مشاهدة النسخة كاملة : تقرير يوم عالمي للغاضبين يا شعوب العالم انهضوا"



عادل محسن
18-10-2011, 00:30
"احتلوا وول ستريت".. من أميركا للعالم أكثر من 1500 مدينة تتظاهر


حشد السبت، أول يوم عالمي "للغاضبين" من أوروبا إلى الولايات المتحدة مرورا بتشيلي، مئات الآلاف من الأشخاص، وتخللته أعمال عنف في روما واعتقال العشرات في نيويورك.


"احتلوا وول ستريت"

وتحت شعار "يا شعوب العالم انهضوا"، "انزل إلى الشارع، اصنع عالما جديدا"، تظاهر "الغاضبون" في أكثر من 1500 مدينة، بينها مائة مدينة أميركية على الأقل بحسب موقع "احتلال وول ستريت دوت أورغ"، وذلك احتجاجا على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ من الأزمة العالمية وسلطة رؤوس الأموال.

وإذا كانت الانتفاضات والثورات بدأت تنتقل كالعدوى وتنتشر كالفطر في العالم، فإن الفضل في ذلك قد يعود إلى شباب "الربيع العربي" الذين ثاروا على "أكثر الأنظمة العربية بطشا ودكتاتورية"، وأسقطوا ثلاثة منها حتى الآن.

ويبدو أن "الربيع" الذي تحول إلى صيف في بعض أوروبا ها هو يصبح خريفا يجتاح الولايات المتحدة وأوروبا وحتى بعض أميركا اللاتينية.

وفي خضم ذلك، برزت حركة أطلقت على نفسها "احتلوا وول ستريت"، هذه الحركة التي فرضت نفسها على الإعلام الأميركي بعدما تجاهلها لعدة أسابيع، بدأت تتمدد فوق الجغرافيا الأميركية، فضلا عن تلقيها دعما ومساعدات مادية وعينية.

99 بالمائة
بدأت الحركة -التي ليست لديها قيادة وتأخذ قراراتها بالتوافق- من مواقع التواصل الاجتماعي، حيث دعي على موقع "تويتر" في يوليو/تموز الماضي لمسيرة واعتصام أمام بورصة نيويورك، على غرار تحركات مشابهة قام بها المحتجون في دول "الربيع العربي".


"احتلوا وول ستريت"

وتقول الحركة المنظمة لحملة الاحتجاجات في موقعها الإلكتروني إن "العامل المشترك الذي يجمع بيننا، هو أننا نمثل 99 %، ولن نتسامح مع جشع وفساد الواحد في المائة"، من الذين يملكون المال ويتحكمون في رقاب الناس من خلال نفوذهم في الميادين الحكومية وفي المؤسسات المالية، والذين يتحملون مسؤولية الأزمة التي يعانيها الاقتصاد.

ولتعريف الجمهور العالمي والعربي أكثر بها أصدرت الحركة صحيفة تحت عنوان "أوكيوبايد وول ستريت جورنال" (صحيفة وول ستريت المحتل)، وطالبوا بترجمة عربية للصحيفة وللبيان الأساسي.

واللافت أن اسم صحيفتهم يأتي على غرار اسم صحيفة "وول ستريت جورنال" اليمينية المؤيدة لتوجهات رجال المال والأعمال، والتي هزئت من أولئك "الذين يكافحون ديناصورات الاقتصاد الأميركي ويحبون ستيف جوبز في الوقت عينه"، في إشارة إلى أن الكثيرين من المتظاهرين اعتبروه "خسارة كبيرة عند نعيه على الموقع الإلكتروني للمتظاهرين".

وضمت الصحيفة -التي تمول وتوزع ذاتيا، وهي عبارة عن أربع صفحات ملونة- عموداً يحدد فيه المحتجون 5 خطوات لدعم حركتهم، هي احتلال وول ستريت، وجلب الماء والطعام، والاستعداد للمبيت، ونشر الدعوة لاحتلال وول ستريت، وتبرع للحركة، وتابع أخبار الحركة، وعلم نفسك.

ساحة الاحتجاج
وحول المحتجون ساحة "زوكوتي بارك" في نيويورك (معقل تجمعهم الرئيسي) إلى مكان للعيش على أحسن وجه، سواء أكانوا سيبيتون فيه أو سيغادرونه في وقت متأخر للعودة صباحاً، كما تنقسم الساحة إلى مراكز ومجموعات عمل، وهي تضمّ مركزاً طبياً ومكتبة ومطبخاً، كما توجد نقطة وحيدة حيث يتم توليد الكهرباء، وهناك تتمركز وسائل الإعلام والناشطون الذين يستخدمون حواسيبهم.

ويقول المحتجون -الذين أظهروا قوتهم في الحشد الكبير الذي خرج في ساحة تايمز سكوير، وتلقوا دعما معنويا من المظاهرات التي عمت أوروبا- إنهم جمعوا نحو ثلاثمائة ألف دولار كتبرعات، ناهيك عن مؤن كافية للبقاء والمبيت لعدة أشهر.

ومن بين المساعدات العينية التي تلقوها: وسائد وبطانيات وأكياس للنوم، ووجبات غذائية، ولوازم طبية وصحية، ناهيك عن نظارات سباحة (لحماية المتظاهرين من هجمات الشرطة برذاذ الفلفل).

ولكن هؤلاء المتظاهرين تعلموا أيضا من إخفاقات الثورات العربية بشأن التأخير في تشكيل كيانات تضمهم وتعبر عن رأيهم، فقام "محتلو وول ستريت" بعقد جمعيات عامة لتدارس الخطوات المقبلة، وانتخاب أعضاء منهم ليمثلوهم عند طرح مطالبهم.

السياسة حاضرة
وهذا التحرك "المنظم" دخل في صلب الحملة الرئاسية الأميركية، وبدأت التحليلات عن أين ستصب هذه الحملة: في خانة الجمهوريين أم الديمقراطيين؟، الأمر الذي دفع الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى القول إن "زعماء حركة الحقوق المدنية يريدون منا أن نتحدى التجاوزات في وول ستريت من دون تشويه سمعة الذين يعملون هناك".

ورغم اعتقال مئات المحتجين في أنحاء مختلفة من أميركا، فإن مظاهرات "يوم الغضب" أنعشت الحركة، وقال أحد منظمي الحركة "حركتنا في تصاعد، المحتجون في ازدياد، وكل هذا دون عنف أو أي مظاهر سلبية".

وكما جرت العادة في الاحتجاجات الشعبية التي غزت العالم، لا بد من استغلال سياسي، حيث لم تغب الأحزاب عن المشهد، فإحدى أعضاء "حزب الشاي" قالت "إننا في قلب الحركة ونريد تحقيق النجاح"، مضيفة "إننا نريد تجاوز الحراك العاطفي التلقائي واستثماره في التركيز على تغيير الحكومة".

ويشير أحد المحتجين إلى أن الحركة كسبت معركة "العلاقات العامة"، ومهما ظهر من "تباينات" بين المحتجين "فإننا نستطيع التغلب عليها وحلها في سبيل تحقيق هدف أسمى".

ونبقى نتساءل مع الكاتب في مجلة "نيويوركر" الأميركية هندريك هرتزبرغ بشأن ما سيكون عليه مستقبلها؟ ومن يديرها؟ وهل ستحتفظ بقدرتها على الإبهار أم أنها ستتلاشى؟ وهل ستشعل النيران وتحقق مرادها أم أنها ستشتعل بنارها؟ وهل ستصب في نهاية المطاف في مصلحة الديمقراطيين أم الجمهوريين؟ وفي النهاية، "ما معنى ذلك كلّه؟".

عادل محسن
18-10-2011, 00:49
عمت نحو ألف مدينة عبر العالم
احتجاجات تندد بالنظام المالي العالمي

احتجاجات تندد بالنظام المالي العالمي

شهدت نحو ألف مدينة عبر العالم تحركات شعبية واسعة احتجاجا على السياسات الاقتصادية العالمية التي تكرس الاستغلال والجشع ضد ملايين البشر. وكانت أعنف الاحتجاجات في إيطاليا حيث اشتبكت الشرطة مع مئات المتظاهرين في العاصمة روما خلال احتجاجات على السياسات الاقتصادية العالمية وعلى أداء الحكومة في معالجة الأزمة الاجتماعية التي خلفتها.

وقد تجاوب الآلاف حول العالم مع دعوة "الغاضبين" للتظاهر أمس السبت في اليوم الأول للتعبئة الاحتجاجية على تدهور الأوضاع الاقتصادية وهيمنة رأس المال.

وتحت شعار "يا شعوب العالم انهضوا" و"انزل إلى الشارع"، و"اصنع عالما جديدا"، دعا "الغاضبون" إلى التظاهر في 951 مدينة في 82 دولة حسب موقع "15 أكتوبر"، وذلك احتجاجا على الوضع الاقتصادي الهش الناشئ عن الأزمة الاقتصادية العالمية وسلطة رؤوس الأموال

وجاء في بيان لحركة 15 أكتوبر "من أميركا إلى آسيا وأفريقيا وأوروبا، تنتفض الشعوب مطالبة بحقوقها وبديمقراطية حقيقية" وأن "القوى تعمل لمصلحة أقلية متجاهلة إرادة الأغلبية الكبيرة، ولا بد أن يزول هذا الوضع الذي لا يطاق".

وبعد خمسة أشهر لميلاد هذه الحركة، اختار "الغاضبون" أماكن تحمل رمزية كبيرة في الاقتصاد العالمي مثل وول ستريت في نيويورك وحي "سيتي" المالي في لندن والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت، حيث تجمع 6000 شخص على وقع صيحات "لن نبيع مستقبلنا للبنك المركزي الأوروبي".

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة الأميركية اعتقلت عشرات المحتجين في ساحة تايمز سكوير بعد مسيرة وول ستريت، ونقلتهم بشاحنات تتبع لها.

وفي إيطاليا أعلنت وكالة الأنباء الإيطالية "أنسا" مساء أمس أن 70 شخصا أصيبوا بجروح بينهم ثلاثة في حالة الخطر في أعمال العنف التي وقعت بين متظاهرين وعناصر الشرطة على هامش التظاهرة التي دعا إليها "الغاضبون"، وضمت عشرات الآلاف في العاصمة روما في اليوم العالمي الذي ينظمه هذا التحرك.


مجموعة من المتظاهرين في روما ترشق الشرطة بالحجارة

وفي وسط روما، واجهت الشرطة بضع مئات من العناصر "غير المنضبطين الملثمين الذين كانوا يطلقون قنابل دخانية وزجاجات حارقة على قوات الأمن".

الثورة
وفي فترة ما بعد الظهر، تحولت ساحة كنيسة سان جان لاتران التاريخية إلى ساحة حرب حقيقية. وفي هذا الوقت، تظاهر آلاف الأشخاص سلميا في العالم حاملين لافتات كتب عليها "حل وحيد،... الثورة"، و"لسنا ممتلكات في أيدي المصرفيين".

وتلقى "الغاضبون" دعم حاكم بنك إيطاليا ماريو دراغي الذي من المقرر أن يتولى رئاسة البنك المركزي الأوروبي اعتبارا من الشهر المقبل.

وقال دراغي لصحفيين إيطاليين على هامش اجتماع لمجموعة العشرين في باريس "للشبان الحق في أن يكونوا غاضبين، وهم غاضبون على عالم الأعمال، وأنا أفهمهم".

ونزل "الغاضبون" إلى الشوارع في مختلف أنحاء أوروبا، ففي لشبونة، تجمع نحو 50 ألف شخص من مختلف الأعمار على وقع هتافات "فليخرج صندوق النقد الدولي"، ولافتة كتب عليها "أوقفوا الترويكا" في إشارة إلى دائني البرتغال (الاتحاد الأوروبي، والبنك المركزي الأوروبي، وصندوق النقد الدولي).

وفي هولندا، تظاهر نحو ألف شخص في لاهاي وعدد مماثل عند ساحة البورصة في أمستردام. كما تظاهر نحو ألف شخص في ساحة باراديبلاتز في زيوريخ أبرز مراكز قطاع المال في سويسرا، في حين تجمع بضع مئات من "الغاضبين" في العاصمة الفرنسية باريس.

الرموز
وفي العاصمة الإسبانية مدريد -حيث ولدت هذه الحركة الاحتجاجية في 15 مايو/أيار الماضي- انطلق عشرات الآلاف من شوارع فرعية في اتجاه ساحة بويرتا ديل سول التي تحمل رمزية كبيرة.

وكان المتظاهرون قد احتلوا تلك الساحة على مدى شهر في الربيع. وكتب على إحدى اللافتات الكبيرة "المشكلة هي في الأزمة، قم وانتفض".

وأشار المتحدث باسم "الغاضبين" في إسبانيا جون أغويري إلى أن توسع الحركة "يدل على أنها مسألة لا تخص إسبانيا وحسب بل العالم أجمع، لأن الأزمة عالمية، الأسواق تتحرك على مستوى عالمي".

وفي لندن -حيث وقعت مواجهات محدودة مع الشرطة البريطانية في فترة الظهر- تجمع 800 "غاضب" في حي "سيتي" المالي، وتلقوا دعما غير معلن مسبقا من مؤسس موقع "ويكيليكس "جوليان أسانج.

وأثار وصول أسانج فرح الحضور، مع العلم أنه قيد إطلاق سراح مشروط قرب لندن بانتظار ترحيله المحتمل إلى السويد حيث يلاحق بتهمة الاغتصاب.

وقال مؤسس ويكيليكس من على سلم كاتدرائية القديس بولس حيث تجمع المتظاهرون "ندعم ما يحصل هنا، لأن النظام المصرفي في لندن هو المستفيد من المال الناتج من الفساد".

وتجمع نحو ألف شخص في مدينة فرانكفورت العاصمة المالية لألمانيا أمام مقر البنك المركزي الأوروبي، ورفعوا لافتات كتب عليها "أنتم تضاربون بحياتنا" و"أنتم تقامرون بمستقبلنا".

وفي أستراليا تظاهر نحو ألفي شخص في سيدني بينهم ممثلون عن السكان الأصليين وشيوعيون ونقابيون خارج مقر بنك الاحتياطي الأسترالي.

وتظاهر عدة مئات في الشارع الرئيس في أوكلاند بنيوزيلندا، لينضموا إلى مسيرة شملت نحو 3000 شخص رددوا الهتافات وقرعوا الطبول احتجاجا على ما سموه جشع الشركات.

أفريقيا وآسيا
وشهدت جنوب أفريقيا مظاهرات مماثلة في مدن رئيسة منها جوهانسبرغ ودوربان وكيب تاون، وركزت المظاهرات في جوهانسبرغ على أحوال البورصة، وحمل عشرات المتظاهرين لافتات بعثت برسائل سياسية منها "فلتنصتوا للشعب" و"فليتقاسم الشعب الثروات".

وفي آسيا خرج المئات في العاصمة اليابانية طوكيو بمشاركة محتجين مناهضين للطاقة النووية، وفي مانيلا عاصمة الفلبين نظم بضع عشرات مسيرة إلى السفارة الأميركية، رافعين لافتات تقول "تسقط الإمبريالية الأميركية" و"الفلبين ليست للبيع".

وسار حوالى 250 كوريا جنوبيا في شوارع سول احتجاجا على ما وصفوه جشع الشركات واتساع الهوة بين المداخيل، وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية (يونهاب) أنه رغم الأمطار احتشد الناشطون قبالة مقر لجنة الخدمات المالية، وهي أكبر جهاز للتنظيم المالي في البلاد.

وحمل الناشطون لافتات بالإنجليزية والكورية كتب عليها "أنا لست صرافكم الآلي" و"ضرائب لرؤوس المال" و"وظائف للعمال"

وكالات:الجزيرة