مشاهدة النسخة كاملة : من وراء اسوار الزمن !



بن المعتز
02-10-2006, 14:05
أثناء قرائتي لقصيدة عمر ابو ريشه وصلت الى هذه الأبيات التي جادت بها قريحه الشاعر الكبير / عمر ابو ريشه يحاور فيها الامه التي حملت مشعل الهدايه والعلم تنير بهما غياهب الظلام لتنير العقول الى الحقيقة الخالده
وحملت السيف بيد العدل لتحطم الطاغوت والطغيان .
ثم سرقني الخيال الى هذه المحاوره التي نقلتها عن خيالي ببعض التصرف إذ أنه قد جرى فيها من امور آثرت عدم إدراجها :


رباه !

من الذي أطفأ المصباح ؟

رباه !

من الذي فل حد السيف ؟

أو بعد ذلك الصبح الجميل دجى ؟

بلى

ولكن متى نور الصباح ؟

لقد طال حتى حسبته سرمديا ....


أواه ....

لكأني الان ُأصيخ بملىء سمعي الى صوت رخييم قد أخترق سجاف الدهر حتى وشى

إلى سمعي و أنا في مكتبة المنزل .

ويحه

مالذي تلفظه شفتاه ؟

أقتربت رويدا رويدا ...

رأيت رجلا قد ابْيضّ من البرص

قد عمي وجحظت عيناه .

تبينته.... واقتربت منه حتى كان بيننا حذفه حجر


فإذا أنا بالشعر والادب أمامي !!!!!

أبو معاذ

بشار بن برد بن يرجوخ العقيلي

فوالله لكأن جهام السماء هريق على كبدي

كنت ابحث عن ديوانه فأعوزني وجوده .

والان

هاهو الديوان وابو الديوان امامي .

ولكأن يد القدر تصافحني بعد ان ضنت بالوصال !

أبو معاذ !

وكيف عرفتني ياغلام ؟

وهل بلغ من وقاحه الدهر بعد العمى والبرص وجحوظ العينين ووو

أن يسخر بي .

حاشاك وحاشاك ومن الدهر حتى يسخر بأستاذنا

ليبن لسانك عن عنك

من الرجل ؟

فقلت : ابن المعتز.

فقال : ابو العباس !

فقلت : بلى ، ولكن لست بأبن معتزكم ولا أبي عباسكم

فقال : إذا فمن ؟

فقلت : رجل وشى الى سمعه نغم اطرب من الكران .

فقال : أو أعجبك ؟

فقلت : وكيف لا ، وقد خرج من فم أستاذنا .

فضحك ، ضحكه الشيخ الهرم .


فقلت : يرحمك الله ما الذي سمعتك تتمتم به ؟

فقال : خليلي ما بال الدجى لا تزحزح
وما لظلام الليل لا يتوضح
أضل النهار المستنير طريقه
أم الدهر ليل كله ليس يبرح
وطال على الليل حتى كأنما
بليلين موصول فما يتززحزح
كأن الدجى زادت وما زادت الدجى
ولكن أطال الليل هم مبرح

........ لافض الله فاك و من عثرات الدهر وقاك ما احسنه وأتمه

ما احسنه وأتمه ،

فقال لي ومن الذي أقدمك علينا !

ألست عينا !

فقلت فقأها الله من عين وبلاها بالحول والشين .

فتبسم تبسم المطمأن .

فقال اصدقني القول

مالذي أقدمك ؟

فقالت كنت أنشد الشعر وما إن فرغت حتى سرق شعرك فؤادي من وراء اسوار الزمن

فقال انشدني مما كنت تنشد !

فوالله لأن تسيخ بي الارض احب الى من ان انشده الشعر الذي كنت أنشده

فقال : ايهٍٍ

فقلت في نفسي أقولها وليصنع الله ما شاء :



أمتي هل لك بين الأمم *** منبر للسيف أو للقلم
أتلقاك وطرفي مطرق *** خجلاً من أمسك المنصرم
أين دنياك التي أوحت إلى *** وترى كل يتيم النغم ؟
كم تخطيت على أصدائه *** ملعب العز ومغنى الشمم
وتهاديت كأني ساحب *** مئزري فوق جباه الأنجم
أمتي كم غصة دامية *** خنقت نجوى علاك في فمي
ألإسرائيل تعلو راية *** في حمى المهد وظل الحرم ؟
كيف أغضيت على الذل ولم *** ولم تنفضي عنك غبار التهم ؟
أو ما كنت إذا البغي اعتدى *** موجة من لهب أو دم ؟
اسمعي نوح الحزانى واطربي *** وانظري دم اليتامى وابسمي
ودعي القادة في أهوائها *** تتفانى في خسيس المغنم
رب وامعتصماه انطلقت *** ملء أفواه الصبايا اليتّم
لامست أسماعهم لكنها *** لم تلامس نخوة المعتصم
أمتي كم صنم مجدته *** لم يكن يحمل طهر الصنم
لا يلام الذئب في عدوانه *** إن يك الراعي عدو الغنم
فاحبسي الشكوى فلولاك لما *** كان في الحكم عبيد الدرهم .

فوجم الشيخ وازداد جحوظ عينيه وانتفخت أوداجه

فقال : ويحك أأنت من القرن الحادي والعشرين .

فقلت : بلى

فقال : وما الذي جعلكم من اراذل الامم

فقلت : اظننا ابتعدنا عن ديننا .

فقال : مهيم ،

ليس ذالك فحسب

ما أظنكم إلا ابتعدتم عن الاخلاق والقيم و العزه والنخوه وفرقتكم سهام الجشع والحرص

إذا ما سامني الخلطاء خسفا
أبيت وربما نفع الإبـــــــــــــــــاءُ

فقلت : الا يأذن الاستاذ بأن نكون ضيفانه .ألست القائل

وللضيف الكرامة والحباء .

فقال : حبا وكرامه هلم بنا .

فجلسنا في مجلس ناهيك به من مجلس .

فصاح الاستاذ :

لتذبح الذبائح
ولتغن القيان

فلما طاب لنا المجلس قلت له : أخبرني يا ابا معاذ ما الحل فيما قلته لك انفا كيف نعود الى الى ما كنا عليه .

فتنهد الاستاذ وقال :

الهوى والعشق !

من عشق شيأ بذل في سبيله كل مايملك وهجر لذيذ النوم لأجله

وأنشد


خليلي عوجا بي على طرباتي

فوالله لا أنسى الحبيب حياتي

وما ذقت طعم النوم مذ مسني الهوى

ولا الكاس إلا ماؤها عبراتي

ودارت صبابات الهوى بمسامعي

كما دار مخمور من النشوات

فقلت : حسبك حسبك . وضعت اليد على الجرح .

فقمت من ذالك المجلس مسرعا .

فصاح إلى أين ؟

فقلت :
أفد الرحيل وحثني صحبي

والنفس مشرفه على النحب .

فقال : أبلغ قومك إذ وفدت عليهم

أنا السكران بالخمرة يصحوا ولو بعد حين

انه من اسكره الجشع والذل لا يصحوا الى يوم القيامه !!!!!

فتركتهم وهم يغنون :

وإن أك قد صحوت فرب يوم

تهز الكأس رأسي والغناء

أروح على المعازف أريحيا

وتسقيني بريقتها النساء

وما قارفت من سرف ولكن

طغى طربي ومال بي الفتاء .

.................................................. .........................
.................................................. ......................
.................................................. ..........
................................................






ثم صحوت من سكره خيالى فإذا انا أمام كتبي

نسيم
02-10-2006, 14:14
النور قريب جدا

ومن يبحث عن يجده امامه

ومدام ان هناك اناس يبحثون عن النور فأمل البحث وحده يكفي ليهديمه إلى النور