مشاهدة النسخة كاملة : غزوة ذي قَرَد



ابوعمارياسر
14-01-2014, 23:10
غزوة ذي قَرَد ( الغابة )
من أكبر الغزوات التأديبية التي قادها رسول الله - - بنفسه ضد أعراب نجد بعد غزوة الأحزاب وبني قريظة وقبل غزوة خيبر ، وقد سميت بغزوة ذي قَرد لأن الماء الذي نزل به رسول الله ـ ـ يقال له : ذو قرد .. وتسمى كذلك بغزوة الغابة ، إشارةً إلى موضعٍ قرب المدينة من ناحية الشام فيه شجر كثير ، وهو المكان الذي أغار فيه المشركون على إبل رسول الله ـ ـ وهي ترعى فيه ..
لم تكد تمضي ليال قلائل على عودة رسول الله - - من غزوته لبني لحيان ، حتى أغار عيينة بن حصن الفزاري في جماعة من قومه غطفان على لقاح (إبل ذوات لبن) للنبي ـ ـ كانت ترعى ، وقتلوا رجلا وأسروا امرأة من المسلمين ..
وعندما سمع سلمة بن الأكوع ـ رضي الله عنه ـ ما حدث ، صاح منذرا الناس ، وظل بمفرده يطارد المغيرين ، وكان ـ رضي الله عنه ـ أسرع الناس عدواً ، حتى أدركهم على رجليه ، وجعل يرميهم بالنبل ، وكان رامياً ، ويقول :
خذها وأنا ابن الأكوع واليوم يوم الرضع (هلاك اللئام)
ثم توالت سهامه عليهم وهو يطاردهم وحده ، حتى ألقوا بالكثير من متاعهم التي أثقلتهم عن الهروب ، وكانوا كلما ألقوا شيئا وضع عليه علامة كي يعرفها النبي ـ ـ وأصحابه .. واستمر على ذلك حتى استنقذ منهم بعض الإبل ، وثلاثين بُرْدة (كساء) وثلاثين رمحا ..
لحق الرسول ـ ـ ومن معه من الصحابة بسلمة بن الأكوع بذي قرد ، واستعادوا الإبل كلها بعدما قتلوا من المشركين الكثير ، ثم عاد النبي ـ ـ إلى المدينة وقد أردف خلفه على ناقته سلمة ـ رضي الله عنه ـ ، وأعطاه سهمين ، سهم الفارس وسهم الراجل ، وأثنى عليه قائلا : ( خير فرساننا اليوم أبو قتادة ، وخير رجالتنا سلمة ) رواه مسلم .
أما المرأة التي أسرها المغيرون من غطفان ، فقد عادت سالمة إلى المدينة بعد أن تمكنت من الإفلات من القوم على ظهر ناقة لرسول الله - - ، وقد نذرت إن نجاها الله لتنحرن تلك الناقة ، فلما أخبرت النبي - - عن نذرها تبسم ـ ـ وقال : ( بئسما جزيتها ، أن حملك الله عليها ونجاك ثم تنحرينها ، إنه لا نذر في معصية الله ، ولا فيما لا تملكين ، إنما هي ناقة من إبلي ، فارجعي إلى أهلك على بركة الله ) رواه أحمد .
قال ابن حجر في حديثه عن بعض فوائد هذه الغزوة : " .. جواز العَدْو الشديد في الغزو ، والإنذار بالصياح العالي ، وتعريف الإنسان نفسه إذا كان شجاعا ليرعب خصمه ، واستحباب الثناء على الشجاع ومن فيه فضيلة ـ لا سيما عند الصنع الجميل ـ ليستزيد من ذلك ، ومحله حيث يؤمن الافتتان ، وفيه المسابقة على الأقدام ، ولا خلاف في جوازه بغير عِوَض ، وأما بالعِوَض فالصحيح لا يصح .." ..
وكذلك من فوائدها : بطلان نذر المعصية ، أو النذر فيما لا يملكه الإنسان ، وحلم الرسول ـ ـ وسماحته في تبسمه حينما نهى المرأة أن تنحر ناقته التي نجاها الله عليها ..

أشرف
15-01-2014, 15:06
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك على المشاركة الرائعة التي فعلا انتفعت كثيرا بمعرفت تفاصيلها