مشاهدة النسخة كاملة : كيف كان الرسول عليه السلام (يتعبد و يتحنث) في حراء؟؟؟؟؟



feras
09-01-2005, 22:13
بسم الله الرحمن الرحيم
كيف كان الرسول عليه السلام (يتعبد و يتحنث) في حراء؟؟؟؟؟
هذا السؤال كان يراودني دائما فلقد كنا نقرأ و نسمع من كتب السيرة المطهرة منذ الصغر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان (يتعبد و يتحنث) في غار حراء قبل بعثته ! فكيف كان هذا التعبد بالرغم من أنه عليه السلام بعث على فترة من الرسل؟ و لم يكن هناك شرع؟ . و جازاكم الله خيراً.

abolamin
10-01-2005, 01:52
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاك الله خيرا أخي الكريم على هذا السؤال القيم ونسأل الله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتك آمين.

بسم الله الرحمن الرحيم
كانت عند العرب بقايا من الحنيفية ، التي ورثوها من دين النبي إبراهيم ( عليه الصلاة السلام ) ، فكانوا - مع ما هم عليه من الشرك - يتمسكون بأمور صحيحة ، توارثها الأبناء عن الآباء .

وكان بعضهم أكثر تمسكاً بها من بعض ، بل كانت قِلَّة منهم تعاف وترفض ما كان عليه قومها من الشرك ، وعبادة الأوثان ، وأكل الميتة ، ووأد البنات ، ونحو ذلك من العادات التي لم يأذن بها الله ، ولم يأت بها شرع حنيف .

وكان من تلك الطائفة ورقة بن نوفل ، وزيد بن نفيل ، ورسولنا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .

والذي أمتاز عن غيره بإعتزاله ( صلى الله عليه وآله ) الناس للتعبُّد ، والتفكُّر في غار حِرَاء ، فما هو خبره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في هذا الشأن ؟ ، هذا ما سنقف عليه في المقال التالي :

كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) يتأمَّل منذ صغره ، ما كان عليه قومه من العبادات الباطلة ، والأوهام الزائفة ، التي لم تجد سبيلاً إلى نفسه ، ولم تلقَ قبولاً في عقله .

وذلك بسبب ما أحاطه الله من رعاية ، وعناية ، لم تكن لغيره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من البشر ، فبقيت فطرته على صفائها ، تنفر من كل شيء غير ما فطرت عليه .

التعبد في الغار :
هذا الحال الذي كان عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) دفع به إلى إعتزال قومه ، وما يعبدون من دون الله ، وحبَّب الله إليه عبادته بعيداً عن أعين قومه ، وما كانوا عليه من عبادات باطلة ، وأوهام زائفة .

فكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأخذ طعامه ، وشرابه ، ويذهب إلى غار حِرَاء ، كما ثبت في الحديث المُتَّفَق عليه ، أنه ( صلى الله عليه وآله وسلم) قال :

( جاورت بِحِرَاء شهراً ) .

وحِراء هو غار صغير ، في جبل النور ، على بعد ميلين من مكة ، فكان ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقيم فيه الأيام والليالي ذوات العدد .

فيقضي ( صلى الله عليه وآله وسلم) وقته في عبادة ربه ، والتفكَّر فيما حوله ، من مشاهد الكون ، وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك الباطلة ، والتصورات الواهية .

ولكن ليس بين يديه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) طريق واضح ، ولا منهج مُحدَّد ، يطمئِنُّ إليه ويرضاه .

وكان اختياره لهذه العزلة ، والانقطاع عن الناس بعض الوقت ، من الأسباب التي هيَّأها الله تعالى له ، لِيعدَّه لما ينتظره من الأمر العظيم ، والمهمّة الكبيرة التي سيقوم بها ، وهي إبلاغ رسالة الله تعالى للناس أجمعين .

واقتضت حكمة الله تعالى أن يكون أول ما نَزَّل عليه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الوحيَ في هذا الغار .

فهذا ما كان من أمر تعبده ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وإعتزاله قومه ، وما كانوا عليه من العبادات والعادات .

وقد أحاطه الله سبحانه بعنايته ورعايته ، وهيَّأ له الأسباب التي تعدّه لحمل الرسالة للعالمين .

وهو ( صلى الله عليه وآله ) في حالِهِ التي ذكرنا ينطبق عليه ، قوله تعالى في حق موسى ( عليه السلام ) : ( وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي ) طه 93 .

إنه الإعداد لأمر عظيم ، تنوء الجبال بحمله ، إنها الأمانة التي كان يُعدُّ ( صلى الله عليه وآله وسلم) لحملها إلى الناس أجمعين ، ليكون عليهم شهيداً يوم القيامة ، تحقيقاً لقوله تعالى : ( وَجِئْنَا بِكَ شَهِيدًا عَلَى هَؤُلاءِ ) النحل 89 .

فجزاه الله عن أمته ، وعن العالمين خير الجزاء ، وجمعنا معه ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت ظِلِّه ، يوم لا ظِلَّ إلا ظِلّه .

WIDTH=350 HEIGHT=150

أشرف
10-01-2005, 11:35
آمين أخي Abolamin وجزاك الله أخي المبارك على هذه التوضيحات وجعل عملك هذا في الميزان المقبول.

adam
10-01-2005, 15:25
جزاك الله بكل خير على ما قدمت لنا من ما كان عليه سيد الخلق قبل الوحي.

feras
10-01-2005, 16:46
اللهم صل على الحبيب المصطفى ما أعظمه و أشرفه و أطهره قبل البعثة و بعدها و جزاه الله خيرا و صلى عليه صلاة تعطيه الوسيلة و الشفاعة . أمين. و جعل الله لنا و لكم نصيب من هذه الصلاة ايمانا و احسانا و توفيقا و هدايةً و مآلاً الى الحبيب عند الحوض صلى الله عليه و سلم. آمين. و جازاك أخي الحبيب خيراً على هذا الجواب . نسأل الله لنا و لكم العلم الرافع و العمل الخالص المقبول . آمين.

المختار
10-01-2005, 16:49
بوركتم ايها الافاضل

جزاكم الله خيرا