مشاهدة النسخة كاملة : تلامذة الإعداديات وغزو "المعجون" المزوج بالمخدرات



عادل محسن
19-10-2012, 16:10
“المعجون” الممزوج بالمخدرات يغزو تلامذة الإعداديات

http://www.3lmny.com/up/uploads/13506592191.png

قافلة «لا للقرقوبي لا للمخدرات »......«هاد الشي معروف، ولكن الخطير هو اللي كتشفناه فهاد السيمانة» والتصريح لمنسق قافلة «لا للقرقوبي لا للمخدرات» التي نظمت خلال الأسبوعين الفارطين قافلة هذه السنة التي تستهدف التحسيس بخطورة الظاهرة بإعداديات الدار البيضاء، وشروعها في معركة جمعوية لمحاربة تعاطي المخدرات بالمؤسسات الإعدادية بالعاصمة الاقتصادية.

ماهو الشي المعروف ""كن يسرن في شارع ثانوي متفرع عن شارع القوات المساعدة المكتظ بالسيارات والحافلات، على شاكلة مصفوف فريق يؤدي رقصة أحيدوس الباذخة بالحركة، لكنهن لم يكن في حالة تسمح لهن بالانتباه إلى المتفرجين المبثوثين في أرصفة الشارع على شكل تجمعات صغيرة أمام دكاكين و”سيبيرات” ومقاهي الحي.

«آش هاذ المسخ .. آش هاذ التقزدير….» هما طرفا التعليقات التي رافقت هذا المشهد، وتفاوتت التعليقات بين قائل بظهور علامات الساعة، وبين عارف بهوية الفتيات، وشكه في تعرضهن لتخدير مسخ حقيقتهن، وما هي إلا لحظات حتى تبدت حقيقة ما أصاب التلميذات.

في الشارع الرئيسي كان بائع الحلويات المتجول يعبر نحو المقهى لتسويق سلعته، وفجأة حصل تجمع سريع، بقي البائع مشدوها للاصطدام المقصود الذي تعرض له من قبل التلميذات، لم يصدر عنه أي رد فعل، بل استرعاه منظر إحدى التلميذات التي سقطت مترنحة لتدخل في نوبة قيء شديد، وبعد لحظات من تجمع رواد المقهى والمتابعين لمشهد التلميذات المشاكسات، خرج العارفون بخبايا الامر مرددين «راهم شبعانات معجون».انها سلوكيات عدوانية لبعض التلاميذ بسبب تناول المخدرات ...""

الخلاصة الأولية للقافلة تفيد بارتفاع مخيف لتعاطي التلاميذ من الجنسين للمخدرات بمختلف أنواعها، القافلة التي استمعت لعدد كبير من شهادات التلاميذ أنفسهم، كشفت عن وجود بيئة قذرة بمحيط المؤسسات التعليمية تهدد التحاق أفواج واسعة منهم بالمدمنين على المخدرات.

العتبة الأولى لاستدراج التلاميذ لعالم المخدرات، حسب حصيلة القافلة، هو “المعجون” الذي يسهل إقناع التلاميذ بتناوله، سواء من باب الرغبة في التجريب أو من باب إظهار «القفوزية»، وهو منتوج لا يقتصر على جرعات التهييج التقليدية، بل هناك من يتابع الوضع عن كثب، ويزود التلاميذ بكميات معدلة، تحول التلميذ إلى عالم شبيه بما عاشته تلميذات شارع القوات المساعدة.

تلميذ بالمستوى الثامن إعدادي بإحدا الاعداديات أبهر مسؤولي قافلة «لا للقرقوبي لا للمخدرات » بإحاطته الواسعة بعالم المخدرات، يحفظ أسماءها ويستعرض تأثيراتها بإسهاب، ويسر بأعداد التلاميذ «المبليين »، ويكشف قصص تلميذات يقصدن زوايا الدروب ومقاهي الشيشا، بعد تخلصهن من وزرة الدراسة، منهن من وصلت عتبة «البلية الخايبة» بكل تبعاتها الجنسية وانقطاع الصلة بالأهل، ووقوفهن على أبواب «جهنم الإدمان».

مسارات هذه الآفة التي يحيط خطرها بالتلاميذ، رصدتها القافلة وتأكدت منها عائلات التلميذات المدمنات ، تكشفت حقيقة التلميذات اللائي تعرضن لغواية تذوق «المعجون» بعد تمحيص العائلات لظروف سقوط بناتهن في «هذه شوهة » الادمان المتقدم، فقد استدرجن لعالم «المعجون» عبر طقوس متقطعة، بدأت بالضحك ومرت عبر تذويب «المعجون» في المشروب الغازي ، وانتهت بمباغتتهن بجرعات «معجون » ممزوج بمادة «الهالدوغ المخدرة» حيث يفقد التلميذ كل تحكم في تصرفاته ليبدأ مسلسل الضياع.

من المسؤول؟ هو الاستفهام النمطي الذي يتكرر في كل قافلة تستهدف التحسيس، ويتكرر على لسان الأهالي الذي يفاجؤون بدخول أبنائهم سكة الإدمان، والجواب يظل معلقا بين آباء يتهمون الفوضى التي يعرفها محيط المؤسسات التعليمية، ومسؤولون تربويون ينفون تارة ويعبرون عن عجزهم لمتابعة ما يجري خارج المؤسسات تارة أخرى، وبينهما تظل مجهودات السلطات الأمنية محدودة.

الوضع مقلق بمحيط المؤسسات التعليمية... هذا ما أكدته القافلة أ"هناك نماذج متعددة لما حصل للتلميذات بعضها تجاوز مرحلة الإصلاح، والشوارع القريبة من المؤسسات تلوك قصصا مؤلمة لتلميذات وتلاميذ لا علم للأهالي بها"، والمتآمرون على التلاميذ يعرفون أن حجم الدوريات الأمنية لن يهددهم، والأمنيون يعرفون أن الإمكانيات المتوفرة لن تحقق تجفيفا للخطر المحيط بالمؤسسات. والشعار الملائم لاحتجاج الجميع هو «الفضيحة هاهي والحلول فينا هي». من يتبنى الشعار ومن يتطوع للحل؟.

متتبع : 2012/10/18