مشاهدة النسخة كاملة : أدب العارفين في الكلام



أبو خولة
13-01-2005, 12:02
بسم الله الرحمن الرحيم
آداب العارفين في الكلام
1- من عبر من بساط إحسانه أصمتته الإساءة ومن عبر من بساط إحسان الله لم يصمت إذا أساء.
2- تسبق أنوار الحكماء أقوالهم فحيث صار التنوير وصل التعبير.
3- كل كلام يبرز وعليه كسوة القلب الذي منه برز.
أدب العارف في الكلام أن يستشعر أنه يتكلم بالله وعن الله، وأن يستلهم الله ما يقول، وأن يسبق توجهه إلى الله كلامه، فالعارف لا يتكلم معتمدا على نفسه او على ما عنده فإذا فعل ذلك لا يكون حديثه حديث قلب بل حديث نفس أو عقل، العارف يغترف لكلامه من بساط إحسان الله عز وجل، فالأول لاينقطع عن الدعوة ولو أساء لأنه عن الله وبالله، أما الثاني فيصمت لأول عثرة لأن اعتماده على غير الله.
العارف يراقب الله قبل أن يتكلم ويتوجه إليه سبحانه بروح الإنكسار و الإفتقار، ويتوجه إلى السامعين بما يصبه الله في قلبه من أنوار،فعبارته منيرة و القلوب التي تصل إليها العبارات مستنيرة، وتزداد نورا بالكلام.
فبقدر نور القلب يكون نور الكلام، وإذا كان القلب مظلما فالكلام مظلم وإذا كان القلب مكسوفا فالكلام يكون عليه ظلمة، ولذلك فدأب العارفين و الدعاة المخلصين و الوعاظ الصادقين و المربين الخالصين ان يعملوا على تنوير قلوبهم قبل البدء بالكلام.
قال النبي صل الله عليه وسلم:
مثل ما بعثني الله من الهدى و العلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا، فكان منها ثغبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ و العشب الكثير، و كانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا و سقوا و زرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء، ولا تنبت زرعا، فذلك مثل من فقه في دين الله، و نفعه ما بعثني الله به، فعلم و علم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا، و لم يقبل هدى الله الذي أرسلت به.أخرجه البخاري و مسلم.
عن الحسن البصري رضي الله عنه أنه قال: عظ الناس بعلمك و كلامك، يا واعظا عظ الناس بصفاء سرك وتقوى قلبك، و لا تعظهم بتحسين علانيتك مع قبح سريرتك، الحق عز و جل كتب في قلوب المؤمنين الإيمان قبل أن يخلقهم، هذا سابقة، ولا يجوز الوقوف مع السابقة و الإتكال عليها، بل يجتهد و يتعرض و يبذل المجهود، يجتهد في تحصيل الإيمان و الإيقان، و يتعرض لنفحات الحق عز و جل، و يلزم الوقوف على بابه، فقلوبنا تجتهد في اكتساب الايمان، فلعل الله يهبه لنا من غير كسب و لا تعب.
ربنا اغفر لن و ارحمنا إنك أنت التواب الرحيم.
مقتبس من:- كتاب مذكرات في منازل الصادقين و الربانين. وكتاب الفتح الرباني و الفيض الرحماني.

Hr@F
13-01-2005, 12:26
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الله أكبر أخي على مشاركتك الله لا يحرمنا منها، جزاك الله كل خير أخي أبو خولة على هذه المشاركة القيمة وجعلها في ميزان حسناتك.

المختار
14-01-2005, 16:33
جزاك الله خيرا اخي الفاضل ابوخولة

مشاركة قيمة ولا يسعنا الا ان اقول حللت اهلا ونزلت سهلا فمرحبا بك

في منتديات الرفيع مفيدا ومستفيدا ان شاء الله

أبو خولة
14-01-2005, 16:55
بسم الله الرحمن الرحيم
أنتم أصحاب الفضل والسبق و كل عمل لكم مثله في الأجر زادكم الله زادا و خير الزاد التقوى.
إذا مدح المؤمن ربا الإيمان في قلبه.
اللهم قوي ايماننا و أصلح قلوبنا
أمين.
و الحمد لله رب العالمين.