مشاهدة النسخة كاملة : النبي صلى الله عليه وسلم والانصار.!



أم آلآء
05-04-2012, 21:47
في غزوة حنين اشتد القتال أول المعركة، وانكشف الناس عن رسول الله، فإذا الهزيمة تلوح أمام المسلمين فالتفت صلى الله عليه وسلم إلى أصحابه، فإذا هم يفرون من بين يديه
فصاح بالأنصار: يا معشر الأنصار، فقالوا: لبيك يا رسول الله، وعادوا إليه، وصفوا بين يديه

وما زالوا يدفعون العدو بسيوفهم، ويفدون رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحورهم، حتى فر الكفار وانتصر المسلمون، وبعدما انتهت المعركة، وجمعت الغنائم بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، أخذوا ينظرون إليها، وأحدهم يتذكر أولاده الجوعى، وأهلَه الفقراء، ويرجو أن يناله من هذه الغنائم شيء يوسع به عليهم،

فبينما هم على ذلك، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الأقرع بن حابس -وما أسلم إلا قبل أيام في فتح مكة- فيعطيه مائة من الإبل، ثم يدعو أبا سفيان ويعطيه مائة من الإبل، ولا يزال يقسم النعم، بين أقوام ما بذلوا بذل الأنصار، ولا جاهدوا جهادهم، ولا ضحوا تضحيتهم، فلما رأى الأنصار ذلك، قال بعضهم لبعض: يغفر الله لرسول الله، يعطي قريشًا ويتركنا، وسيوفنا تقطر من دمائهم، فلما رأى سيدهم سعد بن عبادة رضي الله عنه ذلك، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، إن أصحابك من الأنصار وجدوا عليك في أنفسهم، قال: وما ذاك؟!! قال: لما صنعت في هذا الفيء الذي أصبت، قسمت في قومك، وأعطيت عطايا عظامًا، في قبائل العرب، ولم يكن في الأنصار منه شيء، فقال صلى الله عليه وسلم: فأين أنت من ذلك يا سعد ؟قال: يا رسول الله، ما أنا إلا امرؤ من قومي، فقال: فاجمع لي قومك، فلما اجتمعوا، أتاهم رسول الله، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: يا معشر الأنصار، ما قَالَةٌ بلغتني عنكم؟

قالوا: أما رؤساؤنا يا رسول الله فلم يقولوا شيئا، وأما ناسٌ منا حديثةٌ أسنانٌهم فقالوا: يغفر الله لرسول الله؛ يعطي قريشًا ويتركنا وسيوفُنا تقطر من دمائهم، فقال صلى الله عليه وسلم: يا معشر الأنصار، ألم تكونوا ضلالاً فهداكم الله بي، قالوا: بلى ولله ورسوله المنة الفضل، قال: ألم تكونوا عالة فأغناكم الله، وأعداءً فألف بين قلوبكم، قالوا: بلى ولله ورسوله المنة الفضل

ثم سكت رسول الله صلى الله عليه وسلم وسكتوا، وانتظرَ وانتظروا، فقال: ألا تجيبوني يا معشر الأنصار

قالوا: وبماذا نجيبك يا رسول الله، ولله ولرسوله المنة والفضل، قال: أما والله لو شئتم لقلتم، فلصَدَقتم ولصُدِّقتم، لو شئتم لقلتم: أتيتنا مكذبًا فصدقناك، ومخذولاً فنصرناك، وطريدًا فآويناك، وعائلا فواسيناك،

ثم قال: يا معشر الأنصار، أوجدتم على رسول الله في أنفسكم، في لعاعة من الدنيا، تألفت بها قومًا ليسلموا، ووكلتكم إلى إسلامكم، إن قريشًا حديثو عهد بجاهلية ومصيبة، وإني أردت أن أجبرهم، وأتألفهم


ألا ترضون يا معشر الأنصار أن يذهب الناس بالشاة والبعير، وترجعون برسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيوتكم

لو سلك الناس واديًا أو شعبًا، وسلكت الأنصار واديًا أو شعبًا، لسلكت وادي الأنصار، أو شعب الأنصار

فوالذي نفس محمد بيده، إنه لولا الهجرة، لكنت امرءًا من الأنصار، اللهم ارحم الأنصار، وأبناء الأنصار، وأبناء أبناء الأنصار

فبكى القوم حتى أخضلوا لحاهم، وقالوا: رضينا برسول الله قَسْمًا وحظًّا، ثم انصرف رسول الله وتفرقوا.

هدا الحبيب يا محب
06-04-2012, 17:30
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اللهم صل على سيدنا محمد النبي و أزواجه أمهات المومنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد
وسبحان الله لا زالت دعوة رسول الله صلى الله عليه وسلم جارية فيهم , فوالله شتان بين أهل المدينة المنورة وأهل مكة