مشاهدة النسخة كاملة : مؤشرات الامل في ثورة الياسمين و دروس للحركة الإسلامية في المغرب



المراكشي
26-01-2014, 21:26
بسم الله الرحمن الرحيم


فرغم تحالف رموز النظام القديم و الرموز القطرية في السياسة التونسية

و رغم الضغوط الخليجية على حركة النهضة فإنها رغم بعض الاخطاء استطاعت ان تبني جسور الثقة مع الشعب و مع الحركات العمالية و العلمانية و استطاعت ان تستثمر في المستقبل ورغم ما وقع من شدائد و تحديات في السنوات الماضية فقد فوتت حركة النهضة الإسلامية
على الجيش و النظام السابق الإصطياد في الماء العكر و استطاعت الإستثمار في مستقبل تونس الجمال و الحضارة و التعددية فبينما كان سيسي تونس يستعد للإنقلاب على الثورة كانت النهضة تتفاوض مع التيارات السياسية بكل جراة ووضوح و كانت دائما تعلن نتائج حواراتها في مؤتمرات صحفية سواء كانت النتائج سلبية او إيجابية

و كانت تمد يدها للآخرين حتى عندما كانو يهاجمونها و يصدون الابواب في وجهها و الآن من النادر ان تسمع اي شخص في تونس يتحدث
عن دور الجيش في السياسة فرغم انتماء حركة النهضة لجماعة الإخوان المسلمين إلا انها حركة تحترم تعهداتها و تفهم معنى التجرد السياسي و معنى اسبقية المصالح الوطنية على المصالح الشخصية و الحزبية الضيقة خصوصا في المراحل الاولية لبناء دولة جديدة

و اليوم رغم ان تونس لا تزال تمر من عنق الزجاجة سمعنا تصريحات جديدة في الإعلام التونسي من قبيل إعلان الناطق الرسمي باسم
الجبهة الشعبية وفق ما صرحت به إذاعة الإف إم ان هناك إمكانية للتحالف مع حركة النهضة في الإنتخابات القادمة بشرط الإلتقاء مع مبادئ الثورة كما ذكر وهو نفس مضمون تصريح نجيب الشابي و تصريحات أخرى من بعض القياديين من نداء تونس


هذه مؤشرات فقط و لا يزال الطريق طويلا امام الجميع و الثورة لا تزال مستمرة المهم يجب ان يفهم السياسيون ان مصلحة الوطن في العمل الجماعي و التشاركي و ليس التشرذم و التفرق و الإنتهازية و الأنانية و التسابق نحو المغانم السياسية و البلد لا يزال يمر من ظروف حرجة و لا يزال انصار النظام السابق متغلغلين في الدوائر الحكومية و في الاجهزة الامنية و العسكرية هذا ما لم يفهمه إخوان مصر والذين تحالفو مع شياطين اجهزة امن الدولة و مع عملاء الوهابية و حاولو ألإستفراد بالحكم و السيطرة على الدولة و دواليبها و اخونتها و عزل الثوار و تجاهلهم بل تجاوز ذلك لمحاولات تخوينيهم و تسميتهم بالفلول رغم ان بعض تلك الجمعيات نزلت للتظاهر في ميادين مصر منذ عقد الزمن ضد حكم مبارك ايام كان الإخوان يسبحون بحمده و تعظيمه و لا يجرؤون حتى على المطالبة بحقوقهم و ايام كانو يتآمرون معه في الغرف المغلقة من وراء ظهر الشعب و على حساب الشعب مكتفين ببعض المقاعد في مجلس الشعب المصري

هذه دروس للعبرة و العظة في السلوك السياسي للجميع و خصوصا لجماعة العدل و الإحسان حيث ان الفكر المنهاجي للشيخ عبد السلام ياسين قد تطرق لكل هذه المشاكل و حلها بذكاء وفهم سياسي راق جدا و حس أخلاقي عال تفوق على جميع النظريات السياسية المعروفة
وفقه دستوري تطرق إلى دقائق لم يسبق إليها

لكن ما يقلقني هذه الايام هو ان اعضاء الجماعة لم يستطيعو الربط بين الفكر المنهاجي للإمام و بين ما حدث في مصر و بين ما يحدث في سورية و في العالم فاعضاء الجماعة مرتبطين فقط نظريا بالإمام لكنهم في الواقع يقعون تحت تاثير الإعلام الإخواني و الخليجي


و بالله التوفيق