مشاهدة النسخة كاملة : ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله))



محمّد محمّد المحب
31-07-2011, 17:41
أريد أن أبذل كلّ جهد أستطيعه لأعرّي فئاما من المتفيقهين وأخماس العلماء الذين يركبون موجة الدّفاع عن السّنّة مثلما يركب نقيضهم موجة الدّفاع عن آل البيت للدّعوة إلى شخص أو مجموعة أشخاص، أو إلى جماعة أو حميّة جاهليّة، فيلبّسون الباطل لبوس الحقّ، علما أنّ سنّة النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وسيرته العطرة وأخلاقه الفاضلة تجسّد الدّعوة إلى وحدة المسلمين وإصلاح ذات بينهم، لأنّ وحدة أهل القبلة مقصد شرعيّ كما يعلم الجميع، وهي السّبيل إلى النّهضة الشّاملة، والمخرج الوحيد من الغثائيّة والوهن، قال تعالى: ((قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتّبعني، وسبحان الله وما أنا من المشركين)) فالدعوة إلى إصلاح ذات البين تحتاج إلى صبر وعزم وأناة لتؤتي أكلها، لأنّ ما زرعته في الأنفس عقود بل قرون من العداوة والبغضاء ليس من السّهل اجتثاثه في أيّام أو لحظات، لا بدّ إذن من بناء الثّقة لكي تلتقي إرادة الطّرفين فيجتمعوا على كلمة سواء، وهذا هدف يحتاج إلى جهد جميع المؤمنين، لأنّ في كلا الفريقين من يدعو إلى الكراهيّة، ويؤجّج البغضاء، ويحول بفتنة التّكفير دون التّقارب بين هاتين الطّائفتين العظيمتين من المسلمين، قال تعالى: ((إنّما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم، واتّقوا الله لعلّكم ترحمون))، روى الإمام مسلم في الصّحيح في باب الجهاد والسّير بترقيم تحت عدد2494 قال: حدّثنا ‏ ‏محمّد بن عبد الأعلى القيسيّ قال، حدّثنا: ‏ ‏المعتمر‏، عن ‏ ‏أبيه، عن ‏أنس بن مالك ‏‏قال: قيل للنّبيّ ‏ صلّى الله عليه وآله وسلّم: لو أتيت ‏ ‏عبد الله بن أبيّ ‏قال: فانطلق إليه وركب حمارا،ً وانطلق المسلمون، وهي أرض ‏ ‏سبخة، ‏فلمّا أتاه النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم‏ ‏قال: إليك عنّي فوالله لقد آذاني نتن حمارك، فقال: ‏ ‏رجل‏ ‏من ‏ ‏الأنصار: ‏ ‏والله لحمار رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم ‏ ‏أطيب ريحاً منك، فغضب ‏لعبد الله ‏رجل من قومه، وغضب لكلّ واحد منهما أصحابه، فكان بينهم ضرب ‏بالجريد‏ ‏وبالأيدي وبالنّعال، قال: فبلغنا أنّه قد نزل فيهم قوله تعالى: ((وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ))، فإن كان الهدف وجه الله فالصّبر على الأذى والاحتساب في العمل بيقين كامل على الله، وإلاّ فالفشل هو الحليف والعدوّ الصّهيونيّ هو المستفيد والله المستعان