك" جاء فيه أن الجماعة عقدت جلسة للتشاور، واستطلاع آراء قواعد الجماعة في المحافظات، والتي أسفرت عن رفض المشاركة في المظاهرات.

وأرجعت الجماعة الإسلامية عدم المشاركة لعدة أسباب، منها أن بعض المطالب المرفوعة هي مجرد شعارات مثل "الفقراء أولا"، مع العلم أن البورصة المصرية خسرت خلال أيام 14 مليون جنيه بسبب التظاهرات التي تسبب عدم الاستقرار، وهروب رؤوس الأموال، في إشارة إلى أن حل مشاكل الفقراء لا يكون بالتظاهر، بقدر ما يكون بالإنتاج، وتحقيق الاستقرار.

وأضافت الجماعة فى بيان أسبابها بعدم المشاركة بوجود بعض المطالب غير المشروعة، والتي لا تتلاءم مع طبيعة الوقت الحالي، فضلاً عن وجود قوى خبيثة تتربص بالثورة قد تحاول استغلال التظاهرات لإحداث نوع من الفوضى، كما حدث يوم الثلاثاء قبل الماضي في ميدان التحرير.



الإخوان.. رفض وتررد ثم موافقة!



وكانت جماعة الإخوان المسلمين قد أعلنت السبت 2-7-2011م، عدم المشاركة في فعالية 8 يوليو، لأسباب متعددة؛ أهمها استهداف المطالبة بالدستور أولاً، بما يقتضيه ذلك من التفاف على إرادة الشعب التي تجلَّت في استفتاء مارس الماضي، إضافةً إلى تأجيل الانتخابات البرلمانية، وإطالة الفترة الانتقالية، وامتداد إدارة المجلس العسكري للبلاد، واستمرار بطء عجلة الاقتصاد وتوقف الاستثمار.

ثم عادت الجماعة وأعلنت في بيان رسمي الأربعاء 6-7-2011م، أنها ستشارك في الفعالية؛ وبررت ذلك بأنه قد حدثت مستجدات في الموضوع فرضت طرحه مرةً أخرى للمناقشة؛ توخيًا واستهدافًا للمصلحة العامة للشعب والوطن، وحفاظًا على الثورة المجيدة، وهي: التخلي عن مطالب "الدستور أولاً"، واقتناع أغلب القوى السياسية بإجراء الانتخابات أولاً، إضافةً إلى المظالم التي يعاني منها أهالي الشهداء؛ الذين يجب أن نحفظهم في أعيننا ونؤدي لهم حقوقهم كاملةً، إضافةً إلى التباطؤ الشديد في محاكمات الطغاة والقتلة والمفسدين؛ الذي يصل إلى ما يشبه التدليل في حق الرئيس المخلوع وأسرته، فضلا عن إطلاق سراح الضباط المتهمين بقتل الشهداء، ومحاكمة بعضهم وهم مطلقو السراح؛ الأمر الذي يمكنهم من التلاعب في الأدلة وممارسة الضغوط من بعض رموز النظام الفاسد وضباط أمن الدولة السابقين على أهالي الشهداء للتخلي عن حقوقهم، وقد حدث ذلك فعلاً، خصوصًا أن بعضهم لا يزال يمارس عمله كضابط شرطة كبير، وهذه الأمور غير القانونية وغير المنطقية وغير العادلة تجعلنا نتساءل من الذي يحمي المجرمين؟ وما مصلحته في ذلك"؟

كما أعلن حزب "الحرية والعدالة" مشاركته في مظاهرات الجمعة المقبلة لدعم مطالب الثورة، وأكد د.محمد سعد الكتاتني الأمين العام للحزب أن قرار المشاركة في مظاهرات الجمعة جاء في ظلِّ المستجدات التي تشهدها الساحة المصرية، وحرصًا على استمرار الزخم الثوري الضابط لتحقيق أهداف الثورة، وخاصةً بعدما صُدم الرأي العام مما حدث من تبرئة قتلة الثوار بالسويس وتبرئة محكمة الجنايات لكلٍّ من أحمد المغربي وأنس الفقي ويوسف بطرس غالي أحد أبرز مسئولي الفساد في مصر خلال اليومين الماضيين، وحرصًا على استمرار التوافق الوطني وعدم إعطاء أية فرصة لتفرقة قوى الثورة.



اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة!



في السياق ذاته، دعت "اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة" جموع الشعب المصري للمشاركة بقوة في مليونية جمعة التطهير والأمن، وناشدت ائتلافات وجموع الثورة التوحد في ميدان التحرير، ونبذ الخلافات حول أية شعارات سياسية، وتأكيد مطالب الثورة، وعلى رأسها المحاكمة العادلة والمنجزة للنظام السابق، وحرمة التفريط في دماء الشهداء الذين ضحوا بدمائهم في سبيل مصر؛ مطالبة الدكتور عصام شرف بتطهير الحكومة من وزراء وعناصر النظام السابق، وإبعاد المحافظين وقيادات وزارة الداخلية المنتمين للنظام السابق والذين يقودون الثورة المضادة.

يُذكر أن اللجنة التنسيقية لجماهير الثورة تضمُّ في عضويتها العديد من الحركات السياسية والثورية على رأسها: جماعة الإخوان المسلمين، والجمعية الوطنية للتغيير، وأقباط مصر الأحرار، ومجلس أمناء الثورة، وائتلاف مصر الحرة، وتحالف ثوار مصر، والأكاديميون المستقلون، وائتلاف شباب الباحثين واتحاد جامعات مصر، وائتلاف إذاعة الثورة، وحركة شباب 25 يناير، والمستقلون، وحركة 6 أبريل، وحملة دعم البرادعي، واتحاد شباب الثورة، والعديد من الائتلافات الأخرى.

وكان نشطاء على موقعي التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر" قد نشروا خريطة بأسماء المساجد والكنائس التي ستخرج منها تظاهرات جمعة 8 يوليو، والمعروفة إعلامياً بجمعة "الثورة أولاً" فى 16 محافظة؛ كما نشر النشطاء عبر صفحاتهم، أماكن التجمعات التي ستتوجه إليها المسيرات التي ستخرج من القاهرة والإسكندرية عقب الانتهاء من صلاة الجمعة بالمساجد إلى ميدان التحرير