مشاهدة النسخة كاملة : الرحمة المهداة



نصر الله
23-12-2006, 22:48
http://www.geocities.com/rms185/saalaam.gif


كان صلى الله عليه وسلم رحيماً في رسالته ودعوته وعبادته وأخلاقه وطعامه وشرابه وحِله وترحاله، وكان رحمة على القريب والبعيد، والإنس والجن، والحيوان والطير، والنبات والشجر، يرحم الكبير، ويعطف على الصغير، وصفه ربه تعالى بقوله: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”، وأوصاه ربه تعالى بقوله: “فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فإذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين”.

هذه هي الرحمة التي وصف بها الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله جل وعلا: “بالمؤمنين رؤوف رحيم”.

ولِم لا وقد كتب سبحانه الرحمة على نفسه، فقال جل وعلا: “وكان بالمؤمنين رحيماً”؟ لِم لا وقد سبقت رحمته غضبه، وسبق عطفه عقابه، وسبق عدله إحسانه؟
قال صلى الله عليه وسلم: “إن الله أول ما خلق، خلق القلم وقال له اكتب، قال: يا رب وماذا أكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن الى يوم القيامة، أن سبقت رحمتي غضبي”.

وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: “جعل الله الرحمة مائة جزء فأمسك عنده تسعة وتسعين وأنزل في الأرض جزءاً واحداً. فمن ذلك الجزء يتراحم الخلق حتى ترفع الفرس حافرها عن ولدها خشية أن تصيبه”.
ويقول عليه الصلاة والسلام: “إنما أنا رحمة مهداة” أخرجه الدارمي وغيره.


ينبوع الحنان

وهذه بعض مواقف رحمته صلى الله عليه وسلم بالصغار:
جلس النبي يوماً وجاء الحسين فقبله، وكان عند النبي رجل اسمه الأقرع بن حابس، فقال الأقرع: أوتقبلون صبيانكم؟ والله إن لي عشرة أولاد ما قبلت منهم واحداً قط، فقال ينبوع الحنان ومعين الرحمة صلى الله عليه وسلم: “أوأملك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ من لا يَرحم لا يُرحم”.

وسجد مرة صلى الله عليه وسلم فصعد الحسن على ظهره، فأطال السجود، فلما سلّم اعتذر للناس وقال: “ان ابني هذا ارتحلني، فكرهت أن أرفع رأسي حتى ينزل”.
“ولمّا بكت أمامة بنت زينب ابنته حملها وهو يصلي بالناس، فإذا سجد وضعها، وإذا قام رفعها”، أخرجه البخاري ومسلم عن أبي قتادة.

أما عن رحمته صلى الله عليه وسلم بالطير والحيوان فهذا بعض منها:
ففي الحديث الذي رواه أحمد وأبو داود عن عبدالله بن جعفر رضي الله عنهما قال: دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم حائطاً لرجل من الأنصار، فإذا فيه جمل، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم حن وذرفت عيناه، فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمسح ذفراه، فسكت، فقال: من ربُّ هذا الجمل؟ فجاء فتى من الأنصار فقال له: أنا يا رسول الله. فقال: أفلا تتقي الله في هذه البهيمة التي ملكك الله إياها؟ فإنه شكا إليّ أنك تُجيعُه وتدئبه” أرأيتم الجمل كيف يشكو الى رسول الله ظلم صاحبه له؟

وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فانطلق لحاجته فرأينا حُمَّرة وهي نوع من الطير معها فرخان، فأخذنا فرخيها، فجاءت الحُمرة، فجعلت تعرش أي ترف بجناحيها فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال: “من فجع هذه بولديها؟ ردوا ولديها إليها”.
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم قرية نمل قد حرقناها فقال: “من حرّق هذه؟” قلنا: نحن يا رسول الله، قال: “إنه لا يعذب بالنار إلا رب النار” (رواه أبو داود).

ولذلك كان حذيفة بن اليمان رضي الله عنه إذا أكل طعام الإفطار أخذ فتات الخبز ليلقيه للنمل في أجحارها، فإذا سُئل: لِم تفعل ذلك؟ قال: هم جيراني ولهم علي حقوق. فإذا كانت هذه هي رحمة حذيفة بجيرانه من النمل فكيف تكون رحمته بالناس؟


ما أرحمك وما أبرك

كما وسعت رحمته صلى الله عليه وسلم خصومه وأعداءه الذين آذوه أشد الأذى، وكذبوه أشد التكذيب، لما ظفر بهم وتمكن منهم ونصره الله عليهم، فبعد أن دخل مكة فاتحاً، وطوق الحرم بالجيش، قال لهم: “ما ترون أني فاعل بكم؟” قالوا: أخ كريم وابن أخ كريم، قال: “اذهبوا فأنتم الطلقاء”. فيبكي أبوسفيان بن حرب ويقول: لا إله إلا الله، ما أرحمك وما أبرك وما أوصلك.

ولما كان عام الفتح أيضاً ألقى الله الإسلام في قلب أبي سفيان بن الحارث، ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذي لطالما هجاه بشعره، وسبه ولعنه وآذاه، فخرج أبو سفيان متنكراً خشية أن يفتك به صلى الله عليه وسلم، فتصدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم فعرفه وأعرض عنه، فتحول الى الجانب الآخر فأعرض عنه. فكلمته أم سلمة رضي الله عنها فيه، فقالت: يا رسول الله، ابن عمك! قال: “لا حاجة لي به، أما ابن عمي فهتك عرضي”. فلما بلغه ذلك قال أبو سفيان: والله ليأذن لي أو لآخذن بيدي بني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشاً وجوعاً، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم رق لهما، ثم أذن لهما، فدخلا عليه، فأسلما.

صلى الله عليه و سلم

المختار
03-01-2007, 23:31
مشاركات قيمة تقبلها الله اخي الكريم

نصر الله
05-01-2007, 15:31
بارك الله فيك اخي الكريم
اختارنا و إياك الله مع الذين ظلهم تحت ظل عرشه يوم لا ظل إلا ظله
ونفع الله بك الأمة
إنه ولي ذلك و القادر عليه