بسم الله الرحمن الرحيم


تناقلت المواقع الاخبارية حدثتين مهمين حيث تدخلت الطائرات الحربية الامريكية اكثر من ستة عشر مرة لمراقبة قاذفات نووية روسية التي حلقت بالقرب من الحدود الأمريكية و الكندية كما تدخلت
البحرية الروسية من خلال تشكيلة مضادة للغواصات النووية لطرد غواصة نووية امريكية اقتربت كثيرا من الحدود الروسية مما يعيد إلى الأذهان التكتيكات الحربية في عز الحرب الباردة في النصف الاخير من القرن الماضي


من طبيعة الحال الإعلام الفضائي و الغربي تجاهل هذين الخبرين و حاولو التقليل من اهمية هذه الاخبار و التي تضرب المحاولات الغربية للترويج لهيمنة حلف الناتو و لهيمنة القطب الواحد على العالم في الصميم حيث ان الصعود الروسي الصيني بدأ يعبر عن نفسه في المناطق الاكثر حساسية في العالم مثل أوكرانيا و العراق و سوريا و فلسطين و هذا ما لا يعيه المسلمون و العرب هذه الايام و هو ما يتجاهله الإعلام العربي الفضائي التابع للهيمنة الغربية و الصهيونية


فعودة روسيا و الصين للساحة الدولية يعني ان المسلمين و العرب يمكنهم أخيرا إيجاد حلفاء دوليين و يمكنهم التعاون مع هذا القطب العالمي الروسي و الصيني لطرد الإستعمار الامريكي من المنطقة و طرد الإحتلال الصهيوني ففي القرن الماضي كانت حجة الكثيرين ممن يكانو يرفضون التعاون مع الإتحاد السوفييتي هو انه كان يفرض شروطا أيديولوجية و مذهبية لكن هذه المرة لا توجد اية شروط من هذا النوع و قد اختفى الإتحاد السوفييتي و روسيا وريثة الإتحاد السوفييتي مستعد للتعاون من دون شروط وإمكانيات التعاون و مواقعه و فوائده لا تحصى من الناحية الإقتصادية و العلمية و العسكرية و التكنولوجية


اقدم هنا مثالا و احدا فالتكنولوجيا التي سمحت للصواريخ الفلسطينية باختراق القبة الحديدية الصهيونية الامريكية هي تكنولوجيا إيرانية طورتها إيران بالإعتماد على الإختراق الصيني لمنظومات الدفاع الامريكية و الاسرار الدفاعية الامريكية حيث حصلت عليها إيران من الصين كما حصلت إيران على تقنيات تصنيع الصواريخ البدائية التي نقلتها إلى حزب الله و المقاومة الفلسطينية بحيث تتمكن المقاومة من تحقيق الإكتفاء الذاتي في حالة إغلاق الانفاق و قطع طرق الإمداد عن غزة و ايضا الصواريخ المضادة للدروع والتي تعد الافضل عالميا و التي سلمتها إيران للمقاومة حصلت عليها من كوريا الشمالية و التي لعبت دورا حاسما في هزيمة اجتياح غزة بالقوات البرية الذي تبين فيما بعد انه كان الخطة الاساسية لهذه الحرب وهو إعادة احتلال غزة و القضاء على حماس بتمويل و دعم خليجي كامل

و بالتالي فالدرس المهم من هذه الحرب المستعرة على إخواننا في فلسطين هو ان تيار المقاومة و الممانعة لا يزال حيا و لا يزال يؤلم الكيان الصهيوني رغم خيانة جماعة الإخوان المسلمين للمقاومة و رغم تحالفها الغير المعلن مع الأمريكيين و مع داعش و الإرهابيين لضرب سورية و لبنان و حزب الله و إيران في زمن يكون فيه المطلوب هو الوحدة الإسلامية و التعاون الإسلامي للقضاء على الصهيونية في المنطقة سواء كانت عاصمتها تل أبيب او الموصل او جدة او الدوحة و لهذا ادعو الإسلاميين بالعودة إلى تيار المقاومة و الممانعة و إيقاف الحرب المخزية في سوريا و لبنان وليبيا و اليمن و الإكتفاء بالعمل السلمي و القبول بمبدأ التناوب

و التركيز على تغييرالانظمة العميلة في دول الخليج الهمجية و الخائنة بشكل مدروس و سلمي و حضاري مع قطع الطريق على الإرهابيين تخيلو معي عالما عربيا متحالفا مع إيران و سوريا و مع من يقف وراءهم من الدول الناقمة على الهيمنة الامريكية و الغربية تخيلو حجم القوة و الإستقلال و الكرامة التي سيشعر بها الإنسان العربي وهو يبني بلده بعيدا عن التاثير الوهابي الاعرابي الخليجي المتخلف

تخيلو العربية السعودية تحت اسم جديد و علم جديد و نظام جديد حيث يعامل الجميع على قدم المساوات لا فرق بين غني و فقير لا فرق بين امير و مواطن عادي تخيلو العربية السعودية و قطر في حلف ضد الهيمنة الامريكية و الغربية حيث يعانق الشيعي السني و يتعاونان لبناء نظام جديد و حيث تخرج المظاهرات دعما لغزة و حيث يسمح للفلسطيني بالتنقل بحرية في كل انحاء العالم العربي من دون قيود او تضييق و لهذا يجب العودة لتيار المقاومة و إعادة التحالف الإخواني القومي المقاوم فورا