مشاهدة النسخة كاملة : حقيقة الهجوم على جريدة شارلي



شهيد لحسن امباركي
25-02-2015, 16:26
بسم الله الرحمن الرحيم
حقيقة الهجوم على جريدة شارلي

بعد تردد كبير للخوض في هذا الموضوع لما أصبح يعانيه المسلم و العربي الأصل بالخصوص في بلد كان يعد من أكبر و أول الدول الديمقراطية حفاظا على القانون و المساوات و العدالة النزيهة التي يضرب بها المثل في كل المحافل، أصبحت هي الأخرى تتراجع إلى الوراء و ذلك لما استدعت طفل عمره 8 سنوات للتحقيق معه حول تلفظه بكلمات رددها أمام معلمه لم يعرف المسكين معناها و لا مدى خطورتها بل لم يعد يعرف الكل كيف أصبحت كلمات عربية (كمثل الله أكبر) تزعج و تستنفر من سمعها من الفرنسيين سواء شرطة أوما شابهها و حتى المواطنين. و هذا الأسلوب كان يستخدم من طرف أمن الحكومات الديكتاتورية الفاشية و ذلك باستنطاق الأطفال لاعتقال آبائهم و ما يثير العجب أن دولة كفرنسا
هل عليها أن تتطور أم تتراجع؟؟
دولة فرنسا بجميع مؤسساتها و قادتها كانت أقرب بكثير من أي بلد آخر من البلدان المسلمة و من الإسلام لكونه ثاني ديانة في الجمهورية. نعم فرنسا كانت البلد الوحيد الذي نسج علاقات تقارب و تفاهم و احترام كبير مع المسلمين، كسبت ثقة متبادلة معهم بنيت على عصور من التعامل معهم في كثير من الميادين. و كان هذا التقارب يسير دائما نحو التطور مع مرور الزمن لكن و للأسف بمعاملاتها الأخيرة تجاه المسلمين تراجعت هذه العلاقات بأكثر من 100 سنة نحو الوراء.
إن حبي لهذا الوطن الذي أعيش فيه و يعيش فيه كثير من المسلمين و العـرب، و رغبتي في الدفاع عن حقوق المظلومين كيف ما كان دينهم و جنسهم و خاصة المسلمين الذي أنتمي إليهم، المسلمين الأبرياء من كل الصور المشوهة التي تدور في كل قنوات العالم باسم المسلمين، و كذلك خدمة للوطن و للإنسانية لوقف الكراهية و العنصرية و لوقف الحرب المتزايدة ضد كل الديانات و المسلمة خاصة و لوضع حد لكل من يستعمل الدين للقتل و الفساد بجميع أنواعه ليلطخ أيادي ناس أبرياء و ليوسخ الصورة الحقيقية لأناس بعيدين كل البعد عن كل هذه الأفعال القذرة و أيضا لفضح كل إرهابي و مجرم أصبح سهلا عليه في عصرنا هذا أن ينسب جرائمه إلى المسلمين مختفيا متخفيا وراء الدين لينفذ مخططاته ويسدد حساباته الإجرامية البشعة باسم الدين و أيضا كي يعلم أصحاب هذا الهجوم على جريدة شارلي أن سرهم مكشوف و لا ينبغي أن نسكت عنه حتى لا يواصلوا و يكرروا إرهابهم علينا.
فلكل هذه الأسباب التي ستجر العالم إلى حرب عالمية لا محالة، نخبركم عن حقائق و أسرارهذا الهجوم البشع الذي يظن أنه لا يعلمه إلا أصحابه و قليل من أصحاب السلطة و النفوذ في القيادة العليا للبلاد و على رأسهم السيد رئيس الجمهورية الذي لعب دورا رئيسيا في السيناريو المفتعل لتظليل الرأي العام عن الحقيقة. رغم أن هناك كثير من المفكرين و المثقفين تسائلوا عن كثير من اللقطات الغريبة لهذا السيناريو الفاشل و كثير من أبدوا برأي مخالف و أعطوا تعليقات لم ترق لآخرين ولم يسمع لهم بل لم ينشر تعليقهم و دست الأدلة و البراهين خوفا من أن تطرح تساؤلات لكشف الحقيقة و أدمجت أدلة أخرى للتمويه كترك بطاقة التعريف لأحد منفذي الهجوم كما قالوا. فهل يعقل أن يكون صاحب الهجوم الحقيقي غبي لهذه الدرجة كما كان قتل كولي بالي و هو مكبل الأيدي، لماذا قتل بعد القبض عليه طبعا كي لا يقول شيء عن الحقيقة.و أيضا هذا يعني أنهم لا يفكرون بأن هناك شاهد لأن كل مجرم عندما ينفذ جريمته يترك بصمة أو أثر و على العقلاء تتبع الأثر أو البصمة و قد نسوا أن الله شاهد على ما حدث و يحدث
و من لا يفكر بالله عز وجل يقول ما لا يفهم لأنه لا يؤمن بقدرة الله على كشف الحقائق عاجلا أم آجلا. و كم حقيقة أخفوها سنينا و سنينا و لكن أظهرها الله بقدرته و قوته و الله على كل شيء قدير.
أرجع إلى موضوع بحثي و الأدلة التي في العملية الإجرامية لأبسط سياسي إن كان مبتدءا في السياسة و القانون هي ظاهرة العيان و حتى الناس العاديون بمتابعتهم أخبار الحدث تتوضح لهم الحقائق، ربما حكومة فرنسا أخفتها كي تظهر للعالم أن قوة استخباراتها لا زالت قوية إلا في نفس الوقت يصرحون أن صديقة كولي بالي التي كانت معه في عملية محطة البنزين و كل العمليات قد استطاعت الإفلات و الخروج من فرنسا أليس هذا بعجب العجاب!؟.
فليعلم الجميع أن منفذ الهجوم على جريدة شارلي هو كولي بالي أمدي و صديقته و كولي بالي هو نفسه من قتل شرطية مونتروج و نفذ هجوم المتجر اليهودي بينما صديقته فرت من بين أيدي الشرطة و المخابرات الفرنسية. و أثبت كولي بالي و من يسنده أنه أذكى من المخابرات الفرنسية بتركه هوية أحد الأشخاص و جعل الحكومة تبحث عن هذا الشخص و هي كالبحث عن السراب و لكي يبقى هو حرا بتحركاته و فعلا تحقق ما رسموه له.
أنا أتساءل أين المستشارين ؟ أين المفكرين؟ أين السياسيين؟ صعلوك كهذا استطاع أين يضحك على أقوى دولة كانت في المخابرات و المعلومات، و أنا أشك بقدرة كولي بالي على تظليل الحكومة الفرنسية إذا لم يكن هنالك شخص ذا منصب رفيع في الحكومة قد ساعده على تنفيذ مهامه، فالحكومة بدلا من أن تبحث عن الجاني الحقيقي بقيت تتخبط و سبب تخبطها و إظلالها يعود أيضا إلى المستوى الرفيع الموجود داخل السلطة التنفيذية في الدولة.

فالمخابرات الفرنسية كانت تعد من أقوى و أول المخابرات العالمية منذ تحرير الصحفية الفرنسية فلورونس أوبنا بالعراق من بين أيدي مختطفيها ألا و هم جناح مخابرات أمريكية (OEF)
حيث كسبت فرنسا بهده العملية اعترافا كأكبر قوة استخباراتية عالميا من طرف أمريكا و كسبت أيضا حوالي 8 مليار أورو مقابل السكوت عن هذه الفضيحة وقد نسبت الخارجية الفرنسية هذه القوة لشخصها المدعو بيار فيمون (ٍVIMONT erierP)علما أن من أوصلهم إلى هذه المرتبة الرفيعة هو من حاربوه عام 2000م و حاولوا اغتياله مرات و مرات. و في هذا الحدث خصيصا هناك شهود من ذهبوا مع هذا الرجل المؤمن إلى الخارجية الفرنسية و قد طلب هذا الرجل في حينها أن ينهض النائب الأول لوزير الخارجية ليجلس بكرسيه جزائري لم يكن يملك حتى أوراق الإقامة و هذا الحدث قد أثار الأخوة اللذين حضروا معه و هم جزائريون و مغاربة، و مما قيل له : لم يحصل في تاريخ فرنسا منذ جورج بومبيدو و إلى يومنا هذا أن يطلب من نائب وزير الخارجية النهوض عن كرسيه ليجلس مكانه الشخص الذي لا يملك أوراق إقامة.
و لكوني شاهد على الحدث و الشيء بالشيء يذكر أحب أن أذكر فقط الحكومة بأن هذه العملية لا يعلم بها الشعب الفرنسي و لا الصحافة الفرنسية، و أعود لأقارن الشخص لَسَنَ بَاتِيلي (BATHILY Lassana.) الذي أخفى الأشخاص في المتجر اليهودي كيف كان جزاءه حيث كرمته الحكومة بأوراق الجنسية الفرنسية و اعتبرته مواطن فرنسي فهذا جميل ومن رفع رأس فرنسا عاليا لم تذكره الحكومة و لم يحصل حتى على كتاب شكر و مثل هذا الإنسان الأخير كثيرون في فرنسا و لكون لن يذكر عمله توقفوا عن أي مساعدة و قد خسرت فرنسا كثير من المفكرين العرب و المسلمين لأنها أهملت هؤلاء المفكرين و الله عز وعلا يقول في كتابه
"' و إن شكرتم لأزيدنكم"'.
إن فرنسا كانت قوية بهؤلاء اللذين كانوا يؤازرونها و يسندوها بالحقائق و الأفكار، و أنا على يقين
أن استغناء الحكومة عن مثل هؤلاء الناس سيجعلها في هرج و مرج.
و لمن يريد معرفة مجريات حادثة اختطاف الصحفية فلورونس أوبنا فليطلع على ما نشرته عنها سابقا في مقالتي بعنوان: بيع أسرار.
و ذكر هذه القصة ذكرناه لنعرف كيف كانت مكانة المخابرات الفرنسية و كيف أصبحت.
فلماذا لم تستطع وقف الفتاة الهاربة صديقة كولي بالي أمدي؟ و هذا إن دل على شيء فإنما يدل على تأخرها و أيضا عن عدم تناسق و تكامل فروع الاستخبارات فيما بينها فكل حاكم جديد يأتي بفرقته الجديدة مستبعدا من كان سابقا قبله و يريد أن ينفرد بالمعلومات بوحده متجاهلا الآخر. و ليس السبب هو تخليها عن تعاون استخبارات أجنبية كما صرح وزيرها السابق شارل باسكوا.
أما عن من مدبر الهجوم على صحيفة شارلي إبدو ما هو إلا تصفية حسابات اليهود فيما بينهم.
والذي كان راءه و يؤسفني أن أقول هما أحد القادة و رئيس أحد البلديات بضواحي باريس، هذان الشخصان هما من كانت لهما حسابات مع صحفي جريدة شارلي و هما من جندا كولي بالي و صديقته لهذه العملية التي نسبت لمسلمين. و هذا يعني بالفرنسية [ جامي ستظهر الحقيقة]
أما عن الأخوين كعواشي فليس لهما أي دخل في هذه القضية و ما سيناريو قتلهم بأحد متاجر مدينة دامغتان أون غوويل ليس إلا خدعة لطمس الحقيقة و هنا نتساءل لماذا لم يعرضوا صورتهما أحياء أم ميتين أمام الملأ .
كفى تغفيلا للشعب ألا تخافوا من ربيعكم الذي صنعتموه ! و لا تخافوا أن ينقلب السحر على الساحر !
أما عن حرية الصحافة:
فليعلم الجميع أن حرية الفرد أو الجماعات أو المؤسسات تنتهي عندما تمس حرية الآخرين.
و أظن أن صحفي هده الجريدة بتعليقاتهم بالرسوم الساخرة مسوا شعور كثير من الناس كما مسوا شعور ناس ذووا ديانات أخرى. فبتهورهم هذا أوصلوا هذا البلد إلى حرب و معادات و نزاعات داخل و خارج البلد.
فلا بد من إطفاء نار الفتنة و أن نرد كل خاطئ إلى الطريق السليم و لا نخلط بين الصالح و الطالح،
وخلق الاحترام المتبادل حتى لا ننسى أن شعار الجمهورية : حرية مساوات أخوة.
ربما سأكون محاربا في مقالي هذا من قبل الحكومة الفرنسية لأني أقول الحقيقة لردع الفتنة و الحفاظ على بلدي الذي أحببته و كونت أسرتي فيه. و أنا على يقين لو أن السارق يعلم أن الناس تراه و هو يسرق لما سرق، و كذلك الخاطئ يحلو له أن يلجأ إلى أخطائه في الظلمات لأن النور لا تستطيع أن تخفيه و هكذا النور كاشفة الحقائق.
للكاتب شهيد لحسن امباركي باريس في .24/02/2015