مشاهدة النسخة كاملة : سيناريو الخلافة الإسلامية "فزاعة" أمريكية



zouhair
17-01-2005, 11:16
سيناريو الخلافة الإسلامية "فزاعة" أمريكية

أشرف علام - إسلام أون لاين.نت/ 16-1-2005


غلاف التقرير

شكك محللون وخبراء الإثنين 17-1-2005 في مصداقية سيناريو أمريكي يرتئي قيام "خلافة إسلامية" في المدى المنظور واعتبروه "فَزّاعة" لتعبئة النخبة الأمريكية والغرب عموما ضد نموذج حضاري يشكل تهديدا للنموذج الأمريكي بما يبرر السياسات العدوانية لواشنطن ضد المسلمين.

وكان تقرير لمؤسسة بحثية تابعة لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية قد حذر من تأثير حركة عقائدية عالمية قوية -تستمد وقودها من "الهوية الإسلامية المتشددة"- تحاول "استنهاض خلافة إسلامية"، وتشكل "تحديا صارخا للعادات والمبادئ الغربية" خلال الخمسة عشر عاما المقبلة.

وجاء هذا الطرح ضمن 4 سيناريوهات وردت في تقرير "المجلس القومي للاستخبارات" بالتشاور مع أكثر من 1000 خبير خلال 30 مؤتمرا عقدت في مختلف قارات العالم، ونشر الخميس 13-1-2005.

وفيما يتعلق بسيناريو الخلافة، اعتبر الدكتور عمرو الشوبكي الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية بالقاهرة أن "هناك بعض الجماعات تطرح مثل هذا المفهوم -مفهوم الخلافة- لكن ليس له أي فرص للتحقق في الواقع".

ورأى الشوبكي أن "الهدف من وراء هذا التقرير سببان: الأول هو مسألة التعبئة الداخلية خاصة للنخبة الأمريكية وإشعارها أنها محل تهديد سياسي وثقافي وحضاري، وأن هناك تيارات أخرى تسعى لتقويض ما تقوم به الولايات المتحدة في العالم من دعاوى نشر الديمقراطية في العالم وذلك لتبرير السياسات الرسمية الأمريكية".

وأضاف أن الهدف الثاني هو "توسعة وإضفاء المشروعية على النموذج الديمقراطي الذي تبشر به" الولايات المتحدة، موضحا أن التقرير عرض لسيناريو الخلافة الإسلامية "بطريقة يبدو فيها أنه يهدد النموذج الأمريكي؛ وبالتالي تبدو هي راغبة بكل الأحوال في أن تحافظ على سطوة النموذج الذي تقدمه".

صناعة الصورة


الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة

ويرى الدكتور سيف الدين عبد الفتاح أستاذ النظرية السياسية بجامعة القاهرة أن "التقرير يندرج ضمن ما يسمى صناعة الصورة وهي مسألة خطيرة في الحرب الدعائية والإعلامية".

وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن هناك 4 أنواع من الصورة: تكوين صورة زائفة، والتهوين من الصورة، والتهويل من الصورة، وتجهيل الصورة"، مضيفا أن أمريكا تستخدم الآليات الأربع المتعلقة بصناعة الصورة التي يدخل في إطارها صناعة العدو.

وأضاف عبد الفتاح أن "ما يترتب على صناعة الصورة فيما يخص التهويل هو تسويغ الأدوات التي تستخدم في القمع".

وأوضح أن "أمريكا بررت تدخلها في شئون الدول الأخرى بالحديث عن حقوق الإنسان، ثم الحديث عن الإرهاب. وهي فزاعات مصنوعة حيث تقوم الحضارة الغربية بمحاولة استعداء الثقافات الأخرى ضد الفكر والتراث الإسلاميين بوجه عام".

وقال الدكتور عبد الفتاح مدرس الفكر السياسي الإسلامي: "إن صناعة فزاعة من الخطر الإسلاميتندرج ضمن التهويل من صورة المسلمين وهو أمر له ذاكرة استشراقية"، موضحا أن كتابات المستشرقين سبقت إلى الحديث عن أن الخطر الإسلامي قادم وهو ما تجلى في التحذير من "العدو الأخضر" في إشارة إلى الإسلام.

وعن الخلافة، يقول الأكاديمي المصري إنه ليس هناك إلا حزب التحرير الإسلامي الذي يدعو للخلافة الإسلامية حاليا و"هو ليس من الفاعلية بمكان على الرغم من أن لأعضائه حضورا وتنظيما، خاصة في الفضائياتحيث يهاجم أعضاؤه كل من يتكلم عن فقه الواقع، ويرى أن الحل هو الخلافة".

"انحسار"

من ناحيته، أكد الخبير الأمني المصري اللواء فؤاد علام مساعد وزير الداخلية سابقا أن بعض الجماعات كانت تنادي بإقامة الخلافة الإسلامية "لكنها بدأت في الانحسار". وقال: إن أبناء هذه الفرق كانوا مركزين في مصر وباكستان وإندونيسيا.

وأوضح أنه "في مصر عدلت الجماعة الإسلامية عن فكرة الخلافة وأصدرت 8 كتب حتى الآن كلها تسير في اتجاه تخطئ من يعتقدون بهذه المفاهيم. وكان لهذه الكتب أثر كبير في الحركة الإسلامية في مصر وفي خارجها. وبالتأكيد حدث تراجع بين أبناء هذه الفرق".

وأضاف أنه في باكستان وإندونيسيا فقد "تأثروا بهذه الأفكار، وأعتقد أن هناك حوارا ضخما بين أعضاء هذه الفرق سينضم على الأرجح إلى وجهة نظر الجماعة الإسلامية في مصر".

لكن "علام" توقع أن "يكون هناك إفراز جديد يأتي بمنظمات إرهابية جديدة يرفع بعضها راية الإسلام وبعضها الآخر من جنسيات مختلفة يرفع رايات أخرى قد تكون مسيحية أو يهودية مثلما حدث في إيطاليا وألمانيا في الأربعينيات من القرن العشرين".

وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن عدم تحقيق العدل هو الذي يفرز منظمات إرهابية... وما تقوم به أمريكا وإسرائيل في أفغانستان وفلسطين هو نفس صور عدم تحقيق العدل والظلم التي أفرزت منظمات إرهابية في أوربا من قبل".

واعتبر التقرير الأمريكي الواقع في 119 صفحة أن تنظيم "القاعدة" في مرحلة الزوال، متوقعا أن تحل محله "مجموعات لامركزية إسلامية، تستوحي العنف والإرهاب الدولي، وتكون أكثر انتشارا من الناحية الجغرافية" خصوصا في بقع "تتفرع من العراق والشرق الأوسط عموما وتمتد إلى دول إسلامية أخرى".

وذكر التقرير أنه "يمكن للعراق، والصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وحركات الاستقلال في الشيشان، وكشمير، وجزيرة مينداناو بجنوب الفلبين وفي تايلاند، والصراعات المحتمل اندلاعها مستقبلاً، أن تتيح الفرصة لتجنيد أعضاء جدد، وتوفير مناطق التدريب، واكتساب مهارات فنية جديدة وكفاءات لغوية لجيل جديد من الإرهابيين الذين سيتفرقون في العالم، ويحلون تدريجيا محل أعضاء القاعدة الذين اكتسبوا خبرة وحققوا مكانة في أفغانستان".

وقال علام: "إن الخلافة مستبعدة؛ فصراع هذه الجماعات (في الوقت الراهن والمستقبل المنظور) ليس مع الحكومات بقدر ما سيكون مع المصالح الأمريكية".

"عبث"


ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسة والإستراتيجية

الخبير في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام ضياء رشوان يرى أن الحديث عن خلافة إسلامية هو "كلام عبث وجزء من الترويج لما يسمى الحملة ضد الإرهاب"، موضحا أن الخلافة تعني اجتماع عدد من الدول أو المجتمعات تحت قيادة مركزية واحدة تحكم استنادا إلى فكرة الشرعية الإسلامية تحت ما يسمى الخلافة.

وقال لـ"إسلام أون لاين.نت": "إن التقرير إحدى وسائل الحرب الإعلامية لتخويف الغرب عموما مما يسمى الخطر الإسلامي"، مشيرا إلى أن الإدارة الأمريكية دخلت حربا طويلة المدى ضد ما وصفه بـ"التحدي الإسلامي الذي ظهر مؤخرا".

وشملت السيناريوهات الثلاثة الأخرى حتى العام 2020 التي رصدها التقرير المعنون "رسم خريطة المستقبل العالمي" كلا من سيناريو "عالم دافوس"، ويبرز توابع النمو الاقتصادي القوي الذي يعطي العولمة وجها غير غربي، ويتمحور حول قوة آسيا الاقتصادية التي ستحل محل الولايات المتحدة وأوربا "كمركز للعجلة النقدية".

ويركز السيناريو الثاني، الذي يحمل اسم "التوسع الأمريكي"، على كيفية استمرار هيمنة الولايات المتحدة في مسرح سياسي متغير، ويعطيها القبضة الحديدية في بلورة النظام العالمي.

ويحمل السيناريو الثالث اسم "دائرة الخوف" وينصب على مخاطر انتشار الأسلحة، والإجراءات الأمنية الفائقة التي تستوجبها معالجة هذا الموقف، حيث أشار إلى عمليات إرهابية من "طبقة جديدة ومتمرسة من الإرهابيين" تستدعي ردودا أقوى و"هيمنة أمنية".

نسيم
10-12-2006, 11:10
ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين

شكرا لك أخي الكريم

موضوع مهم جدا خصوصا في هذه الفترة