مشاهدة النسخة كاملة : تقرير من ضوبط الحوار تأصيل النّقاش



محمّد محمّد المحب
27-08-2011, 02:57
كان النّصّ المتنازع على صفحات الفيسبوك عليه يتحدّث عن جواز ((الاستمتاع بما دون الوطء بمن تمّ العقد عليها بزواج وهي فيما دون التّسع من العمر، وأنّه لا بأس به ما لم يحصل وطء، فإن حصل الوطء ترتّب عنه إثم عظيم))، بسبب ما عرضه فيديو اتّهم فيه المقدّم الإمام الخمينيّ بتفخيذ رضيعة بمجرّد الاستناد إلى رواية أحد المرافقين ودون تمحيص، وكان الرّدّ كما يلي: ((الحقيقة العلميّة لا تزكّي أن يحسب رأي شادّ، أو تأوّل متطفّل، أو مزايدة مجادل، أو افتراضات نوازل، لا أصل لها في الواقع على مذهب من مذاهب أهل القبلة، فيكفّر به الأتباع بالجملة، أو يفسّقوا، أو يسفّه دينهم، أو يطعن في جميع علمائهم دون تمييز أو تمحيص هذا ليس من العلم في شيء، (...) الإمام الخمينيّ رحمه الله إنسان يخطئ ويصيب، ويؤخذ من قوله ويردّ، وما يثار هنا لا يمكن اعتباره مطعنا ينتقص من مذهب يتعبّد الله به الملايين، ـ [لدخوله في فقه النّوازل وكونه مجرّد افتراض حيث لا تقضي العادة في مجتمعاتنا على اختلاف أعرافها المحلّيّة العقد على فتيات ما دون تسع سنين] ـ ولأنّ الدّين محكم بنصوص التّنزيل وهو ثابت لا يلحقه التّغيير، بينما الاجتهادات الفقهيّة متحرّكة [تساير الزّمان والمكان والعرف وعادة أهل البلد ما لم يخالفا أصلا ثابتا من أصول الدّين أو خلقا حميدا]، لذلك فهي غير ثابتة وهي محلّ تغيير دائم بدوام محاولات الاقتراب من النّصّ المقدّس لفهمه وتنزيله على الواقع المتغيّر باستمرار، هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا تعتبر "قناة" صفا [التي أعتبرها من وجهة نظري طائفيّة ومحرّضا على الكراهيّة] مصدرا موثوقا يؤخذ منه الدّليل على المزعوم من الكلام، وحتى إنّ صحّت الفتوى فربّما لم تصحّ التّرجمة من الفارسيّة إلى العربيّة، [ولم أذكر أنّ القناة هي من ترجم حتى لا يقال أنّي اتّهمتها بالكذب أو التّدليس، فأنا أعرف أنّ روّادها بارعين ومشهود لهم بالحنكة في الجدل وتتبّع السّقطات واقتناص الشّاذّ من الآراء والأقوال، مع أنّ كثيرا من أقوالهم هي في الحقيقة على صواب] وأكّدت على التّأدب بأخلاق العلماء [في التّقصّي وفي الحوار واجتناب الجدل من أجل الجدل وإظهار الغلبة والانتصار للجماعة أو المذهب] لأنّ البحث عن الحقّ وعمل الصّواب لا يقتضي الطّعن في الأشخاص، ولأنّ الحقّ في عدم قَبول الفتوى وفي ردّ دليلها أو مناقشته سواء من حيث متنه أو سنده أو تنزيله محفوظ لكن بشرط النّأي بالنّفس عن تحويل المسألة شخصيّة والتّنزّه عن الهجوم بالقبيح من الكلام على الآخر المختلف، وأرى أنّه عندما يتعلّق الأمر بميّت مسلم ينتهي نسبه لآل البيت، وعالم حجّة في مذهبه، عالم لا تخفى عليه مطاعن الخصوم من العلماء سواء من مذهبه أو من خارج مذهبه، [وقائد ملهم تزعّم ثورة ألهمت الكثيرين وغيّرت المعادلات في منطقة الشّرق الأوسط] ينبغي التّأدّب معه على الأقلّ بعدم التّجريح في شخصه، فهذا النّبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم على جلالة قدره قد كذّب وافتري عليه في غير ما مرّة، وما زال إلى الآن الآن يتعرّض لهجوم الرّعاديد، فالتّأدّب بأخلاق الإسلام واجب لاسيما وأنّه شريعة أخلاق في المقام الأوّل، فلم إذن نعت الإمام بالمجوسيّ؟ ونعت أتباعه بالمجوس؟ [من يرضي ذلك أو يرضى به؟ وهل يدخل ذلك في الجدل العلميّ؟ أستغفر الله]، ويمكنني أن أزعم اليقين بعدم الإطّلاع على كتابات الرّجل في لغتها الأصليّة وقد ثبت، فقد أحلت إلى مصدر مترجم إلى العربيّة، وهي في الواقع نقول قد تصحّ وقد لا تصحّ بسبب تدليس دعاة الكراهيّة من الوهّابيّة [النّاجم عن الانتقائيّة الشّديدة، والرّغبة في التّشهير والتّشنيع والحرص على الانتقاص من المذهب الجعفريّ وأتباعه]، ثمّ أنهيت مداخلتي بدعوة محاوري إلى ترك ما يريبه إلى ما لا يريبه، وبالابتعاد عن أن ينصّب نفسه وصيّا على دين الله، مادام للنّاس عقول يستطيعون بها التّمييز بين الغثّ والسّمين، بين الجيّد والفاسد، بين الخطأ والصّواب، [علما أنّ الرّجل قد لقي ربّه بعمله ولم تعد فتواه ملزمة لأحد أو محلّ تقليد، لأنّ أهل المذهب لا يقلّدون المرجع الميّت، وإنّما يأخذون بفتاوى المرجع الحيّ، والذي ينبغي مناقشته الآن على فتاويه وآرائه الفقهيّة هو السّيّد عليّ السّيستانيّ حفظه الله] كما دعوته إلى اجتناب أن يكون من دهاة الكراهيّة ودعاتها، واعتبرت أنّ التّصدّي لمثل هذه المواضيع لا يكون بنهج التعصّب والجدل الذي يغالي في الذّاتيّة وإنّما بمقاربة علميّة وموضوعيّة متّزنة، تبحث عن الحقّ وتدلّ على الصّواب الذي بعث به الهادي صلّى الله عليه وآله وسلّم هذا والله تعالى أعلى وأعلم

أشرف
17-09-2011, 11:41
بارك الله فيك على الموضوع الهادف

ننتظر جديدك المميز