مشاهدة النسخة كاملة : مات الشيخ أم مات الصحفي ؟



عادل محسن
02-05-2012, 16:50
مات الشيخ أم مات الصحفي ؟

رشيد شريت
29-04-2012

كغيري من المغاربة المدمنين على استهلاك الورق المكتوب أثار انتباهي العنوان البارز لأسبوعية الآن العدد الثالث 20 _ 26 أبريل 2012 و بالبنض العريض: مات الشيخ ! و تحتها عنوان كبير أيضا بالأبيض أي إرث؟ لأي وريث؟ ومعها صورة كبيرة للأستاذ عبد السلام ياسين، أو قل بتعبير العدد المرحوم عبد السلام ياسين طالما القضية فيها فعل ماض. و طبعا، و فمن المستحيل أن يحتمل العنوان الكبير لأسبوعية احتمال غير الموت المحقق المؤكد للشيخ ! لأنها لم تتضمن و لو إشارة صغيرة في إحدى الزوايا الصغيرة للصفحة الرئيسية على_ على شاكلة فاتورات اتصالات المغرب _ أن الأمر لا يتعلق بخبر، و لكن يتعلق بخبر غير واقعي؛ و سيناريو مستقبلي، و بتعبير الإعلام خبر كاذب، كذب إخوة يوسف في مقتل أخيهم من طرف الذئب. و لأنني كنت أود أن أتعرف على مضامين الأسبوعية الجديدة، خاصة و أن عددها يتعلق بجماعة العدل و الإحسان؛ و لأنني متابع لملف الحركة الإسلامية بالمغرب، و قد عملت كباحث متعاون مع شبكة إسلام أون لاين القطرية قبل أن يتم تصفيتها، و بعد ذلك و إلى كتابة هذه الأسطر ما أزال عضو هيأة تحرير موقع إسلاميون بالقاهرة الذي أسسه الصديق الراحل حسام تمام رحمه الله تعالى و يديره حاليا الصديق أحمد زغلول.

فقلت هي مناسبة لأرى الخرجة الآنية للأسبوعية و مصداقيتها؟ و كيف مات الشيخ ؟و أين دفن؟ و من شيع ؟ و من غسل ؟ و من كفن؟و أين أقيم العزاء؟

أما المسألة الثانية فهو أنه كلما كتب شيء عن الشأن الإسلامي بالمغرب و عن جماعة العدل و الإحسان بالتحديد، أبادر للمتابعة ليس من أجل الاستفادة، بل من أجل معرفة إلى أي حد وصل المستوى التخصصي في التعامل مع ملف الحركات الإسلامية بالمغرب, و لأنه و كأنه كُتِب علينا أنه كلما تم الحديث عن الحركة الإسلامية إلا و تم استدعاء اسم محمد ضريف المتخصص الأول والأخير و الأبدي و أقول المتخصص سابقا فآخر كتاب له كتبه عن الحركة الإسلامية كان في سنة 2000 !ولن أتحدث عن محاولة فاشلة بالفرنسية أعاد فيها اجترار الحقل الدين و الحقل السياسي منذ سنوات ! و لن أبخس من قيمة الدكتور محمد ضريف و لكنه لم يستطع أن يطور نفسه! عكس ما كان في نهاية الثمانينات و مرحلة التسعينات خاصة، حين أنتج كل كتبه ما بين 1988_ 2000 ،و التي بقيت كتبا مرجعية في التعاطي مع الحركة الإسلامية و جماعة العدل و الإحسان خصوصا، و لكن بعد ذلك دب إلى الدكتور الوهن و الربح السهل بكتابة مقالات على "الطاير" و عدد من المقالات المطولة هنا و هناك و مات الدكتور الباحث! و هكذا فقدنا الدكتور الظريف الباحث و المنتج المغزار و القيمة و المضافة و أصبح مجرد دكتور صحفي يتقاضى أجره بالقطعة و المقال على حد التعبير الصحفي. و كان عليه أن يؤسس لمركز بحثي كان من الممكن أن يتحول إلى قبلة للدارسين والباحثين؟ و لكن ما شاء الله قدر فعل!

و طبعا لا يمكن الحديث عن جماعة العدل و الإحسان دون استضافة كاتب الأخباث المغربية سعيد لكحل الذي تعد شهادته لا قيمة لها لأنها غير موضوعية من أصلها و لأنه يتعاطى مع الملف بعدوانية بادية العيان؟ و هو ما يتنافى مع البحث العلمي, و لان مهمته قد انتهت بأفول نجم الأخباث المغربية، و إن لم يكن نجما من أساسه بقدر ما كان صناعة إعلامية يحركها التيار الفرونكو_ علماني المتدثر باسم قيم الحداثة.

الأسبوعية خصت لخبر الوفاة الكاذب سبع صفحات من 20 إلى 27 بالتمام و الكمال! الملف استهل بقول بأن هيأة التحرير العبقرية الموضوعية؛ و بعد صدور الإشاعة رقم 20 بوفاة الشيخ! قررت في اجتماعها أن تخصص ملف العدد للوفاة و لكن وفاة رمزية؟ بيد أنه قد فاتها أنه من باب أضعف الإيمان الإعلامي؛ كان عليها أن تضيف كلمة رمزية في الصفحة الرئيسية حتى يعرف القارئ أو المستهلك و المشتري بأن الوفاة هي رمزية ليس إلا؟ و لكن أن يكون العنوان هو : مات الشـيـخ !

يعني مات: فعل ماض مبني على الفتح، و البناء في اللغة يدل الثبات و القطع و اليقين، فمات يعني مات.
. الشيخ : فاعل مبني على الرفع هذا في إعراب مطالعة :" اقرأ" الأستاذ الفاضل أحمد بوكماخ جزاه الله خيرا حين كانت مادة الإعراب مادة محترمة قد تؤدي بمن يخل بالفتحة، أن يُفتح رأسه بضربة من المعلم، و إن أخل بالكسرة قد تكسر قدماه بالفلقة و خاصة مع التلاميذ الغلاظ الشداد الذين يحتفظ بهم المعلم لمهمة شد أرجل الإخوة المُفَلَّقِينَ على شاكلة عشماوي في مصر المكلف بوضع الحبل في رقبة المحكوم عليهم بالموت شنقا.

أما في إعراب بعض المدارس النحوية، فإنها تعتبر فعل مات؛ فعل ينسب إلى فاعل هو الله تعالى، لأن البشر لا يموت من تلقاء نفسه، و بالتالي لا ترى أن الفاعل لفعل مات الشيخ هو الشيخ؛ بل الشيخ مفعول به، طبعا أكيد أن السيد فؤاد مدني و رئيس تحريره يوسف ججيلي لا يعلمان عن مدرسة الإعراب الثانية إلا الخير و الإحسان، بل حتى مدرسة الأستاذ أحمد بوكماخ للإعراب و بتعبير المصريين "و يَدُوبْ بِيسَلِّكُوا الخط "! و لو أنه طلب منهم إعراب أو شكل المقالات فلكم أن تتصورا كيف سيصير الغموض يلف المقالات الرمزية العبقرية ! فلا تعرف الفاعل من المفعول و لا الجار من المجرور؟

و كلما أتذكر ملف الحركات الإسلامية و كيفية تعامل المخزن معها، و كذا باقي المواضيع المتخصصة، إلا و أتذكر تجربة الولايات المتحدة، و التي مهما اختلفنا معها فيجب أن لا نختلف في أنها تحترم التخصص و أهل التخصص و لا تعتمد في دراستها و سياساتها على المخبرين بل على المتخصصين، فمثلا عند اندلاع الجهاد الأفغاني مطلع الثمانينات من القرن الماضي ضد الدب الروسي الجريح بأفغانستان؛ أرسلت الباحث و الأكاديمي برنارد لويس في جبة مراسل صحفي عاشر القضية عن قرب و عن كثب لا عن كثب، و عندما عاد إلى أمريكا عاد ومعه رؤية إستراتيجية بعيدة و إلمام عميق بالشأن الأفغاني، عكس المخزن الذي يعتمد على وشاية المخبرين في ملفات تحتاج إلى مراكز دراسات بحثية حقيقية,

لكن"الباهية" كملت عندما تحالفت اللوحات الإشهارية المخزنية الماجيدية المملوكة للمفترس الماجيدي و قامت بإتمام ما بدأته الأسبوعية الموضوعية الرمزية،و هكذا انتشرت الإشاعة للخبر الكاذب و إن كنت أعلم أن الأسبوعية سبق لها و أن استعانت بواجهات الماجيدي للترويج لنفسها،و لكن لنا أن نتوقف لحظة فالقضية بلغة الأرقام و واقع الإعلام الورقي إلى وقفة مطولة؟

أسبوعية في عددها الأول و الثاني و الثالث تقوم بكراء هذه المساحات الإعلانية من شمال المغرب إلى جنوبه و من شرقه إلى غربه، علما أن اللوحة الواحدة و أقول الواحدة قد يصل ثمنه كرائها الأسبوعي إلى 2000 حتى 5000 درهم حسب الحجم و الموقع ؟ فلكم أن تتصورا عدد اللوحات التي تم استعمالها مضروبة في عدد المدن ! ما يعني أن عدد اللوحات قد يعادل عدد نسخ الجريدة ؟ علما أنها لن تتجاوز حاجر20 إلى 30 ألف عدد كأقصى تقدير، و العدد ب10 دراهم و إخراج مثل تلك الجريدة قد يفوق 15 حتى 20 درهم للعد الواحد ؟

لذلك لا تستغربون لماذا سعر الأسبوعيات الفرنسية مرتفع لان لها قراء مفرنسين من رجال المال و السياسة باستطاعتهم شراء أسبوعية مغربية بما يفوق 20 درهم كأقل و أرخص ثمن, ألا تجدون أن الأمر يدعو للشك و الريبة؟ علما أن الكل مجمع على حالة الإفلاس الذي يعيشه الصحافة الورقية؟أما المسألة الثانية فلماذا تصدر الأسبوعية بعد أقل من ثلاثة أسابيع من خروج رشيد نيني؟ و من طرف زميل رشيد نيني يوسف ججيلي رئيس تحرير مجلة أوال التابعة لمجموعة المساء و التي تم وقفها بعد صراعات داخلية و التي في عددها الأخير أساءت إلى نيني المسجون حيث اعتبرت أن وجود نيني كعدم وجوده؟

نعود للسبع صفحات الخاصة "بالجنازة"، و كمتخصص أو فقط قارئ عاد، لم أجد في الملف لو معلومة إضافية جديدة، بل العكس وجدت معلومات معرفية مغلوطة من قبيل مثلا أن أمين عام الدائرة السياسية للجماعة السيد عبد الواحد المتوكل حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية من أمريكا، و هذا غير صحيح فالرجل يحضر اللمسات الأخيرة للدكتوراه و لكن في إحدى جامعات لندن ببريطانيا...و %95 منسوبة إلى مصادر مبيتة للمجهول من قبيل أخبرنا عضو سابق؟ إلتقينا قياد سابق؟و طيعا سابق يدون ذكر اسمه يعني من باب قتل فيل قبل مقتل فيل أخر مطلع الفجر.

مع مكالمة هاتفية مدتها بضع ثوان مع كريمة الشيخ المتوفى في الجريدة و لوحات الماجيدي، و التي أخبرتهم في كلمتين " الشيخ حي هذا غير صحيح"، ثم استجواب كلاسيكي بلغة الخشب مع الناطق الرسمي السيد فتح الله أرسلان من سيخلف الشيخ؟ و ربما لولا الركاكة و الملامة لسألوه السؤال التالي: متى سيموت الشيخ؟

و الخلاصة أنه كان بودي أن أرفع دعوى قضائية على الأسبوعية الغنية ماليا، ليس بتهمة نشر أخبار كاذبة حشومة،فالقضية لا تعنيني بقدر ما تعني الجماعة نفسها، و لكن بتهمة بيع سلع مغشوشة أو ما يعرف في الفقه بالتدليس في البيع . يعني بيع غلاف يحمل خبر كاذب لا يمت بصلة للواقع و لا لما هو داخل الملف، سيما و أن عددا من باعة الصحف يعلق يافطة تحمل ممنوع تصفح الجرائد! يعني " أَدِّي أَوْ لاَ خَلِّي"،و المطالبة بإرجاع العشرة دراهمي لا غير، لأنني و مهما يكن لا أحب الزج بالصحفيين في السجن بتهمة النشر أو حتى الإساءة، اللهم الإساءة إلى الدين الإسلامي باعتباره المقدس الواحد و الوحيد عندنا نحن المسلمين.و يكفيه عقوبة بأن ينعت الصحفي بالكذاب و المدلس و المُخَلْوِظْ عقوبة.

و لكنني تراجعت في آخر لحظة لأن تكاليف القضية ستكون أضعاف مضاعفة للعشرة دراهم، و قلت سأكون سعيدا لو أن أسبوعية الآن استمرت في نهجها هذا،أي الجنازات الرمزية؛ و بالتالي فالمشتري سيعرف سلفا أن القضية تتعلق بجنازات وهمية، و طبعا أتحداهم إن استطاعوا أو حتى فكروا في إقامة جنازات و مجازية لشخصيات أخرى. سيما تلك التي غيابها قد يكون له تأثير على الحياة العامة.

و سأكون سعيدا لو كان العدد القادم جنازة رمزية مثلا: موت الملك المفترس! و تحتها عنوان من سيرث الغابة ؟ و طبعا مع نفس الدعاية و اللوحات الإشهارية شمالا و جنوبا، للصديق المفترس، ثم بعد ذلك موت باقي الحيوانات المفترسة ....

و لكن الغريب حقا و على ذكر الموت، أنه في شهر أبريل هذا الذي لم ينصرم بعد مات ثلاثة صحفيين آخرهم عبد الجبار السحيمي، ثم قبلها بأيام و في 17 أبريل مات أحمد بداح صحفي يومية الصحراء بأحد فنادق الجزائر العاصمة،و الذي كان مكلفا بتغطية مشاركة المؤسسات المغربية في الطبعة السادسة للصالون الدولي لتجهيزات السيارات ايكيب أوتو ألجيريا. و قبلها بيوم أي في 16 ابريل توفيت أمينة الحراق؛ إحدى الصحفيات الأوائل اللائي عملن بوكالة المغرب العربي للأنباء.

ما يجعل العنوان الأنسب للأسبوعية ليس مات الشيخ بل مات الصحفي؟
و لكن آخر شيء يفكر فيه بنو آدم خصوصا فئة بنادم بريس هو الموت و لقاء الله عز و جل، على الرغم من أن السنة النبوية كانت توصي بان نكثر من هادم اللذات.لأن فالموت تحفة المؤمن.
اللهم توفنا و أنت راض عنا و اجعل الموت تحفتنا، و اجعله أي الموت خير قادم ننتظره،و و وفقنا للاستعداد إليه و للقائك يا كريم يا منان.

أميــــــــــــن

hiba mohamed
03-05-2012, 15:47
لايغرنك قولهم حسدا من عند انفسهم هدا الخبر اساقه لي
احد الاصدقاء في حينه انهم يتوهمون كان الموت لن تلاحقهم
وكان الموت عندهم خلقت لي عباد الله الصالحين وهم مستتنون
اطال الله عمر الاخ المرشد والخزي والعار للمبطلين اعداء الاسلام الملتزم

abdou008
04-05-2012, 14:03
السلام عليكم
هؤلاء الكُتّاب -هداهم الله إلى طريق الرشاد- لا يعلمون أن الأستاذ عبد السلام ياسين جعل أعضاء الجماعة (إضافة إلى المتعاطفين) يرتبطون بمدرسة العدل و الإحسان و لم يجعلهم يرتبطون بشخصه