مشاهدة النسخة كاملة : وجوب الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم



طلحة
10-11-2011, 20:33
وجوب الاستجابة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم
قال الله تعالى ﭽ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (24)ﭼ «سورة الأنفال»، قال علماء التفسير إن إطلاق الاستجابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم من قبل المسلمين إذا ناداهم سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في هذه الآيات العظيمة يدل على أن هذا الحكم عام وغير مخصوص وانّ كلّ من يدعوه النبي صلى الله عليه وسلم فعليه الإجابة لان الآية تبين أنه صلى الله عليه وسلم لا يدعونا إلا لما يحيينا من خير الدنيا والآخرة لمكان عصمته صلى الله عليه وسلم كما دلّ عليه قوله تعالى ﭽ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى (4)ﭼ "سورة النجم"، وأن هذه الآية دليل على وجوب إجابته صلى الله عليه وسلم ((فمن دَعَاهُ النبي صلى الله عليه وسلم وَجَبَ عليه إجَابَتُهُ في الْفَرْضِ وَالنَّفَلِ بِلَا نِزَاعٍ))«الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف على مذهب الإمام أحمد بن حنبل»، وان القصة التي حصلت لأبي سعيد بن الْمُعَلَّى رضي الله عنه مع حضرة الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم مشهورة وهي خير شاهد على الدرجة العالية التي خصها الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم فقد قال أبو سعيد بن الْمُعَلَّى رضي الله عنه مَرَّ بِيَ النبي صلى الله عليه وسلم وأنا أُصَلِّي فَدَعَانِي فلم آتِهِ حتى صَلَّيْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ فقال ما مَنَعَكَ أَنْ تأتي فقلت كنت أُصَلِّي فقال أَلَمْ يَقُلْ الله ﭽ يأيها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْﭼ "سورة الأنفال الآية 24"، (لِمَا يُحْيِيكُمْ)أي للطاعة ففي الطاعة حياة للمسلم، وقد قال سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم ((مَثَلُ الذي يَذْكُرُ رَبَّهُ وَالَّذِي لَا يَذْكُرُ رَبَّهُ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ))”صحيح البخاري”، وقيل دعاكم للجهاد لأن المسلم يحيى بالنصر أو بالشهادة بسبب الجهاد ثم في سبب تسمية الجهاد بالحياة وجوه:
أولها: هو أنّ وَهن أحد العدوّين حياة للعدو الثاني فأمر المسلمين إنما يَقوى ويَعظُم بسبب الجهاد ضد الكفار.
ثانيها: أن الجهاد سبب لحصول الشهادة وهي توجب الحياة الدائمة قال تعالى ﭽ وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) ﭼ "سورة آل عمران"
ثالثها: أن الجهاد قد يُفضي إلى القتل والقتل يوصِل إلى الدار الآخرة والدار الآخرة معدن الحياة قال تعالى ﭽ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُﭼ "سورة العنكبوت الآية 64"، (أي الحياة الدائمة)« التفسير الكبير»، وقد ذهب أغلب علماء الأمة إلى أن هذه الآية دليل على وجوب إجابته صلى الله عليه وسلم وتقديمها على الصلاة في الفرض والنفل «كشاف القناع عن متن الإقناع»، وقال الإمام النووي رحمة الله تعالى عليه ((قال أصحابنا لو كلّم النبي صلى الله عليه وسلم في عصره إنسانا في صلاة أو في غير صلاة وجب عليه إجابته ولا تبطل صلاته بذلك على المذهب وبه قطع الجمهور))«المجموع»؛ وقال الْإِمَامُ الزركشي المصري الشافعي(745هـ ـ 794هـ) رحمة الله تعالى عليه إن إجابة النبي صلى الله عليه وسلم واجبة إذا دعاه حال الصلاة ولا تبطل بها الصلاة، ولا فرق بين أن تكون الإجابة بالقول، أو بالفعل وإن كثر، أو لزم على المصلي استدبار القبلة، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا.
منقول من مجلة النقشبندية : العدد 54

أم آلآء
10-11-2011, 22:17
بارك الله فيك و احسن اليك موضوع شامل و هام. اللهم صلّ على سيدنا محمد النبي و ازواجه امهات المومنين و ذريته و اهل بيته كما صليت على آل سيدنا ابراهيم انك حميد مجيد.