مشاهدة النسخة كاملة : كل شيء من اجل ايران



توفيق
12-10-2011, 23:47
كل شيء من اجل ايران
صحف عبرية
2011-10-12


يُلح على رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو ان ينظف المائدة ويهيىء تنسيقا جديدا استعدادا لشيء آخر أكبر وأهم.
ان قضية جلعاد شاليط واحدة من القضايا الثقيلة الجاثمة على مائدة رئيس الحكومة، وكان يجب عليه ان يحطها عن جدول عمله ليهييء تنسيقا جديدا وليحظى بالتسامح والتأييد للحكومة وقراراتها في الساحة الداخلية وعند صديقات اسرائيل وبخاصة دول غرب اوروبا.
لماذا يحتاج رئيس الحكومة اليوم خاصة الى هذا الديكور الجديد، الى درجة ان يتخلى عن مبادئه التي لا هوادة فيها بشأن محاربة الارهاب؟ ان الجواب عن هذا اللغز كامن في كتاب اللغز الذي تلاه أمس على الأمة. فقد تحدث عن نافذة فرص توشك ان تغلق وربط هذا بالتطورات الجغرافية الاستراتيجية. ان السامع من اوساط الناس سيرى ان هذا يعني الربيع العربي والزعزعات في العالم العربي التي تُحدث عدم يقين، لكن ليس هذا هو السبب الحقيقي.
حينما نبحث عن قلق عند نتنياهو وعند اهود باراك فانه متصل دائما على نحو ما بايران. ويبدو ان هذا هو سبب استقرار رأي رئيس الحكومة على المرونة بمواقفه واقناع وزراء الثمانية بألا يشوشوا واتمام صفقة شاليط. ما الذي يحدث في القضية الايرانية بالضبط؟ ليس واضحا. لكن من الواضح أنها الشأن الساخن القادم ويحسن ان تبلغه اسرائيل مع صورة دولة مرنة وبراغماتية مستعدة للتنازلات. سيصفق لنا الاوروبيون وليس أقل أهمية من هذا ان هذا سيعزز الاجماع القومي والصورة عن رئيس الحكومة استعدادا للتحدي القادم.
منذ اللحظة التي أُقنع فيها رئيس الحكومة بأن يغير الاتجاه مُهدت الطريق لاتمام صفقة شاليط. وهو يستطيع اليوم ان يأتي ويقول انه لم يعارض مبدئيا في الماضي الصفقة التي تحدثت عن 450 مخربا و550 سجينا آخر تفضلا على مصر. لكنه هو الذي حدد حدود الثمن فلم يكن هناك: سكان هضبة الجولان ولا عرب اسرائيل ولا سكان شرقي القدس ولا 60 مخربا ثقيلا أعلن في شأنهم انه 'لا أحد من رؤساء الحكومة حتى بعدي سيفرج عنهم'.
لم يقبل وزير الدفاع الخطوط الحمراء التي حددها نتنياهو لحينه. لكن نتنياهو الذي اعتمد على رئيس الموساد ورئيس 'الشباك' آنذاك كان يستطيع الاستمرار في التمسك بمبادئه. وفي اللحظة التي أُقنع فيها بأنه يمكن التخلي عن مباديء بأنه توجد أمور أهم، أعطى الضوء الاخضر للمسؤول عن التفاوض دافيد ميدان لاعداد قائمة جديدة تشتمل على ايهام بالمرونة على نحو ما لكنها في الحقيقة تجاوزت جميع الخطوط الحمراء. أو كما قال خالد مشعل في خطبته أمس: سيكون هناك جميع ممثلي الأمة الفلسطينية، من جميع المنظمات ومن جميع المناطق، من فلسطين 1947 ومن هضبة الجولان ومن القدس. ليس هذا هو العدد الذي أرادته حماس حقا، لكن حماس انتصرت في الوعي.
وتخلت اسرائيل ايضا عن ربع الاسماء التي التزم نتنياهو ألا يطلق سراحها ألبتة لا هو ولا رئيس حكومة آخر. ووافق نتنياهو ايضا على طرد عدد أقل من المخربين الى قطاع غزة وعدد أكبر الى الضفة مما وافق 'الشباك' على التمكين منه في الماضي. ووعد خالد مشعل باختطاف جندي آخر ويعرف 'الشباك' جيدا تحذيرات حماس باختطاف جنود، على حدود مصر ايضا. ودرس حماس في هذا الشأن واضح وهو انه كلما مر الوقت تنازلت اسرائيل ودفعت أكثر مما كانت تستطيع أن تدفع قبل سنتين أو ثلاث. والى ذلك فانه كلما مر الوقت أصبح خيار العمل العسكري أقل واقعية وبيّن ناس حول نتنياهو له ذلك. وفي المقابل نجح باراك بتجنيد جهاز الامن كله وفيه 'الشباك' والموساد و'أمان' ورئيس هيئة الاركان ليقفوا في جبهة واحدة وليبينوا لماذا تمكن مخاطرة محسوبة والافراج عن 1000 سجين في ظروف صفقة اسوأ مما كان في الماضي. يقول رئيس 'الشباك' الحالي فيما رآه رئيس 'الشباك' الماضي كارثة انه يمكن العيش معه.
وحينما لا يوجد خيار عسكري ويوجد دعم أمني وكل ذلك الى جانب ضغط عام وضغط العائلة، ينضج وعي انه حان وقت الدفع عن الافراج عن جلعاد شاليط، واذا دفعنا ثمنا باهظا كهذا فيمكن الحديث عن أهمية افتكاك الأسرى وعن العائلة التي تعاني وعن الخوف من ان يختفي كما اختفى رون أراد. وفي الفرصة نفسها يمكن توجيه ضربة الى أبو مازن الذي لم يحب طوال السنين الصفقة التي تقوي حماس لكن بعد سلوكه في الامم المتحدة فليدفع هو ايضا شيئا ما.
هذه الصفقة من وجهة نظر نتنياهو لا مناص منها. وبحسب تصوره كان عدم تنفيذها سيسبب ضررا أكبر في ضوء الاستعداد لمجابهة التهديد الكبير.

يديعوت 12/10/2011