مشاهدة النسخة كاملة : أمطروهم بوابل أدعيتكم



ابتهال
23-07-2014, 01:31
امامة

واقع دموي عصيب تسبح فيه أمتنا الاسلامية ، ومجازر تقشعر منها االأبدان أبى مقترفوها إلا أن يعتلوا القمة والصدارة بل الدرك الأسفل في الوحشية واللاإنسانية ، بل إن الإنسانية منهم براء براءة الذئب من دم يوسف عليه السلام .

الأمر الذي لا تشوبه شائبة شك أن النظام العالمي المنافق تسوده منظومة قيم وقوانين سنت وفق شريعة الغاب وعدالة الذئاب ! وضعها صناع القرار أصحاب النفوذ والهيمنة واسعة النطاق ، اعتلت أعناقهم علوا واستكبارا وزهوا وغرورا وهم يفتلون عضلاتهم ويستعرضون تكنولوجيتهم المدمرة التي أحرقت الأخضر واليابس ودمرت العمار وخربت الديار ويتمت الأطفال ورملت النساء وحطمت الأمن والاستقرار واغتالت كل الحقوق الانسانية والشرعية ... إنه إرهاب عالمي منظم....إنها وحشية لم يسبق لها مثيل... إنه جبروت وطغيان ، يرى هذا النظام العالمي المنافق كيف الرصاص يخترق أجساد الاطفال في غزة فيجعلهم أشلاء !! يرى البيوت تدمر فوق رؤوس أصحابها !! يرى النساء والشيوخ والأطفال يشردون من أرضهم وبيوتهم وقد زرع الخوف والرعب في قلوبهم ! يرى لوحة الطفولة البريئة تتحطم تحت أقدام المحتلين المجرمين النجسة ، فلا يحرك ساكنا ، لأن هذا هو منطق الذئاب ، وهذه هي ثقافة المصابين بجنون القوة الذين رأوا في قوتهم قوة أسطورية قاهرة ، وجمعهم جمعا لا يغلب وعسكرهم عسكرا لا يتقهقر ولا يقهر .
فإذا كان هذا هو الحال الذي نكتوي بجمره نحن المسلمين وإن كانت صورته الكئيبة يكسوها الضباب والسواد ، فإننا وبالرغم من كل ذلك يجب أن نعتقد جازمين بأن جمع هؤلاء المجرمين القتلة وقوتهم إلى زوال بإذن الله ( سيهزم الجمع ويولون الدبر ).

إنه اليقين ، إنه الإيمان الجازم أن هذه الديار لن يعمر فيها ظالم ، وإن كانت قلوبنا تنفطر ألما على شعبنا في غزة ونحن نشاهد وبالبث الحي والمباشر أهلنا تحت القصف والدمار والتشريد والجوع ، وإن كان البعض منا يتساءل ، ماذا عسانا أن نفعل تجاه إخواننا ونحن لا نملك حولا ولا قوة ؟! بلى إننا نملك ما هو أعظم من تكنولوجيتهم وأسلحتهم ، إننا نملك قوة أعظم من قوتهم وجبروتهم ، ولكننا بحاجة قبل كل ذلك لأن نستيقظ لمنهج الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، بحاجة لنفوس تستشعر أنها مسؤولة عن هذه الأمة ، بحاجة لمن يحمل هموم الإسلام والمسلمين وما أكثرها ، بحاجة لأن نتحول من حالة السيل والغثاثية لنصبح كالنهر الجاري له منبع ومجرى ومصب ، بحاجة لقلوب صافية صادقة يرفع أصحابها أكف الضراعة لقيّوم السماوات والأرض وجنوبهم تتجافى عن المضاجع ويطلقونها سهام الليل الصائبة والأدعية الخالصة التي تحطم سكون الليل وتعرج إلى السماء طارقة أبواب رحمة الله وفرج الله أن يرفع الظلم ويكشف الغم ويزيل الكرب والهم عن أهلنا في غزة وفي كل مكان في هذا العالم المنافق ... نعم إننا بحاجة لقلوب تتمزق لحال المسلمين وأدعية تتفجر من هذه القلوب تكون كالحمم البركانية تصيب أهل السوء وترد كيد الظالمين ... إنه القلب الصادق والدعاء الخالص سلاحنا وعدتنا وعتادنا ونحن الذين نملكها ولا يملكها غيرنا .

فيا إخوتي ويا أخواتي لقد طغى المجرمون في ديار المسلمين ، وصالوا وجالوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، فأمطروهم بوابل أدعيتكم وأنتم تقفون عند باب من لا يرد الدعاء ، وبالإضافة لأدعيتكم ، فإنها أموالكم قدموها لإخوانكم ولا تخشوا من ذي العرش إقلالا ، فكونوا كرماء بأدعيتكم ، كرماء بأموالكم ، فإن لم تكونوا أنتم كذلك ، فمن ؟