مشاهدة النسخة كاملة : كيف لا نكون من الغافلين عن الله في هذا العالم الذي نعيش فيه، هذا العالم الصاخب .



البشارة
15-08-2006, 14:24
جواب الأستاذمحمد برشي عضو مجلس الإرشاد
الله سبحانه خلق هذا الإنسان، وهو –أي الإنسان- في كبد "ولقد خلقنا الإنسان في كبد" (سورة البلد). والحياة الدنيا ابتلاء "هو الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور" (سورة الملك).
وسط هذا التدافع، هذا الصخب والهذيان، مطلوب إلى هذا الإنسان أن يرقى من حياة بهيمية إلى حياة سعيدة بإيمانه وحضوره مع الله. فكيف له ذلك؟ يعلم السائل الكريم أن أشرف ما بعث به الرسل هو الدلالة على الله والدعوة إلى توحيده بما تحمله كلمة توحيد من معنى عميق، بعثوا لتزكية النفوس "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم" (سورة البقرة)، وظيفة لا تنقطع بانتهاء البعثة، بل جعلها الله وراثة لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "العلماء ورثة الأنبياء"، العلماء بالله، العارفون به، الخاشعة قلوبهم لله، الوجلة منه سبحانه، شرط أساس ليرقى العبد في مدارج الإيمان، لابد له من عارف يأخذ بيده، يتدرج به، هي صحبة إذن، يقول الحبيب عليه الصلاة والسلام: "المرء على دين خليله، فلينظر أحدكم من يخالل".
ومعها، أي الصحبة، جمع من المومنين، لهم نفس الطلب، نفس الرغبة كي يتعاونوا على البر والتقوى، "المومنون والمومنات بعضهم أولياء بعض"، "المؤمن ضعيف بنفسه، قوي بأخيه"، وضرب الله لنا مثلا سيدنا موسى في سورة طه: "واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي، أشدد به أزري، وأشركه في أمري، كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا"، صلى الله على سيدنا موسى وأخيه سيدنا هارون وعلى سائر الأنبياء، وعلى سيدنا وحبيبنا محمد أفضل الصلاة والتسليم.
"نذكرك كثيرا" شرط ثان لا مفر للمؤمن منه، يرغم المومن الصادق نفسه على ذكر الله، مستعينا بالله، وبإخوته، مسترشدا بمن يدله على الله. يتخذ المؤمن لنفسه وردا، عمل يومي مما ورد عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعلى شعب الإيمان قول لا إله إلا الله، الكلمة الطيبة، يجدد الله بها إيمان العبد، قال صلى الله عليه وسلم: "جددوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا" قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله". وكل ما ورد عن سيدنا رسول الله نور وخير، وتبقى لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان.
الشرطان يتطلبان معهما شرطا ثالثا، وهو صدق العبد ورغبته "إن يعلم الله في قلوبكم خيرا يوتكم خيرا" "فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى".
يلجأ المؤمن إلى الله بالدعاء والتبتل والتضرع ليجعله صادقا في طلبه، في وجهته، يجتهد ليكون مع الصادقين حتى يصير منهم "يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين".
ومع الثلاثة وقبلهم وبعدهم توفيق الله، وهو الكريم، لا يرد يدي عبد فارغتين، يفرح بتوبة عبده ورجوعه إليه. نسأل الله لنا جميعا النجاة، والصدق في الطلب وأن نكون من الذاكرين.

سهيل
16-08-2006, 23:47
بارك الله فيك أخي على التذكير
وينقل الموضوع الى قسم الاحسان

البشارة
22-08-2006, 17:12
قال صلى الله عليه وسلم: "جددوا إيمانكم " قالوا: وكيف نجدد إيماننا" قال: "أكثروا من قول لا إله إلا الله". وكل ما ورد عن سيدنا رسول الله نور وخير، وتبقى لا إله إلا الله أعلى شعب الإيمان.

نسيم
24-08-2006, 23:36
لا اله الا الله