مشاهدة النسخة كاملة : الأستاذة ندية ياسين في استجواب مع جريدة "الصحيفة"



نسيم
13-12-2006, 16:58
http://nadiayassine.net/ar/img/bism.gif


الأستاذة ندية ياسين في استجواب مع جريدة "الصحيفة






الصحيفة 11-12-2006[/COLOR]





ما هو تعليقك على المواجهة الأخيرة بين الدولة والعدل والإحسان وخاصة الحملات الأمنية التي استهدفت منع أنشطة الحركة من أبواب مفتوحة ومجالس النصيحة والاعتقالات والمحاكمات التي يتعرض لها أعضاء جماعتكم إثر ذلك؟


لا يمكن أن نتكلم عن مواجهة وإنما عن تعسف يمارسه النظام في حق جماعة لا تريد أن تخضع للعبته بانخراطها في منظومة مُعَدَّة ومُسيَّجة بإحكام بحيث لا تترك أي مجال لفعل سياسي حقيقي ولا لديناميكية تغيير تنقذ البلاد من الانهيار الكامل الشامل. النظام يريد أن يُفقدنا مصداقيتنا بالزج بنا في مشهد سياسي راكد يتحكم في كل خيوطه، بينما نعتبرنحن أن الضمان الوحيد كي نبقي على حيويتنا السياسية وفعاليتنا في المجتمع هو أن نتشبث بوضعنا الجمعوي الذي اخترناه و تراجع المخزن عن اعترافه به. إن تربيتنا الروحية و اختيارنا لمبدأ اللا عنف يجعلنا أقوى ممن يشُن علينا هذه الحرب الاستنزافية التي لا تُنزف إلا خصومنا والحمد لله ؛ فالحق يعلو ولا يعلى عليه و نحن مع الحق و للحق نجاهد بصبرنا و نتصدق بأعراضنا و لا قوة إلا بالله .





ألم ينل ذلك من قوة الجماعة وأنشطتها؟


الجماعة جماعة حية متماسكة ألفت منذ عقود أن تخرج بنفس جديد بعد كل حملة يشنها النظام ضدها. لقد ازدادت الجماعة كمّا منذ الأحداث الأخيرة. بل إن همم النشء الجديد الذي لم يكن يعرف معنى الصبر على المضايقات الواضحة المتأججة، ولم يأخذ حظه من الاعتقالات، شُحذت بفضل غباء استراتيجية النظام الفاشلة دائما. هذه الحملة أداة بيداغوجية أهداها لنا المخزن بفضل التوجيه الخائب لبعض مستشاريه. فما عليه إلا أن يحيلهم على التقاعد أو أن يُقَوّْم اعوجاجهم بالهراوة كما أصبح معروفا في أوساط باعت ذمتها و كرامتها بالمناصب...






بعض الحقوقيين يحملون الدولة والجماعة المسؤولية المشتركة عن تلك الأحداث يقولون إن الطرفين خرقا القانون: الدولة منعت أنشطة داخلية لجماعتكم ، والجماعة لم تقم بما يستلزمه القانون من ضرورة القيام بالأنشطة العمومية بعد الترخيص لها من طرف الجهات المسؤولة، ما قولك في ذلك؟


هؤلاء الحقوقيون وغيرهم كثير، ينظرون إلى المغرب من الزاوية الديماغوجية و الخطابات الرسمية و شبه الرسمية التي تقدم هذا البلد المسكين في صورة تُطَمئن أصحاب الاستثمارات الخارجية التي يعود ربحها على النخبة الحاكمة أولا وأخيرا. أما في الواقع فَهَمُّ تلميع الصورة أنشأ فضاء قانونيا ضبابيا يتأرجح بين نصوص قانونية و أعراف مخزنية. فالجماعة التي اختارت العمل من خلال إطار قانوني اصطدمت بهذا التناقض خاصة وأنها لم تقبل بالممارسات العرفية التي تتخفى وراء المظاهر القانونية للبلاد. فإن كان البعض يتعايش مع هذه الازدواجية فنحن نريد قانونا متماسكا خالصا ، غير قابل لتلاعبات نخبة تحتقر شعبنا و حقوقه و تستفيد من جهله بأبجديات السياسة و الحقوق المدنية. الدولة إذا هي التي تخرق القانون بتلاعبها المستمر به أما نحن فضحايا ككل الشعب المغربي، غير أننا نحرجها بعدم القبول بذهنية رعوية ألفها المخزن في "رعاياه".







البعض يتهمكم باستفزاز النظام السياسي بتصريحات وكلام عن رؤى يفهم منها سعيكم إلى تقويض أسسه واستهدافه، ما ردك على ذلك؟


الرؤيا جزء من النبوة كما جاء في تعاليم رسول الله صلى الله عليه و سلم، و لها معنى و حمولة مقدسة لدى من بقي متشبعا بمعاني الإيمان بالله و بالغيب، وهي أسمى بكثير من أن نضعها ضمن نزاع سياسي أو إرادة تقويض لأسس النظام. كل ما في الأمر هو أن تربيتنا متعددة الأبعاد، و نحن نروم إحياء سنن طمسها انخراط المسلمين في مسار تاريخي عانت الأمة فيه من الانبهار بحضارة الغالب التي تتصف بالمادية الصرفة. نحن نريد رفع الحصار و الحرج عن بعد أساس في ديننا يتمثل في البعد الغيبي. إن هذا البعد حاضر بقوة في ثقافتنا الشعبية غير أنه امتزج بشيء من الشعوذة و الشرك الخفي. وهذا الانزلاق أدى إلى الزج بهذا البعد في مجال الطابوهات و تصنيفه ضمن الخرافات. وقد أثبت تاريخ الإسلام أن من الرؤى ما تحقق بالحرف والنقطة والفاصلة، و للمخزن موروث تاريخي ملموس و محسوس في هذا المجال يجعله جد منزعج من رؤانا. أما نحن فنستبشر بها و نعتبر أنه إن كان هناك علم قائم للتأويل فهناك أيضا مسؤولية الاهتمام بها و تصديقها . هذا لا يعني البتة أننا نتكل على الرؤيا لنتخذ موقفا ما أو لنبني عليها عملا.







لكن الدولة أو لنقل الجهات التي يعتبرها البعض، فهمت من حديثكم عن حدث كبير يقع في المغرب بشرت به رؤى أعضاء الجماعة على أنه استهداف للدولة وقامت بهذه الحملة تحسبا لذلك؟


نحن لم نروج هذه الرؤى لإيماننا بقداسة الأمر. فالنظام هو من أخذ بادرة ترويجها والافتراء حول مصادرها بل وتلفيق أكاذيب حولها كي يستهزئ بنا ويشكك في مصداقيتنا ، وأنفق أموالا و جنّد الأبيض والأسود و المتخصص في البهتان و القذف و الهمز و اللمز لذلك ؛ فما دخلنا نحن إن سقط في الشباك التي نصبها لنا !
أما الرؤى فنحن نقصها في مجالسنا التربوية اقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم و صحبته مند ثلاثين سنة أي قبل 2006 بكثير.








بقيت أسابيع قليلة على انتهاء سنة 2006 دون وقوع شيء مما بشرت به رؤاكم كيف تفسرون ذلك في الجماعة وبما تبررون ذلك لأعضاء جماعتكم ولعموم الرأي العام؟ ألا يسبب ذلك لكم حرجا في الصف الداخلي والخارجي ؟ وهل مازلتم متشبتون بوقوع هذا الحدث؟


عندما يطرح علي هذا السؤال أشم دائما رائحة التأسف على عدم تغيير أي حال في المغرب، وأشم ازدواجية تفضح يأس المغاربة من الطرق المحسوسة للتغيير وتعليق الأمل على معجزة ما. أما العدل و الإحسان فلم تجعل الرؤيا محورا في عملها للأسباب التي ذكرت سابقا. وليرجع من يريد التفصيل في هذا المجال إلى كتابات مؤسس الجماعة الذي جعل من إحياء الجانب الغيبي جزءا من منظومة تربوية يجب أن تنسج على سلوك رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي صدق الرؤيا ولكن لم يخضع إلا لمنطق العمل و التدافع. فإن كانت رؤانا ترعب النظام و تقلق الخصوم فنحن نعتبرها رسائل غيبية لا تزيدنا إلا اطمئنانا وحبلا ممدودا بين الأرض و السماء ولا نتجرأ على الله بِعَدٍ مادي لما لا يخضع إلا لمشيئة الله تعالى. ومع ذلك فسنة 2006 لم تنته بعد، ما زالت فيها أيام و ليالي و ساعات و آلاف الدقائق و الثواني، وأمر الله يكون ما بين حرف الكاف و النون.








محللون يقولون إن حديثكم عن هذا الحدث إنما جاء برغبة من الجماعة في جر النظام إلى القيام بحملات أمنية ضدها لتستغلوها في اللعب على الورقة الحقوقية والانتهاكات في حق جماعتكم وذلك بهدف كسب واستقطاب أنصار جدد والتربع على الواجهة الإعلامية؟


لدى الجماعة فكر معقد و مسار متعدد الأبعاد قد يُعْجِز الكثير من المحللين رغم حنكتهم. أما المتطفلون على التحليل، خاصة إذا أضافوا إلى النقص في الأدوات الولاء لتيار ما أو الطمع في غرض ما، فلا يمكنهم إلا أن يخوضوا في تخمينات مجانية و أن يضربوا أخماس الأوهام بأسداس الافتراضات. فلكل قراءاته و كل قدْح ينضحُ بما فيه. كثير من يجعل التربع على عرش الإعلام جنة فردوسه، أقول لهؤلاء لكم دينكم و لنا دين و نحن أبعد من السياسة السياسوية بُعد السماء عن الأرض.







هل ما زلت مصرة على أفكارك حول الجمهورية؟


لم تعد أفكاري. لقد أصبحت بعد إثارة محاكمة على إثرها، موضوع حوار وطني على عاتق الفضلاء من أبناء هذا البلد أمانة جعله فرصة تحول تاريخي نحو الأفضل.






هل يوافقك والدك الرأي بخصوصها؟


أنا ابنة مدرسة والدي . السؤال الذي يجب أن يطرح هو مدى موافقة هذا الرأي لمبدأ الخلافة الذي يعتبر من أسس مدرسة العدل والإحسان. والجواب أن لا تناقض كما يظن بعض المحللين السطحيين. فالخلافة روح أصيلة قد تتجسد في العديد مما أبدعته التجربة الإنسانية من أشكال حديثة للحكم.






منقول عن موقع الأستذة نادية ياسين
http://nadiayassine.net/ar/page/12781.htm

همام
13-12-2006, 21:36
اللهم ألهمنا الحكمة وفصل الخطاب، جزاك الله خيرا

abdelkader
10-03-2007, 15:41
اللهم ارزقنا لسانا ذاكرا وقلبا خاشعا وبدنا على البلاء صابرا

يا رب

جزاك الله كل خير اخي والله الموفق