مشاهدة النسخة كاملة : احفظ بصرك من أن يقع على سوء ..!



أم آلآء
13-03-2012, 20:34
البصر بريد الظاهر إلى الباطن .. والنفق الذي تتسرب منه الصور وإيحاءاتها لتنطبع ـ بكل دلالاتها وأبعادها ـ في النفس، والقلب، والذهن .. فاحرص أن لا تنظر إلا إلى خير ..!
إن أردت أن تسلَم لك قوة فراستك وحافظتك .. فاحرص أن لا يقع بصرك على سوء!
إن أردت أن تحافظ على صفاء ذهنك وإيمانك .. واعتدال مزاجك وطبعك .. فاحرص أن لا يقع بصرك على سوء .. أي سوء!
كم من نظرة فاسدة ظل صاحبها أسيراً لها ولمعانيها القبيحة لساعات .. وربما لأيام .. لا يستطيع الفكاك من سلطانها وأثرها .. قد استحوذت عليه وعلى تفكيره، وذوقه، وعقله، ومشاعره .. من كل حدبٍ وصوب!!
لا يرى في نفسه إلا تلك الصورة التي رآها .. ولا يُفكر إلا بها .. ولا يتذوق إلا دلالاتها القبيحة الفاسدة .. بل ولا يشعر إلا بها!!
فلو أتبع مثل هذه النظرة .. نظرة أخرى .. ونظرة أخرى .. فمتى يقدر على أن يتذوق حلاوة الحق وجماله ..؟!
متى سيتحرر من ضغط تلك النظرات ليقوم بواجبه نحو دينه، وأمته، ونفسه .. وما أكثر تلك الواجبات!
تأمل لو فرشوا لك طعاماً شهياً على مائدة محاطة بالقاذورات .. وخراء الكلاب والخنازير وغيرهم من الدواب والهوام .. أترى لنفسك شهية في الطعام ..؟!
كلما مددت يدك إلى الطعام .. وقع بصرك على تلك القاذورات والصور القبيحة المحيطة بالمائدة .. فتتذكر تلك الدلالات الخبيثة التي توحيها إليك تلك الصور .. فتمسك عن الطعام ولا بد .. مهما كان بطنك طاوياً من الجوع!
وكذلك لو عُرضت عليك صور الحق والجمال .. وفي ذهنك قائمة طويلة عريضة من الصور القبيحة الفاسدة .. تقلبها وتعالجها في نفسك .. فإنك لا تقدر على تذوق جمال وفائدة صور الحق .. ولا أن تنتفع منها في شيء ..!
جاء في الحديث عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:" أولياء الله الذين إذا رُؤوا ذُكر الله ".
لماذا إذا رُؤوا يُذكر الله ..؟!
لأن صورتهم تذكر بالعلم .. تذكر بالطاعة .. تُذكر بالعبادة .. تُذكر بالجهاد .. تُذكر بالاستقامة .. تُذكر بكل خصال وقيم الخير .. فيُذكر الله حينئذٍ ولا بد !
لذا فقد أثر عن بعض أهل العلم أن النظر إلى وجوه الصالحين المجاهدين عبادة .. لأنها تحمل صاحبها على الذكر والعبادة ..!
ثم إذا كان النظر إلى أولياء الله الصالحين .. عبادة .. ويُذكِّر بالله -سبحانه وتعالى- .. فإن مفهوم المخالفة يقتضي بأن يكون النظر إلى صور الظالمين المجرمين .. تُذكِّر بالشيطان .. تُذكر بالكـفر والشرك .. تذكر بالفجور والمجون .. بحسب حال الصورة المنظور إليها!
كم من وجه .. ترى عليه معالم الكفر والجور والفسوق .. يُذكرك بكل معاني القبح والفجور .. فتجد نفسك غير قادرٍ على إطالة النظر إليه ..!!
لذا فقد أُثر عن الإمام أحمد أنه كان إذا رأى مشركاً نصرانياً يغض الطرف عنه، ويقول: كيف أنظر إلى رجل يُكذب الله ورسوله، ويدعي أن له ولد ..؟!
فهو مجرد أن يراه يُذكره بهذا الكفر والشرك ..!
وكان الشافعي قد وقع بصره على كعب امرأة .. فتأثر حفظه .. فتمثل ذلك قائلاً:
شكوت إلى وكيعٍ سوءَ حفظي ****** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وقال العلم نورٌ ****** ونورُ الله لا يُؤتاه عاصي
من هنا ـ ومن أجل جميع ما تقدم ـ قد نص الشارع على الأمر بغض البصر، فقال تعالى:{قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }.

زيد الخير
16-03-2012, 11:46
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اللهم اصرف أبصارنا عن النظر إلى المحرمات، اللهم ابدلنا صرف أبصارنا عن الحرام حلاوة إيمان نجدها في قلوبنا كما وعدتنا.
يقول ابن عطاء الله السكندري في هذا السياق: كيف يشرق قلب صور الأكوان منطبعة في مرآته،
أم كيف يرحل إلى الله وهو مكبل بشهواته،
أم كيف يطمع أن يدخل حضرة الله، وهو لم يتطهر من جنابة غفلاته،
أم كيف يرجو أن يفهم دقائق الأسرار وهو لم يتب من هفواته
حاولي أخيتي تعديل بعض الكلمات الواردة في مشاركتك، تقبل الله مجهودك و رفع ذكرك.

أشرف
16-03-2012, 19:10
السلام عليكم

بارك الله فيك على التذكرة الطيبة وينشر بالمجلة

توفيق
16-03-2012, 21:59
ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ