عادل محسن
06-10-2011, 02:03
لماذا تمويل الجرائد ؟
الجرائد المغربية
بقلم : حسن لبويز
في الميدان أحزاب سياسية تتصارع ، ومصالح يتنازع عليها ، و دولة مخزنية تحاول الحفاظ على توازنها وتوازن هذه القوى الاجتماعية والسياسية المستعدة لتبني الشعارات البراقة لتضرب كل عمل جاد منافس لها .
فلا غرابة أن يصل المبلغ الإجمالي المنوح للجرائد و الصحف المرضية عنها إلى 40 مليون و 500 ألف درهم هذه السنة .
وأود أن أشير إلى أن عدد المغاربة الذين يقرؤون الصحف و الجرائد لا يكاد يذكر . حتى المثقفون لا يجدون أي جدوى في تتبع ما تنشره الصحف نظرا لما يرونه من العبث السياسي ، من جهة و لعدم ثقة معظمهم في الأحزاب السياسية المغربية عموما . و السلطة نفسها تعرف أن الصحف و الجرائد ستموت موتتها الطبيعية إذا حرمت من الدعم الحكومي.
فلماذا هذا الدعم السخي إذا ؟
إن السلطات السياسية المغربية تحرص على وجود الجرائد و الصحف الحزبية و المستقلة ، و ترغب في استمرارها لتأثيث المشهد السياسي والثقافي المغربي ، و توظفها كطاقة قوية لإنتاج الوهم كي يقتنع المواطن في الداخل أن الحياة السياسية المغربية نشيطة و أن هناك حرية التعبير ، و أن المعارضة تعبر عن رأيها بكل حرية .
و أهم من ذلك هو أنها تحرص على دعم صورتها لدى المواطنين خلال ما تنشره الجرائد من منجزات وهمية هنا و هناك ، و من دعمها للفقراء بالحريرة الرمضانية ، و بمليون محفظة ، و توزيع الزيت و الدقيق على من يصهر على خدمة مصالحها ، و ما هنالك من المنجزات الميكروسكوبية ، و من خلال ما تنشره من استمرار الحوار الاجتماعي المبشر بالرخاء الذي تعد به الشعب .
و الجرائد الوطنية بدورها تعلم جيدا نقطة ضعف الدولة المخزنية و حاجتها إلى تسويق صورة إيجابية عن نفسها ، ولذلك لا يمكن أن تكون الخدمة مجانية . كما أنها أيضا توظف الدولة لردع منافسيها الذين يسعون للتغيير الحقيقي الذي فشلوا في الوصول ، و ذلك من خلال رسم صورة الفزاعة للخصم ( إرهابي /عميل /ضد الوحدة الترابية/....) .
و عبثا ، تحرص على تسويق صورتها على أنها نشيطة و قائمة بواجبها في تأطير الجماهير ، و أنها ذات قاعدة شعبية قوية لا يمكن للدولة المخزنية تتجاهلها .
عبث في مواجهة عبث . و المواطن من الدرجة الثالثة و الرابعة و... يتساءلون لماذا هذا المبلغ كله ؟ بل لماذا الدعم أصلا و الشعب المغربي يعاني الفقر و التمهيش ؟
ثم لماذا يتم دعم بعض الجرائد ومنع أخرى و امتثال بعض رؤساء التحرير أمام المحاكم ومواجهة بعض الصحفيين للسجن (نيني – شحتان و كوكاس ) ؟
قد لا يدرك المواطن الأهداف البعيدة لما يجري في هذا السياق ، و لكنه يرك جيدا أن الأموال التي يتم بها دعم الجرائد هي أموال الشعب ، أداها من عرق جبينه و أن السلطات المخزنية توظفها للدعاية لمواقفها و لتضخيم صورتها. و المواطن ليس غبيا كما يتوهمون ، فقد استيقظ الآن وله الكلمة.
الجرائد المغربية
بقلم : حسن لبويز
في الميدان أحزاب سياسية تتصارع ، ومصالح يتنازع عليها ، و دولة مخزنية تحاول الحفاظ على توازنها وتوازن هذه القوى الاجتماعية والسياسية المستعدة لتبني الشعارات البراقة لتضرب كل عمل جاد منافس لها .
فلا غرابة أن يصل المبلغ الإجمالي المنوح للجرائد و الصحف المرضية عنها إلى 40 مليون و 500 ألف درهم هذه السنة .
وأود أن أشير إلى أن عدد المغاربة الذين يقرؤون الصحف و الجرائد لا يكاد يذكر . حتى المثقفون لا يجدون أي جدوى في تتبع ما تنشره الصحف نظرا لما يرونه من العبث السياسي ، من جهة و لعدم ثقة معظمهم في الأحزاب السياسية المغربية عموما . و السلطة نفسها تعرف أن الصحف و الجرائد ستموت موتتها الطبيعية إذا حرمت من الدعم الحكومي.
فلماذا هذا الدعم السخي إذا ؟
إن السلطات السياسية المغربية تحرص على وجود الجرائد و الصحف الحزبية و المستقلة ، و ترغب في استمرارها لتأثيث المشهد السياسي والثقافي المغربي ، و توظفها كطاقة قوية لإنتاج الوهم كي يقتنع المواطن في الداخل أن الحياة السياسية المغربية نشيطة و أن هناك حرية التعبير ، و أن المعارضة تعبر عن رأيها بكل حرية .
و أهم من ذلك هو أنها تحرص على دعم صورتها لدى المواطنين خلال ما تنشره الجرائد من منجزات وهمية هنا و هناك ، و من دعمها للفقراء بالحريرة الرمضانية ، و بمليون محفظة ، و توزيع الزيت و الدقيق على من يصهر على خدمة مصالحها ، و ما هنالك من المنجزات الميكروسكوبية ، و من خلال ما تنشره من استمرار الحوار الاجتماعي المبشر بالرخاء الذي تعد به الشعب .
و الجرائد الوطنية بدورها تعلم جيدا نقطة ضعف الدولة المخزنية و حاجتها إلى تسويق صورة إيجابية عن نفسها ، ولذلك لا يمكن أن تكون الخدمة مجانية . كما أنها أيضا توظف الدولة لردع منافسيها الذين يسعون للتغيير الحقيقي الذي فشلوا في الوصول ، و ذلك من خلال رسم صورة الفزاعة للخصم ( إرهابي /عميل /ضد الوحدة الترابية/....) .
و عبثا ، تحرص على تسويق صورتها على أنها نشيطة و قائمة بواجبها في تأطير الجماهير ، و أنها ذات قاعدة شعبية قوية لا يمكن للدولة المخزنية تتجاهلها .
عبث في مواجهة عبث . و المواطن من الدرجة الثالثة و الرابعة و... يتساءلون لماذا هذا المبلغ كله ؟ بل لماذا الدعم أصلا و الشعب المغربي يعاني الفقر و التمهيش ؟
ثم لماذا يتم دعم بعض الجرائد ومنع أخرى و امتثال بعض رؤساء التحرير أمام المحاكم ومواجهة بعض الصحفيين للسجن (نيني – شحتان و كوكاس ) ؟
قد لا يدرك المواطن الأهداف البعيدة لما يجري في هذا السياق ، و لكنه يرك جيدا أن الأموال التي يتم بها دعم الجرائد هي أموال الشعب ، أداها من عرق جبينه و أن السلطات المخزنية توظفها للدعاية لمواقفها و لتضخيم صورتها. و المواطن ليس غبيا كما يتوهمون ، فقد استيقظ الآن وله الكلمة.