يُروى أن عمر ابن الخطاب كان يمشي في الليل ليتفقد أحوال الرعية ويحرس ممتلكاتهم (وهو ما يعرف بالعسس) ،، وكان معه نفر من كبار الصحابة رضوان الله على الجميع .. وقد كان عمر متقدماً عنهم ببضعة أمتار .. فبينما كان الصحابة يتسامرون في الطريق سمع عمر ابن الخطاب صوتاً مريباً يأتي من خلف الصحابة .. فالتفت بسرعة جهة الصحابة ليرى مصدر الصوت خلفهم .. فما كان من الصحابة رضي الله عنهم إلا أن جثوا على ركبهم من الفزع ..

فلما رأى عمر ابن الخطاب خوف الصحابة وفزعهم منه .. أشفق وبكى وانتحب .. وقال: يا رب إني أشد فرقاً (خوفاً) منك من فرقهم (خوفهم) مني .. أي أنه كلما تذكر الله كان خوفه أشد من خوفهم منه وهو عمر ابن الخطاب ..

رحمة الله عليه .. لم تأخذه عزة النفس .. ولم يفرح لخوف الناس منه .. بل بكى من خوفه من الله ..

ويروى أن عمر ابن الخطاب دعا الناس ووقف على المنبر وقال: كنت أجيراً عند آل فلان ،، وكنت أرعى الغنم لبني فلان .. فما زال يحقر نفسه حتى نزل .. فعاتبه الناس على ذلك ومنهم عبد الله ابن عمر .. فقال له عمر: يا بني أعجبتني نفسي فقالت: عمر ابن الخطاب أمير المؤمنين .. فأردت أن أذلها !

وبعد فتح بلاد فارس ،، واجتماع كنوز كسرى في المدينة .. وقف عمر ابن الخطاب يقلب في الأحجار الكريمة والحلي المذهبة ثم بكى بكاءً شديداً وقال: يا رب .. إنك حرمت رسولك وخليلك محمد صلى الله عليه وسلم من هذه الكنوز وهو خير مني .. وحرمت أبا بكر منها وهو خليفة رسول الله وخير من طلعت عليه الشمس بعد الأنبياء والمرسلين وهو خير مني .. يا رب إني أعوذ بك من أن تكون أعطيتني إياها لتفتنني في ديني ..

إذا كان هذا عمر بن الخطاب .. فما بالكم بأبي بكر الصديق .. وما بالكم بمن هو خيرٌ منهما .. رسول الله صلى الله عليه وسلم ..

اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين وعن جميع الصحابة والتابعين وعنا يا رب العالمين ..

اللهم ارض عن الخلفاء الراشدين وعن جميع الصحابة والتابعين وعنا يا رب العالمين