مشاهدة النسخة كاملة : القرضاوي وعزت والغزالي يطالبون الشعوب بالاستعداد للمعركة الكبرى



إلياس بنعلي
28-08-2006, 14:08
القرضاوي وعزت والغزالي يطالبون الشعوب بالاستعداد للمعركة الكبرى


وسط حشدٍ ضخمٍ من طلاب الجامعات والمعاهد المصرية المختلفة ولفيفٍ من أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة وجمع غفير من علماء الأزهر الشريف نظَّم نادي أعضاء هيئة التدريس مؤتمرًا مساء الإثنين 14/8/2006م بعنوان (صراع الإرادات- المواجهة الإستراتيجية مع إسرائيل- نحو استكمال مقومات النصر) شارك فيه العلامة الكبير فضيلة الشيخ يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والدكتور محمود عزت الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ بجامعة الزقازيق، واللواء الدكتور زكريا حسين المدير الأسبق لأكاديمية ناصر العسكرية العليا وأستاذ العلوم الإستراتيجية بجامعة القاهرة، والدكتور عبد الحميد الغزالي القيادي في الإخوان والأستاذ بجامعة القاهرة، والدكتور عادل عبد الجواد رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس بجامعة القاهرة، والدكتور محمد البلتاجي سكرتير الكتلة البرلمانية لنواب الإخوان المسلمين.



وسبق المؤتمر مظاهرة لطلاب الجامعات المصرية داخل النادي نددوا فيها بصمت الأنظمة العربية وحيوا فيها جهاد مقاتلي المقاومة الإسلامية في لبنان ومجاهدي الاحتلال الصهيوني بفلسطين.



المعركة الكبرى
د. محمود عزت


وفي كلمته أكد الدكتور محمود عزت أن الجولة الأولى أوشكت على الانتهاء وسيأتي بعدها جولات واجبنا فيها ليس فقط التعبير عن مشاعرنا ولكن علينا الإعداد الجاد لهذه المعركة، قائلاً: لا بد أن نعلم أن المعركة التي بشَّرنا فيها الرسول- صلى الله عليه وسلم- بالنصر آتية؛ وذلك في حديثه "لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود.. حتى يقول الحجر والشجر يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعالي فاقتله".



وأضاف د. عزت أننا بدأنا الطريق الصحيح لهذه المعركة التي قام بها طلائع الأمة في فلسطين ولبنان، وبقي الدور الأكبر الذي لا يستطيع إنجازه إلا الأمة كلها عندما تحقق قول الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنْ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمْ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.



أسباب الضعف


من جهته استنكر الدكتور عبد الحميد الغزالي- القيادي في الإخوان المسلمين- تهميش الأنظمة العربية والإسلامية لأكثر من 60 جيشًا نظاميًّا وإبعاده عن ساحة المعركة، داعيًا لتحويل الشعوب إلى جيوش مقاومة لتحل محل الجيوش النظامية إن كانت لا تستطيع القيام بواجبها، مشيرًا إلى أن الجيوش النظامية لم تستمر في معاركها مع الكيان الصهيوني أكثر من أيام معدودة بينما استطاع مقاتلو حزب الله الصمود أمام الكيان الصهيوني بكل قوته المدعومة أمريكيًّا واستطاع تكبيده خسائر فادحة لم تستطيع هذه الجيوش النظامية تحقيقها!!.



وقال الغزالي إذا كان هذا الضعف والخوار نتيجةً للمعونة الأمريكية التي تمنحها لمصر سنويًّا فإن هذه المعونة والتي تبلغ ملياري دولار لا تُمثل سوى جزءٍ بسيطٍ من التهرب الضريبي للكبار، موضحًا أنَّ القضيةَ هي قضية اتفاقية السلام التي أخرجت مصر من المعادلة العربية والإسلامية ووضعتها طبقًا للاتفاقية المدافع الأول عن الكيان الصهيوني، مطالبًا بتجميد هذه الاتفاقية إذا كان النظام لا يستطيع في الوقت الحالي إلغاءها.



ووصف الدكتور عمرو دراج- نائب رئيس مجلس إدارة النادي الذي قدَّم للمؤتمر- الأنظمة والنخب العربية التي تستعين بهم "إسرائيل" في فرض مشروعها الصهيوأمريكي على المنطقة بالطابور الخامس لهذه القوة الباطشة، مؤكدًا أن الغرض من هذا المؤتمر بعد دعم المقاومة في فلسطين ولبنان هو التدارس وتحديد الدور العملي الذي ينبغي أن يقوم به كل فرد مسلم لنصرة الإسلام والمسلمين ونصرة المقاومة.



انعدام الإرادة
وفي بداية كلمته حيا العلامة الكبير الشيخ يوسف القرضاوي الحضور الكبير، مؤكدًا أن هذا الجمع يدل على أن الأمةَ الإسلاميةَ ما زالت تنبض ويتدفق في شرايينها الحرارة والحيوية، ووجَّه انتقاداتٍ شديدةٍ للأنظمة العربية والإسلامية بسبب تمسكها بما يُسمَّى خيار السلام الإستراتيجي الذي معناه الحقيقي الاستسلام!!.


د. يوسف القرضاوي




وشدد على أن الإنسان لا بد أن يكون مستعدًا للقتال إذا هُتك عرضه أو اغتصبت أرضه ﴿كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ﴾ مشيرًا إلى أن إسرائيل ليست هي القوة التي لا تُقهر لأنها قُهرت في العاشر من رمضان 1393هجرية "معركة العبور"، كما قُهرت على يد مجموعةٍ قليلةٍ من المجاهدين في لبنان لا يتجاوزوا عددهم الحقيقي بضع مئات.



وقال الشيخ القرضاوي: عندما دُعيت لهذا المؤتمر لم يطلب مني أحد الحديث في موضوع معين، ولكن عندما طالعت الصحف هذا اليوم وجدت عنوان المؤتمر (صراع الإرادات) فتساءلت: هل هناك إرادات تتصارع؟ وهل هناك إرادة للصراع عند العرب؟، موضحًا أن الفرق بين العرب والمسلمين والكيان الصهيوني كبير في إدارة الصراع الدائر.



وأشار إلى أن الصهاينة لديهم إرادة لإدارة الصراع، بينما الوضع مختلف لدى الأمة العربية التي وصفها بأنها عديمة الإرادة؛ لأن ليس لها أهداف تريد تحقيقها بعكس الصهاينة، إلا أن الشيخ أكد أن الوضع اختلف مع بعض اللبنانيين والفلسطينيين رغم ظروفهم الضيقة وما يعيشون فيه من تجويعٍ وحصارٍ وأن صبرهم على ذلك في حدِّ ذاته بطولة تماثل بطولة إخواننا في لبنان.



خيانة

وأضاف الداعية الإسلامي الكبير أن العرب وقفوا بجانب فلسطين في حرب 1948م ولم يتركوا الفلسطينيين وحدهم وكانت الجامعة العربية آنذاك طفلة بنت ثلاث سنوات وشارك العرب بسبع جيوش "وبصرف النظر عن النتيجة المهم أنهم أعلنوا شيئًا"، أما الآن وقد بلغت الجامعة العربية من عمرها أكثر من نصف قرن وتتكون من أكثر من 22 دولة إلا أنها تركت الفلسطينيين واللبنانيين يقاتلون الصهاينة وحدهم كل على حدة!!، مشيرًا إلى أن العرب مجتمعين ليسوا فقراء في الأسلحة فهم يمتلكون أسلحة بعشرات المليارات تفوق أسلحة الصهاينة ولكنها تُخزَّن حتى تصدأ، وهذا خيانة للأمة وإهدار لأموالها.



وتساءل القرضاوي: أين الإرادات إذًا؟ قائلاً إنه لولا الإرادة الجهادية الفلسطينية بكل فصائلها ولولا إرادة حزب الله لما وجدنا أية إرادة عربية تقاوم الكيان الصهيوني، داعيًا إلى صُنع إرادة عربية إسلامية تصمم على مقاومة الصهاينة بلا استسلام.



وطالب في هذا الصدد بإعداد الأمة على طريقة صلاح الدين والتي اعتمدت على القوة والإيمان والإرادة وإحياء روح الجهاد فيها، فتغير حال الأمة من الهزل إلى الجد ومن الميوعة والتخنس وكراهية الموت إلى الشجاعة والتضحية وحب الموت في سبيل الله.



وأعدوا.. ووحدة الصف

وأوضح القرضاوي أن الهدف ليس مجرَّد الوصول إلى قوة التسليح الصهيونية، مستدلاً بما حققه حزب الله من انتصارٍ في حربه مع الكيان الصهيوني والتي رفع فيها الحزب شعار ﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾، مؤكدًا أنه يجب على المسلمين جميعًا أن يدافعوا عن كل شبرٍ مغتصبٍ من أرض الإسلام والمسلمين وعليهم الاستعداد للمعركة الكبرى، مضيفًا أنَّ أذكى عمل قام به الصهاينة هو إخراج أكبر قوة عربية من المعركة وهي مصر واستطاعوا أن يحيدوها وتبعتها في ذلك دول عربية أخرى مثل الأردن وغيرها وذلك بهدف تفتيت الأمة.



وشدد في هذا الصدد على ضرورة توحيد الأمة قبل إعدادها والحيلولة بينها وبين أي نزعة عرقية أو دينية أو مذهبية أو أيديولوجية لتقف الأمة صفًّا واحدًا في مواجهة أعدائها ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنيَانٌ مَرْصُوصٌ(4)﴾ (الصف).



ودعا الشيخ القرضاوي علماء الأزهر إلى تعبئة الأمة وبث روح الجهاد فيها وإلى تسجيل عضويتهم في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ليكونوا قوةً واحدةً مجتمعةً تثق فيها الأمة وتسير خلفها.



قوة حزب الله
اللواء زكريا حسين


من جانبه استعرض اللواء زكريا حسين تعريف ونشأة حزب الله وقوته العسكرية المعلنة، مؤكدًا أن هناك أسبابًا حقيقيةً تكمن وراء قوة حزب الله لم يستطع الموساد الصهيوني اختراقها أهمها:

- السماح بانضمام كافة فئات الشعب بما فيهم المسيحيون لعضوية الحزب.

- السرية المطلقة التي يلتزم بها أفراد الحزب وعدم معرفة أفرادهم إلا بعد إعلان أسمائهم بعد استشهادهم.

- اعتماده بشكلٍ كبيرٍ على التمويل الذاتي من خلال شركات ومصانع ومدارس ومستشفيات يمتلكها.

- قوته العسكرية وترسانته الصاروخية متعددة المدى ذات الرؤوس المتعددة المدمرة، إضافةً إلى شبكة الأنفاق والتحصينات السرية.



وأشار إلى بعض الخصائص والسمات التي انفردت بها المواجهة العسكرية الصهيونية مع حزب الله وجعلتها مختلفة عن غيرها من المواجهات السابقة يمكن تلخيصها فيما يلي:

1- شخصية القائد والقيادة والمقاتلين في حزب الله كانت المفاجئة الحقيقية لهذه المعركة؛ حيث تميزت بقدرة فائقة وفهم متميز لعمليات التخطيط ومبادئ القتال والاعتماد على ردِّ الفعل، إضافةً إلى قدرة القيادة العسكرية على السيطرة والتحكم، فضلاً عن مقاتلين يمتلكون إيمانًا وإرادةً وشهامةً وشجاعةً وثباتًا وتضحيةً على مستوى عالٍ من التدريبِ على حرب العصابات شلَّت حركة العدو تمامًا.



2- تمكن حزب الله من فرض أسلوب قتاله على العدو الصهيوني، ونقل المعركة من معركة جوية اعتاد عليها الصهاينة في بدء عملياتهم إلى معركة ترجل أدَّت لمواجهة مباشرة انقلبت لصالح حزب الله.



3- التماثل في أسلوب القتال وحجم التعاون والتنسيق بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني.



4- القصور الاستخباراتي والمعلوماتي للكيان الصهيوني.



المؤامرة

وكشف اللواء حسين عن عدة حقائق فرضت هذه العمليات الصهيونية ضد فلسطين ولبنان أهمها:

1- قيام الكيان الصهيوني بـ77 عمليةً داخل الضفة وقطاع غزة بعد وصول حماس للسلطة لاستفزازها وإظهارها على أنها منظمة إرهابية.



2- مشروع شارون الذي سُمي بمشروع الحل الانتقالي متعدد الراحل طويل المدى لتحقيق ثلاثة أهداف: الأمن المطلق، والنقاء القومي للدولة العبرية، والقضاء على المقاومة، ثم أعقبه مشروع أولمرت الذي سُمي بمشروع التجمع والانطواء استهدف الانسحاب من 150 مستوطنة عشوائية صغيرة، ثم استكمال بناء الجدار العازل، وحصر الفلسطينيين في دولة لا تزيد عن 34%.



3- مشروع شرق أوسط جديد الذي بني على ثلاث ركائز أساسية هي: اقتلاع الجذور العربية، وإعادة هيكلة المنطقة بشكل يكون فيها الكيان الصهيوني هو المهيمن على هذه الشعوب، وإضعاف صلة المجتمع العربي بمفهوم العروبة والإسلام، وتمزيق المجتمع من خلال إذكاء الخلافات العرقية والدينية والمذهبية.



وأكد في ختام كلمته أن الكيان الصهيوني لم يستطع تحقيق أهدافه في حربه علي لبنان وهي عودة الأسيرين، والقضاء على حزب الله، واحتلال الجنوب اللبناني، وإنشاء قوة دولية متعددة الجنسيات لحماية الكيان الصهيوني، مشددًا على أن مشروع الشرق الأوسط الكبير أفشلته المقاومة العراقية ومشروع الشرق الأوسط الجديد أفشلته المقاومة اللبنانية.

إخوان أون لاين - 15/08/2006

نسيم
28-08-2006, 16:57
نحن لها إنشاء الله