مشاهدة النسخة كاملة : يوم الأرض بين 25 مارس وفاتح أبريل



عادل محسن
03-04-2012, 01:18
يوم الأرض بين 25 مارس وفاتح أبريل


ذ.نورالدين الملاخ

ذ.نورالدين الملاخ

1. المبدأ
التظاهر شكل من الأشكال التعبيرية التي يلجأ إليها الناس لإسماع صوت أو إبراز موقف أو تبليغ رسالة.المجتمعات البشرية أبدعت في التعبير عن الرأي والموقف بمظاهر عديدة تتميز في الشكل والعدد والرسالة. تلجأ الهيئات المجتمعية في بعض الأحيان إلى التظاهر المشترك إذا وقع الاتفاق على الهدف والوسيلة.

2. الإجراء
غير ما مرة خرجت جماعة العدل والإحسان لوحدها أو مع هيئات أخرى في مسيرات وطنية ومحلية من أجل مساندة الشعوب المستضعفة ،ضحية السياسات الاستكبارية،كغزو العراق والحرب على غزة ونصرة القضية الفلسطينية،كما شاركت في مسيرات محلية تهم القضايا الوطنية،كقضية المرأة وحقوق الإنسان...وتميزت بتنظيمها لوقفات مسجدية ،آخرها الوقفات المسجدية من أجل مساندة الشعب السوري في محنته بينما بعض النخب العربية التزمت الصمت ولم تبادر ولم تجرم من بادر للتظاهر لمساندة الشعب السوري الأعزل.

منذ التسعينات، كان التنسيق مع باقي الهيئات السياسية والحقوقية والمدنية من أجل تحقيق الأهداف المشتركة والمعلنة بالحال والمقال في مواثيق الشرف.بذلك تميزت مسيرات المساندة والممانعة في المغرب عن باقي البلدان الأخرى.يتجلى هذا التميز في قوة العدد ودقة التنظيم ونكران الذات ووضوح الهدف المنشود.أربع ركائز أساسية تعتبرها جماعة العدل والإحسان شروطا مشروطة ملزمة لكل أطراف التنسيق بغية تحقيق مشاركة فعالة ومسؤولة أمام الجميع.بينما المزايدة والإقصاء في أي عمل تشاركي يخل بمقومات التنسيق ويضعف الرسالة، يحول القوة إلى ضعف والتحالف إلى ترهل.

عندما حل الربيع العربي بادرت شبيبة العدل والإحسان لمساندة حركة 20فبراير من أجل "محاربة الفساد والاستبداد" محترمة البيان التأسيسي للحركة،بذلك نزل شباب العدل والإحسان مع باقي شباب الحركة في كل شوارع المغرب لتحقيق الهدف المشترك المنشود في زمن الربيع العربي.لكن بعد عشرة أشهر أصدرت الجماعة بيانا تعلن من خلاله للرأي العالمي والوطني توقفها عن دعمها لحركة 20 فبراير مبررة ذلك بمحاولة بعض الأطراف التشويش على رسالة الحركة الشبابية المغربية.

عندما يدخل في المعادلة "متغير جديد" يهدد توازن النظمة،ويشوش على هدفها،تعلن الجماعة- بكل وضوح- لكل الناس،عن عدم استعدادها ولوج تجربة عليلة المنطلق ومبهمة المرمى،لكنها بالمقابل تبادر بشكل جديد للتعبير عن القضايا.

3. القضية
صحيح أن "القضية الفلسطينية "ملك الجميع، ومن يعتقد غير ذلك يفقد هويته العربية والإسلامية، فقضايا الأمة واحدة ووسائل النصرة متعددة.وأن نصرة المستضعفين في الأرض فرض عين، يجب على كل مسلم أن يقوم به بغية ما عند الله وذخرا له يوم القيامة.

بناء على هذا الأساس، انخرطت جماعة العدل والإحسان في مسيرة 25مارس2012 ملبية نداء النصرة معتبرة إياه فعلا فرض عين على كل مسلمة ومسلم غيور على دين الله والأرض والأمة.فكل فرض عين لا يرتبط لا بالزمان ولا بالمكان ولا بالأحوال.وبلغة العصر فالقضية يجب ألا ترتبط بالمزاج أو بالحسابات السياسوية الضيقة، حتى تبقى هدفا ولا تتحول إلى وسيلة تخدم أجندة طرف يرغب من خلالها الوصول إلى غرض خاص،مسخرا لذلك كل ما أوتي من قوة الإعلام والمال والسلطة والنفوذ.

4. التميز
مسيرة النصرة تميزت بقوة العدد ودقة التنظيم ووضوح الرسالة، فكانت حقا مسيرة تضامن الشعب المغربي مع الشعب الفلسطيني.مسيرة أرعبت الكيان الصهيوني وأبهرت المراقب الدولي وأزعجت المناوئ السياسي:

• إعلام الكيان الصهيوني:خصص لمسيرة الرباط حيزا من الزمان في التحليل والتعليق وفك شفرات الرسائل.

• المراقب الدولي: أعاد صياغة تقاريره، بعد الصورة التي رسمت له عن المشهد السياسي المغربي في زمن الربيع العربي، وأصبحت الصورة أكثر وضوحا بعد الفاتح من أبريل.

• الإعلام الرسمي: أراد أن يحجب الشمس بغربال،حيث مارس التعتيم عن المسيرة المليونية من أرض الرباط لأنها نظمت من طرف جماعة العدل والإحسان،وبالمقابل قدم الإشهار والتغطية لمسيرة البيضاء لأنها نظمت من طرف جميع ألوان الطيف المخزني.بينما جميع أبناء الشعب المغربي يِؤدون ضريبة الإعلام مكرهين.

5. وبعد
1. إنها خيانة عظمى تسجل ضد كل من أراد أن يزور الحقائق ويكذب على التاريخ.

2. إنها خطيئة كبرى يقع فيها كل من سولت له نفسه تقزيم قضية ليست ككل القضايا،ويركب أمواج دماء الشهداء للوصول إلى بر غير بر النجاة.

3. إنها نقطة سوداء في جبين كل من أراد أن تسلط عليه أضواء الدعاية والشهرة،تشهد عليه في المستقبل القريب ويوم الحساب.

الاثنين 02 أبريل 2012