مشاهدة النسخة كاملة : وجاهدوا بأموالكم في سبيل الله ولتطبيق شريعته



ابتهال
15-08-2013, 21:32
http://www.ikhwanonline.com/Data/2011/8/15/ikh1.jpg


وجاهدوا بأموالكم في سبيل الله ولتطبيق شريعته

[04-05-2013][12:42:41 مكة المكرمة]

بقلم: د. حسين شحاتة


إن ما تتعرض له الأمة الإسلامية الآن من تقالب أعدائها على اختلاف مللهم ومذاهبهم وجنسياتهم من يهود ونصارى وكفرة وملاحدة وعلمانيين وشيوعيين ويساريين ومن في حكمهم……… يقتلون رجالها ويهتكوا أعراض نسائها ويشردوا وينُصَّروا أطفالها ويمنعون تطبيق شريعة الله عز وجل وينفقون في سبيل ذلك أموالهم ويسخرون بعض أجهزة الإعلام المأجورة لتحقيق مآربهم الخسيسة... هذا يفرض علينا جميعاً نحن المسلمين التضحية بالنفس والمال والجهد وبكل شئ عزيز من أجل أن تكون كلمة الله هى العليا وكلمة أعداء الإسلام هى السلفى ونحقق العزة للمؤمنين و لتطبيق شريعته لإخراج الناس من الظلمات إلى النور ولتحريرهم من عبادة الناس إلى عبادة رب العالمين.

فالتصدي لهؤلاء ونصرة دين الله يحتاج إلى جهاد، والجهاد يحتاج إلى تضحية، والتضحية تحتاج إلى قوة والقوة هنا هى الإيمان التى تجعل حب الله وحب رسوله أسمى من كل شئ , من النفس ومن الأولاد ومن الزوجات ومن المال.

ولقد حيل بين المجاهدين وبين الجهاد ,بالنفس كما أن بعض الحكومات التى تحكم الشعوب العربية والإسلامية لا تسمح للمجاهدين بأن يحملوا سلاحهم للزود عن المسلمين …………… فلا أقل من استنفار أصحاب الأموال بان يجاهدوا بأموالهم.. كما يجب على أصحاب المليارات المودعة فى خزائن اليهود والنصارى والملحدين أن يسرعوا بإنفاقها فى سبيل الله، فليست الفوائد الربوية الخبيثة أعز عليهم من الدماء التى تسيل من شهدائنا فى كل مكان في أراضي المسلمين ,

فهل يجوز أن تكون أموال المسلمين فى يد أعداء المسلمين لتوجه بطريـق مباشر أو غير مباشر لقتل وهتـك أعراض المسلمين ولمنع شريعة الله أن تطبق ولمنع الدعة المخلصين الثقاة من أن يدعون إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة ؟؟؟؟؟.

وهل يجوز أن توجه أموال بعض المسلمين ضد الحركات التحررية التي تبغي تطبيق شرع الشرع كما تقوم به الآن بعض الدول العربية والإسلامية ؟

إن لم نتمكن من الجهاد بالنفس فلا أقل من الجهاد بالمال , وأضعف الإيمان أن لا توجه أموال المسلمين ضد من يجاهدون بكل عزيز لتطبيق شرع الله.

ما هى الجهاد بالمال و مشروعيته وحكمته وسبله وما حكم الأموال التي تنفق في سبيل الله ؟ وما حكم أموال بعض المسلمين التي تنفق في الصد عن سبيل الله ومحاربة التيارات الإسلامية التي تجاهد لتطبيق شرع الله ؟،

هذا ما سوف نشير إليه فى هذه الدراسة مع الاشارة بصفة خاصة إلى ما يحدث من بعض أصحاب الأموال من المسلمين ضد المجاهدين لجعل كلمة الله هى العليا.


فرضية الجهاد بالنفس وبالمال

لا ينحصر الإسلام فقط فى الأركان الخمسة بل له تتمه حتى يكتمل البناء ويحقق ما يصبو إليه من تحقيق الحياة الآمنة المطمئنة للناس فى الدنيا والفوز برضوان الله فى الآخرة، ويعتبر الجهاد من تتمة النظام الإسلامى وركناً من أركانه بعد الأركان الخمسة، ولقد عبر عن ذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال " الجهاد ذروة سنام الإسلام " ووصف بعض فقهاء المسلمين، الإسلام بلا جهاد كالشجرة بلا ثـمر.

ويقصد بالجهاد: التضحية بالنفس وبالمال وبالقول وبكافة الوسائل الأخرى المشروعة والمستطاعة لإعلاء كلمة الحق ودحض الباطل ورفع اعتداء المعتدين وتأمين حياة المسلمين، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بالجهاد فى كثير من الآيات فقال تعالى: " وجاهدوا فى الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم فى الدين من حرج " (الحج: 78) وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أى الناس أفضل فقال: " مؤمن يجاهد فى سبيل الله بنفسه أو بماله " … متفق عليه.

لماذا اقترن الجهاد بالنفس بالجهاد بالمال؟

لقد ورد لفظ الجهاد بالنفس مقترنا بالجهاد بالمال فى كثير من الآيات القرآنية , فقد قال الله تبارك و تعالى: " إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم فى سبيل الله … " (الحجرات: 15)وقوله عز وجل: " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة …… " (التوبة: 111) وقال عز وجل: " فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلاً وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً " (النساء: 95).

ومن حكمة اقتران الجهاد بالنفس بالجهاد بالمال هو أن الدفاع عن الإسلام والمسلمين والتصدى للكفار واليهود والطواغيت والملحدين على اختلاف أنواعهم وأشكالهم يحتاج بجانب النفس البشرية المتسلحة بالعقيدة القوية وبالإيمان الصادق وبالإخلاص والحماس والحمية إلى عدة مادية تتمثل فى الزاد وأدوات ومعدات القتال … ,وأجهزة الإعلام الصادقة والأمينة والمخلصة لله وللوطن وهذا يتطلب مالاً فبدون المال تكون مهمة الجهاد صعبة.

لماذا فرض الله الجهاد بالمال ؟

للجهاد بالمال مغزى مميز وذاتية فريدة وحكم بالغة من الله عز وجل، من ذلك ما يلى:

أولاً: يعتبر الجهاد بالمال اختباراً لقوة العقيدة، ومقياساً لصدق الإيمان ووسيلة لتطهير النفس البشرية من الشح والبخل، فمن غرائز الإنسان حب المال … ولقد أشار القرآن الكريم إلى ذلك فقال: " زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب " (آل عمران: 14)، إن التضحية بالمال فى سبيل الله مع حبه وتفضيل حب الله ورسوله لدليل قوى على العقيدة والإيمان … ولقد عبر القرآن عن ذلك فقال الله تبارك وتعالى: "

ن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون، وما تنفقوا من شئ فإن الله به عليم " (آل عمران: 92)، وليس هناك ادنى شك فى أن أفضل مجالات الإنفاق هو الإنفاق فى سبيل الله.

ثانياً: يعتبر الجهاد بالمال أيضاً امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى المالك الحقيقى والأصلى للمال، فملكية الناس للمال ملكية حيازية مؤقتة ووسيلة لمساعدة الفرد على عمارة الأرض لعبادة الله عز وجل، وأصل ذلك قوله تبارك وتعــالى فى كتابه الكريم: " آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه " (الحديد: 7) وقوله تعالى: " وآتوهم من مال الله الذى آتاكم " (النور: 33)، ولقد أمرنا الله فى كثير من الآيات بإنفاق المال فى سبيل الدعوة الإسلامية والذود عن الإسلام ,و وعد من يطيعه بالفوز برضائه والهداية إلى الطريق المستقيم، فقد قال الله تعالى: " والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وأن الله مع المحسنين " (العنكبوت: 69).

ثالثاً: يعطى الجهاد بالمال فرصة للمسلم المؤمن والذى رزقه الله سعة من المال ولم يؤت قدرات الجهاد بالنفس أن ينال ثواب الجهاد وشرفه وهؤلاء الذين أطلق عليهم القرآن بأولى الضرر، وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالى: " لا يستوى القاعدون من المؤمنين غير أولى الضرر والمجاهدين فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم … " (النساء: 95) فجهاد الإنسان بماله يشعره بذاتيته ودوره فى مجال الجهاد والزود عن الإسلام والمسلمين، وقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ذلك فقال " من جهـز غازيـاً فى سبيل الله فقـد غــزا، ومـــن خلفـه فى أهلـه بخــير فقد غـزا " (أخرجه الشيخان).

رابعاً: وفى الجهاد بالمال ضرورة حتمية للمحافظة على عقيدة وأرواح و أعراض المسلمين وأموالهم وتقوية اقتصاد الأمة الإسلامية، فنحن نعلن أن الطواغيت والكفار والملحدين ومن في حكمهم أو من يدعمهم بأى وسيلة ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ويعتدون على المسلمين فينهبون أموالهم ويهتكون أعراضهم وييتمون أولادهم ويشردون شيوخهم ويحاربون تطبيق شريعة الإسلام وهذا ما نشاهده الآن فى كثير من البلاد الإسلامية وكذلك للأقليات في البلاد غير الإسلامية , ولا بد لمن قوة وعتاد لردعهم … حتى ينقلبوا خاسرين، ولقد صور القرآن العظيم ذلك تصويراً بليغاً، فيقول الله تبارك وتعالى: " إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله فسينفقونها ثم تكون عليهم حسرة ثم يغلبون والذين كفروا إلى جنهم يحشرون " (الأنفال: 36) أما الذين ينفقون أموالهم فى سبيل الله، فقال الله تعالى عنهم: " والذين آمنوا وهاجروا وجاهدوا فى سبيل الله والذين أووا ونصروا أؤلئك هم المؤمنون حقا لهم مغفرة ورزق كريم " (الأنفال: 74) ونجد الواقع الآن يعبر عن ذلك، فأمريكا تعطى المال لاسرائيل لقتل المسلمين … فهل يعطى المسلمون المؤمنون أموالهم المجاهدين المسلمين الفلسطينيين ليدافعوا عن أنفسهم وعن بيوت الله.

وخلاص القول أن فى الجهاد بالمال بأنه اختبارا لقوة العقيدة وصدق الإيمان ودليل على إخلاص العمل لله … وفى الجهاد بالمال امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى، وفى الجهاد بالمال فرصة لأولى الضرر أن ينالوا شرف وثواب الجهاد بالمال، وفى الجهاد كل معانى التكافل والتعاون والتضامن بين المسلمين ضد اليهود الكفرة والطواغيت والملاحدة ومن في حكمهم، وفى الجهاد بالمال ضرورة للمحافظة على عقيدة المسلمين وشرفهم وكرامتهم وأموالهم وأرضهم حتى تتحقق العبودية لله وحده، ويتحرر الناس من العبودية للطواغيت ومن بطش اليهود ومن عاونهم للإعتداء على المؤمنين بالله ربا وبالإسلام دينا وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا.

كيف يكون الجهاد بالمال لنصرة دين الله ؟

تتحدد وسائل الجهاد بالمال وتتنوع لأن الغاية واحدة وهى إعلاء كلمة الله وتحرير الناس من عبودية العباد إلى عبودية الله الخالق الرازق الغنى القوى العزيز … إن المقصد من غاية الجهاد بالمال هى تجهيز المجاهد والداعية بالعدة مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى: " واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم، وما تنفقوا من شئ فى سبيل الله يوف إليكم، وأنتم لا تظلمون " (الأنفال: 60).

وفيما يلى بعض نماذج توضح سبل الجهاد بالمال فى ضوء الظروف التى تعايشها الأمة الإسلامية:

أولاً: إنفاق المال فى تجهيز المجاهد بالسلاح، فيجب على كل مسلم أن يدفع حقاً معلوماً من ماله لأولى الأمر من المسلمين عقيدة وشريعة وقولاً وعملاً من المسئولين عن الجهاد وليكن لنا فى سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العبرة حيث كان الصحابة والمسلمون من السابقين يتنافسون فى نيل شرف إعداد الجيوش للغزوات … وفى ذلك فليتنافس المتنافسون … وما تنافس سيدنا أبو بكر وسيدنا عمر فى تجهيز أحد الغزوات بأموالهم إلاً نموذجاً يجب أن يقتدى به المسلمون.

ثانياً: إنفاق المال لكفالة أسر المجاهدين الذين استجابوا لنداء الجهاد تاركين خلفهم أولادهم ونسائهم … هذه الأسر فى حاجة ملحة إلى المال لكفالة متطلبات الحياة من المأكل والمشرب والمأوى … إن إطمئنان المجاهد أن هناك مجاهدين بأموالهم سوف لا يبخلون بمالهم على أسرهم من أنواع إعداد العدة للكفار والذين يحاربون الإسلام، ولقد حث رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: " من جهز غازياً فى سبيل الله فقد غزا ومن خلفه فى أهله فقد غزا "، (متفق عليه).

ثالثاً: إنفاق المال على أبناء الشهداء الذين سالت دماؤهم من أجل الإسلام والذود عنه، فعلى أصحاب المال حق لهؤلاء، فإن المجاهد بنفسه أقل ما ينتظر منك أن تجود بشئ من مالك من أجل زوجته وأولاده حتى ينشأوا أقوياء يتسلمون الراية ممن سبقوهم.

إن أبناء الشهداء ينتظرون من أغنياء الأمة الإسلامية حقوقهم ولا يعتبرون ذلك مِنَّة أو هِبَةً منهم ولكنه حق معلوم قرره الله لهم، مصداقاً لقول الحق تبارك وتعالى: " والذين فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم "(المعارج: 24- 25).

رابعاً: إنفاق المال لتعمير أثار تدمير بيوت المسلمين، فمن خصال اليهود والكفار والطواغيت على مر العصور التدمير والخراب … وتشريد المسلمين … وما أرض فلسطين وأفغانستان منا ببعيد فماذا فعل اليهود فى فلسطين وماذا فعل الروس فى أفغانستان، وماذا فعل الأمريكان فى الصومال ؟

خامسا: إنفاق المال لإعداد أجهزة إعلام قوية للتصدي للذين يحاربون الله ورسوله ويشوهون الإسلام بكافة الوسائل , فمن أسلحة أعداء الإسلام المعاصرة الإعلام الفاسد الكاذب المضلل الأجور من قبل أعداء الإسلام وهذا يوجب على المسلمين أن يكون لهم إعلاما صادق وأمينا وشفافا وعادلا وقويا في الحق , فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.

وعندما يتخلى المسلمون عن الجهاد ويبخلون بأموالهم تكون لهم الذلة ويضيع ما فى أيديهم: عندما يتخلى المسلمون عن الجهاد بالنفس والمال … و يؤثرون الحياة الدنيا على الآخرة ويعبدون المال ويبخلون بما أتوا وقلوبهم خرب, وينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله … يذلهم الله ويسلط الله عليهم شرار خلقه ممن لا يرحمهم … ويعبر عن ذلك رسول الله صلى عليه وسلم فيقول: " يوشك أن تتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها "، قالوا: أمن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟: قال: " بل أنتم يومئذ كثير، ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من قلوب عدوكم المهابة منكم، وليقذفن فى قلوبكم الوهن، قالوا: وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية المــوت" (متفق عليه).

وها هي نبوءة رسول الله تتحقق: فالمسلمون اليوم يعيشون أذلاء، احتل اليهود أرضهم الطاهرة المقدسة، وعبثوا بالمسجد الأقصى ودنسوه وقتلوا الصائمين العاكفين الساجدين بالمساجد ويقوم الكفرة وأيضاً الطواغيت بقتل الأطفال والشيوخ والنساء لأنهم يقولون الله ربنا والإسلام ديننا ومحمد صلى الله عليه وسلم رسولنا وزعيمنا وقدوتنا … لأنهم رفضوا أن يهتفوا بأسمائهم … وها هى فلسطين الإسلامية يدنسها اليهود الكفرة والملحدون.….

يجب على المسلمين تذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من مات ولم يغز ولم يحدث به نفسه، مات على شعبة من النفاق " وقوله " ما ترك قوم الجهاد إلاّ عمهم الله تعالى بالعذاب "، وأحرص أيها المسلـم على مالك ولا تعطه للكافـر ليحارب به أخـاك المسلم وييتم به أطفال المسلمين ويهتك به أعراض المسلمين.

أيها المسلم: تذكر قول الله عز وجل: (أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين) أيها المسلم انتبه أن اليهود الكفار والطواغيت قد جمعوا لك … فلا تخشهم … اخش الله يزد إيمانك إن الله نعم المولى ونعم النصير؟.


حكم من ينفق ماله للصد عن سبيل الله

من خصال أعداء الدين أنهم يصدون عن سبيل الله وينفقون أموالهم ضد المجاهدين الذين يجاهدون لجعل كلمة الله هى العليا فى كل الأزمنه , إنهم يوجههون أموالهم لمحاربة كل من يدعون إلى الله وإلى تطبيق شريعته، ومن مبرراتهم الزائفة أن هؤلاء (المجاهدين) يريدون أن يصدونا عن عبادة ما وجدنا عليه أبائنا، أو أن ينشروا الفساد فى الأرض، أو يريدون دعم الإرهاب والتطرف، أو يريدون تطبيق شرعية الرجعية والتخلف ونحو ذلك من هذه الادعاءات الكاذبة والمضللة.

ولقد تعرض القرآن لسلوكيات من ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله ومنع تطبيق شريعة الإسلام، فقال الله تبارك وتعالى فى سورة الأنفال: ((نَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الخَاسِرُونَ (37))) (الانفال: 36- 37).

ولقد ورد فى ظلال القرآن للشهيد سيد قطب فى تفسير هذه الأيات ما يلى: ((إن أعداء هذا الدين...... إنهم ينفقون أموالهم، ويبذلون جهودهم ويستنفدون كيدهم فى الصد عن سبيل الله، وفى إقامة العقبات فى وجه هذا الدين، وفى حرب العصبة المسلمة فى كل ارض وفى كل حين، وإن المعركة لن تقف..... وأعداء هذا الدين لن يدعوه فى راحة، ولن يتركوا أولياء هذا الدين فى أمن، وسبيل هذا الدين هو أن يتحرك ليهاجم الجاهلية (الذين يصدون عن سبيل الله)، وعلى أولياته (المجاهدين) أن يتحركوا لتحطيم قدرة الجاهلية على العدوان ثم لإعلاء راية الله حتى لا يجرؤ عليها الطاغون، والله سبحان وتعالى ينذر الذين ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله بأنها ستعود عليهم بالحسرة، إنهم سينفقونها لتضيع فى النهاية، ليغلبوا هم وينتصر الحق فى هذه الدنيا، وسيحشرون فى الآخرة إلى جهنم فتتم الحسرة الكبرى) انتهى كلام الشهيد سيد قطب.

ومن النماذج المعاصرة للذين ينفقون أموالهم فى الصد عن سبيل الله - على سبيل المثال وليس الحصر ما يلي:

- المفسدون الذين كانوا يأكلون المال العام والخاص ظلما وعدوانا، وشعروا أن التيارات الإسلامية المجاهدة فى سبيل تطبيق شرع الله سوف يحرمونهم من هذه المكاسب غير المشروعة.

- بعض أنصار العلمانيين والليبراليين الذين يفصلون الدين عن حلبة الحياة ويريدون تطبيق غير شرع الله، فهؤلاء ينفقون أموالهم حقدا وكراهية ضد المجاهدين لتطبيق شرع الله.

- بعض أنصار الايدولوجيات الوضعية المناهضدة للإسلام فى الداخل الخارج من تربطهم علاقة بأعداء الإسلام مثل الصهونية.

- بعض الخاسرين فى تجربة تطبيق الديمقراطية بدعوى أن أنصار التيار الاسلامي خطر على البلاد والعباد، هذا على حد قولهم.

- المتعاملون بالأموال القذرة الذين حصلوا عليها بطرق غير قانونية وغير شرعية، ويخافون من المجاهدين لتطهير المجتمع منهم، وهذا يقودهم لانفاق أموالهم القذرة للصد عن تطبيق أحكام ومبادئ الشريعة الاسلامية.

ومن واجبات أنصار هذا الدين ومن يجاهدون لتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية أن يتصددوا وفقا للقانون والدستور فى الشرع لهؤلاء حتى لا يحققوا مقاصدهم المفسدة السيئة، وإن شاء الله سوف يفرح المجاهدون بنصر الله.


الخلاصة

من متطلبات نصرة تطبيق شرع الله الجهاد، ومن متطلبات الجهاد التضحية، ومن نماذج التضحية لمن لا يستطيع أن يضحى بنفسه، التضحية بالمال.

ومن دراسة التاريخ الإسلامى، كان الجهاد بالمال دورا هاما لنصرة دعوة الله، ومن نماذج من قاموا بذلك على سبيل الله السيدة خديجة، والصديق أبو بكر، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن عوف....... وغيرهم.

فالجهاد بالمال مشروع بالكتاب والسنة والاجماع، ولقد حث الله على الجهاد بالمال فى قوله تبارك وتعالى فى سورة البقرة: (الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لاَ يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَناًّ وَلاَ أَذًى لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) (البقرة: 261).

وعلى النقيض من إنفاق المال في سبيل الله، نجد فئة ضالة مفسدة تنفق أموالها للصد عن سبيل الله ويبغوئها عوجا، وهى موجوده فى كل زمان ومكان ,منهاعلى سبيل المثال أعداء شريعة الاسلام، وبعض العلمانين والليبراليين والشيوعين ومن في حكمهم الذين يريدون تطبيق مناهجهم التى تعارض شرع الله.... فيجب على العصبة المجاهدة التصدى لهم حتى تكون كلمة الله هى العليا وصدق الله القائل: (يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (الصف: 8).

والله وراء القصد وهو يهدى السبيل