مشاهدة النسخة كاملة : خواطر حول إغتيال الطالب الشهيد الحسناوي



المراكشي
27-04-2014, 22:30
بسم الله الرحمن الرحيم
اولا اسال الله سبحانه و تعالى ان يرحم الاخ الحسناوي و يتقبله شهيدا في الشهداء و الصالحين الطيبين آمين
موقفي من الحدث الإرهابي هو انه إرهاب مزدوج امريكي و مخزني فعودة الدب الروسي إلى الساحة الدولية أخيرا اصبحت اكثر وضوحا من خلال احداث سوريا و فلسطين من خلال الوحدة الفلسطينية الاخيرة و تخلى الرئيس عباس عن خيار المفاوضات و من خلال احداث أوكرانيا الاخيرة و من خلال بحث الروس و جردهم لحلفائهم القدامى الجدد و من هم مستعدون للعودة للحضن الروسي مما اثار سياسة امريكية مماثلة تمثلت اخيرا في جولات الدبلوماسيين الامريكيين و جولة الرئيس أوباما الأخيرة لمناطق النفوذ الامريكية هذه التفاعلات الدولية الأخيرة اثارت عودة جديدة لتكتيكات الحرب الباردة و التي كانت رائجة حتى اواخر السبعينات

فلا شك ان المخزن المغربي هو حليف استراتيجي للامريكيين و قد قام المغرب بتطبيق السياسات الامريكية في مواجهة الشيوعيين إبان الخرب الباردة الأولى وكما هو حال اغلب الدول الإسلامية آنذاك و هذا يذكرنا بسياسة امريكية معروفة في مواجهة الافكار و الايديولوجيات فهناك تكتيك التمييع الثقافي و الفني بكل أشكاله في مواجهة ثقافة الإلتزام و ايضا تكتيك الإختراق من اجل (التطريف= radicalisation ) اي جعل التنظيمات الشيوعية اكثر تطرفا و بالتالي يسهل القضاء عليها فالتنظيمات الشيوعية و الإشتراكية وصلت إلى أعلى مستوياتها من الشعبية في كل انحاء العالم في الخمسينات و الستينات و تحقق هذه السياسة نتائج منها تبني التنظيمات الشيوعية للعنف و الإبتعاد عن مبادئ الدمقراطية و عزلها عن مجتمعاتها

و هي نفس السياسة التي تم تطبيقها في حق الإسلاميين فيما بعد عن طريق القمع و الإختراق و توظيف المتطرفين (( تنظيم القاعدة عند المتدينين هو المقابل الموضوعي للقاعديين في الجامعات المغربية و من غرائب الصدف التشابه في الإسمين )) في الثلاثين سنة قبل نهاية القرن المنصرم و ايضا محاربة الشيوعيين او الإشتراكيين بالإسلاميين و العكس فتجربة التناوب السياسية هي استثمار و استباق و قطع للطريق عن تحالف اليسار مع الإسلاميين بفتح الابواب للتحالف مع النظام الإتحاد الإشتراكي اولا ثم البيجيدي ثانيا

فنتذكر عمليات اختراق حركة الشبيبة الإسلامية و اغتيال عمر بن جلون رحمه الله و انحراف بعض القطاعات من الشبيبة نحو العنف في وقت كان عمر بن جلون يحتفظ بعلاقات طيبة جدا مع زعيم الشبيبة الإسلامية و كانا على وشك فتح اول حوار إسلامي يساري في تاريخ المغرب ثم نتذكر صعود القطاع الطلابي لجماعة العدل و الإحسان و فشل النظام في اختراق الفصيل الجديد و مع ذلك حاول النظام ضرب العلاقات بين هذا الفصيل الجديد و التنظيمات الشيوعية و الإشتراكية الطلابية العتيقة و في ضربة استباقية للحيلولة دون نجاح اي حوار طلابي إسلامي شيوعي اشتراكي قام النظام المخزني بتدبير عملية اغتيال الطالب الشيوعي القاعدي حسين آيت الجيد و نسبتها لفئة من الطلبة العدليين ظلما و بهتانا وهو نفس الفصيل الطلابي القاعدي المتطرف الذي كان يستعمله المخزن لنسف اي دناميكية للحوار الطلابي او السياسي بين مكونات اليسار او مكونات المجتمع المغربي حتى قبل ظهور الإسلاميين على الساحة

و في هذه الايام حيث بشرت الكثير من المنابر اليسارية و الإسلامية بالحوار اليساري الإسلامي و منها موقع جماعة العدل و الإحسان و منها قيام الشهيد الاخ حسناوي من منظمة التجديد الطلابي قبل اغتياله بمحاولة لتنشيط ندوة للحوار الإسلامي اليساري و تم اللجوء لنفس الفصيل الإرهابي و المتطرف لنسف هذا الحوار و لتسميم الاجواء السياسية في المغرب و شغل الفرقاء السياسيين ببعضهم البعض عن مهمات التغيير الملحة في المغرب و تطبيق سياسة فرق تسد بين القبائل السياسية المغربية


فاحتراما لإرادة الشهيد و لروحه رحمه الله اتمنى ان تقوم الحركات الإسلامية بمد اياديها لليسار لتدشين مرحلة للحوار و التامل السياسي و الفكري بما فيه عرض اوراق في النقد الذاتي و نقد الآخر بكل انفتاح و اريحية فلو ان اليسار فتح اعينه و آذانه للإسلاميين لكان تفادى الكثير من الهنات و المزالق خصوصا في علاقاتهم بالشعب و نفس الشيء بالنسبة للإسلاميين فلو انهم قبلو الهدايا الثمينة التي كان يهديها لهم عقلاء اليساريين و القوميين على اطباق من ذهب لكانو تجاوزو الكثير من المصائب السياسية و الاخطاء في محاولاتهم تدشين عملهم السياسي في البدايات

ونريد تظاهرة وطنية للطلبة بكل الفصائل و التنظيمات للحوار و في نفس مكان استشهاد الحسناوي حوار مفتوح و من دون شروط للتاسيس لعمل طلابي جديد مع إشراك قدماء طلبة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب نريدها تظاهرة مثل تظاهرة اجدادنا عند محاولة الإستعمار الفرنسي فرض الظهير البربري لإرسال رسالة واضحة للمخزن انه سينهزم و لن يستطيع التفريق بين الفصائل الطلابية و السياسية في افق دولة دمقراطية حرة و مستقلة