ابوعمارياسر
13-05-2014, 00:53
بسم الله الرحمن الرحيم
يتهم الوهابيين ائمة الصوفية عموما و ابن عربي خصوصا بأنهم شيعة و ليسوا من أهل السنة
و لكن كلام بن عربي رحمه الله في الشيعة يوضح العكس تماماُ و يوضح بما لا يقبل الشك أنه كان على مذهب أهل السنة و الجماعة ،
و أنقل هنا عن الشيخ رحمه الله بهذا الخصوص كما ورد في كتاب الفتوحات المكية :
* من كلام الشيخ محى الدين بن عربي في الشيعة
اعلم إن الشياطين قسمان قسم معنويّ وقسم حسيّ ثم القسم الحسيّ من ذلك على قسمين شيطانيّ أنسيّ وشيطانيّ حتى يقول الله عز وجلّ شياطين الأنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون فجعلهم أهل افتراء على الله وحدث فيما بينهما في الإنسان شيطان معنوي وذلك أن شيطان الجنّ والإنس إذا ألقى من ألقى منهم في قلب الإنسان أمراً ما يبعده عن الله به فقد يلقى أمراً خاصاً وهو خصوص مسئلة بعينها وقد يلقى أمراً عامّا ويتركه فإن كان أمراً عامّاً فتح له في ذلك طريقاً إلى أمور لا يفطن لها الجنيّ ولا الأنسيّ تتفقه فيه النفس وتستنبط من تلك الشبه أموراً إذا تكلم بها تعلم إبليس الغواية فتلك الوجوه التي تنفتح له في ذلك الأسلوب العام الذي ألقاه إليه أولا شيطان الإنس أو شيطان الجنّ تسمى الشياطين المعنوية لأن كل واحد من شياطين الإنس والجنّ يجهلون ذلك وما قصدوه على التعيين وإنما أرادوا بالقصد الأوّل فتح هذا الباب عليه لأنهم علموا أن في قوّته وفطنته أن يدقق النظر فيه فينقدح له من المعاني المهلكة ما لا يقدر على ردّها بعد ذلك وسبب ذلك الأصل الأول فإنه اتخذه أصلاً صحيحاً وعوّل عليه فلا يزل التفقه فيه يسرقه حتى خرج به عن ذلك الأصل وعلى هذا جرى أهل البدع والأهواء فإن الشياطين ألقت إليهم أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه ثم طرأت عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى ضلوا فينسب ذلك إلى الشيطان بحكم الأصل ولو علموا إنّ الشيطان في تلك المسائل تلميذ له يتعلم منه وأكثر ما ظهر ذلك في الشيعة ولاسيما في الإمامية منهم فدخلت عليهم شياطين الجنّ أو لا يحب أهل البيت واستفرغ الحب فيهم ورأوا أن ذلك من أسنى القربات إلى الله وكذلك هو لو وقفوا ولا يزيدون عليه إلا أنهم تعدّوا من حب أهل البيت إلى طريقين منهم من تبدى إلى بغض الصحابة وسبهم حيث لم يقدموهم وتخيلوا أن أهل البيت أولى بهذه المناصب الدنيوية فكان منهم ما قد عرف واستفاض وطائفة زادت إلى سب الصحابة القدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي جبريل عليه السلام وفي الله جل جلاله حيث لم ينصوا على رتبتهم وتقديمهم في الخلافة للناس حتى أنشد بعضهم ما كان من بعث الأمين أمينا وهذا كله واقع من أصل صحيح وهو حب أهل البيت أنتج في نظرهم فاسداً فضلوا وأضلوا فانظر ما أدى إليه الغلوّ في الدين أخرجهم عن الحد فانعكس أمرهم إلى الضد قال تعالى "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل وطائفة ألفت إليهم الشياطين أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" ثم تركتهم بعدما حببت إليهم العمل على هذا فجعل بعض الناس لحرصه على الخير يتفقه لكونه يريد تحصيل أجود من عمل بها فإذا سنّ سنة حسنة يخاف إذا نسبها إلى نفسه لا تقبل منه فيضع لأجل قبولها حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ويتأول أن ذلك داخل في حكم قوله من سنّ سنة حسنة فأجاز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقول عليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ولا فاه به لسانه ويرى أن ذلك خير فإن الأصول تعضده فإذا أخطر له الملك قوله صلى الله عليه وسلم من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وأخطر له أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم "ليس كذب عليّ ككذب على أحد من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار يتأول ذلك كله بإلقاء الشيطان في خاطره فيقول له إنما ذلك إذا دعا إلى صلى الله عليه وسلم وقال عنه أنه صرح بما لم يقله صلى الله عليه وسلم ،
...........................................
* كتاب الفتوحات المكية محيي الدين ابن عربي الصفحة : 321
يتهم الوهابيين ائمة الصوفية عموما و ابن عربي خصوصا بأنهم شيعة و ليسوا من أهل السنة
و لكن كلام بن عربي رحمه الله في الشيعة يوضح العكس تماماُ و يوضح بما لا يقبل الشك أنه كان على مذهب أهل السنة و الجماعة ،
و أنقل هنا عن الشيخ رحمه الله بهذا الخصوص كما ورد في كتاب الفتوحات المكية :
* من كلام الشيخ محى الدين بن عربي في الشيعة
اعلم إن الشياطين قسمان قسم معنويّ وقسم حسيّ ثم القسم الحسيّ من ذلك على قسمين شيطانيّ أنسيّ وشيطانيّ حتى يقول الله عز وجلّ شياطين الأنس والجنّ يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون فجعلهم أهل افتراء على الله وحدث فيما بينهما في الإنسان شيطان معنوي وذلك أن شيطان الجنّ والإنس إذا ألقى من ألقى منهم في قلب الإنسان أمراً ما يبعده عن الله به فقد يلقى أمراً خاصاً وهو خصوص مسئلة بعينها وقد يلقى أمراً عامّا ويتركه فإن كان أمراً عامّاً فتح له في ذلك طريقاً إلى أمور لا يفطن لها الجنيّ ولا الأنسيّ تتفقه فيه النفس وتستنبط من تلك الشبه أموراً إذا تكلم بها تعلم إبليس الغواية فتلك الوجوه التي تنفتح له في ذلك الأسلوب العام الذي ألقاه إليه أولا شيطان الإنس أو شيطان الجنّ تسمى الشياطين المعنوية لأن كل واحد من شياطين الإنس والجنّ يجهلون ذلك وما قصدوه على التعيين وإنما أرادوا بالقصد الأوّل فتح هذا الباب عليه لأنهم علموا أن في قوّته وفطنته أن يدقق النظر فيه فينقدح له من المعاني المهلكة ما لا يقدر على ردّها بعد ذلك وسبب ذلك الأصل الأول فإنه اتخذه أصلاً صحيحاً وعوّل عليه فلا يزل التفقه فيه يسرقه حتى خرج به عن ذلك الأصل وعلى هذا جرى أهل البدع والأهواء فإن الشياطين ألقت إليهم أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه ثم طرأت عليهم التلبيسات من عدم الفهم حتى ضلوا فينسب ذلك إلى الشيطان بحكم الأصل ولو علموا إنّ الشيطان في تلك المسائل تلميذ له يتعلم منه وأكثر ما ظهر ذلك في الشيعة ولاسيما في الإمامية منهم فدخلت عليهم شياطين الجنّ أو لا يحب أهل البيت واستفرغ الحب فيهم ورأوا أن ذلك من أسنى القربات إلى الله وكذلك هو لو وقفوا ولا يزيدون عليه إلا أنهم تعدّوا من حب أهل البيت إلى طريقين منهم من تبدى إلى بغض الصحابة وسبهم حيث لم يقدموهم وتخيلوا أن أهل البيت أولى بهذه المناصب الدنيوية فكان منهم ما قد عرف واستفاض وطائفة زادت إلى سب الصحابة القدح في رسول الله صلى الله عليه وسلم وفي جبريل عليه السلام وفي الله جل جلاله حيث لم ينصوا على رتبتهم وتقديمهم في الخلافة للناس حتى أنشد بعضهم ما كان من بعث الأمين أمينا وهذا كله واقع من أصل صحيح وهو حب أهل البيت أنتج في نظرهم فاسداً فضلوا وأضلوا فانظر ما أدى إليه الغلوّ في الدين أخرجهم عن الحد فانعكس أمرهم إلى الضد قال تعالى "يا أهل الكتاب لا تغلوا في دينكم غير الحق ولا تتبعوا أهواء قوم قد ضلوا من قبل وأضلوا كثيراً وضلوا عن سواء السبيل وطائفة ألفت إليهم الشياطين أصلاً صحيحاً لا يشكون فيه إن النبي صلى الله عليه وسلم قال "من سنّ سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها" ثم تركتهم بعدما حببت إليهم العمل على هذا فجعل بعض الناس لحرصه على الخير يتفقه لكونه يريد تحصيل أجود من عمل بها فإذا سنّ سنة حسنة يخاف إذا نسبها إلى نفسه لا تقبل منه فيضع لأجل قبولها حديثاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ويتأول أن ذلك داخل في حكم قوله من سنّ سنة حسنة فأجاز الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأن يقول عليه صلى الله عليه وسلم ما لم يقله ولا فاه به لسانه ويرى أن ذلك خير فإن الأصول تعضده فإذا أخطر له الملك قوله صلى الله عليه وسلم من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وأخطر له أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم "ليس كذب عليّ ككذب على أحد من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار يتأول ذلك كله بإلقاء الشيطان في خاطره فيقول له إنما ذلك إذا دعا إلى صلى الله عليه وسلم وقال عنه أنه صرح بما لم يقله صلى الله عليه وسلم ،
...........................................
* كتاب الفتوحات المكية محيي الدين ابن عربي الصفحة : 321