مشاهدة النسخة كاملة : آداب الصلاة



raji
04-08-2006, 11:31
آداب الصلاة

فإذا فرغت من طهارة الحدث، وطهارة الخبث، في البدن، والثياب، والمكان ومن ستر العورة من السرة إلى الركبة.. فاستقبل القبلة قائما مزاوجا بين قدميك لا تضمهما، واستو قائما، واقرأ (قل أعوذ برب الناس) تحصنا بها من الشيطان الرجيم.

وأحضر قلبك ما أنت فيه، وفرغه من الوسواس، وانظر بين يدي من تقوم، ومن تناجي، واستح أن تناجى أن تناجى مولاك بقلب غافل، وصدر مشحون بوساوس الدنيا وخبائث الشهوات.
واعلم أنه تعالى مطلع على سريرتك وناظر إلى قلبك، فإنما يتقبل الله من صلاتك بقدر خشوعك وخضوعك وتواضعك وتضرعك، واعبده في صلاتك كأنك تراه؛ فإن لم تكن تراه فإنه يراك.

فإن لم يحضر قلبك ولم تسكن جوارحك لقصور معرفتك بجلال الله تعالى، فقدر أن رجلا صالحا من وجوه أهل بيتك ينظر إليك ليعلم كيف صلاتك، فعند ذلك يحضر قلبك وتسكن جوارحك، ثم ارجع إلى نفسك وقل: يا نفس السوء الا تستحين من خالقك ومولاك، إذ قدرت اطلاع عبد ذليل من عباده عليك، وليس بيده ضرك ولا نفعك خشعت جوارحك وحسنت صلاتك، ثم إنك تعلمين أنه مطلع عليك، ولا تخشعين لعظمته، أهو- تعالى- عندك أقل من عباده؟! فما أشد طغيانك وجهلكّ وما أعظم عداوتك لنفسك. وعالج قلبك بهذه الحيل فعسى أن يحضر معك في صلاتك؛ فإنه ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها، وأما ما أتيت مع الغفلة والسهو فهو إلى الاستغفار والتكفير أحوج.

فإذا حضر قلبك، فلا تترك الإقامة، وإن كنت وحك. وإن انتظرت حضور جماعة فأذن، ثم أقم.
فإذا أقمت فانو وقل في قلبك: أؤدي فرض الظهر لله تعالى، وليكن ذلك حاضرا في قلبك عند تكبيرك. ولا تغرب عنك النية قبل الفراغ من التكبير، وارفع يديك عند التكبير- بعد إرسالهما أولا- إلى حذو منكبيك وهما مبسوطتان، وأصابعهما منشورة، ولا تتكلف ضمهما ولا تفريجهما، بحيث تحاذى بإبهاميك شحمتى أذنيك، وبكفيك منكبيك، فإذا استقرتا في مقرهما فكبر، ثم أرسلهما برفق.

ولا تدفع يديك عند الرفع والإرسال إلى قدام دفعا، ولا إلى خلف رفعا، ولا تنفضهما يمينا ولا شمالا. فإذا أرسلتهما فاستأنف رفعهما إلى صدرك، وأكرم اليمنى بوضعها على اليسرى، وانشر أصابع اليمنى على طول ذراعك اليسرى، واقبض بها على كوعها.
وقل بعد التكبير: الله أكبر كبيرا، والحمدلله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، ثم اقرأ: وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض حنيفا مسلما وما أنا من المشركين، إن صلاتي ونسكي ومحياى ومماتى لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين. ثم قل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ثم أقرأ الفاتحة بتشديداتها، واجتهد في الفرق ببين الضاد والظاء في قراءتك في الصلاة، وقل آمين، ولا تصله بقولك: ولا الضالين- وصلا واجهر بالقراءة في الصبح والمغرب، والعشاء، أعني في الركعتين الأوليين إلا أن تكون مأموما واقرأ في الصبح بعد الفاتحة من السور الطوال من المفصل، وفي المغرب من قصاره، وفي الظهر والعصر والعشاء من أوساطه، نحو: (وَالسَماءِ ذَاتِ البُروج) وما قاربها من السور، وفي الصبح في السفر: (قُل يَأَيُها الكَافِرون)، و (قُل هُوَ الله أَحَد). ولا تصل آخر السورة بتكبيرة الركوع، ولكن افصل بينهما بمقدار سبحان الله.

وكن في جميع قيامك مطرقا، قاصرا نظرك على مصلاك؛ فذلك أجمع لهمك، وأجدر لحضور قلبك وإياك أن تلتفت يمينا وشمالا في صلاتك.
ثم كبر للركوع وارفع يديك كما سبق، ومد التكبير إلى انتهاء الركوع، ثم ضع راحتيك على ركبتيك وأصابعك منشورة، وانصب ركبتيك، ومد ظهرك وعنقك ورأسك مستويا كالصحيفة الواحدة، وجاف مرفقيك عن جنبيك والمرأة لا تفعل ذلك بل تضم بعضها إلى بعض، وقل: سبحان ربي العظيم- ثلاثا. وإن كنت منفردا، فالزيادة إلى سبع وعشرين حسنة.
ثم ارفع رأسك حتى تعتدل قائما، وارفع يديك قائلا: سمع الله لمن حمده، فإذا استويت قائما فقل: ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الارض وملء ما شئت من شي بعد. وإن كنت في فريضة الحج فاقرأ القنوت في الركعة الثانية في اعتدالك من الركوع.
ثم اسجد مكبرا غير رافع اليدين، وضع أولا على الأرض ركبتيك، ثم يديك ثم جبهتك مكشوفة، وضع أنفك مع الجبهة وجاف مرفقيك عن جنبيك، وأقل بطنك عن فخذيك، والمرأة لا تفعل ذلك، وضع يديك على الأرض حذو منكبيك، ولا تفرض ذراعيك على الارض، وقل: سبحان ربي الاعلى- ثلاثا أو سبعا أو عشرا، إن كنت منفردا.

ثم ارفع رأسك من السجود مكبرا حتى تعتدل جالسا، واجلس على رجلك اليسرى، وانصب قدمك اليمنى، وضع يديك على فخذيك، والأصابع منشورة، وقل: رب اغفر لي، وارحمني، وارزقني، واهدني، واجبرني وعافني واعف عني. ثم اسجد سجدة ثانية كذلك..
ثم اعتدل جالسا للاستراحة في كل ركعة لا تشهد عقبها، ثم تقوم وتضع اليدين على الأرض، ولا تقدم إحدى رجليك في حال الارتفاع، وابتدىء بتكبيرة الارتفاع عند القرب من حد جلسة الاستراحة، ومدها إلى انتصاف ارتفاعك إلى قيامك ولتكن هذه الجلسة جلسة خفيفة مختطفة.

وصل الركعة الثانية كالأولى، وأعد التعوذ في الابتداء، ثم اجلس في الركعة الثانية للتشهد الأول، وضع اليد اليمنى في جلة التشهد الاول على الفخذ اليمنى مقبوضة الأصابع إلا المسبحة والإبهام فترسلها، وانشر مسبحة يمناك عند قولك: (إلا الله) لا عند قولك: (لا إله). وضع اليد اليسرى منشورة الاصابع على الفخذ اليسرى، واجلس على رجلك اليسرى في هذا التشهد كما بين السجدتين، وفي التشهد الاخير متوركا. واستكمل الدعاء المعروف المأثور بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. واجلس فيه على وركك الأيسر، وضع رجلك اليسرى خارجة من تحتك، وانصب القدم اليمنى، ثم قل بعد الفراغ: السلام عليكم ورحمة الله- مرتين، من الجانبين، والتفت بحيث يرى بياض خدك من جانبيك، وانو الخروج من الصلاة، وانو السلام على من بجانبك من الملائكة والمسلمين.

وهذه هيئة صلاة المنفرد..

وعماد الصلاة الخشوع، وحضور القلب مع القراءة والذكر بالتفهم.
قال الحسن البصري- رحمة الله تعالى: كل صلاة لا يحضر فيها القلب فهي إلى العقوبة أسرع.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليصلي الصلاة فلا يكتب له منها سدسها ولا عشرها، وإنما يكتب للعبد من صلاته بقدر ما عقل منها).
بداية الهداية
أبو حامد الغزالي

نسيم
05-08-2006, 17:19
شكرا اخي الكريم (راجي) الموضوع ممتاز
واصل تألقك
تحيات اخوك الأشقر إدريس

إدريس
13-08-2006, 08:26
جازاك الله عنا كل خير
أخوك في الله من العيون
نتمنى لك التألق والمزيد من العطاء لأهل الإحسان
وشكرا

المختار
14-08-2006, 17:33
جزاك الله خيرا اخي الفاضل احمد

fouzia
22-08-2006, 20:23
السلام علكم ورحمة الله وبركاته
مشكوررررررررر اخي جزاك الله خيرا ان شاء الله
اختكم في الله فوزية

نسيم
04-01-2007, 14:02
حزاك الله خيرأ أخي الكريم