مشاهدة النسخة كاملة : هام جدا عن الفيلم المسيء لنبينا محمد وتداعياته



أشرف
16-09-2012, 14:59
عن الفيلم المسيء لنبينا محمد وتداعياته
http://www.alrafi3.com/forum/uploaded/2/yassir-al-zaatra.jpg

ياسر الزعاتره
لا خلاف البتة على أن فيلم “براءة المسلمين” مسف إلى درجة لا توصف. وكان لافتا أن الفيلم قد اجتمع عليه الشق الإسرائيلي ممثلا في المخرج سام باسيل، والشق القبطي المتطرف ممثلا في موريس صادق ومن يتبنون نهجه في استفزاز المسلمين (لهم ارتباطات صهيونية ولا يمثلون عموم أقباط مصر)، والشق المسيحي الإنجيلي (الأمريكي) الأكثر تطرفا ممثلا في القس تيري جونز الذي اشتهر بهجماته المتواصلة على الإسلام.

لو بقي الأمر عند حدود الفيلم لربما مرَّ الموقف دون ضجيج، لكن إعلان (تيري جونز) تأييده، بل تبنيه للفيلم هو الذي صعَّد الموقف الشعبي، حيث بدأت المظاهرات في القاهرة، ثم امتدت إلى بنغازي التي أسفر احتجاجها عن مقتل السفير الأمريكي وثلاثة من كادر السفارة (بحسب فرانس برس عرض الفيلم في هوليوود ومدته ساعتان قبل ثلاثة أشهر وذهب طي النسيان قبل أن تدبلج مقاطع منه في 14 دقيقة وتبثها قناة مصرية وتنشر على اليوتيوب، وعموما لا يزال الغموض يلف حكاية الفيلم برمتها).

خرج الموقف الأمريكي الرسمي في البداية عاقلا على غير المتوقع، ربما تبعا لإدراك حجم ردود الفعل المتوقعة لو ذهب الموقف في اتجاه آخر، فكان أن تم تحميل ما جرى في بنغازي لـ “مجموعة صغيرة وهمجية”، وليس لكل الشعب الليبي، وإن جرى تذكير الليبيين بالجميل الأمريكي في نصرتهم ضد الطاغية القذافي.

لم يتوقف الأمريكان عند ذلك الحد، بل بادر رئيس هيئة الأركان إلى الاتصال بالقس تيري جونز ومطالبته بسحب تأييده للفيلم (لم يستجب)، وبالطبع إدراكا منهم لحقيقة أن الأمر سيرتب أثمانا كبيرة على المصالح الأمريكية، وعلى الجنود الأمريكان في أكثر من بلد، وفي مقدمتها أفغانستان، حيث لا يُستبعد أن يبادر بعض الجنود الأفغان إلى ردود أفعال عنيفة، فضلا عن عناصر طالبان الذي ستتضاعف قابليتهم لتنفيذ العمليات بسبب الفيلم.

التطورات التالية شيء مختلف، حيث توجهت مدمرتان إلى السواحل الليبية، وبدأت الطائرات الأمريكية تجوب السماء الليبية، ولا شك أنهم سيخطئون أن ذهبوا يأخذون ثأرهم بأيديهم على شاكلة ما يفعلون في اليمن.

الذي لا بد من قوله ابتداءً هو أن ما جرى في بنغازي هو بالفعل لا يعبر عن ضمير الشعب الليبي، تماما كما أنه لا يعبر عن ضمير الشعوب الإسلامية التي تقرأ في كتاب ربها “ولا تزر وازرة وزر أخرى”، كما أنها تعرف حقوق المستأمن الذي دخل البلاد من أبوابها، ولذلك كانت ردة فعل المؤسسات الليبية (شعبيا ورسميا) واضحة في إدانة ما تعرضت له السفارة.

هنا يمكن القول: إن عموم المسلمين كانوا أكثر إنصافا، إذا أدانوا قتل السفير واستهداف السفارة، بينما كان رد الولايات المتحدة على هجمات سبتمبر التي لم تعبر عن المسلمين ولم يُستشاروا فيها وأدانتها دولهم وقواهم الدينية والسياسية، كان ردها عدوانا شاملا على المسلمين تمثل في احتلال بلدين، واستهدافا للمناهج والمؤسسات الخيرية ووضع كل مسلم متدين في دائرة الاتهام واضطهاد عشرات الآلاف من أبناء المسلمين في الغرب.

كل ذلك لا ينفي حاجتنا الماسة لمقاربة شاملة لهذه القضية لاعتبارات كثيرة، أولها التمييز بين ألوان الإساءات حتى لا نصبح عرضة لاستفزاز أي سخيف أو باحث عن الشهرة، وثانيها عدم دفع البعض إلى التورط فيما يخالف تعاليم ديننا الحنيف مثل قتل المستأمنين كما حصل في ليبيا، أما الذي لا يقل أهمية فيتعلق بعموم نهج التعاطي مع مسلسل الإساءات التي تتعرض لها مقدسات المسلمين، بخاصة نبينا محمد عليه الصلاة والسلام أو القرآن الكريم.

لا خلاف ابتداءً على أن هناك حشدا يوميا من الإساءات التي يتعرض لها الإسلام في المحطات ووسائل الإعلام وفي الكتب والمجلات من حيث التشكيك بسماويته تمر دون ضجيج (قناة الحياة القبطية التي تبث من قبرص تفعل ذلك بشكل يومي)، لكن بعض الإساءات تنطوي على قدر من الإهانة والاستفزاز أكثر من طرح وجهة نظر تتعلق بصحة الدين من عدمها كما يحدث في النقاشات اليومية في الإنترنت ووسائل الإعلام عموما. وللأمانة أيضا، فإن الإساءات لا تتوقف عند ديننا الإسلامي، بل تشمل المسيحي أيضا، ومن يتابع كيف تزدحم مواقع الملحدين الغربيين بما يسيء لسيدنا عيسى عليه السلام، فضلا عن الاستخفاف بالديانة المسيحية برمتها (وربما الديانات عموما) يتأكد من ذلك. يُستثنى من ذلك كله اليهود الذين لا يجرؤ أحد على الاقتراب منهم كدين ومعتقد، بل يشمل قضايا سياسية تخصهم كما هي حال المحرقة النازية التي يُجرَّم كل من يشكك بها أمام القانون. ولا ننسى الإشارة إلى بعض الممارسات المستفزة من قبل مسؤولين غربيين كما هي حال تكريم المستشارة الألمانية لصاحب الرسوم المسيئة (الدانماركي) مقابل وقفها لرسم يسيء للسيد المسيح.

لا شك أن ثمة أنواعا من الإساءات تبدو أكثر استفزازا كما هي حال الفيلم المذكور، لكن ذلك لا ينبغي أن يدفع أي أحد نحو ردود أفعال تسيء لصورة الإسلام وأهله، وتصورهم كما لو كانوا همجا، فيما هم ينتمون إلى دين هو الأكثر دعوة للرقي والتحضر، وإن لم يعبر أبناؤه عن ذلك على النحو المطلوب.

ثمة مبادرات كثيرة يمكن للعقلاء (أفرادا وجماعات ومؤسسات) أن يتبنوها، هي من دون شك أكثر جدوى في الرد على تلك الإساءات، من دون استبعاد الحق في الاحتجاج الحضاري الذي يضيف إلى رفض الإساءة، وربما دفع الدول إلى منعها بهذا الشكل أو ذاك؛ تعبيرا عن انحياز الأمة لدينها ومقدساتها؛ الأمر الذي غالبا ما يكون له تأثيره الإيجابي على مسيرة الصحوة الدينية والسياسية أيضا. بل إنه كثيرا ما يدفع أتباع ديانات أخرى إلى التعرف إلى الإسلام من مصادره؛ الأمر الذي يؤدي إلى اعتناقه من قبل كثيرين منهم.

توفيق
16-09-2012, 18:58
حسبنا الله ونعم الوكيل إشارات مهمة في الموضوع


بوركت أخي أشرف

توفيق
16-09-2012, 19:07
اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته

وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد