مشاهدة النسخة كاملة : لماذا ضحكت يا محمد ؟؟؟؟!!!!!



loulwa
11-11-2006, 14:27
بسم الله الرحمن الرحيم

من كتاب // بشروا ولا تنفروا


للكاتب الدكتور : عبد الرحمن بن صالح العشماوي





كنت في زيارة صديق لي ، وحينما كنا نتناقش

في قضية أدبية ، دخل علينا طفلان صغيران يلهثان

ابن .. وبنت

يطرد أحدهما الآخر في مرح ... كان ركضهما جميلا

ودخولهما مفاجئا ..

حينما شعر الابن أن أخته قد تحصَّنت في مكان منيع قال لها :

يا ملعونة !!! أخرجي

قلت : أستغفر الله العظيم

قل : أستغفر الله يا محمد ..

كانت ثورة الأب على إبنه أقوى وأسرع من نطقه بالاستغفار

حيث صرخ بابنه قائلا :

أسكت يا محمد ، من أين جئت بهذا الكلام ؟؟

أمسكت بيد الصغير وأجلسته بجواري ، وكان أبوه

يتحدث إليّ قائلا :

لا أدري من أين يأتي الأولاد بهذا الكلام

يبدو أنه الاختلاط بالآخرين

رأيت محمدا يُداري ضحكة كادت تنفجر ، وقد لفت نظري

بضحكته المكبوته ، فسألته :

لماذا ضحكت يا محمد ؟؟

قال : أخاف أن يضربني أبي

ووعدته بالحماية من أبيه إذا أجاب عن سؤالي

فقال ببراءة الطفل الصغير :

أضحك على أبي الذي يريد على معاقبتي على كلمة

يا ملعونة

مع أنه يقولها كثيرا لأمي !!

وزاد غضب الأب ، ولكنني طلبت منه الهدوء

قلت له بعد خروج الطفلين :

أرأيت يا أبا محمد أهمية القدوة لأولادنا ؟؟

قال : صدقت ، وما كنت أتوقع أن أسمع هذا الكلام من محمد ..

قلت : إن أهم ما نعاني منه في التربية ضعف إحساس الأبوين

بأهمية القدوة العملية للأولاد ، حيث لا يلتفتان لهذا الأمر

إلا حينما تحصل المفاجأة ، وقد تحصل المفاجأة بعد فوات الأوان ..

إننا نفرط كثيرا في استحضار معايير ديننا الحنيف

فموقف الشرع من اللعن واضح ، والرسول صلى الله عليه وسلم

لم يكن لعَّانا ، وأمر بتسريح ناقة في الفلاة ونهى صاحبها

عن إبقائها معه لأنه لعنها ، فذهبت على وجهها لا يقربها أحد ..

فلماذا لا يلتزم المسلم بهذا الخلق الإسلامي الرفيع ؟؟

منقول

نسيم
11-11-2006, 15:49
شكرا لك أختي الكريمة


التربية أيها الأخت لها مفهوم أوسع وأعمق، إن التربية هي الحياة بكل تفاصيلها، وبكل أشخاصها، وبكل مؤسساتها، والحياة تعني وجود الإنسان من يوم أن ظهر على الأرض وإلى أن يغادرها، فهي تبدأ مع الإنسان في شهادة الميلاد، وتنتهي مع الإنسان بشهادة الدفن.

و التربية ليست أمرا مقصورا على وجود الإنسان في منزله، أو بيته، ولا وجوده في مدرسته، ولا وجوده في حارته أو في حيه أو مسجده بل هي وجود الإنسان في الحياة كلها بكل مؤسساتها من بيت ومدرسة ومسجد وإعلام وصحة وغير ذلك، وإذا أدركنا هذا أدركنا أنه لا يمكن أن يستقل جهاز من الأجهزة أو مؤسسة من المؤسسات بتربية الإنسان، فإن الإنسان كائن مؤثر متأثر، ولا يمكن أن نستهين بشيء يواجه الإنسان. فالجو العام في المجتمع مثلا هو عبارة عن تيار…. كتيار الماء أو تيار البحر يجتاح الإنسان وأحيانا يكون الإنسان مخالفا للتيار فيكون كأنه يسبح ضد الموج يتقدم بقوته الضعيفة أمتارا ثم يدفعه الموج إلى الوراء عشرات الأمتار إذا بالتربية يرتقي الإنسان حتى يصبح أهلا لرؤية الله تعالى في الجنة، وبنقص التربية أو تضييعها ينحط حتى يصبح حطبا لجهنم والعياذ بالله.

ا بناء الإنسان – أيها الأخت – هو محط الاهتمام، وهذه القضية الكبرى التي يجب أن نرفع شعارها ونتحدث عنها ونملئ بها مجالسنا هي قضية الإنسان القدوة التي لا يمكن أن تتحقق التربية إلا بوجودها:
(لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة).
فهذه هي القدوة العظمى الإقتداء بالرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي هو المثل الكامل بهديه وأقواله وأفعاله وأخلاقه وعباداته عليه الصلاة والسلام.
ثم ما دون ذلك من القدوات التي يمكن أن تحرك الإنسان فقط إلى عمل صالح دنيوي، كما ينبئ إلى ذلك حديث جرير وهو في الصحيح أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال:
(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده إلى يوم القيامة).
هو لم يأتي بشيء من عنده إنما أحيا سنة قد أميتت وأثارها وحركها ودعا الناس إليها بقوله وفعله فاقتدوا به في ذلك واندفعوا إلى صدقة أو إلى جهاد أو إلى علم أو إلى عمل بسبب أنهم رأوا فلانا فعل فقلدوه وحاكوه في ذلك، وذكرهم بما كان غاب عن وجدانهم.

أزمة القدوة

القدوة الحية التي هي أصل التربية والسلوك لم تعد تتوافر في المجتمع فأحيانا لا توجد القدوة في المنزل عند الأب بالنسبة للولد، أو عند الأم بالنسبة للبنت. لا توجد في الإعلام، فالإعلام قد يقدم مثلا الفنان على أنه قدوة. أو يقدم اللاعب على أنه قدوة، أو يقدم الوجيه والثري على أنه قدوة أو يقدم الشخصيات المرموقة اجتماعيا بغض النظر عن كفاءتها وبغض النظر عن موقعها في دين الله عز وجل، وبغض النظر عن التزامها في السلوك والأخلاق. لهذا أنت لو أمسكت بأصغر طفل وقلت له:
ماذا تتمنى أن تكون؟
ما كان له إلا أن ينطق بأولئك الأشخاص الذين يمدحهم المجتمع ويفرح لهم ويعظمهم ويوقرهم ويقدرهم، فهو يحب أن يكون مثلهم. والتعامل والسلوك في المدرسة لا تقدم القدوة الصالحة أحيانا، بل قد تتوفر على النقيض من ذلك ألوان من القدوات السيئة في هذه المرافق وفي غيرها.

وهنا فراغ الساحة من القدوة يعني انعدام العمق التربوي لدى الأفراد وتنازع الفرد بين أكثر من نمط من الأنماط الغازية فهو في ذهنه فلان وفلانُ وفلان، وكل هؤلاء ليسو أهلا لأن يكونوا قدوة حسنة وغاب عنه أولئك الرجال الأفذاذ.

القدوة
هناك نوعان للقدوة المؤثرة في الأبناء: قدوة حسنة وقدوة سيئة. ما هما ؟

ـ ما سبب إننا لم نعد قدوة لأبنائنا ؟ وإن كنا قدوة فكثير من الأحيان نكون قدوة مع الأسف سيئة لهم .
ـ لماذا كان آباء أيام زمان قدوة لأبنائهم ؟

بمن يقتدي الابن الآن ؟ لنتتبع طرق ومسالك الإقتداء عند أبنائنا.
ـ لماذا يشتكي العديد من الآباء والأمهات بأن أبنائهم لا يمتثلون ويسمعون أوامرهما، ولا يعملون ما يطلب منهم ؟
ـ ولنرى هذه التناقضات أيتها الأخت الكريمة :
* الأم متحجبة ، متغطية بالزي الإسلامي الشرعي بناتها غير متحجبات ، سافرات ، متبرجات بل يلبسن الملابس الفاضحة …. ما سر ذلك ؟
* الأب ملتزم يؤدي الصلاة جماعة بالمسجد الابن لا يعرف حتى اسم المسجد المجاور لبيتهم ولا يؤدي الصلاة فيه ، وأحيانا والعياذ بالله لا يصلي بتاتا لا في المسجد ولا في البيت …….. ما سر ذلك ؟
* الأب والأم لا يستمعان إلى ما حرم الله تعالى من أغاني المجون ونرى ابنهما أو ابنتهما يستمعان إلى تلك المعازف في البيت أو في السيارة…. ما سر ذلك ؟ وأمور متناقضة عديدة عجيبة غريبة.

إذن من المتسبب في ضياع وفقدان التأثر بالقدوة الحسنة لدى الأبناء ؟

للجواب أمران نحتاج لهما:

1 . لنصلح من أنفسنا وأهلينا أولاً، ونعيد ترتيب الأدوار في البيت الأب ثم الأم ثم الابن وووو الخ .
2 . لنجيب على هذا التساؤل : من هي القدوة السيئة ؟ التي يقتدي بها أبنائنا ؟

ما سر نجاحها ، وما سر إخفاقنا في تربية أبنائنا ؟

ويبقى السؤال الأهم في محور حديثنا كله ألا وهو:

كيف نعيد ما ضاع وكيف نضم إلى صدورنا من تاه في هذا الزمن ؟

لا يخفى علينا أيها الأخت الكريمة أثر القدوة في التربية بصورة عامة وفي هذا الموضع بصورة خاصة، ولولا هذه القدوة وأثرها ما كان الرسول صلى الله عليه وسلم ليقول لصحابته الكرام ولنا من بعدهم :”تخيروا لنطفكم، وأنكحوا الأكْفاء” رواه ابن ماجه وصححه الحاكم، والسبب “كما نكون ينشأ أبناؤنا”، فإن نحن فعلاً كنا لهم قدوة صالحة طيبة لحب وخدمة الإسلام، نشئوا على ذلك، وباب القدوة هو أنجح الأساليب التربوية لأنه ببساطة شديدة ينأى بالوالدين عن أسلوب الموعظة والإرشاد المباشر.
ولذلك قال الحسن البصري: عمل رجل في ألف رجل خير من قول ألف رجل في رجل ” فللأفعال أثرها العميق في نفسية الآخرين لأنها التوجيه العملي غير المباشر لما نحب، وتعلمنا سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم أهمية القدوة ودروها الفعال في حمل الآخرين على فعل ما نحب ونرغب دون كلام أو مواعظ أو إرشاد مطول.

روى البخاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فرغ من كتابة وثيقة صلح الحديبية قال لأصحابه: “قوموا فانحروا ثم احلقوا”، قال الراوي: فوالله ما قام منهم رجل حتى قال ذلك ثلاث مرات، فلما لم يقم منهم أحد دخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: “يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك”، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك – نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه- فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما.

لصلاح الوالدين وأعمالهما الصالحة عظيم الأثر في صلاح الأبناء ونفعهم في الدنيا, بل وفي الآخرة كذلك. وكذلك فللأعمال السيئة والموبقات التي يقوم بها الآباء والأمهات أثر سيئ على تربية الأبناء.

السؤال الآن: كيف نكون في هذه النقطة بالتحديد قدوة لأولادنا؟

وهنا نحذر تماماً من:

أولا: أسلوب المواعظ
ثانيا: دفع الطفل إلى الخلق المراد اكتسابه دفعاً

نرجع مرة أخرى إلى بيت القصيد “القدوة”، ضرورة، لا أقول يرى أو يسمع، بل “يعيش” حب العمل الخير وحب أدائه، بمعنى أن يعيش وسط منظومة أسرية كلها ذات سلوك سوي.

ومن آثار الأعمال الصالحة للوالدين على تربية الأبناء: تأسي الأبناء بهما في :

فالولد الذي يرى أباه دائم الذكر ودائم التهليل والتحميد والتسبيح والتكبير يلتقط من قوله لا إله إلا الله… وسبحان الله… والله أكبر.. وقد أعجبتني الأخت الكريمة أم ريم حين قالت أنا أدرب ابنتي حفظ بعض الأذكار وهذا شيئ حسن تؤجر عليه .
وكذلك الولد الذي يرسله أبوه ليلاً بالصدقات إلى الفقراء سراً في بيوتهم يختلف عن الولد الذي يرسله أبوه ليلاً لشراء المخدرات والسجائر.. والولد الذي يرى أباه يصوم الاثنين والخميس ويشهد الجمع والجماعات ويحضر المساجد, ليس كالولد الذي يرى أباه في المقاهي والملاهي .
ترى الابن الذي يسمع الأذان كثيراً يردد الأذان.. والابن الذي سمع أباه يغني يردد هو الآخر الأغاني على الدوام!!!!!
وإذا كان الرجل دائم البر لأبويه قائماً بالدعاء والاستغفار لهما يتفقد أحوال والديه ويطمئن عليهما ويسد حاجتيهما ويكثر من قول “رب اغفر لي ولوالدي”, ويقول دائماً “رب ارحمهما كما ربياني صغيراً”… ويزور قبريهما بعد موتهما ويكثر من الصدقة عنهما ويصل من كان الأبوان يصلاه, ويعطي من كان الأبوان يعطيانه, فإذا رأى الابن من أبويه هذه الأخلاق فإنه بإذن الله يقتبس من هذه الأخلاق, ويستغفر هو الآخر لأبويه بعد موتهما ويفعل بهما ما رآهما يفعلان مع الآباء.
الابن الذي يعلِّمه أبوه الصلاة ليس كالابن الذي يدربه أبوه على الأفلام والموسيقي والكرة!
إن الولد الذي يرى أباه يقوم من الليل يُصلي ويبكي من خشية الله ويتلو القرآن لابد وأن يفكر, لماذا يبكي أبي!!! ولماذا يصلي أبي!! ولماذا لم يترك النوم والفراش الدافئ, ويذهب إلى الماء البارد يتوضأ به؟! لماذا يجافي جنبه عن المضجع ويدعو ربه خوفاً وطمعاً؟!
كل هذه تساؤلات تدور في ذهن الابن ويفكر فيها, ويقتبس منها بإذن الله.
وكذلك الفتاة التي ترى أمها دائماً محتجبة عن الرجال مستترة منهم, قد غمرها الحياء, وكساها الوقار, وعَلَتْها العفة والطهارة, تتعلم من أمها الحياء والوقار والعفة والطهارة.. كذلك الفتاة التي ترى أمها دوماً في تبرج أمام الرجال, ودائماً تصافح الرجال الأجانب وتخالطهم وتجالسهم, ودائماً معهم في ضحكٍ وتبسمٍ بل وفي رقصات.. تتعلم من أمها هي الأخرى كذلك.

النصائح الذهبية في تربية الأولاد ورعايتهم

أولا: تفاهم مع زوجتك على منهج التربية وأسلوبها، واحذر من الاختلاف والتناقض
ثانيا: وضح أهدافك في الحياة في نفسك أولا، واحرص على تطابق سلوكك مع أهدافك
ثالثا : تدرج في تربية الأبناء ورعايتهم وتكليفهم، واحذر من الإهمال والتسويف

وفي النهاية هناك تحذير لا بد منه:

الاعتدال والوسطية ضروريان في أمور الدنيا كافة وفي موضوعنا هذا بصفة خاصة.
أدعوا الله أن يصلح ابنائنا ويجعلهم يقتدون بخير البشر محمد ابن عبد الله صلى الله عليه وسلم ( وبعباده الصالحين المصلحين ) اللهم آمين

عابرة سبيل
12-11-2006, 13:59
بارك الله فيكي أختي

abdelkader
03-03-2007, 18:03
جزاكي الله كل خير اختي والله الموفق

loulwa
05-03-2007, 17:39
بارك الله فيكم وجعل لنا من امرنا يسرا ..
مشكورين على المرور

سمير
07-03-2007, 15:11
بارك الله بيكى

takwa abderrahim
07-03-2007, 15:20
بارك الله فيك

hasnaa
07-03-2007, 15:34
جزاك الله خيرا اختي

islam-islam
02-04-2007, 13:50
جزاك الله خيرا اختي

loulwa
02-04-2007, 15:09
جزاكم الله خيرا علي المرور الطيب