مشاهدة النسخة كاملة : سن الرشد…إلى متى؟



hassan_1677
29-01-2005, 22:58
سن الرشد…إلى متى؟
سن الرشد…إلى متى؟

ذة. فاطمة درويش

عزم رجل المسرح ببلدي أن يقوم بعملية تطهير لفكره من دياجي التشاؤم وويلاته، قبل ممارسة التطهير الدرامي على خشبات المسارح، فطفق يحلم…
يحلم الفنان المسرحي في المغرب بعيش كريم يوفر له ولأسرته ضمانات اجتماعية وصحية،
يحلم بمكتبة خاصة يبلور من خلالها أفكارها،
يحلم بقدرة شرائية تخول له مواكبة الأحداث بقراءة الصحف والإطلاع على مستجدات الأنترنيت،
يحلم بمعدات كانت من الكماليات وأصبحت من الضروريات، ليتقي بها ضريبة الشهر، كسيارة مثلا.
ويحلم قبل هذا وذاك، باقتحام صفوف المبدعين والمفكرين الذين يقام لهم ويقعد في أرجاء المعمور.
فشد بطموح على يد زميل آخر ثم آخر، ولاحت بارقة الأمل، وشكلت لجنة، وتوج الطموح بلقاء مسؤول كبير. نعم نعم، كانت هناك لجن أخرى ومقابلات أخرى لمسؤولين كبار، وهذه ليست كتلك.لقد تكررت الجلسات وطرحت أفكار ودونت وترك مشروع قانون في اليد الأمينة، ثم كان انتظار للمصادقة…انتظار تفاؤل وتطلع إلى نهضة وإقلاع بمجال المسرح في هذا البلد الحبيب…
من قال إن فاس، المعلمة التاريخية، ورمز الثقافة والأصالة في بلدنا…ستبقى بدون مسرح ؟
ومن القائل أن مسرح تفلت الذي ينتظر اللمسات الأخيرة منذ 25سنة، اومايزيد، سيصبح مستشفى؟
والبناية الفخمة التي استهلكت من أجلها ميزانية باهضة بمدينة مراكش لأجل أن تكون مسرحا، من قال أنها استحالت إلى مجرد موقع يأخذ السياح بجانبه صورا تذكارية؟
ومسرح سيرفانتيك بالشمال، ماذاك القيل والقال عنه؟
ومدينة البيضاء التي يحكى أن ثقافتها تعيش على مركبات فقدت الكثير من المعدات، ابرزها الستار؟
كيف يحكى أن بها مسارح بدأ تشييدها ثم توقف منذ سنتين؟
ألا يعيش المغرب فترة تحول؟بالنوايا الحسنة سيصلح كل شيئ ويمحى الماضي السحيق…فقط، يلزم الانتظار…
سلمت الأفكار التي ناقشتها لجنة المسرحيين ودونتها، لخبير بلجيكي يمثل اليونسكو. فصاغ هذا الأخير قانونا تغاضى فيه عن عدة بنود واستند في تهييئ القانون على ثلاث وثائق:أولها القانون الفرنسي، قانون فرنسي لأجل فنان مغربي؟؟؟أدرك الفنان المسرحي ببلدي أنه، والمسؤول عنه، لم يبلغ بعد سن الرشد لكي يتخذ القرارات وحده. فاتخذ مع ذلك قرارا وحيدا هوألا يستسلم لليأس…عليه الانتظار فقط، لكي تسير الأمور على مايرام…
أليس المغرب من الموقعين على وثيقة بلغراد لسنة1980 التي تهتم بوضعية الفنانين في العالم والتي تقول بوجوب دعم الفن من طرف الدولة بصيغة تتلائم مع صيغة العمل المتقطع التي يخضع لها؟
لن تبق أحوال المسرحيين متردية، غدا يشهد القطاع إعفاءات ضريبية تيسر للمستثمر اقتحام المجال الفني.
ألم يخضع القطاع الفلاحي بقانون إعفاء ضريبي إلى سنة 2020 نظرا لما تسببه الجفاف للفلاحة من مشاكل؟
الفن أيضا يثمر أفكارا طلائعية وتجريبية…وعدم تدعيمه يؤدي حتما إلى جفاف من نوع آخر.
غدا تتكاثر فرص التشغيل بسبب استيراد المعدات واللوازم التي تخص المسرح وباقي الفنون…
غدا يتحول القطاع إلى هيئة فيشهد المسرحي الكفاف والعفاف، ويحافظ على ماء الوجه بعدم اللجوء إلى شهادات الاحتياج في حالة المرض…وانتظار تبرعات المحسنين لأداء فريضة الحج وزيارة سيد الأنام…
غدا يتم ضبط مجال اشتغال الفنان الأجنبي ببلدنا وإخضاعه لاقتتطاعات ضريبية يدعم بها صندوق الفنان المغربي.
لن تبق ورزازات والعيون وبوجدور محتكرة من طرف السينمائيين الأجانب، سوف تبنى بها أعظم المسارح، غدا يواكب المسرح السينما وقد يتفوق…
غدا يوزع الدعم بالقسطاس بين رواد المسرح فيزول عنهم التهافت ليحل محل الإبداع…وأي إبداع،
غدا تتبنى القطاع مؤسسات اجتماعية قصد تطويره وتفجير الطاقات المبدعة الكامنة…وفي انتظار ذلك،
يستمر التباري في المسرح بين المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها،
ويستمر التباري في المسرح بين الهواة والمحترفين، وفي المعاهد، وتستمر النوايا الحسنة…
من يدري؟ فقد تسربت عملية التطهير من الوجدان إلى الجدران ومن بنى الجدران.
فقط يجب التحلي بالصبر و… الانتظار !



ذة. فاطمة درويش

عزم رجل المسرح ببلدي أن يقوم بعملية تطهير لفكره من دياجي التشاؤم وويلاته، قبل ممارسة التطهير الدرامي على خشبات المسارح، فطفق يحلم…
يحلم الفنان المسرحي في المغرب بعيش كريم يوفر له ولأسرته ضمانات اجتماعية وصحية،
يحلم بمكتبة خاصة يبلور من خلالها أفكارها،
يحلم بقدرة شرائية تخول له مواكبة الأحداث بقراءة الصحف والإطلاع على مستجدات الأنترنيت،
يحلم بمعدات كانت من الكماليات وأصبحت من الضروريات، ليتقي بها ضريبة الشهر، كسيارة مثلا.
ويحلم قبل هذا وذاك، باقتحام صفوف المبدعين والمفكرين الذين يقام لهم ويقعد في أرجاء المعمور.
فشد بطموح على يد زميل آخر ثم آخر، ولاحت بارقة الأمل، وشكلت لجنة، وتوج الطموح بلقاء مسؤول كبير. نعم نعم، كانت هناك لجن أخرى ومقابلات أخرى لمسؤولين كبار، وهذه ليست كتلك.لقد تكررت الجلسات وطرحت أفكار ودونت وترك مشروع قانون في اليد الأمينة، ثم كان انتظار للمصادقة…انتظار تفاؤل وتطلع إلى نهضة وإقلاع بمجال المسرح في هذا البلد الحبيب…
من قال إن فاس، المعلمة التاريخية، ورمز الثقافة والأصالة في بلدنا…ستبقى بدون مسرح ؟
ومن القائل أن مسرح تفلت الذي ينتظر اللمسات الأخيرة منذ 25سنة، اومايزيد، سيصبح مستشفى؟
والبناية الفخمة التي استهلكت من أجلها ميزانية باهضة بمدينة مراكش لأجل أن تكون مسرحا، من قال أنها استحالت إلى مجرد موقع يأخذ السياح بجانبه صورا تذكارية؟
ومسرح سيرفانتيك بالشمال، ماذاك القيل والقال عنه؟
ومدينة البيضاء التي يحكى أن ثقافتها تعيش على مركبات فقدت الكثير من المعدات، ابرزها الستار؟
كيف يحكى أن بها مسارح بدأ تشييدها ثم توقف منذ سنتين؟
ألا يعيش المغرب فترة تحول؟بالنوايا الحسنة سيصلح كل شيئ ويمحى الماضي السحيق…فقط، يلزم الانتظار…
سلمت الأفكار التي ناقشتها لجنة المسرحيين ودونتها، لخبير بلجيكي يمثل اليونسكو. فصاغ هذا الأخير قانونا تغاضى فيه عن عدة بنود واستند في تهييئ القانون على ثلاث وثائق:أولها القانون الفرنسي، قانون فرنسي لأجل فنان مغربي؟؟؟أدرك الفنان المسرحي ببلدي أنه، والمسؤول عنه، لم يبلغ بعد سن الرشد لكي يتخذ القرارات وحده. فاتخذ مع ذلك قرارا وحيدا هوألا يستسلم لليأس…عليه الانتظار فقط، لكي تسير الأمور على مايرام…
أليس المغرب من الموقعين على وثيقة بلغراد لسنة1980 التي تهتم بوضعية الفنانين في العالم والتي تقول بوجوب دعم الفن من طرف الدولة بصيغة تتلائم مع صيغة العمل المتقطع التي يخضع لها؟
لن تبق أحوال المسرحيين متردية، غدا يشهد القطاع إعفاءات ضريبية تيسر للمستثمر اقتحام المجال الفني.
ألم يخضع القطاع الفلاحي بقانون إعفاء ضريبي إلى سنة 2020 نظرا لما تسببه الجفاف للفلاحة من مشاكل؟
الفن أيضا يثمر أفكارا طلائعية وتجريبية…وعدم تدعيمه يؤدي حتما إلى جفاف من نوع آخر.
غدا تتكاثر فرص التشغيل بسبب استيراد المعدات واللوازم التي تخص المسرح وباقي الفنون…
غدا يتحول القطاع إلى هيئة فيشهد المسرحي الكفاف والعفاف، ويحافظ على ماء الوجه بعدم اللجوء إلى شهادات الاحتياج في حالة المرض…وانتظار تبرعات المحسنين لأداء فريضة الحج وزيارة سيد الأنام…
غدا يتم ضبط مجال اشتغال الفنان الأجنبي ببلدنا وإخضاعه لاقتتطاعات ضريبية يدعم بها صندوق الفنان المغربي.
لن تبق ورزازات والعيون وبوجدور محتكرة من طرف السينمائيين الأجانب، سوف تبنى بها أعظم المسارح، غدا يواكب المسرح السينما وقد يتفوق…
غدا يوزع الدعم بالقسطاس بين رواد المسرح فيزول عنهم التهافت ليحل محل الإبداع…وأي إبداع،
غدا تتبنى القطاع مؤسسات اجتماعية قصد تطويره وتفجير الطاقات المبدعة الكامنة…وفي انتظار ذلك،
يستمر التباري في المسرح بين المؤسسات التعليمية على اختلاف مستوياتها،
ويستمر التباري في المسرح بين الهواة والمحترفين، وفي المعاهد، وتستمر النوايا الحسنة…
من يدري؟ فقد تسربت عملية التطهير من الوجدان إلى الجدران ومن بنى الجدران.
فقط يجب التحلي بالصبر و… الانتظار !

المختار
30-01-2005, 16:07
مشكور اخي الفاضل حسن جعل الله مجهوداتك في ميزان حسناتك امين

Hr@F
01-02-2005, 16:01
بارك الله فيك أخي حسن على هذه المشاركة القيمة

anass
10-03-2005, 21:20
مشكور أخي الكريم

hassan_1677
12-03-2005, 23:33
شكرا على تعقيباتكم

anass
08-04-2005, 23:14
العفو أخي الكريم و لا شمر على واجب

abire_sabile
22-11-2008, 23:43
مشكور على المجهود...فعلا وضعت الأصبع على الجرح....أعهديناهم ابتنا ليبدعوا و أهدونا يأسا لنعجز...

abire_sabile
22-11-2008, 23:49
مشكور على المجهود...فعلا وضعت الأصبع على الجرح....أعهديناهم عذابتنا ليبدعوا و أهدونا يأسا لنعجز...

سهيل
23-11-2008, 19:14
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكرا أخي الكريم

يجب تخفيض سن الرشد لعل مسئولينا يكون منهم رجل رشيد
يقدر على صياغة القوانين واحترامها دون اللجوء إلى فرنسا