مثول صهر الملك كارلوس"إنياكي أوندنغرين" أمام القضاء بتهمة الاختلاس المالي


عاشت اسبانيا يوم السبت 25/02/ 2012 يوما استثنائيا في تاريخها السياسي خلال العقود الأخيرة بمثول إنياكي أوندنغرين صهر ملك اسبانيا خوان كارلوس وزوج الأميرة كريستينا أمام قضاء محكمة مدينة مايوركا في حكومة الحكم الذاتي لجزر الباليار للتحقيق معه بتهم اختلاس المال العام والتزوير في الفاتورات وتهريب الأموال والتهرب الضريبي وتبييض الأموال في دول أمريكا اللاتينية ، ويعتبر أول عضو من العائلة الملكية يمثل أمام القضاء. ويأتي هذا الحدث ليجعل المؤسسة الملكية الإسبانية في موقف لم تشهده من قبل بسبب اتهامات الفساد الموجهة لها علاوة على إنتعاش أنصار الجمهورية.

وقد استقبله مئات من الإسبان بالاحتجاج والصفير والشعارات المناوئة خلال وصوله الى المحكمة في مدينة مايوركا مطالين باعتقاله ومطالبين كذلك باستدعاء الأميرة كريستينا للمثول أمام التحقيق القضائي بحكم أنها شريكته في إحدى الشركات التجارية التي هي محل تحقيق قضائي. ونقلت مختلف وسائل الاعلام أن أوندنغرين صرح للقاضي أن الملك خوان كارلوس طلب من الانسحاب من عالم الأعمال حتى لا يتم الحديث عن استغلاله للمؤسسة الملكية. ويعتبر هذا التصريح بمثابة تبرئة للملك.

وتجمع الكثير من الكتابات ومن ضمنها في كبريات الصحف مثل الموندو والباييس على أن الملكية الإسبانية تمر من أسوأ لحظة منذ عودة النظام الملكي الى اسبانيا سنة 1975 في أعقاب رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو. ونتج عن التحقيق القضائي تقديم الملك خوان كارلوس للرأي العام الميزانية التي يتوصل القصر بها وكيفية صرفها، وهي أقل ميزانية لجميع العائلات الملكية في العالم.

ومن ضمن النتائج الأخرى لهذه المحاكمة هو انتعاش أنصار الجمهورية في اسبانيا الذين ينادون بنهاية الملكية والانتقال الى الديمقراطية، وتكشف استطلاعات الرأي أن أغلبية الإسبان يفضلون الجمهورية ولكنهم في المقابل يؤيدون خوان كارلوس بسبب دوره في الانتقال الديمقراطي. وهناك الكثير من التساؤلات حول مستقبل الملكية في اسبانيا.