مشاهدة النسخة كاملة : قصـة حنان... أبكت الجمهــور



منى
23-11-2006, 14:07
ذكر العوضي في نهاية اللقاء قصة حدثت له شخصيا وقد أبكت الجمهور
أستوقفني أحد المصلين في الحرم بعد صلاة العشاء يوم الجمعة من أهل الكويت وبعد السلام, رجاني أن اصحبه الى أخته حنان التي لم يتجاوز عمرها 15 عاماًَ أقرأ عليها القرآن.
فلما أستفسرت عن الموضوع قال لقد عجز الطب وقالوا لنا بأمريكا لا أمل فقد أنتشر السرطان في الجسد وأكل الرئتين, وجئنا بها أنا وأختها إلى العمرة فعتمرت ولما صلت في الحرم وسمعت المؤذن يقول : الصلاة على الأموات يرحمكم الله, قالت لأختها سينادي علي هنا بعد أيام وأشتد عليها المرض فأدخلها أخوها مستشفى أجياد المجاور للحرم. قلت له يا أخ غالب: إن خير من يرقي المريض بالقرآن هو المريض نفسه أو أقاربه, ثم قلت له أنظر إلى ذلك الجالس في صحن الحرم إنه د. طارق الطواري أستاذ في كلية الشريعة وإمام مسجد فهو أفهم مني شرعاً وأحفظ مني للقرآن, وبعد أن سمع من الدكتور رأيه, كان الواجب يستلزم أن نذهب معه لزيارة المريضة جبراً للخاطر وأداء للسنة, وقرأ الطواري ماتيسر من القرآن وأخبرنا أخوها بعد ذلك أنها سرت بالزيارة... حقاً لقد هدها المرض هداً, ثم زرناها يوم السبت وقلنا لها عسى اليوم أحسن فأومأت برأسها: نعم! لقد كان الكمام على فمها وأنفها وتتنفس بصعوبة.
قلنا لأخيها هذا التلفون النقال ونحن في خدمتكم ويوم الأحد الساعة 11 ظهراً رن الهاتف فإذا أخوها يقول ماتت حنان.. ذهبنا إلى المستشفى وأكدنا على قناعة أخيها بأن الميت يدفن في المكان الذي يموت فيه وهل هناك بقعة على وجه الأرض أفضل من أم القرى, وصلينا عليها صلاة الجنازة بعد صلاة العصر وراء إمام الحرم ودفناها في مقبرة مكة.
أتوجه إلى أهل الفقيدة وأقول لهم بكل صدق: إنني تمنيت لو كنت مكانها فمن منا يضمن في هذه الحياة الفاتنة المفتنة أن يموت موتة شريفة نظيفة.. والإغراءات تحيط بنا من كل جانب... هذه فتاة ودعت الدنيا وأسلمت الروح لخالقها وهي محتشمة مصلية معتمرة طافت بالكعبة وسعت بين الصفا والمروة وأرتوت من ماء زمزم... كان المصحف بيدها عندما زرناها في المستشفى وكلامها ذكر ربها في قلبها.. يالها من كرامة ماتت في البلد الأمين وصلى عليها في الحرم ألاف المسلمين... كنا أربعة نحمل الجنازة أخاها وأنا ود. عواد والطواري, وظننا أننا وحدنا ولكن ما إن أنتهت صلاة الجنازة حتى تسابق المصلون من كل جنس ولون يتعبدون الله بحمل هذا الجثمان الكريم ودفنها في مقبرة دفن فيها الصحابة الأخيار ووقف العشرات في قبرها يدعون لها ويبكون على شبابها وصلاحها.. قارنوا هذه الميتة الكريمة بمن يموت بجرعة زائدة من المخدرات أو يأتيه حتفه في شقة دعارة أو يهلك وهو سكران... يقول د. عواد: لانعرف الفتاة إلا من يومين ولا يربطنا بها رحم ولا قرابة ومع ذلك بكينا عليها ثلاثتنا وكأنها إحدى بناتنا أو أخواتنا ياحنان عليك من الله الرحمة والرضوان,
لما خرجنا من المقبرة جاشت مشاعر عواد فقال:

نعزي النفس بعدك ياحنان بأن العمر ليس له ضمان
هي الأقدار والأعمار تجري وعند الموت ينتحر البيان
سقاك الله هطالاً هنياً من الرحمات مادام الزمان
وأسكنك الرحيم بدار بر بها الخفرات والحور الحسان