مشاهدة النسخة كاملة : كرة الثلج اليمنية.. من صعدة إلى صنعاء



المراكشي
19-09-2014, 22:27
بسم الله الرحمن الرحيم

اقدم للإخوة هذا التقرير من قناة الميادين الرائعة عن الأوضاع في اليمن و ساقوم بالتعليق عيله لاحقا





اندفاعة العصيان المدني التي أخذت أنصار الله إلى العاصمة صنعاء، تصطدم بتدخل الوصاية الدولية والاقليمية لمحاولة إجهاضها، لكن الوقائع تشير إلى أن مطالب اليمنيين غير قابلة للتراجع عنها.
من المستبعد العودة إلى التدخل العسكري الاقليمي والدولي، لترجيح كفة الوصاية.
ككرة الثلج تكبر حركة العصيان المدني التي أطلقها أنصار الله، من أجل مطالب سياسية وأجتماعية.

فحين وصلت إلى صنعاء على أبواب مقر فرقة اللواء علي محسن الأحمر، لم يعد العصيان خاصا بانصار الله، إنما بات شبه جامع لقوى سياسية وقبلية يمنية كثيرة.

هذه القوى كانت غير متحمسة للعصيان، أو أنها خشيت أن يتحول إلى فوضى أمنية كبيرة، كحالة ليبيا المأسوية، فرجحت لقبول الوعود بأنصاف الحلول، بل مالت للضغط على أنصار الله لقبول المشاركة في الحكومة وخفض أسعار المحروقات.

الحوثيون لم يقعوا تحت تأثير الضغط المتواصل للخيار بين الوصاية الخارجية والفوضى الأمنية. ولم يصدقوا أن المرحلة الانتقالية التي تشرف عليها لجنة الوصاية، تقود إلى استقرار اليمن.

في هذا السبيل عارضوا توصيات البنك الدولي لرفع الدعم الحكومي وما يسمى، إصلاح الاقتصاد. ولم يطلبوا أكثر من أن تتولى حكومة كفاءات وطنية، بحث الأزمات ودرس الحلول الناجعة الممكنة. وأن تكون هذه الحكومة بمنأى عن مراكز النفوذ والمصالح الخاصة المتهمة بالفساد.

فهم جمعوا بين المطالب السياسية والمطالب الوطنية والاجتماعية، فلقيت حركتهم تأييدا واسعا بين فئات عديدة من اليمنيين، بالرغم من اتهامهم بالولاء لإيران. لكنهم أخذوا هذه المطالب على عاتقهم في خارطة طريق، بدأت في خروجهم من صعدة، باتجاه صنعاء.

في منتصف الطريق حاول تجمع الإصلاح أن يشغلهم في الجوف على الحدود مع السعودية، كي تبقى الأبعاد الإقليمية طاغية على الخلاف السياسي، لكنهم استكملوا إلى عمران، ومنها إلى مركز الثقل في صنعاء.

في هذه الظروف التي تميل لصالح العصيان، من المستبعد العودة إلى التدخل العسكري الاقليمي والدولي، لترجيح كفة الوصاية. والحالة هذه، اليمنيون قادرون على انهاء الأزمة بأيديهم، فمطالب أغلب اليمنيين ليست بعيدة عن مطالب الحوثيين.