مشاهدة النسخة كاملة : إصدارات جديدة : 3 كتب جديدة لاطر العدل والاحسان



عادل محسن
29-02-2012, 16:06
المشاركة السياسية للعدل والإحسان.. موضوع كتاب صدر في إسبانيا

كتاب المشاركة السياسية للعدل والإحسان


صدر حديثا للكاتب المغربي الدكتور رشيد بوطربوش كتابا جديدا حمل عنوان "الإسلاميون المغاربة والمشاركة السياسية: نموذج العدل والإحسان" .

ونزل الكتاب إلى المكتبات الإسبانية باللغة الإسبانية، وصدر عن دار النشر "ديوان"، وهو بحث أنجز في كلية العلوم السياسية بجامعة غرناطة، يستعرض فيه المؤلف تجربة أحد أكبر الحركات السياسية والدعوية الموجودة في المشهد السياسي المغربي "جماعة العدل والإحسان".

والدكتور رشيد بوطربوش هو عضو رابطة علماء المغرب، وعضو مؤسس للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين بلندن، وعضو مؤسس للجنة العلمية الأوربية ببروكسل ونائبا لرئيسها، وعضو مؤسس للمجلس الأعلى للأئمة والدراسات والإفتاء بإسبانيا، وله العديد من الأبحاث والكتب العلمية والأكاديمية، وسبق له أن شارك في الكثير الملتقيات والمؤتمرات.

الجماعة.. فاعل سياسي وقوة استراتيجية

ويتوزع الكتاب على عدد من الفصول، عرج فيها الكتاب على أهم المحاور والأفكار التي رأى أنها ضرورية لمعالجة صلب الموضوع، أولها فصل تمهيدي تناول فيه عموم فصائل الحركات الإسلامية في المغرب.

وفي الفصل الثاني تطرق فيه بالتفصيل لحركة العدل والإحسان باعتبارها موضوع الدراسة، إذ يقدم تاريخ نشأتها وأسسها الفكرية والمحطات الرئيسية في مسيرتها ناهيك عن أهم مراحل الحصار التي مارسته السلطة ضدها، إضافة إلى هياكلها السياسية والاجتماعية.

ويحتل الفصل الثالث أهمية خاصة حيث يبرز العراقيل التي تحول دون تحقيق مشاركة سياسية حقيقية في العملية السياسية المغربية، ويجملها في غياب الشروط الدستورية الملائمة مثل التحكم الإداري في الانتخابات وغياب شروط المنافسة السياسية الحقيقية وغموض القوانين.

ويستعرض الكتاب موقف العدل والإحسان من مختلف مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة الملكية، حيث يؤكد أن الحركة لا تعترف بشرعتها وتعتبرها جهازا فاسدا وتتحكم في مقاليد البلاد بسبب تركيز السلط الجوهرية في يد الملك.

ويستبعد الكاتب مشاركة قريبة للجماعة في اللعبة السياسية مادامت مرهونة بشروطها الحالية، مبرزا وجود مؤشرات تقود نحو تغيير ممكن في البلاد، ليتوقع أن أطرافا أساسية ستعلب دورا رئيسيا فيه، وهي الحركة الأمازيغية ثم المؤسسة العسكرية وأخيرا الحركات الإسلامية وعلى رأسها العدل والإحسان.

وأكد ختاما أن الجماعة تتوفر على نسبة عالية من المنخرطين وخاصة من الشباب والأطر الجامعية تجعلها قوة استراتيجية مستقبلا.


تاريخ النشر: الأربعاء 29 فبراير 2012

عادل محسن
19-03-2012, 01:55
"التربية والشورى: الأسئلة الحرجة"
للمفكر الإسلامي المغربي الأستاذ خالد العسري
http://www.alrafi3.com/forum/uploaded/6093/atarbiya-wa achora.jpg

تقديم للدكتور محماد رفيع
أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز- فاس/ المغرب.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبيه الأمين وعلى آل بيته الطاهرين وصحابته الغر الميامين والتابعين إلى يوم الدين،

... ما زالت الأمة تتدحرج في مدرجات الزمن بما يموج في أحشائها من علل الوهن والاستبداد حتى تداعت عليها الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها تماما كما حذر النبي صلى الله عليه وسلم، فتمكن الاستعمار الغربي بقوته العسكرية، بعد مقاومة ضمير الأمة من الرجال الأشاوس بما معهم من وسائل بسيطة، من تمزيق الأمة إلى قوميات محجوزة في أوطان معدودة، وتغريب عقول أبنائها بقوة مدارسه الوظيفية التي أسسها لذات الغرض.

لكن الله عز وجل تدارك هذه الأمة بعد هذا الليل المظلم الطويل برجال صنعهم على عينه، يجددون دين الأمة، وينفضون عنها غبار دين الانقياد والاستسلام للواقع المكروه، ويعالجونها من داء الوهن، ويذكرونها بأصالتها وبواجب ربها دنيا وأخرى، مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الله يبعث على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها"1، ففتح هذا العمل التجديدي الذي سمي لاحقا بالعمل الإسلامي وسمي القائمون عليه الحركة الإسلامية، بالإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، ثم واصل الطريق آخرون من الرجال الكرام، كل في جهة من جهات الأمة المجزأة، فقام الإمام النورسي بتركيا، والأستاذ المودودي بباكستان، والإمام الندوي بالهند، والأستاذ عبد السلام ياسين بالمغرب...

فسرى في الأمة هذا الروح الجديد وبدأت تنفض عنها غبار القرون الخوالي، فأقبلت الأمة شيبها وشبابها ذكورها وإناثها على التوبة والإنابة إلى ربها ببركة هذه الحركة الإسلامية المباركة، رغم شراسة وعتو الجاثمين على صدر الأمة ممن تسللوا للحكم إرثا موروثا وعضا عضوضا، أو انقلابا أو زورا، لما رأوا في هذه الحركة ماردا جديدا وخطرا مهددا لأنظمتهم القائمة على الدماء لا الولاء، وظن القوم الغافلون أن التنكيل بأجسام شباب هذه الحركة الإسلامية والزج بهم في غياهيب السجون وحصار حركتهم والتشهير بهم في حرب إعلامية عنيفة، وسيلة ناجعة وسريعة لاجتثاث النبتة المباركة، وما يدري التافهون أن هذا العمل من مقتضى العناية الربانية بالأمة في هذا الزمن وإن أخطأت الحركة أحيانا، وضعف أداؤها حينا وطاش شبابها حينا واصطلحت مع الواقع المكروه أحيانا أخرى، فهي حركة لا تخرج عن مقتضى السنن الكونية الضابطة للحركة في الكون بغض النظر عن السنن التشريعية.

وشأن كل عمل له امتداد في الزمن ويكابد من أجل الاستمرار وسط ظروف معاكسة وتحديات قاسية وخصوم غير شرفاء وأعداء خبثاء، أن تشتد حاجته إلى مراجعة وتقويم بصدق وصراحة وفقه لأولويات الزمن، فالمراجعة والنقد والتقويم إذا ما سندته الشروط السابقة جزء لازم للعمل الجاد عموما والعمل الإسلامي خصوصا لأنه عمل يستهدف إحياء الأمة بربط قلوب أفرادها بمولاها إحسانا، وحركة الأمة في التاريخ بصناعة مستقبل الخلافة الثانية الموعودة على قاعدتي العدل والشورى.

وفي هذا السياق يندرج كتاب " التربية والشورى: الأسئلة الحرجة " للمفكر الإسلامي المغربي الأستاذ خالد العسري الذي يقدمه هدية ثمينة للعمل الإسلامي، ودعما للحركة الإسلامية ليشتد عودها وتستوي على سوقها لتواصل بقوة وكفاءة مسيرها نحو الموعود النبوي، وهو عمل علمي جاد، وتقويم دعوي هادف لا يخرج عن مقتضى النصيحة التي هي من صميم ديننا مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم: " الدين النصيحة "2.

ويستمد هذا العمل المتميز - الذي أتشرف بالتقديم له – قيمته العلمية والعملية من كونه عصارة تجربة، وخلاصة فكر وتأمل في واقع الحركة الإسلامية وتطورها وسط مختلف التناقضات القطرية والإقليمية والعالمية من شاب مثقف خبر العمل الإسلامي واعتنق آماله واكتوى بآلامه سنين عديدة، واستوعب تراثه التنظيري من مختلف مدارسه دراسة وتأليفا.

ولذلك فهو عمل تنظيري نقدي تقويمي للعمل الإسلامي من خبير بالموضوع مطلع ممارس حريص بصدق على جودة سير الحركة الإسلامية وعلى حسن تدبير عملها نحو أولوياتها الكبرى، بعيدا عن احتراف النقد والتوجيه للحركة الإسلامية الذي أصبح موضة هذا الزمن؛ كما نقرأ بين الفينة والأخرى على أعمدة الجرائد وفي مقالات المجلات وفي مواقع إلكترونية، سواء من قبل خصوم الحركة الإسلامية أو من قبل بعض أبنائها بالأمس ممن نفد صبرهم على مشاق الطريق، أو استمالتهم أجهزة النظام الرسمي احتواء على حين غفلة من أجهزة الحركة، بعد أن نال منهم العياء الحركي.

والكتاب أسسه صاحبه على قضيتين مركزيتين عليهما مدار نجاح أو فشل الحركة الإسلامية في مسيرها، وهما التربية والشورى وما يتناسل منهما من أسئلة مقلقة وإشكالات حرجة يمليها واقع الحركة الإسلامية المعاصرة واختياراتها وتحدياتها، ومن الأسئلة المحورية التي جاءت في مقدمة الكاتب، والتي بني عليها الكتاب: "ما العمل حتى يتخرج من الجماعات الإسلامية أهلُ الربانية أهلُ الإحسان الموقنون أن الاستبداد لا يمكن أن يستقيم مع الشرع الحنيف، وأنه وإن اتخذ أشكالا وألوانا فلا بد من مدافعته وممانعته حتى ولو تدثر بدثار التربية، ولا يحصل ذلك إلا باليقين أن الحل الأمثل يكون بجعل الشورى فقها تنظيميا مشاعا في الصف، لا يتنازل عنها بأي حال من الأحوال".

وقد عالج الكتاب تفاصيل القضيتين وأجوبة ما تفرع عنهما من أسئلة في سبعة فصول، خصص الفصلين الأولين لقضايا منهجية ومعرفية غاية في الأهمية اتخذهما المؤلف مدخلا منهجيا للدخول في تفاصيل التربية والشورى، ففي الفصل الأول تحدث عن الطبيعة الاجتهادية لعمل الحركة الإسلامية، وأن التعددية في الحركة الإسلامية بمقتضى نسبية الاجتهاد على مستوى الفروع لا يلغي وجود القضايا المشتركة بين هذه الحركة على مستوى الأصول، بينما تناول الفصل الثاني التذكير بالمنطلقات الأساسية لانبعاث الحركة الإسلامية وبواعث عملها الإيمانية، وهي إشارة ذكية وغمزة لطيفة للمتحاملين على الحركة الإسلامية الجاهلين أو المتجاهلين لمنطلقات العمل الإسلامي وطبيعته الشمولية، بعد ذلك جاءت الفصول الخمسة الأخرى لتفصل القول في ثنائية التربية والشورى وأثرهما في بناء العمل الإسلامي وإنضاجه.

وهكذا جاء الحديث عن التربية ومركزيتها وعوائقها في الفصل الثالث، لينتقل الكتاب في الفصل الرابع إلى معالجة إشكال القعود والجهاد في السلوك التربوي الصوفي منشأ ومآلا متتبعا تطور السلوك التربوي من القعود إلى الجهاد في سلوك رموز الحركة الإسلامية، وفي الفصل الخامس نجد الكلام على شروط التربية، فكان ذلك مناسبة لإثارة الخلاف بين الأستاذين ياسين والبنا في موضوع شرط الصحبة، وكذا الحديث عن علاقة أهل العلم بأهل التربية من خلال نماذج من الرجال الذين بلغوا من العلم أعلى المراتب، فانقادوا بعدها إلى التلمذة على رجال أهل التربية.

أما الفصل السادس الموسوم ب "بين منطقي التربية والشورى" فقد كان عميقا في معالجته لإشكال الربط بين التربية والشورى، حيث فحص المؤلف حفظه الله ما ورثته الأمة في موضوع التربية التي ارتبط منطقها كليا بهم الخلاص الفردي متسائلا ومحللا ومعللا ومقترحا إمكانية الجمع بين الخلاص الفردي والجماعي لاكتمال الاقتداء بالسنة.

كما استنطق المؤلف إرث الأمة في قضية الشورى، فألفاه إرثا مؤصلا لكنه غير مفصل، مازالت الإجابة عن أسئلة العصر التفصيلية من منطلق قاعدة الشورى في حاجة إلى اجتهادات علمية ناضجة وتجارب ميدانية راشدة، وذلك راجع إلى اغتيال قيم الشورى في الحكم في وقت مبكر من تاريخ المسلمين، وهذا ما أثار إشكالا جديدا يواجه منطق الشورى في هذا العصر على مستوى التنزيل تناوله الفصل، ألا وهو التردد بين الصيغ التاريخية للشورى المرتبطة بالتدبير الفردي التي لا تفي بالغرض الآن على الأقل، وبين قيم الديمقراطية وآلياتها التي أثبتت التجارب أنها تقود إلى ما لا ينسجم والقيم الإسلامية من التنافس على المناصب والتحايل على التمسك بالزعامة وغيرها من عورات الديمقراطية.

غير أن طبيعة العمل الإسلامي في نظر المؤلف القائم على الجمع بين همي مصير الفرد الأخروي ومصير الأمة في التاريخ إنما يلائمه الجمع بين منطق التربية في الجمع بين قلوب الأفراد مع توقي منزلق الاستبداد، وبين منطق الشورى في توحيد الصفوف والتصورات دون السقوط في عورات الديمقراطية، ولحل هذا الإشكال العميق يقترح المؤلف بناء الصف الإسلامي على ثلاثة أقطاب: قطب التربية المركزي الباني وقطب المعرفة الشرعية المسدد، وقطب الخبرة الميدانية المدعم في تكامل تام دونما توهم الفصل.

ثم يخوض بك المؤلف في هذا الفصل في تفاصيل بناء الصف الإسلامي بناء متكاملا وفق مقتضى الشرع وتحديات الواقع انطلاقا من قاعدتي التربية والشورى، ويبين ببراعة كيف تطاع القيادة التربوية دون خشية الاستبداد، وكيف يختار التنظيم قياداته على أساس القيم التربوية الإيمانية، وغيرها من التفاصيل الشيقة التي لا تخلو من الإبداع.

وفي الفصل الأخير " وأمرهم شورى بينهم" يثير المؤلف المعايير اللازم اعتمادها في اختيار مسؤولي التنظيمات الإسلامية، وهي معايير عامة مشتركة وأخرى تخص كل مسؤولية على حدة، كما طرح مقترح البناء الهيكلي الجديد للصف الإسلامي وفق مقتضى واقع العصر، ويتمثل في تأسيس الهيكل التنظيمي العام على رافدين اثنين: التنظيم لداخلي والتنظيم الخارجي المختص بالشأن العام، ثم يختم المؤلف هذا الفصل بالوقوف مليا مع مفهوم الشورى من مقتضى آية آل عمران، فاستعرض الفهوم السائدة لدى الكثير من الحركات الإسلامية، ليحاكمها إلى مقتضى النصوص القرآنية والنبوية وسير الخلفاء والأئمة المجتهدين.

وفي ختام هذا التقديم أقر أن هذا العمل العلمي والدعوي إضافة نوعية في المكتبة الإسلامية، ولبنة جديدة في التراث التنظيري للعمل الإسلامي، وأدعو كل المهتمين بالحركة الإسلامية سواء على سبيل الموافقة أو المخالفة وكل الحركات الإسلامية للإفادة من هذا العمل المبارك، فقراءة فصول هذا الكتاب لا تخلو من متعة وإفادة، سر ذلك راجع كما أشرت آنفا إلى أن الكلام لخبير مطلع ممارس أوتي القدرة على البيان والعمق في التحليل والتعليل، والمهارة في انتقاء الشواهد وتنويعها ونظمها في سياق المقصود، كما استطاع أن يدير إشكالات الكتاب العميقة الجديدة المتشابكة ببراعة المتمرس بالكتابة المتأنية الجادة التي تخرج فيها الأفكار أحيانا من بين فرث ودم، لكنها في نضج واكتمال.

ومما زاد هذا العمل رونقا وجمالا توفق المؤلف في انتقاء نوادر النصوص الحكيمة التي افتتح بها مباحث فصول الكتاب، معززا بها النقول العديدة التي أسس عليها عمله، اقتبسها من مصادر ومراجع مختلفة ومتنوعة تنم عن عمق البحث وصرامة المنهج وطول النفس.

أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعل هذا العمل له خالصا وللناس نافعا، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

الجمعة 16 مارس 2012

----------------------------------------------------------------------
1 الحاكم النيسابوري: المستدرك على الصحيحين. كتاب الفتن والملاحم.
2 صحيح مسلم - كتاب الإيمان. باب بيان أن الدين النصيحة

عادل محسن
19-03-2012, 02:00
"حوار الأديان: نشأته وأصوله وتطوره"..
كتاب جديد للدكتور عبد الحليم ايت امجوض

"حوار الأديان: نشأته وأصوله وتطوره"


صدر حديثا للدكتور عبد الحليم ايت امجوض كتاب بعنوان "حوار الأديان: نشأته وأصوله وتطوره" عن دار ابن حزم للنشر، وأصل هذا المؤلف رسالة نال بها صاحبها شهادة الدكتوراه من جامعة الحسن الثاني بالمغرب.

ويرصد الكتاب التغيرات العميقة الجذرية والمتسارعة التي حدثت في الأفكار في شتى الحقول والمجالات، بفعل ظهور اتجاهات عديدة تسعى إلى تحقيق التقارب والتفاهم والاحترام المتبادل، وصدور الكثير من العهود والمواثيق والإعلانات الدولية التي تعلي من شأن حقوق الإنسان، وما أفرزته هذه التحولات من بروز دعوات متنامية للحوار بين الأديان؛ لا يزال يتسع نطاقها منذ مطلع الستينيات من القرن الماضي إلى الآن، فأصبحت ظاهرة لها منظروها ودعاتها وموضوعاتها وقضاياها ومؤسساتها وأهدافها.

ويجتهد الكاتب في دراسة الظاهرة بوعي تام وتحليلها بعمق فاحص لمختلف الاتجاهات والآراء وأبعادها العقدية والواقعية، مع ما يقتضيه الأمر من التعريج على جملة من القضايا المرتبطة بالأقليات والاستقرار السياسي وحقوق الإنسان والمواطنة، وموضوعات التعايش والعلمانية والقومية والسلام العالمي والإرهاب، كما يخلص الكاتب في دراسته لجملة من النتائج والخلاصات لتطوير حوار الأديان وتوسيع آفاقه ومجالاته.

وقد جاء الكتاب في أزيد من 827 صفحة وزعت على ستة فصول تصدر بمقدمة وتمهيد وتردف بخاتمة.

خصصت مقدمة البحث للتعريف بالموضوع وبيان أهميته ودواعي اختياره وأهدافه. واعتنى الفصل الأول ببيان مفهوم حوار الأديان وأنواعه وعلاقته بحوار الثقافات وحوار الحضارات، ثم عرج فيه الكاتب بالحديث عن النشأة، فميز فيها بين النشأة العفوية التاريخية لحوار الأديان بنوعيه العقدي والواقعي، والنشأة الرسمية للظاهرة المعاصرة لحوار الأديان بخصائصها وأبعادها وقضاياها المميزة. ثم تطرق الفصل الثاني للبحث في الأصول اللاهوتية والواقعية لحوار الأديان من جانبين، أولهما؛ مراحل ازدهاره ونجاحه، وثانيهما؛ مراحل تراجعه وفشله. ويدرس الفصل الثالث تطور حوار الأديان في المرحلة الحديثة؛ ليبرز دوافعه ومميزاته وأبعاده ومعيقاته. وخصص الكاتب بعد ذلك الفصلين الرابع والخامس لعرض نماذج من حوار الأديان الواقعي وجملة من قضاياه وموضوعاته، وذلك للتدليل بتفصيل على عدد من معطيات فصلي الأصول والتطور السابقين بقصد دعم مستنتجاتهما من جهة، ولتحرير محال النزاع في عدد من القضايا التي استبدت بالنقاش داخل أروقة الحوار الديني في أبعاده القطرية والعالمية.

ولما كانت الإفادة العلمية في هذا البحث إنما تكمن في تقويم الظاهرة وتصويبها، بعد توصيفها موضوعيا من خلال بيان دوافعها وأبعادها وقضاياها، فقد ختم هذا الكتاب القيم بفصل سادس للحديث عن آفاق الحوار في تحقيق التواصل الإنساني واستنبات مساحات جديدة للحوار والتحديات التي تقف عقبة في طريقه لينهي الكاتب رحلته بخاتمة تضمنت أهم الخلاصات.

2012/03/16

أشرف
19-03-2012, 19:23
بارك الله فيك على المقال

توفيق
20-03-2012, 00:01
ما شاء الله ، اللهم بارك في رجالنا آمين
مشكور أخي عادل محسن على التقديم..