خالد الفنون
19-09-2011, 00:50
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم صلاة وسلاما يليقان بأمير الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد طب القلوب ودوائها وعافية الأبدان وشفائها ونور الأبصار وضيائها ،وعلى آله وصحبه وأبنائه وأحفاده ذرة آل البيت المباركين الأطهار وكافة الصالحين أهل الله أجمعين .
الموضوع : الطريقة القادرية البودشيشية ، مسيرات خالدات
سلام الله عليكم إخواني في الله وأحبابي في الله ، وتحية طيبة من عند الله مباركة لجميع الذاكرين والذاكرات أينما كانوا وحلوا ووجدوا .
وبعد..، فلي عظيم الشرف أن أساهم من جديد بالكتابة عن طريقتي التي أنتمي إليها اعترافا بأفضالها علي وبالخير والمعروف الذي أسدته لي هذه الطريقة الغالية منذ أول يوم وضعت فيه قدمي على أرضها الطاهرة النقيةإلى الآن.. لا ننكر من معروف أهل الله علينا شيئا جزاهم الله تعالى عنا خير وأفضل وأحسن الجزاء آمين، وما العبد وما ملك إلا لسيده ومولاه الذي رباه ..
أقول وبالله التوفيق ...،
الدار البودشيشية بحق هي مدرسة عظمى في الوطنية وحب الوطن
والله شهيد علي أني لم أحب وطني وبلادي محبة حارة صادقة حتى دخلت هذه الطريقة الطيبة المباركة وذكرت الله مع أناسها المباركين الذين أعطاهم الله سر التوحيد..وملح الذكر..وخميرة الروح.. والنور المحمدي ..وحلاوة في قلوبهم يجدونها كلما جلسوا يذكرون الله.. هؤلاء أحبابي الذين لا أبغي بحبهم بديلا..هم السادات والسلاطين والأمراء..هنيئا لمن قبلوه في حماهم..
وأتكلم اليوم إنشاء الله وبإذن أهل الله عن جانب الوطنية كمنهج تربوي في الطريقة القادرية البودشيشية انظلاقا من الحديث الشهير "حب الأوطان من الإيمان "
وإذا أردت أن أتكلم عن هذه الوطنية الصادقة وتجلياتها في طريقتنا المباركة القادرية البودشيشية فلا دليل عندي أبلغ من تلك المسيرات الخالدة التي شارك فيها الأحباب البودشيشيون منذ 1975 حين كانت إمكانيات الزاوية بسيطة والفقراء قلة.. ، فتعالوا نستقرأ التاريخ فأخباره منحوتة على جبينه لا تنسى، ثم تعالوا نتعلم درسا في الوطنية برحاب المدرسة القادرية البودشيشية أمد الله في عمر شيخها الحبيب سيدي حمزة القادري البودشيشي رضي الله عنه وعن آبائه وأجداده الصالحين وعن فقرائه البررة الطيبين ثبتهم الله في هذه الرحمة إلى أن نلقى الله بها وهو عنا راض آمين آمين.
المسيرة الأولى كانت سنة 1975 بدعوة من شيخنا الجليل سيدي حمزة الذي أعطى إذنه لجميع الفقراء البودشيشيين أن يتوجهوا مع إخوانهم للمشاركة في المسيرة الخضراء الناجحة الي أعلن عنها المرحوم الحسن الثاني في خطاب من روائع خطبه ..لتحرير مدن الصحراء المغربية من قبضة الإسبان الذين كانوا محتلين ومغتصبين لهذه البلاد ويسمونها ظلما وعدوانا"الصحراء الإسبانية" فلم يتردد رجال الطريقة البودشيشية من الذهاب في هذه المسيرة من طنجة في أقصى الشمال إلى أقصى نقطة في جنوب المغرب متحملين التعب والنصب والحر والبرد .. على متن الشاحنات والحافلات والقطارات .. وهم يحملون مصاحف القرآن وغطاء النوم على أكتافهم .. في مشهد تقشعر له الجلودتأثرا.. لأنه لله لا لسواه.. وهذا أول درس بودشيشي في الوطنية لا ينساه التاريخ ولا ينساه الإنسان..ومنذ ذلك الحين لازال سيدي حمزة الحبيب على عهده مع الله،يحث الفقراء منذ عودتهم من المسيرة الخضراء على تنظيم حلق حاشدة لتلاوة القرآن وذكر الإسم(الله الله ) واللطيف وذكر الله بالكلمة الطيبة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأجل الدفاع عن صحرائنا المغربية تحث القيادة الرشيدة لملكنا الشريف ابن رسول الله صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره آمين
وللتذكير فإن شيخنا وجه قبل خمس سنوات نداء إلى كل المغاربة للإلتفاف حول أمير المؤمنين صاحب الجلالة من أجل الوقوف صفا واحدا ضد أعداء وخصوم وحدتنا الترابية الذين ما فتؤوا يكيدون لها في الظلام ..وشيخنا هو مواطن من أمتنا المغربية ونداؤه هذا أعتبره كنصيحة والد عطوف لابن له يرجوا له الخير ويبصره بالأخطار المحدقة به وهو لايدري أو لا يشعر..وإلى الآن منذ أكثر من أربعين سنة تذكر في طريقنا أذكار خاصة لحفظ بلدنا وملكنا وتأمين حدودنا واستكمال وحدتنا الترابية وسلامة شعبنا من كل مكروه يتهدده ..والله تعالى من وراء القصد.
مسيرة أخرى سنة 2006 ، شارك فيها الاحباب البودشيشيون ونزلوا بكثافة إلى شارع محمد الخامس بالرباط قادمين من جميع أنحاء المغرب وذلك للتنديد ولاستنكار الفعل الشيطاني الذي أقدمت عليه الصحف الدانماركية بإصدارها للرسوم الكاريكاتورية المهينة لنبي الإسلام والمستفزة لمشاعر المسلمين،إذ تصور نبيهم الاكرم بأبشع الصور الإرهابية المخيفة والمسيئة لحرمة النبي الأكرم سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تسليما..فكان خروج السادة البودشيشية للشارع غيرة صادقة على سيدنا رسول الله المعتدى عليه من طرف الصحافة الدانماركية في حرب صهيونية سافرة على الإسلام أعزه الله بأهل الله آمين..هذه المسيرة ختمت بتلاوة بيان من لدن شيخنا رضي الله عنه موجود لمن طلبه في موقع الطريقة www.tarika.org))
بعد هذه المسيرة أتت مسيرتين أخريين بالرباط شارك فيهما إخواني في الله من فقراء الطريقة البودشيشية وذلك في إطار مساندة الشعب الفلسطيني الأولى سنة 2009 بشعار "كلنا فلسطينيون" للتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة في حق إخواننا في دين الله
والثانية العام الماضي سنة 2010 بشعار" الطريقة القادرية البودشيشية تندد بالمجازر الصهيونية في فلسطين " وذلك إثر التدبيح الممنهج الذي شنه ملاعين الصهاينة على غزة الجريحة المحاصرة بالقصف المكثف والديار تتساقط على رؤوس أصحابها في خرق سافر لقوانين الحرب.. لأنه بأي منطق يقتل العسكري المسلح مدنيا أعزلا ؟؟؟
ولكن لا غرابة في ذلك مادام الفاعلون أحفاد المجرمين قتلة الأنبياء..الأنبياء رمز الطهارة والصدق والخير والأمانة.. ومع ذلك قتلوهم..
هذه المسيرة سميت مسيرة الحرية وربما الكرامة نسبة للسفينة التركية التي قصفتها إسرائيل وهي متجهة إلى غزة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية ، بعد أن أقفل الصهاينة جميع المعابر . فكان بحق تعاطفا كبيرا من جانب السادة البودشيشين بخروجهم لقول لا لهذه المجازر ..ولا تقتيل غزة وتجويع شعبها الأبي العربي المسلم ..
رحم الله سيدنا رسول الله القائل من دخل بيته وأغلق عليه بابه فهو آمن " فأين قادة الجيش اليوم من هذا النبي العظيم عين الرحمة المهداةوالنعمة المسداة جد الشرفاء النجباء آل البيت رضوان الله عليهم
مسيرة أخرى شارك فيها أحبابي في الله أبناء البودشيشية الأبطال ، يوم الأحد 28 نوفمبر 2010 بالدار البيضاء،للتنديد بالمؤامرة الجزائرية الإسبانية التي تزعمها الحزب الشعبي الشيوعي في حرب غبية دبرت بليل ضد المغرب وصحرائه ووحدته الترابية ، لكن المغرب بجميع قواه لم يسكت ..وخسرت الجزائر وإسبانيا،وانتصر المغرب في هذه الحرب الإعلامية المزورة للحقائق المغالطة للتاريخ.. وخرج المغرب رأسه مرفوعا أمام العالم..هذا درس آخر في الوطنية تعلمته من أحبابي قي الله في هذه الطريقة المباركة..ألا أتخلى عن وطني في قضايا المصيرية كلما ناداني من أجل مآزرته أو تهدده مكروه..
فهي إذن وكما ترون ليس أول مرة يخرج فيها السادة أهل الطريقة القادرية البودشيشية في مسيرة ضمن من خرج إليها تلبية لنداء الواجب الوطني ..ذلك النداءلا يمكن للمغربي أن يسمي نفسه مغربيا إن هو تجاهله بلا عذر.
وقد جربت المشاركة في مسيرة البودشيشيين..ويمكنني القول صادقا لله تعالى ..أن مسيرة الأحباب البودشيشيين مسيرة وجدانية خالصة لله وحده دون التفات لحظوظ أو أهداف دنيوية عابرة..بل هي مسيرة من الفها إلى يائها مسيرة بالحال وبالمحبة الخالصة لهذا البلد الذي يكن له البودشيشيون محبة لا يمكن التعبير عنها بقلم أولسان فهي سر الله وهذا لعمري شيء لا يفقه معناه إلا من كانت جذورهم ضاربة في تربة أوطانهم
ولهذا ومن هذا المنطلق نظمت طريقتنا القادرية البودشيشية يوم 26 يونيو 2011 بالعاصمة الإقتصادية الدار البيضاء ،بإذن ودعوة شيخنا سيدي حمزة رضي الله عنه ، مسيرة مليونية للتصويت بنعم على الدستور الجديد للمملكة المغربية.
- التصويت بنعم يعني إبقاء الشمل مجموعا بدل أن يتعصب كل فريق لأفكار فرقته وبالتالي ننبد الفرقة والإختلاف المدموم صونا لإضاعة الوقت في الترهات التي لا تعود علينا بفائدة.
- التصويت بنعم يعني وفاء بالعهد لولاة أمورنا الذين أمرنا بطاعتهم والامتثال إليهم في كل خير كما قال الله تعالى"وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم "
- التصويت بنعم تعني ألا نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي السفهاء "الدونكيشوطيون" الذين يخلقون في خيالهم أعداء لا وجود لهم أصلا ...ألا يعلمون ان الوطن لا يمكن أن يكون عدوا ؟؟؟؟
- التصويت بنعم معناه أن نلتف حول رمز وحدتنا ملكنا وأميرنا ابن رسول الله وألا نسمح لعابث مهما كان أن يفسد تعب ستين سنة من المنجزات والمشاريع والبناء والمبادرات من أجل حضارة البلاد .
- التصويت بنعم يعني التفاؤل بغد مشرق والنبي يقول "تفائلوا بالخير تجدوه "
- التصويت بنعم يعني أن نبدأ صفحة جديدة ببسم الله واضعين ثقتنا في الله وفي صاحب الجلالة أعزه الله ووفقه الله واعانه على هذا الحمل الذي ليس بسهل ولا يسير..اللهم أعن ملكنا وكن له وليا ونصيرا..آمين
- التصويت بنعم يعني مستوى مشرف من الوعي والشعور بعواقب الأمور وليس من نظره لا يتجاوز طول أنفه كمن ينظر بنور الله إلى أبعد مدى.
التصويت بنعم هو امثتال لصوت الواجب الوطني وهو ينادي على أبنائه أن يجتمعوا على كلمة سواء.
التصويت بنعم هو رسالة محبة من قلوب ذاكرة لله تتمنى الخير لجميع عباد الله في هذه الأرض المديدة .
التصويت بنعم يعني تحكيم للعقل ومنطق الرحمة.. والتأني الذي هو صفة الرحمن، وعلامة على النضج ورجاحة العقل.
التصويت "بنعم فيها كل خير " كما قال سيدي جمال رضوان الله عليه وعلى آل بيته الأطهار.
من هذا المنطلق ومن هذه الإعتبارات نظمت طريقتنا المباركة مسيرتها المباركة لدعم دستور مملكتنا المغربية..في مسيرة ربانية نورانية شريفة طاهرة ..يتقدمها سيد الرجال حفيد شيخنا مولاي وسيدي منير القادري بودشيش سيد شباب هذا الزمان وحامل لواء التصوف الرباني المحمدي الأخلاقي النقي.. رضوان الله عليه..وعلى والده الصالح سيدي جمال القادري البودشيشي.. وكافة السادة البودشيشيين شرفاء وفقراء...
كانت مسيرة مشهودة..حضرها أحبابي في الله من كل أنحاء العالم ومن كل أنحاء المغرب..ملبين النداء وممتثلين للإذن الرباني الذي أعطاه شيخنا في الوقت المناسب ..مسيرة لن ينساها التاريخ..مسيرة قلوب ربانية نورانية..جديرة برضى الله وبرضى رسوله..كيف لا ومن بدايتها إلى نهايتها ، ونحن في قراءة القرآن وذكر اللطيف والصلاة على النبي وترديد اسم الله الله ..الدعاء الناصري..المنفرجة..لقد عاد الفقراء إلى منازلهم ووجوهم نور على نور..كأنهم أقمار أو ملائكة نزلت إلى الأرض..فسبحان الله..ذاك سر الإذن الذي في قلب شيخنا الحبيب ..المبارك ..الكريم..الذي لا ينطق عن الهوى أبدا..
فتحية تقدير واحترام كبير مع الشكر والإمتنان لكافة البودشيشيين أحبابي وقرة عيني ، الله يحرسكم بعينه التي لا تنام ويحفظكم من كل مكروه..لقد علمتم يا أحبتي العالم كله درسا في المواطنة الحقة ..ومعنى الإنتساب للوطن..وحب الوطن ..وحب الخير للناس..وأن يعيشوا آمنين مطمئنين..سعداء غير مرعوبين..لا حرم الله منكم هذه البلاد ، فأنتم والله ضياؤها وروحها وريحانتها..الله يرفع لوائكم ياأحبابي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم الفقيرخالد الفنون
hamidibrahimi@yahoo.fr
حي النهضة ، الرباط
مساء السبت 17 شنبر 2011
الموضوع : الطريقة القادرية البودشيشية ، مسيرات خالدات
سلام الله عليكم إخواني في الله وأحبابي في الله ، وتحية طيبة من عند الله مباركة لجميع الذاكرين والذاكرات أينما كانوا وحلوا ووجدوا .
وبعد..، فلي عظيم الشرف أن أساهم من جديد بالكتابة عن طريقتي التي أنتمي إليها اعترافا بأفضالها علي وبالخير والمعروف الذي أسدته لي هذه الطريقة الغالية منذ أول يوم وضعت فيه قدمي على أرضها الطاهرة النقيةإلى الآن.. لا ننكر من معروف أهل الله علينا شيئا جزاهم الله تعالى عنا خير وأفضل وأحسن الجزاء آمين، وما العبد وما ملك إلا لسيده ومولاه الذي رباه ..
أقول وبالله التوفيق ...،
الدار البودشيشية بحق هي مدرسة عظمى في الوطنية وحب الوطن
والله شهيد علي أني لم أحب وطني وبلادي محبة حارة صادقة حتى دخلت هذه الطريقة الطيبة المباركة وذكرت الله مع أناسها المباركين الذين أعطاهم الله سر التوحيد..وملح الذكر..وخميرة الروح.. والنور المحمدي ..وحلاوة في قلوبهم يجدونها كلما جلسوا يذكرون الله.. هؤلاء أحبابي الذين لا أبغي بحبهم بديلا..هم السادات والسلاطين والأمراء..هنيئا لمن قبلوه في حماهم..
وأتكلم اليوم إنشاء الله وبإذن أهل الله عن جانب الوطنية كمنهج تربوي في الطريقة القادرية البودشيشية انظلاقا من الحديث الشهير "حب الأوطان من الإيمان "
وإذا أردت أن أتكلم عن هذه الوطنية الصادقة وتجلياتها في طريقتنا المباركة القادرية البودشيشية فلا دليل عندي أبلغ من تلك المسيرات الخالدة التي شارك فيها الأحباب البودشيشيون منذ 1975 حين كانت إمكانيات الزاوية بسيطة والفقراء قلة.. ، فتعالوا نستقرأ التاريخ فأخباره منحوتة على جبينه لا تنسى، ثم تعالوا نتعلم درسا في الوطنية برحاب المدرسة القادرية البودشيشية أمد الله في عمر شيخها الحبيب سيدي حمزة القادري البودشيشي رضي الله عنه وعن آبائه وأجداده الصالحين وعن فقرائه البررة الطيبين ثبتهم الله في هذه الرحمة إلى أن نلقى الله بها وهو عنا راض آمين آمين.
المسيرة الأولى كانت سنة 1975 بدعوة من شيخنا الجليل سيدي حمزة الذي أعطى إذنه لجميع الفقراء البودشيشيين أن يتوجهوا مع إخوانهم للمشاركة في المسيرة الخضراء الناجحة الي أعلن عنها المرحوم الحسن الثاني في خطاب من روائع خطبه ..لتحرير مدن الصحراء المغربية من قبضة الإسبان الذين كانوا محتلين ومغتصبين لهذه البلاد ويسمونها ظلما وعدوانا"الصحراء الإسبانية" فلم يتردد رجال الطريقة البودشيشية من الذهاب في هذه المسيرة من طنجة في أقصى الشمال إلى أقصى نقطة في جنوب المغرب متحملين التعب والنصب والحر والبرد .. على متن الشاحنات والحافلات والقطارات .. وهم يحملون مصاحف القرآن وغطاء النوم على أكتافهم .. في مشهد تقشعر له الجلودتأثرا.. لأنه لله لا لسواه.. وهذا أول درس بودشيشي في الوطنية لا ينساه التاريخ ولا ينساه الإنسان..ومنذ ذلك الحين لازال سيدي حمزة الحبيب على عهده مع الله،يحث الفقراء منذ عودتهم من المسيرة الخضراء على تنظيم حلق حاشدة لتلاوة القرآن وذكر الإسم(الله الله ) واللطيف وذكر الله بالكلمة الطيبة والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لأجل الدفاع عن صحرائنا المغربية تحث القيادة الرشيدة لملكنا الشريف ابن رسول الله صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله ونصره آمين
وللتذكير فإن شيخنا وجه قبل خمس سنوات نداء إلى كل المغاربة للإلتفاف حول أمير المؤمنين صاحب الجلالة من أجل الوقوف صفا واحدا ضد أعداء وخصوم وحدتنا الترابية الذين ما فتؤوا يكيدون لها في الظلام ..وشيخنا هو مواطن من أمتنا المغربية ونداؤه هذا أعتبره كنصيحة والد عطوف لابن له يرجوا له الخير ويبصره بالأخطار المحدقة به وهو لايدري أو لا يشعر..وإلى الآن منذ أكثر من أربعين سنة تذكر في طريقنا أذكار خاصة لحفظ بلدنا وملكنا وتأمين حدودنا واستكمال وحدتنا الترابية وسلامة شعبنا من كل مكروه يتهدده ..والله تعالى من وراء القصد.
مسيرة أخرى سنة 2006 ، شارك فيها الاحباب البودشيشيون ونزلوا بكثافة إلى شارع محمد الخامس بالرباط قادمين من جميع أنحاء المغرب وذلك للتنديد ولاستنكار الفعل الشيطاني الذي أقدمت عليه الصحف الدانماركية بإصدارها للرسوم الكاريكاتورية المهينة لنبي الإسلام والمستفزة لمشاعر المسلمين،إذ تصور نبيهم الاكرم بأبشع الصور الإرهابية المخيفة والمسيئة لحرمة النبي الأكرم سيد الوجود صلى الله عليه وسلم تسليما..فكان خروج السادة البودشيشية للشارع غيرة صادقة على سيدنا رسول الله المعتدى عليه من طرف الصحافة الدانماركية في حرب صهيونية سافرة على الإسلام أعزه الله بأهل الله آمين..هذه المسيرة ختمت بتلاوة بيان من لدن شيخنا رضي الله عنه موجود لمن طلبه في موقع الطريقة www.tarika.org))
بعد هذه المسيرة أتت مسيرتين أخريين بالرباط شارك فيهما إخواني في الله من فقراء الطريقة البودشيشية وذلك في إطار مساندة الشعب الفلسطيني الأولى سنة 2009 بشعار "كلنا فلسطينيون" للتنديد بالمجازر الوحشية التي يرتكبها الصهاينة في حق إخواننا في دين الله
والثانية العام الماضي سنة 2010 بشعار" الطريقة القادرية البودشيشية تندد بالمجازر الصهيونية في فلسطين " وذلك إثر التدبيح الممنهج الذي شنه ملاعين الصهاينة على غزة الجريحة المحاصرة بالقصف المكثف والديار تتساقط على رؤوس أصحابها في خرق سافر لقوانين الحرب.. لأنه بأي منطق يقتل العسكري المسلح مدنيا أعزلا ؟؟؟
ولكن لا غرابة في ذلك مادام الفاعلون أحفاد المجرمين قتلة الأنبياء..الأنبياء رمز الطهارة والصدق والخير والأمانة.. ومع ذلك قتلوهم..
هذه المسيرة سميت مسيرة الحرية وربما الكرامة نسبة للسفينة التركية التي قصفتها إسرائيل وهي متجهة إلى غزة محملة بالمساعدات الغذائية والطبية ، بعد أن أقفل الصهاينة جميع المعابر . فكان بحق تعاطفا كبيرا من جانب السادة البودشيشين بخروجهم لقول لا لهذه المجازر ..ولا تقتيل غزة وتجويع شعبها الأبي العربي المسلم ..
رحم الله سيدنا رسول الله القائل من دخل بيته وأغلق عليه بابه فهو آمن " فأين قادة الجيش اليوم من هذا النبي العظيم عين الرحمة المهداةوالنعمة المسداة جد الشرفاء النجباء آل البيت رضوان الله عليهم
مسيرة أخرى شارك فيها أحبابي في الله أبناء البودشيشية الأبطال ، يوم الأحد 28 نوفمبر 2010 بالدار البيضاء،للتنديد بالمؤامرة الجزائرية الإسبانية التي تزعمها الحزب الشعبي الشيوعي في حرب غبية دبرت بليل ضد المغرب وصحرائه ووحدته الترابية ، لكن المغرب بجميع قواه لم يسكت ..وخسرت الجزائر وإسبانيا،وانتصر المغرب في هذه الحرب الإعلامية المزورة للحقائق المغالطة للتاريخ.. وخرج المغرب رأسه مرفوعا أمام العالم..هذا درس آخر في الوطنية تعلمته من أحبابي قي الله في هذه الطريقة المباركة..ألا أتخلى عن وطني في قضايا المصيرية كلما ناداني من أجل مآزرته أو تهدده مكروه..
فهي إذن وكما ترون ليس أول مرة يخرج فيها السادة أهل الطريقة القادرية البودشيشية في مسيرة ضمن من خرج إليها تلبية لنداء الواجب الوطني ..ذلك النداءلا يمكن للمغربي أن يسمي نفسه مغربيا إن هو تجاهله بلا عذر.
وقد جربت المشاركة في مسيرة البودشيشيين..ويمكنني القول صادقا لله تعالى ..أن مسيرة الأحباب البودشيشيين مسيرة وجدانية خالصة لله وحده دون التفات لحظوظ أو أهداف دنيوية عابرة..بل هي مسيرة من الفها إلى يائها مسيرة بالحال وبالمحبة الخالصة لهذا البلد الذي يكن له البودشيشيون محبة لا يمكن التعبير عنها بقلم أولسان فهي سر الله وهذا لعمري شيء لا يفقه معناه إلا من كانت جذورهم ضاربة في تربة أوطانهم
ولهذا ومن هذا المنطلق نظمت طريقتنا القادرية البودشيشية يوم 26 يونيو 2011 بالعاصمة الإقتصادية الدار البيضاء ،بإذن ودعوة شيخنا سيدي حمزة رضي الله عنه ، مسيرة مليونية للتصويت بنعم على الدستور الجديد للمملكة المغربية.
- التصويت بنعم يعني إبقاء الشمل مجموعا بدل أن يتعصب كل فريق لأفكار فرقته وبالتالي ننبد الفرقة والإختلاف المدموم صونا لإضاعة الوقت في الترهات التي لا تعود علينا بفائدة.
- التصويت بنعم يعني وفاء بالعهد لولاة أمورنا الذين أمرنا بطاعتهم والامتثال إليهم في كل خير كما قال الله تعالى"وأطيعوا الله والرسول وأولي الأمر منكم "
- التصويت بنعم تعني ألا نخرب بيوتنا بأيدينا وأيدي السفهاء "الدونكيشوطيون" الذين يخلقون في خيالهم أعداء لا وجود لهم أصلا ...ألا يعلمون ان الوطن لا يمكن أن يكون عدوا ؟؟؟؟
- التصويت بنعم معناه أن نلتف حول رمز وحدتنا ملكنا وأميرنا ابن رسول الله وألا نسمح لعابث مهما كان أن يفسد تعب ستين سنة من المنجزات والمشاريع والبناء والمبادرات من أجل حضارة البلاد .
- التصويت بنعم يعني التفاؤل بغد مشرق والنبي يقول "تفائلوا بالخير تجدوه "
- التصويت بنعم يعني أن نبدأ صفحة جديدة ببسم الله واضعين ثقتنا في الله وفي صاحب الجلالة أعزه الله ووفقه الله واعانه على هذا الحمل الذي ليس بسهل ولا يسير..اللهم أعن ملكنا وكن له وليا ونصيرا..آمين
- التصويت بنعم يعني مستوى مشرف من الوعي والشعور بعواقب الأمور وليس من نظره لا يتجاوز طول أنفه كمن ينظر بنور الله إلى أبعد مدى.
التصويت بنعم هو امثتال لصوت الواجب الوطني وهو ينادي على أبنائه أن يجتمعوا على كلمة سواء.
التصويت بنعم هو رسالة محبة من قلوب ذاكرة لله تتمنى الخير لجميع عباد الله في هذه الأرض المديدة .
التصويت بنعم يعني تحكيم للعقل ومنطق الرحمة.. والتأني الذي هو صفة الرحمن، وعلامة على النضج ورجاحة العقل.
التصويت "بنعم فيها كل خير " كما قال سيدي جمال رضوان الله عليه وعلى آل بيته الأطهار.
من هذا المنطلق ومن هذه الإعتبارات نظمت طريقتنا المباركة مسيرتها المباركة لدعم دستور مملكتنا المغربية..في مسيرة ربانية نورانية شريفة طاهرة ..يتقدمها سيد الرجال حفيد شيخنا مولاي وسيدي منير القادري بودشيش سيد شباب هذا الزمان وحامل لواء التصوف الرباني المحمدي الأخلاقي النقي.. رضوان الله عليه..وعلى والده الصالح سيدي جمال القادري البودشيشي.. وكافة السادة البودشيشيين شرفاء وفقراء...
كانت مسيرة مشهودة..حضرها أحبابي في الله من كل أنحاء العالم ومن كل أنحاء المغرب..ملبين النداء وممتثلين للإذن الرباني الذي أعطاه شيخنا في الوقت المناسب ..مسيرة لن ينساها التاريخ..مسيرة قلوب ربانية نورانية..جديرة برضى الله وبرضى رسوله..كيف لا ومن بدايتها إلى نهايتها ، ونحن في قراءة القرآن وذكر اللطيف والصلاة على النبي وترديد اسم الله الله ..الدعاء الناصري..المنفرجة..لقد عاد الفقراء إلى منازلهم ووجوهم نور على نور..كأنهم أقمار أو ملائكة نزلت إلى الأرض..فسبحان الله..ذاك سر الإذن الذي في قلب شيخنا الحبيب ..المبارك ..الكريم..الذي لا ينطق عن الهوى أبدا..
فتحية تقدير واحترام كبير مع الشكر والإمتنان لكافة البودشيشيين أحبابي وقرة عيني ، الله يحرسكم بعينه التي لا تنام ويحفظكم من كل مكروه..لقد علمتم يا أحبتي العالم كله درسا في المواطنة الحقة ..ومعنى الإنتساب للوطن..وحب الوطن ..وحب الخير للناس..وأن يعيشوا آمنين مطمئنين..سعداء غير مرعوبين..لا حرم الله منكم هذه البلاد ، فأنتم والله ضياؤها وروحها وريحانتها..الله يرفع لوائكم ياأحبابي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم الفقيرخالد الفنون
hamidibrahimi@yahoo.fr
حي النهضة ، الرباط
مساء السبت 17 شنبر 2011