نصر الله
29-11-2006, 23:11
العنوسة بين الأسباب و الحلول
بقلم الشيخ جعفر قادوري
الحمد لله الأول فليس قبله شيء، و الآخر فليس بعده شيء، و الظاهر فليس فوقه شيء، و الباطن فليس دونه شيء، وهو خالق كل شيء، وهو خالق كل شيء وله يسبح كل شيء و إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. وهو خالق الحركة و السكون وكل أمر صعب بأمره يهون و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الذي ببعثته انقشعت الظلمات و ظهر الضياء.
أما بعد: لا شك أن العالم الإسلامي و العالم ككل يعاني من مشكلة العنوسة.
غير أنه لا بد من التفكير في توفير فرص العمل للشباب لفتح أفق الزواج لديهم، و حتى يقلصوا من عدد العانسات. وعلى الآباء أيضا أن يحسنوا تربية بناتهم حتى يكون لتلك الأخلاق صورة طيبة عند الفتاة تدفع بالشاب المسلم إلى طرق باب الخطبة، ولا شك أن غلاء المهور بالنسبة لولي أمر المخطوبة عائقا آخر يدفع بالخاطب إلى التخلي عن الزواج لما فيه من كلفة.
فيجب على الآباء أن يسهلوا هذا الأمر و ييسروه بالتعامل مع الخاطب على حسب مستواه المادي، و ليس عيبا أن يعرض الأب ابنته على ذي خلق و دين، وليس من الضروري أن يركز الشاب المسلم على جانب الحسن و الجمال بالنسبة للمخطوبة فان الحسن يزول و الخلق الحسن لا يزول.
وما المانع من التعدد لمن له القدرة المادية و الجسدية مادام هناك تشريع الهي يشجع على الزواج بالثانية و الثالثة و الرابعة.
و أود هنا أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن من العانسات من وقت في هذا الأمر بسبب سحر تعطيل الزواج فأنصح ولي أمرها بأن يتخذ الأسباب المشروعة في إبطاله وعلى الأسرة التي يوجد من بين أفرادها عانس أن تحرص على عدم جرح عواطفها بالحديث في الموضوع عند حضورها ولا تنسى أن تلجأ إلى الله عز و جل بالدعاء و التضرع من أجل أن يكرمها برجل صالح فان هذا أقرب سبيل إلى حل مشكلتها.
و هناك اقتراحات نرجو أن تكون نافعة لمجتمعنا الإسلامي المحبوب.
1. التوصية بإنشاء ما يسمى ب '' صندوق الزواج'' على غرار التجربتين الإماراتية و الكويتية التي تقدم مساعدات للشباب من أجل إتمام زواجهم.
2. تفعيل دور وسائل الخطبة باستخدام التطورات التقنية التي تقرب بين الراغبين في الزواج
'' الزواج الالكتروني، و هي عبارة عن مكاتب زواج، مع عدم عرض الصور''.
3. تنظيم أعراس جماعية كوسيلة لتفادي ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف.
4. النظر في بعض التجارب المفيدة الخاصة بتقسيط متطلبات الخطبة و العرس و الاحتياجات الضرورية من الأثاث.
5. تطوير دور الجمعيات الأهلية في بناء مشروع '' الزواج بسيط جدا '' بهدف توعية الأهالي و الشباب للتخفيف من تكاليف الزواج و تقديم منح المساعدة في تكوين الأسر.
6. الدعوة للقيام بمبادرات يتبناها المتخصصون لحل مشكلة الزواج.
7. الدعوة إلى الزواج المبكر و تسهيل تكاليفه حتى لا يظل الشاب أو الشابة معلقين بالحب الكاذب الخاطئ.
8. التوعية بأهمية التعدد بالنسبة للمسلم الصالح القادر على العدل بين زوجاته و الإحسان إليهن.
9. إعطاء الأولوية في العمل للمتزوجين و هذا دور أرباب الأعمال و مديري الشركات و ذلك لحث الشباب على الزواج.
10. التفكير في إنشاء جهة مخصصة تسهر على مصلحة الزواج و تعمل من أجل دراسة جميع مشاكله و أسباب العزوف عنه و معالجته ماديا و معنويا.
و أوجه خطابا للشباب المسلم الذي ينظر إلى الزواج بأنه أمر صعب ويضن أنه لا بد من توفير السكن أولا و تحضير الأثاث و السعي من أجل الحصول على راتب شهري مرتفع يستطيع به سد جميع حاجيات الأسرة فنقول له ما قال الله عز و جل في القرآن الكريم: { وانكحوا الأيامى منكم و الصالحات من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله}. ألا و إن الزواج محصنة للفرج و زيادة في تقوى الله تعالى و سبب في مواصلة النسل و دافع إلى ترك معصية الزنى تلك الفاحشة التي أوقعت الكثير من الناس في الأمراض المستعصية التي عجز الطب عن علاجها.
وكثير من الفتيات يعزفن عن الزواج إذا بدأن في العمل و يكون ولراء ذلك الطموح في الحصول على السكن و الحساب البنكي و السيارة و الحلي وما إلى ذلك و لكن نسين أن زهرة شبابهن تذبل شيئا فشيئا فلا ينتبهن إلا بعد ذهاب النضارة و الجمال فتغيب شمس الحسن فيرغب الشباب عنهن، فانتبهي أختي المسلمة.
وكم من خاطب رفضته أسرة المخطوبة بسبب الدخل المحدود، فيؤدي هذا العمل إلى تعنيس الفتاة، ألا فخذوا بأيدي أمثال هؤلاء ولا تحرموهم من فتياتكم فان الله تعالى سيبارك لهم في أرزقهم.
و أدعوك أختي المسلمة إلى ارتداء الزي الساتر الذي أمرك به ربك وهو الحجاب وانبذي عادة التبرج تكوني بذلك مساهمة في التخفيف من الفتنة التي وقع فيها شباب اليوم.
وان من ثمار الزواج الذرية الصالحة التي ستجدها حينما تواجه الشيخوخة يسارعون لخدمتك، و الزواج كذلك يكون في رعاية الأبناء إن كانوا صالحين يفهمون معنى البر بالوالدين. فاحذر أيها العازف عن الزواج من شيخوخة تواجه المحن و المشقات بسبب عدم وجود الخلف.
و أخيرا أتمنى لكل عانس زوجا صالحا تجد معه حقيقة السعادة و تنسى لحظات الكآبة و الحزن، أخي الشاب المسلم ماذا عليك لو أنك تزوجت عانسا وأنقذتها من محنتها فلعلك تجد منها حنانا و عطفا لا تمنحك إياه تلك الشابة التي تعلق بها قلبك.
وعلى كل مخطوبة أن تصلي صلات الاستخارة قبل قبول أو رفض الخاطب، ولكن لا تنسي الاستخارة بعد ذلك.
وان مما يأسف له أن تسمع عن بعض الزوجات التي اتخذ زوجها امرأة أخرى بالنكاح الشروع تنكر هذا الأمر و تغضب و تفكر في اذاية الزوجة الثانية ولا تنتهي عن لوم زوجها أبدا، ألم تدركي أن زوجك قد حل مشكلة عانس كانت ستبقى بدون زواج طوال عمرها، فإذا كنت مؤمنة حقا فعليك أن تحبي لغيرك ما تحبي لنفسك.
فهل من مشجعات على هذا الأمر إذا كان أزواجهن من أهل الثراء ؟؟؟؟؟؟
وهذه أبيات نظمها الشيخ
ألا قل بقيت بلا زواج =لا تحزني أختاه بما حصل
فكل أمر يجري وفق القدر= فليس المرء يدرك كل ما سأل
فان رضيت رضي عنك المولى= وان سخطت فيا خيبة الأمل
أنظري كم من عضو سليم= في ذاتك و كم من مصاب بالشلل
فلا تزدري نعم الله عليك = لتفوزي بالجنة وتلبسي أفضل الحلل
نسألكم الدعاء بالثبات و يطلب منكم نشر المقال لإفادة الآخرين جازاكم الله عنى كل خير.
بقلم: الشيخ جعفر قادوري.
إمام راتب بمسجد أولاد زيان بالدار البيضاء وباحث ( المغرب )
بقلم الشيخ جعفر قادوري
الحمد لله الأول فليس قبله شيء، و الآخر فليس بعده شيء، و الظاهر فليس فوقه شيء، و الباطن فليس دونه شيء، وهو خالق كل شيء، وهو خالق كل شيء وله يسبح كل شيء و إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون. وهو خالق الحركة و السكون وكل أمر صعب بأمره يهون و الصلاة و السلام على سيدنا محمد الذي ببعثته انقشعت الظلمات و ظهر الضياء.
أما بعد: لا شك أن العالم الإسلامي و العالم ككل يعاني من مشكلة العنوسة.
غير أنه لا بد من التفكير في توفير فرص العمل للشباب لفتح أفق الزواج لديهم، و حتى يقلصوا من عدد العانسات. وعلى الآباء أيضا أن يحسنوا تربية بناتهم حتى يكون لتلك الأخلاق صورة طيبة عند الفتاة تدفع بالشاب المسلم إلى طرق باب الخطبة، ولا شك أن غلاء المهور بالنسبة لولي أمر المخطوبة عائقا آخر يدفع بالخاطب إلى التخلي عن الزواج لما فيه من كلفة.
فيجب على الآباء أن يسهلوا هذا الأمر و ييسروه بالتعامل مع الخاطب على حسب مستواه المادي، و ليس عيبا أن يعرض الأب ابنته على ذي خلق و دين، وليس من الضروري أن يركز الشاب المسلم على جانب الحسن و الجمال بالنسبة للمخطوبة فان الحسن يزول و الخلق الحسن لا يزول.
وما المانع من التعدد لمن له القدرة المادية و الجسدية مادام هناك تشريع الهي يشجع على الزواج بالثانية و الثالثة و الرابعة.
و أود هنا أن أشير إلى نقطة هامة وهي أن من العانسات من وقت في هذا الأمر بسبب سحر تعطيل الزواج فأنصح ولي أمرها بأن يتخذ الأسباب المشروعة في إبطاله وعلى الأسرة التي يوجد من بين أفرادها عانس أن تحرص على عدم جرح عواطفها بالحديث في الموضوع عند حضورها ولا تنسى أن تلجأ إلى الله عز و جل بالدعاء و التضرع من أجل أن يكرمها برجل صالح فان هذا أقرب سبيل إلى حل مشكلتها.
و هناك اقتراحات نرجو أن تكون نافعة لمجتمعنا الإسلامي المحبوب.
1. التوصية بإنشاء ما يسمى ب '' صندوق الزواج'' على غرار التجربتين الإماراتية و الكويتية التي تقدم مساعدات للشباب من أجل إتمام زواجهم.
2. تفعيل دور وسائل الخطبة باستخدام التطورات التقنية التي تقرب بين الراغبين في الزواج
'' الزواج الالكتروني، و هي عبارة عن مكاتب زواج، مع عدم عرض الصور''.
3. تنظيم أعراس جماعية كوسيلة لتفادي ارتفاع تكاليف حفلات الزفاف.
4. النظر في بعض التجارب المفيدة الخاصة بتقسيط متطلبات الخطبة و العرس و الاحتياجات الضرورية من الأثاث.
5. تطوير دور الجمعيات الأهلية في بناء مشروع '' الزواج بسيط جدا '' بهدف توعية الأهالي و الشباب للتخفيف من تكاليف الزواج و تقديم منح المساعدة في تكوين الأسر.
6. الدعوة للقيام بمبادرات يتبناها المتخصصون لحل مشكلة الزواج.
7. الدعوة إلى الزواج المبكر و تسهيل تكاليفه حتى لا يظل الشاب أو الشابة معلقين بالحب الكاذب الخاطئ.
8. التوعية بأهمية التعدد بالنسبة للمسلم الصالح القادر على العدل بين زوجاته و الإحسان إليهن.
9. إعطاء الأولوية في العمل للمتزوجين و هذا دور أرباب الأعمال و مديري الشركات و ذلك لحث الشباب على الزواج.
10. التفكير في إنشاء جهة مخصصة تسهر على مصلحة الزواج و تعمل من أجل دراسة جميع مشاكله و أسباب العزوف عنه و معالجته ماديا و معنويا.
و أوجه خطابا للشباب المسلم الذي ينظر إلى الزواج بأنه أمر صعب ويضن أنه لا بد من توفير السكن أولا و تحضير الأثاث و السعي من أجل الحصول على راتب شهري مرتفع يستطيع به سد جميع حاجيات الأسرة فنقول له ما قال الله عز و جل في القرآن الكريم: { وانكحوا الأيامى منكم و الصالحات من عبادكم و إمائكم إن يكونوا فقراء يغنيهم الله من فضله}. ألا و إن الزواج محصنة للفرج و زيادة في تقوى الله تعالى و سبب في مواصلة النسل و دافع إلى ترك معصية الزنى تلك الفاحشة التي أوقعت الكثير من الناس في الأمراض المستعصية التي عجز الطب عن علاجها.
وكثير من الفتيات يعزفن عن الزواج إذا بدأن في العمل و يكون ولراء ذلك الطموح في الحصول على السكن و الحساب البنكي و السيارة و الحلي وما إلى ذلك و لكن نسين أن زهرة شبابهن تذبل شيئا فشيئا فلا ينتبهن إلا بعد ذهاب النضارة و الجمال فتغيب شمس الحسن فيرغب الشباب عنهن، فانتبهي أختي المسلمة.
وكم من خاطب رفضته أسرة المخطوبة بسبب الدخل المحدود، فيؤدي هذا العمل إلى تعنيس الفتاة، ألا فخذوا بأيدي أمثال هؤلاء ولا تحرموهم من فتياتكم فان الله تعالى سيبارك لهم في أرزقهم.
و أدعوك أختي المسلمة إلى ارتداء الزي الساتر الذي أمرك به ربك وهو الحجاب وانبذي عادة التبرج تكوني بذلك مساهمة في التخفيف من الفتنة التي وقع فيها شباب اليوم.
وان من ثمار الزواج الذرية الصالحة التي ستجدها حينما تواجه الشيخوخة يسارعون لخدمتك، و الزواج كذلك يكون في رعاية الأبناء إن كانوا صالحين يفهمون معنى البر بالوالدين. فاحذر أيها العازف عن الزواج من شيخوخة تواجه المحن و المشقات بسبب عدم وجود الخلف.
و أخيرا أتمنى لكل عانس زوجا صالحا تجد معه حقيقة السعادة و تنسى لحظات الكآبة و الحزن، أخي الشاب المسلم ماذا عليك لو أنك تزوجت عانسا وأنقذتها من محنتها فلعلك تجد منها حنانا و عطفا لا تمنحك إياه تلك الشابة التي تعلق بها قلبك.
وعلى كل مخطوبة أن تصلي صلات الاستخارة قبل قبول أو رفض الخاطب، ولكن لا تنسي الاستخارة بعد ذلك.
وان مما يأسف له أن تسمع عن بعض الزوجات التي اتخذ زوجها امرأة أخرى بالنكاح الشروع تنكر هذا الأمر و تغضب و تفكر في اذاية الزوجة الثانية ولا تنتهي عن لوم زوجها أبدا، ألم تدركي أن زوجك قد حل مشكلة عانس كانت ستبقى بدون زواج طوال عمرها، فإذا كنت مؤمنة حقا فعليك أن تحبي لغيرك ما تحبي لنفسك.
فهل من مشجعات على هذا الأمر إذا كان أزواجهن من أهل الثراء ؟؟؟؟؟؟
وهذه أبيات نظمها الشيخ
ألا قل بقيت بلا زواج =لا تحزني أختاه بما حصل
فكل أمر يجري وفق القدر= فليس المرء يدرك كل ما سأل
فان رضيت رضي عنك المولى= وان سخطت فيا خيبة الأمل
أنظري كم من عضو سليم= في ذاتك و كم من مصاب بالشلل
فلا تزدري نعم الله عليك = لتفوزي بالجنة وتلبسي أفضل الحلل
نسألكم الدعاء بالثبات و يطلب منكم نشر المقال لإفادة الآخرين جازاكم الله عنى كل خير.
بقلم: الشيخ جعفر قادوري.
إمام راتب بمسجد أولاد زيان بالدار البيضاء وباحث ( المغرب )