مشاهدة النسخة كاملة : بيان هل حياة عبد السلام ياسين تؤرق النظام؟



عادل محسن
15-04-2012, 01:28
هل حياة عبد السلام ياسين تؤرق النظام؟


لعشرات المرات، ومنذ سنوات خلت، تتولى وسائل إعلام ـ معلومة المصادر، معروفة التوجه ـ نشر أخبار عن تدهور حالة الأستاذ عبد السلام ياسين الصحية، ولا تكتفي بنشر أخبار لا ترقى إلى درجة الشائعات فقط، بل تتعداها لتؤسس عليها وتنطلق منها "وقائع" تُجهد نفسها ـ عبثا ـ في استشراف مستقبل جماعة العدل والإحسان بعد رحيل الشيخ المؤسس. السؤال: هل الأستاذ عبد السلام ياسين غدا شبحا يؤرق النظام؟ وإذا كان كذلك، فما سبب هذا الانزعاج من رجل بلغ من الكبر عُتيا؟ هل الرجل صاحب أطروحة انقلابية أو أفكار إرهابية؟ أم أنه صاحب مشروع تغيير مجتمعي ومنهج تربوي تجلت فعاليته قوة تنظيمية وتناميا شعبيا لم تزده مخططات الحصار والإقصاء إلا توهجا وجاذبية؟ أما إذا كانت الجماعة منخورة الكيان، بناء على غير أساس، جدارا مائلا يوشك أن ينهار من تلقاء نفسه، فالانخراط في التنادي لإسقاطه والتعبئة لإنشاء جبهة للتصدي له غباء وجرأة مزيفة واستئساد ورقي ومضيعة للوقت، أولى أن يُصرف فيما يفيد.

لست هنا في معرض الدفاع عن الأستاذ عبد السلام ياسين أو التعريف به، فالرجل أعرف من أن يعرَّفَ؛ والادعاء بعدم معرفته إقرار بعلو شأنه، وإلا ما سر هذا الاشتغال بشخصه والانشغال بأخباره؟ ويكفي الاطلاع على بعض التعليقات على هامش خبر تدهور صحته في إحدى البوابات الالكترونية ليقف القارئ على أمرين أحلاهما مرّ:

1. جهل بقيمة الرجل، إذ كيف يعقل أن يتهم بالجهل والبدع والضلال رجل أصل علوم التربية والسلوك، وقعد لبناء دولة القرآن، وناظر مختلف التيارات والإيديولوجيات انتصارا لمنهج الإسلام وشمولية تصوره، وحلل تاريخ المسلمين وغربله بغربالي الكتاب والسنة، فأزاح الغشاوات وكشف العثرات في مسيرة المسلمين استكشافا لطريق عزة الأمة الموعودة. وأكبر من ذلك، جمع بين التنظير والتطبيق، فربى أجيالا من شباب المجتمع كانوا بالأمس آحادا هم اليوم أفواجا من نساء ورجال المجتمع لا تكاد تتسع شوارع العاصمة لنسبة مئوية بسيطة منهم.

لو كان الرجل ضالا منحرفا كما يزعم البعض، فأين هي هيئات الدولة ومجالسها العلمية، تقارن الرجل الحجة بالحجة، والدليل بالدليل؟ وهذه كتب الرجل ومؤلفاته مبثوثة مطبوعة وموقع الجماعة يعرض نسخها الالكترونية، فهلا نوقشت علميا وكُشف عورها وزيغها عن الجادة حماية لأبناء الشعب من الانحراف؟

أستغرب أيما استغراب، كيف يجرؤ البعض على كيل التهم للرجل بالجهل والضلال، وهو لا يقوى على مجرد قراءة فهارس مؤلفاته، وبالأحرى العكوف عليها تدقيقا في المضامين واكتشافا للأباطيل كما يروجون! ألا فليستحي من يقبل أن يكون حلقة في سلسلة بهتان صنعها غيره لغرض في نفسه، أو "لكريمة" أو حظوة باع بها دينه بدنيا غيره؟!

2. حقد مجاني مقيت، إذ كيف يفرح مسلم بوفاة من يعتبره ضالا مبتدعا فاسد العقيدة مشركا ملحدا فتانا، وفي ذات الوقت، ينطلق في تصريفه مخزون الحقدي التحاملي من الأحاديث النبوية. أليس هذا قمة الجهل المركب بالدين، ألم يبك رسول الله صلى الله عليه وسلم لما مرت أمامه جنازة يهودي، لأنه تمنى صلى الله عليه وسلم لو اعتنق هذا اليهودي الإسلام ليكون من أهل الجنة؟ أي أدب هذا؟ وأية تربية على اجترار النصوص والنيل من أعراض من لا نعرف عنهم إلا ما يروجه عنهم الخصوم؟ بل لقد رجا أحد المعلقين ودعا الله تعالى أن يمُد في عمر الأستاذ عبد السلام ياسين حتى لا يتوفاه الله في يوم الجمعة لما له من فضل. حقيقة، أشفقت لحال هؤلاء، عندما يستيقظ أحدهم صباح يوم السبت ويكتشف أن الرجل ما زال حيا يرزق. ومن يدري، قد يسبق أحدهم الأستاذ ياسين إلى الآخرة. اللهم غفرانك وعفوك، فاعف واصفح، أما الأستاذ عبد السلام ياسين، فقد تصدق بعرضه على خصومه، وذاك دأب الصالحين.

أما النظام فضيقه من الأستاذ عبد السلام ياسين وجماعة العدل والإحسان له ما يبرره. ومن ذلك أنه ـ الأستاذ عبد السلام ياسين ـ صاحب مواقف رجولية، فهو لا يخشى في الله لومة لائم، وهو صاحب مشروع تغييري ورؤية شمولية للإصلاح لا تتناسب ومصالح النظام الهيمنية. وجماعة العدل والإحسان تنظيم جمع بين التربية والشأن العام، وخطابها المتزن المؤسس على رفض العنف والتكفير والسرية يستقطب فئات مختلفة من الشعب عمْريا واجتماعيا وفكريا، بل إن شعبيتها تتنامى بتشديد الخناق عليها وتنويع أساليب حصارها وتخويف الشعب منها. لذلك، فضيقه ذو طابع سياسي مصلحي اعتقادا منه أن بوفاة الأستاذ المرشد العام والمؤسس للجماعة والمنظر لتصورها سيجف مداد انتشارها وتطوى صحائف حضورها، وهذا خطأ جسيم لا يقبل في حق دولة لها مفكروها ومحللوها من جهة، ولها مخبروها الذين يعدون على الجماعة ـ وقيادتها خاصة ـ الأنفاس من جهة أخرى، وإلا ما الطائل من قناطر التقارير والسنوات الضوئية من المكالمات الرصدية لأنشطة الجماعة ومؤتمراتها التقريرية؟

إن اختزال الجماعة في شخص مرشد يجب أن تتربص به الدولة ريب المنون لتتخلص من عبء ثقيل وكابوس مزعج اسمه: العدل والإحسان دليل على قصور في الفهم؛ ذلك أن الجماعة تنظيم رسخ المؤسسات وقعد العمل التربوي والسياسي والتنظيمي وسن القوانين وآليات إسناد المهام، ورحيل الأستاذ عبد السلام ياسين ـ وهذه سنة الله في خلقه ـ لن يربك سير الجماعة كما يمني النظام نفسه، ولن يليِّن من مواقفها، هذا إذا لم تزدد قوة وثباتا في الحق وفاء لروح المؤسس المرشد، فيتمنى الحالمون اليوم بانكسار شوكة العدل والإحسان لو بقي المرشد حيا.

وختاما، وبعيدا عن المزايدات، ندعو وبصدق دعوة "المهراز ـ المهراس بالفصحى: آلة الطحن اليدوية ـ أو دعوة النَّص" كما تعرف شعبيا، وبدعوة الكلمة السواء بالتعبير القرآني: اللهم إن كانت جماعة العدل والإحسان على هدى من الله وبصيرة، وكانت على هدي النبوة، فكما أيدتها وقيضت لها عالما ربانيا مربيا تجاوزت بحنوه وبعد نظره عقبات التأسيس واستوت كيانا يحسب له، فأيدها يا مولانا بالصادقين والصادقات يحملون اللواء ويكملون المشروع ويواصلون البناء والإعداد استشرافا لنصر جاء بشارة نبوية لدين الله ودعوته. وأما إن كانت الجماعة على غير هدى من الله تعالى زائغة عن المحجة البيضاء، فاسدة العقيدة، ضالة مُضلة، موقظة للفتن والقلاقل في المجتمع، فاللهم أرح منها العباد والبلاد، واجعل يا قهار يا جبار الخذلان مصيرها والبوار دنيا وآخرة مآلها. آمين. آمين. آمين. ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.

ذ. المصطفى سنكـي
السبت 14 أبريل 2012

توفيق
15-04-2012, 01:43
مقال جميل يعبر عن تخبط هؤلاء المساكين

عادل محسن
15-04-2012, 01:44
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حفظ الله مرشد جماعة العدل والاحسان الشيخ عبد السلام ياسين
وسبب كتابة هذه المقالة من طرف الاستاذ مصطفى هو ماتداولته بعض المجلات الالكترونية في هذا الامر
كالمواقع المشبوه هبة بريس وتلكسبريس وكذا زابريس واخبارنا
كلهم ادرجو عنوانا عاجل عن تدهور صحة الشيخ حفظه الله وانه دخل في غيبوبة
لكن هيهات هيهات هذا مايتمنونه .... والله غالب على امره

خادمة الحبيب
15-04-2012, 19:55
اللي ما يوصل العنب يقول عليه حامض

جزاك الله كل خير اخي الكريم على المقال و حفظ الله مرشدنا و أطال الله لنا في عمره