مشاهدة النسخة كاملة : جلاوي: أمريكا ليست أعظم من الله..



المراكشي
18-01-2005, 00:28
جلاوي: أمريكا ليست أعظم من الله..

حوار/ باسل النيرب 6/12/1425
17/01/2005


كشف النائب (جورج جالاوي) المؤيّد للحقوق العربية والمناصر لها في مجلس العموم البريطاني عن الحملة التي تعرّض لها من صحيفة (الديلي تلغراف) البريطانية وغيرها من الصحف، وعن دوافع هذه الحملة، كما تناول حَمَلات الضغط التي تتعرض لها الصحف البريطانية والأمريكية، والمؤثرات الخارجية على وسائل الإعلام. ويؤكد أن الولايات المتحدة سوف تندحر من العراق؛ فهي لن تستطيع الصمود أمام المقاومة، وهي ذاتها ليست أقوى من الله. كما تناول الحوار قضايا كثيرة.
فإلى نصّ الحوار...

الخداع الإعلامي الأمريكي والبريطاني

لماذا لم تحذُ صحيفة (الديلي تلجراف) حذو صحيفة (كريستيان ساينس مونيتور) التي اعتذرت بعد أن اكتشفت أنها تعرضت لعملية تزوير؟
أولاً: علينا أن نُعَرّف بصحيفة (الديلي تلغراف)؛ فهي هذه ليست صحيفة عادية، فقد كانت هذه الصحيفة مملوكة للورد (كونراد بلاك) – والذي سوف نتكلم عنه بعد قليل – وزوجته هي (باربرة أميل) التي كانت تعمل كاتبة لدى الجنرال (إيريل شارون)، وإحدى أعزّ أصدقائه، وكان من ضمن أعضاء مجلس إدارة الصحيفة كل من (هنري كيسنجر ورتشارد باويل ومارغريت ثاتشر)، وعليه إذا كان المرء يُقيّم من قبل أعدائه فأكون محظوظاً أن يكون لي مثل هذا النوع من الأعداء، كما عُرِفَتْ (الديلي تلغراف) تحت قيادة (اللورد بلاك) و(أميل) باسم (ديلي تل أبيب) لأنهما استخدما الصحيفة بإمعان لصالح الصهيونية والامبريالية.
أماصحفية (كريستيان سينس مونيتور)، فالقضية معها قضية بسيطة كصحيفة تعرضت للاستغفال من قبل شخص ما، وهذا المخطّط للنيل من الأشخاص هو للهجوم على كل من وقفوا ضد مخطط الصهيونية والامبريالية في المنطقة والعالم ككل.

هل تتعرض الصحف البريطانية والأمريكية إلى حملة خداع إعلامي منظم؟
نعم .. قبل أيام قليلة كتبت (النيويورك تايمز) مقالاً عن خلافات تجري بين أعضاء القيادة الأمريكية العليا عن المدى والأولوية للخداع والتزوير المتعمد والشِّراك التي يمكن أن تكون جزءاً من السياسة الأمريكية، كما أن الصحف كانت تشكو من ضعف الأدلّة في خريطة الحرب على العراق، كمثل التزوير النيجيري حيث ذُكر عن وجود تزوير مستندات تقحم العراق في عملية شراء يورانيوم من النيجر ثم تبيّن أنها مزوّرة.
وانسحب الأمر كذلك على كلمة كولن باول في الأمم المتحدة، وتسجيلات التنصّت بالهاتف وصور من الأقمار الصناعية، وجميع الأشياء التي تمّت وتبيّن فيما بعد أنها مزوّرة كلياً، وهناك أنموذج واضح بوقوع خداع متعمد وشركات دعائية استخدمتها الدول الامبريالية لزيادة الدعم الإعلامي لحملتها.

ما هي المؤثرات الخارجية على وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية؟
الإعلام الأمريكي والبريطاني مملوك لرجال أعمال أصحاب بلايين، وأهدافهم مترابطة إلى حد بعيد مع مصلحة أمريكا وبريطانيا. في بريطانيا لدينا وضع شاذ بصورة فريدة، وهو أن معظم وسائل الإعلام مملوكة من قبل الأجانب من ذوي البلايين الذين يكون ولاؤهم النهائي للنظام الذي يؤيدونه، ولأمريكا بصفتها قوة عظمى.
وبلا شك فإن مصلحة هذه الدول القوية ومصلحة أصحاب البلايين المالكين للإعلام متشابه إلى حد بعيد، وفي بعض الأحيان متوافقة تماماً، وهناك –طبعاً- أشخاص يتجمعون تحت راية خط معين أو تحليل معين يتمّ الأخذ به، وفي بعض الأحيان تكون هذه التجمعات اللوبية فعالة جداً، لكن عوضاً عن التذمر من هذه التجمّعات، فإنني أميل إلى عمل تجمّعي (لوبيّ) خاصّ بنا، ويجب أن يكون أفضل من التجمع الذي عندهم، وإلى اليوم وصلت إلى سن خمسين، ولم أتمكن من تكوين لوبي خاص كما ذكرت.

العراق إلى أين

كيف تقرؤون الأحداث اليوم في العراق وخاصة بعد كشف زيف الادعاءات الأمريكية والبريطانية من امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل والتعاون مع تنظيم القاعدة؟
أنا أرى أن أمريكا وبريطانيا في ورطة عميقة في العراق، وهو مشروع بدأ ليكون وسيلة لإرهاب وتخويف العالم بقوة أمريكا المهيمنة. لكن ما نتج عن هذا المشروع عكس ذلك تماماً؛ فالآن الناس الذين يخافون من أمريكا هم أقل ممن كانوا يخافونها من قبل. والشيء الوحيد الذي يظهر كل يوم في العراق هو فقدان السيطرة الأمريكية على ذلك البلد. الولايات المتحدة تستطيع أن تسيطر على سماء العراق ولكن بشرط ألاّ يطيروا على ارتفاع منخفض يجعلهم بمرمى الإصابة بمدفع (آر بيه جيه). لكنهم لا يستطيعون السيطرة على شارع منفرد في أي مدينة عراقية. وهذا ما سيحصل واقعياً لو أصرّوا على غزو سوريا أو إيران.
الناس –الآن- يلاحظون، كما نقول في حركة العمال الاسكتلندية: إن القوي يظهر قوياً فقط طالما كان سائر الناس جاثين على ركبهم. فإذا قام سائر الناس فإن القوي سوف لا يبدو قوياً. الولايات المتحدة قوية .. هذا صحيح .. لكنها ليست أعظم من الله.

كيف تفسر عدم انسحاب القوات البريطانية من العراق إلى اليوم؟
رئيس الوزراء البريطاني باع بلده لقوة أجنبية، فهو واقع في علاقة لا يمكن الانفكاك عنها، فهو مربوط بما يشبه الحبل السري للجنين مع جورج دبليو بوش، وأعتقد أنه في شهر مايو موعد الانتخابات العامة سيدفع ثمن ذلك. لقد سبق له وأن دفع ثمناً باهظاً في التاريخ وما يخص سمعته في البلد، وهذا سيتبين أكثر وضوحاً في الانتخابات العامة المقبلة.

ما رأيك في حمّى الترشيح للانتخابات الفلسطينية، وهل ستفرز الانتخابات من هو قادر على انتزاع الحقوق من إسرائيل؟
أولا: أنا قضيت جميع حياتي السياسية منذ كنت في العشرين وحتى هذا العام من المعجبين بـالرئيس ياسر عرفات، وهو صديق لي بمعنى أنني "عرفاتي"، وهذا شيء يجب أن تعرفه.
الانتخابات الفلسطينية هي –بالطبع- موضوع يخص الفلسطينيين تحديداً. لكنني أرى أنني كشخص قضى معظم وقته معهم وقدم دمه السياسي لهذا الغرض، فإن ذلك يعطيني الحق في التعليق في هذا الشأن.
أعتقد أن الاختيار للمتقدمين الرئاسيين ليس جيداً. نوعيات المتقدمين ليس فيها تضمين لقوى سياسية جادّة بصورة كافية. فعلى سبيل المثال الأحزاب الإسلامية ليس لها مرشح، والانتفاضة ليس لها مرشح، والاختيار المتبقي أمام الحزب العام فتح كان في تجديد أنفسهم، ليبحثوا عن جيل جديد بأن يجدوا قيادة جديدة من جيل جديد من جيل الانتفاضة التي لها رصيد عال من المؤازرة محلياً.
ولهذا كنت مهتماً بترشيح مروان البرغوثي نفسه، وأنا آسف جداً - مهما كان السبب- ولكننا جميعاً نستطيع التنبؤ بما قد يكون السبب أو الوسائل التي مورست على مروان – بأن يترشح ثم ينسحب ثم يترشح ثم ينسحب. لكنني أراه شيئاً مؤسفاً جداً، على كل حال أرى أن تركة الرئيس عرفات الباقية هي ترْكُه لخطوط حمراء ذات حوافّ حادة جداً.
وليس عندي شك أن الأمريكان والإسرائيليين يؤيدون "أبو مازن"؛ لأنهم يرون أنه قد يكون مستعداً للتنازل عن تلك الخطوط الحمراء. ولا أرى أنهم على صواب في اعتقادهم. ولكن حتى وإن كانوا على صواب في ذلك، لكنني لا أرى أن أي تنازل سيكون مسموحاً به أمام الفلسطينيين أنفسهم.
كنت مؤخراً في لبنان، وكمثال في كثير من المخيمات هناك – في الرشيدية وعين الحلوة وصبرا وشاتيلا – وكان الشعور هناك: انتظر وترقب، وإذا كانت هناك محاولات عديدة للتنازل عن حقوق اللاجئين، وإذا كان هناك أي محاولة لبيع الخط الأحمر للقدس، أو أي محاولة للاتفاق على أشياء لم يوافق عليها الرئيس عرفات، فأنا أرى أنه سيكون هناك مشكلة حقيقية أمام القيادة الفلسطينية الجديدة، وأتمنى أن لا يسلكوا هذا الطريق.

أجندة (بوش وبلير) للسنوات القادمة

ماذا بعد احتلال العراق اليوم على أجندة (بوش – بلير) للسنوات الأربع القادمة؟
أعتقد أن احتلال العراق سوف ينتهي قبل مرور أربع سنوات بكثير، وأعتقد أن الاحتلال الأمريكي البريطاني للعراق سوف ينتهي هذه السنة؛ لأن المقاومة أصبحت بكل بساطة غير قابلة للتوقف، ومحاولة غزو واحتلال بلد عربي مسلم في حرب صليبية جديدة فشل.
القادة السياسيون يعلمون أنه فشل، والقادة العسكريون يعلمون أنه فشل. وإذا مضينا أكثر في هذا المستنقع فسوف نغرق ولا يبقى لنا أثر، وأشعر بأنه مهما كان في تفكير (بوش وبلير) أن يفعلاه في أجندتهما بخصوص التدخل في سوريا وإيران أو التدخل في بلاد عربية أخرى مثل السودان أو السعودية، فقد أصبح هذا الآن أمراً غير قابل للتحقيق، وفي هذا السياق فإن المقاومة العراقية لا تدافع عن العراق فحسب بل تدافع عنا جميعاً، وعن جميع البلاد العربية، وعن جميع المسلمين.

أين وصل مشروع مطالبة رحيل (توني بلير) عن الحكومة البريطانية؟
لقد تم قبوله الآن على أرضية البرلمان وبهذا يكون قد اجتاز العقبة الأولى؛ لكن ليس هناك دعم له إلا من عدد قليل من أعضاء البرلمان. فَـ(توني بلير) كان ذكياً جداً؛ فهو لم يذهب ببريطانيا إلى غزو العراق وحيداً. لقد سمح لمجلس العموم (البرلمان) أن يصوت. وقد صوتوا بأعداد كبيرة لصالح هذه الجريمة، فليس (توني بلير) وحده الذي يُلام، يجب أن يُحاسب كل عضو في البرلمان ممن اتبعه إلى هذه المذبحة، وهذا ما ننوي القيام به في الانتخابات القادمة في شهر مايو.

ما رأيك في ادعاءات اختلاس في برنامج النفط مقابل الغذاء؟ كيف تفسر تصاعد حِدّتها في هذا الوقت؟
هذا تضليل إعلامي أمريكي ضد الأمم المتحدة، كانوا يأملون إبعاد السكرتير العام للأمم المتحدة كنتيجة لهذه الحملة، وهذه الحملة يتولاها اليمين المتطرف في الكونجرس الأمريكي والبنتاغون، وأعتقد أنها لن تفلح. هذه ادعاءات بسيطة أو بيانات أو أسماء أو أسماء أشخاص مكتوبة على أوراق.
أنا لم أر أي دليل يثبت تورّط أي من كبار الموظفين في مزاعم سوء التصرف، كل ما رأيته ظهر كادّعاءات رخيصة، وفي مثل وضعي الشخصي فنحن نعلم الآن أنه كان هناك اتجاه قوي لتلطيخ سمعتي في جريدة (الكرستيان سينس مونيتور) و(الديلي تلغراف) وفي صحف أخرى. وقد تبين أنها زائفة.
ومن ثم فإن المشكلة ليست ضد الأمم المتحدة بل هي ضد الحكومتين الأمريكية والبريطانية اللتين قامتا بالالتفاف على الأمم المتحدة بالقيام بمغامرة عسكرية تبين فيما بعد أنها علاوة على كونها غير أخلاقيّة جاءت بنتائج عكسيّة مأساويّة

أشرف
18-01-2005, 20:37
بارك الله فيك أخي المراكشي على المشاركة القبمة.

المختار
20-01-2005, 22:59
جزاك الله خيرا اخي الفاضل المراكشي